الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمودة. قال ابن قزأوغلى في تاريخه: وهو الذي نفى البخارىّ عن بخارى لمّا قال:
لفظى بالقرآن مخلوق؛ وكان يحبّ العلماء والحديث؛ أنفق في طلب الحديث والعلم ألف ألف درهم. وفيها توفّى عيسى بن الشيخ بن السّليل «1» أبو موسى الذّهلىّ الشّيبانىّ.
كان غلب على دمشق أيام المهتدى وأوّل أيام المعتمد. وفيها توفّى محمد بن إبراهيم أبو حمزة «2» الصّوفىّ البغدادىّ أستاذ البغداديين، وهو أوّل من تكلم في هذه المذاهب: من صفاء الذكر وجمع الهمّ والمحبّة والعشق والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس المنابر ببغداد أحد؛ كان عالما بالقراءات، وجالس الإمام أحمد بن حنبل؛ وكان الإمام أحمد إذا جرى في مسألة «3» شىء من كلام القوم يلتفت إليه ويقول: ما تقول في هذه المسألة يا صوفىّ. وصحب سريّا السّقطىّ والجنيد وحسنا المسوحىّ «4» وغيرهم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 270]
السنة السادسة عشرة من ولاية أحمد بن طولون على مصر، وهى سنة سبعين ومائتين، أعنى التى مات فيها أحمد بن طولون المذكور- فيها كانت أيضا
وقائع بين الموفّق طلحة وبين صاحب الزّنج، قتل في آخرها صاحب الزنج علىّ «1» ، لعنه الله تعالى. وفيها انشقّ ببغداد [فى «2» ] الجانب الغربىّ شقّ من نهر عيسى، فجاء الماء إلى الكرخ فهدم سبعة آلاف دار. وفيها ظهر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم العلوىّ بصعيد مصر وتبعه خلق كثير، فجهّز إليه أحمد بن طولون جيشا، فكانت بينهم حروب حتى ظفر أصحاب ابن طولون به، فحملوه إليه فقتله ومات بعده بيسير. وفيها بنى أحمد ابن طولون على قبر معاوية بن أبى سفيان أربعة أروقة، ورتّب عند القبر أناسا يقرءون القرآن ويوقدون الشموع عند القبر. وفيها توفّى إسماعيل بن عبد الله بن ميمون ابن عبد الحميد بن أبى الرجال الحافظ أبو نصر «3» العجلىّ، سمع خلقا كثيرا، وروى عنه غير واحد، وكان ثقة شاعرا فصيحا، ومات وله أربع وثمانون سنة. وفيها توفّى القاضى بكّار بن قتيبة بن عبد الله، وقيل: قتيبة بن أسد، بن [أبى «4» ] بردعة بن عبيد الله [ابن بشير «5» بن عبيد الله] بن أبى بكرة الثّقفىّ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكنية القاضى بكّار هذا أبو بكرة، القاضى البصرىّ الحنفىّ؛ ولد بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة، وهو أحد الأئمة الأعلام، كان عالما فقيها محدّثا صالحا ورعا عفيفا ثقة، مات وهو أعلم أهل زمانه بالديار المصرية. وفيها توفّى داود بن علىّ بن خلف أبو سليمان الظاهرىّ صاحب مذهب الظاهرية «6» المعروف بداود الظاهرىّ، وهو أوّل من نفى القياس في الأحكام الشرعية وتمسّك بظواهر النصوص؛ وأصله من أصبهان،
وسمع الكثير ولقى الشيوخ وتبعه خلق كثير، وقدم بغداد وصنّف بها الكتب، وتوفّى بها في رمضان، وقيل: فى ذى القعدة. وفيها توفّى الرّبيع بن سليمان بن عبد الجبّار ابن كامل أبو محمد المرادىّ الفقيه صاحب الشافعىّ رضى الله عنه، نقل عنه معظم أقاويله، وكان فقيها فاضلا ثقة ديّنا، مات بمصر في شوّال وصلّى عليه صاحب مصر خمارويه ابن أحمد بن طولون. وفيها توفى عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البخترىّ العنبرىّ الكوفىّ، كان محدّثا فاضلا، قدم بغداد وحدّث بها. وفيها توفّى علىّ بن محمد صاحب الزّنج وقائدهم، وقيل: اسمه نهيود، وهو صاحب الوقائع المقدّم ذكرها مع الموفّق وعساكره؛ وكانت مدّة إقامته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام، ولقى الناس منه في هذه المدّة شدائد؛ قال الصّولىّ: قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف ما بين شيخ وشابّ وذكر وأنثى، وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف، وكان له منبر في مدينته يصعد عليه ويسبّ عثمان وعليّا ومعاوية وطلحة والزبير وعائشة رضى الله عنهم، وهذا هو رأى الخوارج الأزارقة- لعنة الله عليهم- واستراح المسلمون بموته كثيرا، ولله الحمد، وفيها توفّى الفضل بن عبّاس بن موسى الأستراباذىّ، سمع «1» أبا نعيم وروى عنه أبو نعيم عبد الملك بن عدىّ، كان فقيها فاضلا مقبول القول عند الخاصّ والعامّ. وفيها توفى محمد [بن اسحاق «2» ] بن جعفر الحافظ أبو بكر الصّغانىّ، رحل في طلب الحديث، وسمع الكثير، ولقى الشيوخ وكتبوا عنه. وفيها توفى محمد «3» بن الحسين بن المبارك أبو جعفر، ويعرف بالأعرابىّ،