الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قدمه فيها ورسخت، حتى ورد عليه الخبر بموت الخليفة المقتدر في شوّال سنة عشرين وثلثمائة، وبويع بالخلافة من بعده أخوه القاهر بالله محمد؛ فأقرّ القاهر تكين هذا على عمله بمصر وأرسل إليه بالخلع؛ ودام تكين على ذلك حتى مرض ومات بها فى يوم السبت لستّ عشرة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، وحمل في تابوت الى بيت المقدس فدفن به. وتولّى «1» مصر بعده محمد بن طغج.
وكانت ولاية تكين هذه المرّة على مصر تسع سنين وشهرين وخمسة أيام. وكان تكين المذكور يعرف بتكين الخاصّة وبالخزرىّ، وكان أميرا عاقلا شجاعا عارفا مدبّرا، ولى الأعمال الجليلة، وظالت أيّامه في السعادة، وكان عنده سياسة ودربة بالأمور ومعرفة بالحروب. رضى الله عنه.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 312]
السنة الأولى من ولاية تكين الرابعة على مصر، وهى سنة اثنتى عشرة وثلثمائة- فيها حجّ بالناس الحسن «2» بن عبد العزيز الهاشمىّ. وفيها عارض أبو طاهر بن أبى سعيد الجنّابىّ القرمطىّ الحاجّ وهو في ألف فارس وألف راجل، وكان من جملة الحجّاج أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وأحمد بن بدر عمّ السيدة أمّ المقتدر، وشقيق «3» خادمها وجماعة من الأعيان؛ فأسر القرمطىّ الجميع وأخذ جميع أموال الحاجّ، وسار بهم الى
هجر «1» ؛ ثم بعد أشهر أطلق القرمطىّ أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان المذكور. وفيها أرسل القرمطىّ المقدّم ذكره يطلب من المقتدر البصرة والأهواز. وذكر ابن حمدان أنّ القرمطىّ قتل من الحاجّ من الرجال ألفين ومائتين ومن النساء ثلثمائة، وبقى عنده بهجر ألفان ومائتا رجل وخمسمائة امرأة. وفيها فتحت فرغانة «2» على يد أمير خراسان.
وفيها أطلق أبو نصر وأبو عبد الله ولدا أبى الحسن بن الفرات وخلع عليهما؛ وقد وزّر أبوهما ابن الفرات ثالث مرّة، وملك من المال ما يزيد على عشرة آلاف ألف دينار، وأودع المال عند وجوه بغداد؛ وكان جبّارا فاتكا، وفيه كرم وسياسة، ومات «3» فى هذه السنة. وفيها توفّيت فاطمة بنت عبد الرّحمن ابن أبى صالح الشيخة أمّ محمد الصوفيّة، كانت من الصالحات المتعبّدات، طال عمرها حتى جاوزت الثمانين، ولقيت جماعة كثيرة من مشايخ القوم، وكان لها أحوال وكرامات. وفيها توفّى محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الحافظ أبو بكر الواسطىّ المعروف بالباغندىّ «4» ، سمع علىّ بن المدينى «5» ومحمد بن عبد الله بن نمير وشيبان بن فرّوخ وغيرهم بمصر والشام والعراق، وعنى بشأن الحديث أتمّ عناية، وروى عنه دعلج ومحمد بن المظفّر وعمر بن شاهين وأبو بكر بن المقرىّ وخلق كثير. قال أبو بكر الأبهرىّ «6» وغيره سمعنا أبا بكر الباغندىّ يقول: أجبت في ثلثمائة ألف مسئلة في حديث