الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجال، والمترجِّلات من النساء، وقال:((أخْرِجُوهُم مِنْ بِيوتِكُمْ)) قال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة (1).
6 - أسلوب العتاب والعقاب
أسلوب العتاب والعقاب الذي في محله ولا يتجاوز حده من الأساليب النبوية في تقويم الأخطاء لدى الشباب، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة رضي الله عنها من الليل، فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته فصلى هوِّياً من الليل. قال فلم يسمع لنا حسًّا. قال: فرجع إلينا، فأيقظنا وقال:((قوما فصَلِّيا)) قال: فجلست وأنا أعرك عيني وأقول: إنا والله ما نصلي إلا ما كتب لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء يبعثنا بعثنا: قال: فولَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه: ((ما نُصلِّي إلا ما كَتَبَ لنا؟ ما نصلِّي إلا ما كَتَب لنا؟)) {وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} (2).
بهذا الأسلوب اللطيف الذي ليس فيه تجريح ولا توبيخ، عاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة رضي الله عنهما.
وعن معاوية بن جاهمة السلمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه البخاري، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت (4/ 72) رقم (5886).
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 91). والبخاري، الجامع الصحيح، كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة (4/ 398)، حديث (7465)، وهذا لفظ الإمام أحمد.
فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال:((وَيْحَكَ أحيَّةٌ أمُّك؟)) قلت: نعم. قال: ((ارجِع فبرَّهَا)) ثم أتيته من الجانب الآخر، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال:((ويْحَك أحيَّةٌ أمُّكَ؟)) قلت: نعم يا رسول الله، قال:((فارجِع إليْها فبُرَّها)) ثم أتيته من أمامه، فقلت يا رسول الله: إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال:((ويْحكَ أحيَّة أمُّك)) قلت: نعم يا رسول الله: قال: ((ويحَك الزَمْ رِجْلَها فثمَّ الجنَّة)) (1).
مع أن معاوية كرر على رسول الله صلى الله عليه وسلم الطلب إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد عن قوله: ((ويحك .. )).
ولكن العتاب يزداد مع حجم الخطأ، فيكون عقاباً يصل إلى تطبيق الحد الشرعي إذا لزم الأمر ذلك دون مراعاة للطبقات أو تأثرٍ بالعواطف.
كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال: يا رسول الله اقضِ بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، اقضِ لي يا رسول الله بكتاب الله، إن ابني كان
(1) أخرجه ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب الرجل يغزو وله أبوان (رقم 2781) وصححه الألباني، في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 386 - 387 رقم 2259).
عَسِيفاً (1) على هذا فزنى بامرأته. فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت بمائة من الغنم، ووليدة، ثم سألت أهل العلم فزعموا أن ما على ابني: جلد مائة وتغريب عام. فقال: ((والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بِكتابِ الله: أمَّا الغَنَم والوَلِيدة فردٌّ عَلَيْكَ، وعلى ابْنِكَ جَلْدُ مائَة وتَغْريبُ عامٍ. وأمَّا أنْتَ يا أنيس فاغْدُ على امْرأةِ هذَا فارْجُمْهَا))، فغَدا أنيسٌ فَرَجَمَها (2)(3).
*
…
*
…
*
(1) العسيف: قال مالك: الأجير، والجمع عسفاء ويطلق أيضاً على الخادم وعلى العبد وعلى السائل. ابن حجر، فتح الباري (12/ 139).
(2)
أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الحدود، باب من أمر غير الإمام بإقامة الحد غائباً عنه (4/ 259)، حديث (6835، 6836).
(3)
انظر: المنهاج النبوي في دعوة الشباب، لسليمان بن قاسم العيدي، (ص 305 – 343) بتصرف.