الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعفرا المقتدر. وفيها توفّى سليمان بن محمد «1» بن أحمد أبو موسى النحوىّ كان يعرف بالحامض «2» ، وكان إماما في النحو وغيره وله تصانيف كثيرة، منها:" خلق الانسان"، و" كتاب الوحوش والنبات"، و" غريب الحديث" ومات في ذى الحجّة. وفيها توفّى عبد الصمد بن عبد الله القاضى أبو محمد القرشىّ قاضى دمشق، حدّث عن هشام ابن عمّار وغيره، وروى عنه أبو زرعة الدّمشقىّ وجماعة أخر. وفيها توفّى الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب أبو خليفة الجمحىّ البصرىّ، كان رحلة «3» الآفاق في زمانه، واسم أبيه عمرو ولقبه الحباب، ولد سنة ستّ ومائتين، وكان محدّثا ثقة راوية للأخبار فصيحا مفوها أديبا.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وإصبعان.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 306]
السنة الرابعة من ولاية ذكا الرومىّ على مصر، وهى سنة ستّ وثلثمائة- فيها فتح بيمارستان «4» السيدة أمّ المقتدر «5» ببغداد، وكان طبيبه سنان بن ثابت، وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار. وفيها أمرت أمّ المقتدر ثمل القهرمانة «6» أن تجلس بالتّربة التى بنتها بالرّصافة للمظالم وتنظر في رقاع الناس في كلّ يوم «7» جمعة؛ فكانت
ثمل المذكورة تجلس ويحضر الفقهاء والقضاة والأعيان وتبرز التواقيع وعليها خطّها.
وفيها حجّ بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمىّ؛ وقيل: أحمد بن العباس أخو أمّ موسى القهرمانة. وفيها توفّى أحمد بن عمر بن سريج القاضى أبو العبّاس البغدادىّ الفقيه العالم المشهور، قال الدارقطنىّ: كان فاضلا لولا ما أحدث في الإسلام مسألة الدور «1» فى الطلاق. وفيها توفّى أحمد بن يحيى الشيخ أبو عبد الله بن الجلّى «2» أحد مشايخ الصوفيّة الكبار، صحب أباه وذا النون المصرىّ وأبا تراب «3» النّخشبىّ؛ قال الرّقىّ «4» :
[لقيت نيّفا «5» وثلثمائة من المشايخ المشهورين فما لقيت أحدا بين يدى الله وهو يعلم أنه بين يدى الله أهيب من ابن الجلّى] . وفيها توفّى الأمير أبو عبد الله الحسين بن حمدان ابن حمدون التّغلبىّ «6» عمّ السلطان سيف الدولة بن حمدان، كان معظّما في الدول، ولّاه الخليفة المكتفى محاربة الطّولونيّة، ثم ولى حرب القرامطة في أيام المقتدر؛ ثم ولى ديار ربيعة فغزا وافتتح حصونا وقتل خلقا من الروم، ثم خالف وعصى على الخلافه فسار لحربه رائق الكبير فانكسر فتوجّه رائق إلى مؤنس الخادم وانضم إليه وعاد إليه