الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إماما عالما بارعا. وفيها توفّى محمد بن عبد الله الشيخ أبو بكر الدّقاق، كان من كبار مشايخ القوم وكان صاحب أقوال «1» وكرامات.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفى أحمد بن على الأبّار، والحسن بن سهل المجوّز «2» ، والحسين بن إسحاق التّسترىّ، وعبد الله بن أحمد بن محمد ابن حنبل، ومحمد بن زكريا الغلابىّ الإخبارى، ومحمد بن العباس المؤدّب، ومحمد ابن يحيى بن المنذر القزّاز «3» أحد شيوخ الطّبرانى.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وثلاث وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة ثلاث عشرة ذراعا وأربع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 291]
السنة الثامنة من ولاية هارون على مصر، وهى سنة إحدى وتسعين ومائتين- فيها قتل الحسين بن زكرويه القرمطىّ المعروف بصاحب الشامة. وفيها زوّج المكتفى ولده أبا أحمد «4» بابنة وزيره القاسم بن عبيد الله؛ وخطب أبو عمر «5» القاضى، وخلع على القاسم أربعمائة خلعة، وكان الصّداق مائة ألف دينار. وفيها خرجت الترك إلى بلاد المسلمين في جيوش عظيمة، يقال: كان معهم سبعمائة خركاة «6» تركيّة
ولا تكون الخركاه إلا لأمير، فنادى إسماعيل بن أحمد في خراسان وسجستان وطبرستان بالنّفير وجهّز جيوشه فوافوا الترك على غرّة سحرا فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزم من بقى، وغنم المسلمون وسلموا وعادوا منصورين. وفيها بعث صاحب الروم جيشا مبلغه مائة ألف فوصلوا الى الحدث «1» فنهبوا وسبوا وأحرقوا. وفيها غزا غلام زرافة «2» من طرسوس الى الروم فوصل الى أنطاكية «3» وهى تعادل قسطنطينية، فنازلها الى أن افتتحها عنوة وقتل نحوا من خمسة آلاف وأسر أضعافهم واستنقذ من الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم من الأموال ما لا يحصى بحيث إنه أصاب سهم الفارس ألف دينار. وفيها خلع المكتفى على محمد بن سليمان الكاتب وعلى محمد بن إسحاق ابن كنداج وعلى أبى الأغرّ «4» وعلى جماعة من القوّاد، وأمرهم بالسمع والطاعة لمحمد ابن سليمان المذكور، وندب الجميع بالمسير الى دمشق لقبض ما كان بيد هارون بن خمارويه صاحب الترجمة من الأعمال، لأنه كانت الوحشة قد وقعت بينهما.
وفيها حجّ بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمىّ العباسىّ. وفيها توفّى إبراهيم بن أحمد ابن اسماعيل «5» ، الشيخ أبو إسحاق الخوّاص البغدادىّ، كان أوحد أهل «6» زمانه في التوكّل، صحب أبا عبد الله المغربىّ، وكان من أقران الجنيد، وله في الرياضات والسياحات
مقامات. وفيها توفّى أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار «1» أبو العبّاس الشّيبانى مولاهم ثعلب «2» النحوىّ إمام أهل الكوفة، مولده في سنة مائتين. وفيها توفّى الوزير القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد والمكتفى، كان «3» شابّا غرّا قليل الخبرة بالأمور مستهتكا للمحارم؛ وإنما استوزره المكتفى لأنه أخذ له البيعة وحفظ عليه الأموال.
وفيها توفّى هارون بن موسى بن شريك أبو عبد الله الثّعلبىّ الأخفش الشامى النحوىّ اللغوىّ، ولد سنة مائتين، سمع هشام بن عمّار وطبقته، وكان إماما فى فنون كثيرة بارعا مفنّنا؛ ولما مات جلس مكانه محمد بن نصير بن أبى حمزة.
وهذا هو الأخفش الشامىّ. وأما الأخفش البصرىّ فآسمه سعيد بن مسعدة.
قلت: وثمّ أخفش «4» ثالث وفاته سنة خمس عشرة وثلثمائة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو العبّاس ثعلب، واسمه أحمد بن يحيى، فى جمادى الأولى وله إحدى وتسعون سنة. وهارون بن موسى ابن شريك الأخفش المقرئ. وعبد الرّحمن بن محمد بن مسلم «5» الرّازى. ومحمد بن أحمد ابن النّضر ابن بنت معاوية. ومحمد بن إبراهيم البوشنجىّ الفقيه. ومحمد بن على الصائغ «6» المكىّ.