الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكرهه (1). وما ضرب شيئاً قط بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله (2)، وإذا استسلف سلفاً قضى خيراً منه (3)، وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا (4). وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً (5).
رابعاً: مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الشباب في التربية:
من مواقفه صلى الله عليه وسلم مع الشباب التي تدل على حسن خلقه معهم المواقف الآتية:
1 - الرفق بهم والشفقة عليهم
عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند مطولاً (3/ 133) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم 4182، 4789)، وفي ضعيف الجامع (رقم 4512).
(2)
أخرجه مسلم مطولاً، كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام (4/ 1814).
(3)
لما في صحيح البخاري، كتاب الاستقراض (2/ 173)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:((كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني)). وانظر: ابن القيم، زاد المعاد (1/ 165).
(4)
أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا، (4/ 1805).
(5)
المرجع السابق، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، من حديث عائشة رضي الله عنها (ص 1813).
ونحن شببه متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقاً (1) رحيماً، فقال:((ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ فعَلِّمُوهم ومُرُوهُم، وصَلُّوا كَمَا رأيْتُمونِي أصَلِّي، وإذَا حَضَرتِ الصَّلاة فليؤذِّنْ لَكُمْ أحَدَكُم، ثمَّ ليؤُمَّكُمْ أكبَرُكُم)) (2).
وانظر إلى شفقته صلى الله عليه وسلم لما طلع عليه مصعب بن عمير رضي الله عنه - وما كان بمكة أحسن منه ولا أنعم نعمة منه - وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم (3).
وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يروي حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أفٍّ (4) قط، وما قال لشيء صنعته، لِمَ صنعته؟! ولا لشيء تركته: لمَ تركته؟! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقاً، ولا مسست خزًّا قط (5) ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً قط، ولا
(1) رقيقاً: من الرقة. وفي بعض الروايات رفيقاً من الرفق. ابن حجر، فتح الباري (10/ 438).
(2)
أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (4/ 93) حديث (6008).
(3)
انظر: ابن الأثير، أسد الغابة (4/ 370).
(4)
كلمة تقال من كرب أو ضجر. الفيروزآبادي، القاموس المحيط (3/ 117)، مادة (أف).
(5)
الخز: ثياب تعمل من صوف وإبريسم. والإبريسم هو الحرير. ابن منظور، لسان العرب (5/ 345) مادة (خزز).