الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمطروا وكذّب الله المنجّمين. وفيها حجّ بالناس محمد بن عبد الله بن ترنجة.
وفيها توفّى أحمد بن المبارك أبو عمرو المستملى النّيسابورىّ الزاهد العابد، كان يسمّى راهب عصره، يصوم النهار ويقوم الليل، وكانت وفاته بنيسابور في جمادى الآخرة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفى إسحاق بن الحسن «1» الحربىّ «2» ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملى، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشىّ [العتابىّ «3» ] ومحمود بن الفرج الأصبهانىّ الزاهد، وهشام بن على السّيرافىّ، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادىّ «4» .
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثلاث عشرة إصبعا، مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 285]
السنة الثانية من ولاية هارون على مصر، وهى سنة خمس وثمانين ومائتين- فيها في يوم الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرّم قطع صالح بن مدرك الطائىّ الطريق في جماعة من طيئ على الحجّاج [بالأجفر «5» ] ، فأخذوا من الأموال والمماليك
والنساء ما قيمته ألف ألف دينار. وفيها ولّى المعتضد ابن أبى الساج أرمينية وأذربيجان وكان قد غلب عليهما. وفيها غزا راغب الخادم مولى الموفّق بلاد الروم في البحر فأظفره الله بمراكب كبيرة وفتح حصونا كثيرة. وفيها حجّ بالناس محمد بن عبد الله بن ترنجة. وفيها في شهر ربيع الأوّل هبّت ريح صفراء بالبصرة ثم صارت خضراء ثم سوداء وامتدّت في الأمصار، ثم وقع عقيبها مطر وبرد وزن البردة مائة وخمسون درهما، وقطعت الريح نحو ستمائة نخلة، ومطرت قرية «1» من القرى حجارة سودء وبيضاء. وفيها في ذى الحجة منها قدم الأمير على ابن الخليفة المعتضد بالله بغداد، وكان قد جهّزه أبوه لقتال محمد بن زيد العلوىّ، فدفع محمد ابن زيد عن الجبال وتحيّز الى طبرستان، ففرح به أبوه المعتضد وقال: بعثناك ولدا فرجعت أخا، ثم أعطاه ألف ألف دينار. وفي ذى الحجة أيضا خرج الخليفة المعتضد وابنه علىّ يريد آمد «2» لمّا بلغه موت عيسى بن الشيخ بعد أن صلّى ابنه علىّ المذكور بالناس يوم الأضحى ببغداد، وركب كما يركب ولاة العهود. وفيها توفى إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله أبو إسحاق المروزىّ الحربىّ، كان إماما عالما فاضلا زاهدا مصنّفا، كان يقاس بالإمام أحمد بن حنبل في علمه وزهده. وفيها توفى الأمير أحمد بن عيسى بن الشيخ صاحب آمد وديار بكر، كان ولّاه إيّاهما المعتزّ، فلما قتل المعتزّ استولى عليهما الى أن مات في هذه السنة، فاستولى عليهما ابنه محمد فسار المعتضد فأخذهما منه واستعمل عليهما نوّابه. وفيها
توفّى إمام النحاة المبرّد «1» واسمه محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسّان بن سليمان الإمام العلّامة أبو العبّاس البصرىّ الأزدىّ المعروف بالمبرّد، انتهت إليه رياسة النحو واللغة بالبصرة، ولد سنة ستّ ومائتين وقيل: سنة عشر ومائتين.
وكان المبرّد وأبو العبّاس أحمد بن يحيى الملقّب بثعلب صاحب كتاب الفصيح عالمين متعاصرين؛ وفيهما يقول أبو بكر بن أبى الأزهر:
أيا طالب العلم لا تجهلن
…
وعذ بالمبرّد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى
…
فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة
…
بهذين في الشرق والمغرب
وكان المبرّد يحبّ الاجتماع والمناظرة بثعلب وثعلب يكره ذلك ويمتنع منه. ومن شعر المبرّد:
يا من تلبّس أثوابا يتيه بها
…
تيه الملوك على بعض المساكين
ما غيّر الجلّ «2» أخلاق الحمار ولا
…
نقش البرادع أخلاق البراذين «3»