الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يذكر؛ عليه اللعنة والخزى. ولما تزايد أمره صلبه بعض السلاطين وهو ابن ستّ وثمانين سنة «1» . وفيها توفّى أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد النيسابورىّ الحيرىّ الواعظ الإمام، مولده بالرّىّ ثم قدم نيسابور وسكنها، وكان أوحد مشايخ عصره وعنه انتشرت طريقة التصوّف بنيسابور.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو العباس أحمد ابن محمد بن مسروق، وبهلول بن إسحاق الأنبارىّ «2» ، والجنيد شيخ الطائفة، والحسن ابن علّويه القطّان، وأبو عثمان الحيرىّ الزاهد، ومحمد بن علىّ بن طرخان البلخىّ الحافظ، ومحمد بن سليمان المروزىّ، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع وأربع أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 299]
السنة الثانية من ولاية تكين الأولى على مصر، وهى سنة تسع وتسعين ومائتين- فيها قبض المقتدر على وزيره أبى الحسن علىّ بن الفرات ونهبت دوره وهتكت حرمه، بسبب أنه قيل للخليفة: إنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد، ونهبت بغداد عند القبض عليه؛ واستوزر المقتدر أبا علىّ محمد بن عبيد الله بن يحيى ابن خاقان. وفيها سار «3» عبيد الله المهدىّ الفاطمىّ الى المهديّة ببلاد المغرب ودعى له بالخلافة برقّادة والقيروان وتلك النواحى؛ وعظم ملكه فشقّ ذلك على الخليفة
المقتدر العباسىّ. وفيها توفّى أحمد بن نصر بن إبراهيم «1» الحافظ أبو عمرو الخفّاف، رحل في طلب الحديث ولقى الشيوخ، وكان زاهدا متعبّدا صام نيّفا وثلاثين سنة وتصدّق سرّا وعلانية بأموال كثيرة. وفيها توفّى الحسين بن عبد الله بن أحمد الفقيه أبو على الخرقىّ «2» والد الإمام عمر مصنف كتاب" [مختصر «3» ] الخرقىّ" فى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، وكان زاهدا عابدا، مات يوم عيد الفطر. وفيها توفّى محمد بن أحمد بن كيسان الإمام أبو الحسن النحوىّ اللغوىّ أحد الأئمة النحاة، كان يحفظ مذاهب البصريّين والكوفيّين في النحو، لأنه أخذ عن المبرّد وثعلب. وفيها توفّى محمد بن إسماعيل الشيخ أبو عبد الله المغربىّ الزاهد أستاذ ابراهيم الخوّاص وابراهيم بن شيبان وغيرهما، كان كبير الشأن في علم المعاملات والمكاشفات، وحجّ على قدميه سبعا وتسعين حجّة. قال إبراهيم بن شيبان: توفّى أبو عبد الله على جبل الطور فدفنته إلى جانب أستاذه علىّ بن رزين بوصيّة منه، وعاش كلّ واحد منهما عشرين ومائة سنة.
قلت: ولهذا حجّ سبعا وتسعين حجّة. وفيها توفّى محمد بن يحيى بن محمد البغدادىّ المعروف ب «حامل كفنه» ، كان فاضلا، وقع له غريبة وهو أنّه مرض فأغمى عليه فغسّل وكفّن ودفن، فلمّا كان الليل جاءه نبّاش فنبش عنه، فلما حلّ أكفانه ليأخذها استوى قائما، فخرج النبّاش هاربا؛ فقام هو وحمل أكفانه وجاء إلى منزله وأهله وهم يبكون عليه، فدقّ الباب، فقالوا: من؟ قال: أنا فلان؛ فقالوا: يا هذا، لا يحلّ لك أن تزيدنا على ما نحن فيه! قال: افتحوا فو الله أنا فلان؛ فعرفوا صوته ففتحوا