الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى إبراهيم بن علىّ أبو إسحاق الهجيمى، والحسن بن محمد الوزير أبو محمد المهلّبىّ، ودعلج بن أحمد السّجزىّ، وعبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادىّ بمصر، وعبد الباقى بن قانع أبو الحسين فى شوّال، وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد النقّاش في شوّال، وله خمس وثمانون سنة، وأبو جعفر محمد بن علىّ بن دحيم «1» الشّيبانىّ، وأبو محمد يحيى بن منصور قاضى نيسابور.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وإحدى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وسبع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 352]
السنة الثالثة من ولاية علىّ بن الإخشيذ على مصر، وهى سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة- فيها في يوم عاشوراء ألزم معزّ الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الطبّاخين من الطبخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المسوح، وأخرجوا النساء منشورات الشعور يقمن المأتم على الحسين بن علىّ رضى الله عنه. قلت: وهذا أوّل يوم وقع فيه هذه العادة القبيحة الشّيعيّة ببغداد. وكان ذلك في صحيفة معزّ الدولة بن بويه؛ ثم اقتدى به من جاء بعده من بنى بويه، وكلّ منهم رافضىّ خبيث.
نذكر ذلك كلّه فيما يأتى في الحوادث إن شاء الله تعالى. وفيها أصاب سيف الدولة علىّ بن عبد الله بن حمدان فالج في يده ورجله. وفيها قال ثابت بن سنان: أرسل بعض بطارقة الأرمن الى ناصر الدولة الحسن بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما
خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما؛ والالتصاق كان في الجنب، ولهما بطنان وسرّتان ومعدتان، وتختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، وكلّ واحد منهما يكمل الخلق، وكان أحدهما يميل الى النساء والآخر الى المرد. وقال القاضى [علىّ بن الحسن «1» التنوخىّ] : ومات أحدهما وبقى أيّاما وأنتن وأخوه حىّ. فجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصلهما فلم يقدروا؛ ومات الآخر من رائحة الميّت بعد أيّام. وفيها قتل ملك الروم وصار الدّمستق هو الملك واسمه تقفور. وفيها توفّيت خولة أخت سيف الدولة بن حمدان بحلب؛ وهى التى رثاها المتنبى بقوله:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
…
كناية بهما عن أشرف النّسب
وفيها انتصرت الرّوم على الإسلام بكائنة «2» حلب وضعف أمر سيف الدولة بعد تلك الملاحم الكبار التى طيّر فيها لبّ العدوّ ومزّقهم. ولله الأمر.
وفيها خرج أيضا سيف الدولة غازيا، فسار الى حرّان «3» وعطف على ملطية، وقتل من الروم خلائق وملأ يده سبيا وغنائم، ولله الحمد. وفيها في شعبان ورد غزاة خراسان نحو ستمائة رجل الى الموصل يريدون الجهاد نجدة لأهل الموصل.
وفيها عبرت الروم الفرات لقصد الجزيرة؛ فتهيّأ ناصر الدولة بن حمدان لقتالهم. وفيها اجتمع أهل بغداد ووبّخوا الخليفة المطيع لله بكائنة حلب، وطلبوا منه أن يخرج بنفسه الى الغزو ويأخذ بثأر أهل حلب. وبينما هم في ذلك ورد الخبر بموت طاغية الرّوم وأن الخلف وقع بينهم فيمن يملّكونه عليهم، وأن أهل طرسوس غزوهم وانتصروا