الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 326]
السنة الرابعة من ولاية الإخشيذ على مصر، وهى سنة ستّ وعشرين وثلثمائة- فيها سار أبو عبد الله البريدىّ لمحاربة بجكم بعد أن استعان البريدىّ بالأمير علىّ ابن بويه؛ فبعث علىّ بن بويه معه أخاه أبا الحسين أحمد بن بويه. وأما البريديّون فهم ثلاثة: أبو عبد الله، وأبو الحسين، وأبو يوسف، كانوا كتّابا على البريد. وفيها قطعت يد الوزير ابن مقلة الكاتب المشهور ثم قطع لسانه ومات «1» فى حبسه. وسببه أنّ ابن رائق لمّا وصل إليه التدبير كتب ابن مقلة الى بجكم يطمعه في الحضرة، وبلغ ابن رائق، وأظهر الخليفة أمره واستفتى القضاة، فيقال: إنهم أفتوا بقطع يده، ولم يصحّ ذلك؛ فأخرجه الراضى الى الدّهليز وقطع يده بحضرة الأمراء؛ وحبس ابن مقلة واعتلّ «2» ؛ فلما قرب بجكم من بغداد قطع ابن رائق لسانه أيضا؛ وبقى في الحبس الى أن مات، حسبما يأتى ذكره. وفيها ورد كتاب ملك الروم الى الراضى، وكانت الكتابة بالروميّة بالذهب والترجمة العربيّة بالفضّة، وعنوانه من رومانس وقسطنطين وإسطفانس عظماء ملوك الروم الى الشريف البهىّ ضابط سلطان المسلمين:
" باسم الأب والابن وروح القدس الإله الواحد، الحمد لله ذى الفضل العظيم، الرءوف بعباده الجامع للمفترقات، والمؤلّف للأمم المختلفة في العداوة حتى يصيروا
واحدا
…
"، وحاصل الكتاب أنّه أرسل بطلب الهدنة. فكتب اليهم الراضى بإنشاء أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة «1» بعد البسملة:
" من عبد «2» الله أبى العباس الإمام الراضى بالله أمير المؤمنين الى رومانس وقسطنطين وإسطفانس رؤساء الروم. سلام على من اتّبع الهدى، وتمسّك بالعروة الوثقى، وسلك سبيل النجاة والزّلفى
…
» . ثم أجابهم الى ما طلبوا. وفيها قلّد الخليفة الراضى بجكم إمارة بغداد وخراسان، وابن رائق مستتر. وفيها كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدّمستق، ونصر الله الاسلام وهرب الدّمستق، وقتل من ناصريه «3» خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه، وفيها توفّى إبراهيم بن داود أبو إسحاق الرّقّىّ؛ كان من جلّة مشايخ دمشق وله كرامات وأحوال. وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين «4» الجرّار «5» النحوىّ، كان له التصانيف في علوم القرآن وغيرها.