الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني والعشرون: مضار التربية السيئة
أولاً: عقوق الوالدين:
الآباء الذين لم يعتنوا بتربية أولادهم التربية الإسلامية سوف يجدون ما قدموا لأنفسهم في حياتهم وبعد وفاتهم، إلا من عصم الله ورحم، ففي الدنيا العقوق وعدم البر والصلة، وفي الآخرة يكون هذا الأب مسؤولاً أمام الخالق تبارك وتعالى عن الإهمال الذي قام به نحو أولاده، وكذلك إذا توفي الوالد وخلَّف أولاداً فسَّاقاً فإنه لا ينتفع منهم بعد موته؛ لأنهم قد لا يبتعدون عن الجرائم والآثام، فإذا فعلوا ذلك فيستبعد أن يدعوا لوالديهم، والصلاح شرط لقبول العمل وإيصاله إلى والد الولد ((ولدٌ صالحٌ يدعو له)). وقد ورد في قطيعة الأرحام وعقوق الوالدين أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رَغِمَ أنفُهُ، رَغِمَ أنفُهُ، رَغِمَ أنفُهُ)) قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: ((مَنْ أدْرَكَ والِدَيهِ عِنْدَ الكِبَر أحَدَهُما أو كِلاهُما، ثم لم يدخل الجنَّةَ)) (1).
وعن المغيرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ. وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وقال، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ)) (2).
(1) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة (رقم 2551).
(2)
أخرجه البخاري، كتاب في الاستقراض، باب ما ينهى عن إضاعة المال (رقم 2408)، ومسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات (رقم 593).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِنَ الكبائرِ شَتْمُ الرَّجل والدَيْهِ)) قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال:((نَعم، يَسُبُّ أبَا الرَّجل فيسبُّ أباه، ويَسبُّ أمّهُ فيسب أمّه)) (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَلَقَ الله الْخَلْقَ فلما فَرَغَ منه قَامَتِ الرَّحِمُ، فقال: مَهْ؟ قالت: هذا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ من الْقَطِيعَةِ. فقال: ألا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ من وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ من قَطَعَكِ؟ قالت: بَلَى يا رَبِّ! قال فَذَلِك لكِ)) (2).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّحِمُ معلَّقةٌ بالعَرْشِ، تقول: مَنْ وَصَلَني وصَلَهُ الله، ومَنْ قَطَعَني قَطَعَهُ الله)) (3).
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخُل الجنَّةَ قاطِعٌ)) (4).
(1) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب لا يسب الرجل والديه (رقم 5973) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها (رقم 90).
(2)
أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:{يريدون أن يبدلوا كلام الله} برقم 7502، كتاب التفسير، باب وتقطعوا أرحامكم (رقم 4830)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم 2554).
(3)
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله (رقم 5989)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم 2555).
(4)
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب إثم القاطع (رقم 5984)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (رقم 2556).