الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: أهمية اختيار الزوجة الصالحة في تربية الأولاد
لقد شرع الله تبارك وتعالى الزواج للحفاظ على الأخلاق والنسل؛ لكي لا تختلط الأنساب وتُنتهك الأعراض؛ فإن الزواج أفضل طريق لاستنفاد طاقة الإنسان الجنسية المتجددة، ووسيلة لتنظيم الفطرة والغريزة، التي أودعها الله في الإنسان، حتى يحقق غاية استخلافه في الأرض، والسير بالحياة في مجال الخير والإصلاح، فليس أضر بالأمة ولا أفتك بها، ولا أسرع إلى خرابها من انتشار الفسق وترك الحبل على الغارب للمجرمين، فسدًّا لهذا جعل الله الزواج من سنن المرسلين، وجعله واجباً على من خاف على نفسه من الوقوع في الزنا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ من اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبَصَرِ وأحْصَنُ للفَرْجِ، وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ)) (1).
ثم إنَّ الإسلام قد حثَّ الرجل المسلم على البحث عن الزوجة الصالحة؛ لأنها شريكة حياته، وهي التي سوف تربي أولاده، وهي نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، إذ أنعم بها على الذكر، وكذلك أنعم على الأنثى بالذكر، قال تعالى: {وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
(1) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج
…
)) برقم 5065، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم، برقم 1400.
أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)) (2).
فينبغي أن يتخيّر الرجل المرأة الصالحة ذات الخلق الحميد والدين القويم، فلا يكون همه الجمال وحده، فقد تكون هذه المرأة سببُ تنغيصٍ وشقاوةٍ على الإنسان، ومن ثم ينشأ أولاده على: الفسق، والعصيان، وسوء الأخلاق، أما المرأة الصالحة، فهي تربي أجيالاً صالحين، وقد أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها خير متاع، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)) (3). أي أن الدنيا متاع زائل، وخير ما في هذا المتاع المرأة الصالحة؛ لأنها تُسعد صاحبها في الدنيا، وتعينه على أمر الآخرة. ولله در من قال:
سعادة المرء في خمسٍ إذا اجتمعت
…
صلاح جيرانه والبر في ولده
(1) سورة النحل، الآية:72.
(2)
أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين، برقم 5090، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب نكاح ذات الدين، برقم 1466.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، رقم 1467.
وزوجة حسنت أخلاقها
…
وكذا خلٍّ وفيٍّ ورزق المرء في بلده (1)
والمرأة الصالحة خير كنز للإنسان المسلم، وهي أغلى من كنوز الذهب والفضة، فهي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وإذا أقسم عليها أبرته، فعن عبد الله بن سلام قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ النِّساءِ مَن تَسُرُّكَ إذَا أبْصَرْتَ، وتُطيعُكَ إذا أمَرْتَ، وتحفَظُ غَيْبتكَ في نَفْسِهَا ومالِك)) (2)، فقوله صلى الله عليه وسلم: من تسرك إذا أبصرت: كناية عن جمال الخلقة ونظافة الملبس، وكمال الزينة، وقوله صلى الله عليه وسلم: وتطيعك إذا أمرت: كناية عن طيب عنصرها، وحسن تربيتها، وقوله صلى الله عليه وسلم: وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك: كناية عن قوة دينها وصدق إيمانها بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وحُقَّ لمن توفَّرت فيها هذه الصفات أن يصفها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بأنها خير النساء.
والزوجة الصالحة فيض من السعادة، يغمر البيت ويملؤه سروراً وبهجة، فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى الله خَيْرًا له من زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ: إن أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عليها أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عنها نَصَحَتْهُ
(1) من كتاب بناء الأسرة المسلمة، الحلقة الثانية، حسين محمد يوسف
(2)
أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (9/ 456 رقم 429)، والحاكم في المستدرك (2/ 175 رقم 2682)، والطيالسي في مسنده، برقم 2325، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3299.
في نَفْسِهَا وَمَالِهِ)) (1).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِنَ سعادةِ ابن آدَم ثَلاثة، ومن شَقاوة ابنِ آدمَ ثلاثة: مِن سَعَادةِ ابنِ آدم: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالمركب الصَّالِحُ، ومِنْ شَقاوَةِ ابن آدم: َالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوء، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ)) (2). ولفظ ابن حبان في صحيحه: «أربعٌ مِنَ السَّعادة: المَرْأة الصَّالِحَة، والمسكَنُ الواسِع، والجَارُ الصَّالِح، والمَرْكب الهنيء، وأربعٌ من الشّقاوة: الجَار السُّوءُ، والمرأة السُّوءُ، والمسكن الضيِّق، والمركب السُّوءُ» (3).
(1) أخرجه ابن ماجه، كتاب النكاح، باب أفضل النساء، برقم 1857، والطبراني في الكبير (8/ 222 رقم 7881) قال الكناني في مصباح الزجاجة (2/ 96 – 97 رقم 665): هذا إسناد فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث، وعثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو رواه مسلم وغيره. ورواه النسائي وسكت عنه. وقال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 236 رقم 2188): رواه ابن ماجه والطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف، لكن له شواهد تدل على أن له أصلاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم 4999، وفي ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 7 رقم 1205).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 168) وابن حبان في صحيحه (9/ 340 رقم 4032) قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 28 رقم 2948): رواه أحمد بإسناد صحيح، والطبراني والبزار والحاكم وصححه، إلا أنه قال: والمسكن الضيق. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 272): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 403 رقم 1914: صحيح لغيره.
(3)
ابن حبان في صحيحه (9/ 340، برقم 4032)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 403، برقم 1914): «صحيح» .
ولفظ الحاكم: «ثلاثٌ مِنَ السَّعَادة، وثَلاثٌ مِنَ الشّقاوة: فمِنَ السَّعادة: المرأةُ تَرَاها تُعْجِبُكَ، وتَغيْبُ عنها فتأْمَنها على نَفسِها ومالِكَ، والدَّابةُ تكونُ وطيَّة فتلحقُ بأصحابِكَ، والدَّارُ تكونُ واسعة كثيرة المرافق.
ومن الشقاوة المرأة تراها فتسؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً فإن ضربتها أتعبتك وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق (1).
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رَزَقَهُ الله امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ على شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ الله في الشَّطْرِ البَاقِي)) رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد (2).
(1) أخرجه الحاكم (2/ 162)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 403 رقم 1915):«حسن» .
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 175 رقم 2681)، والطبراني في الأوسط (1/ 294 رقم 972)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 383 رقم 5487)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ونقل تصحيح الحاكم المنذري في ترغيبه (3/ 29 رقم 2950) بينما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 272): رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن عن أنس. وعنه زهير بن محمد ولم أعرفه إلا أن يكون عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيكون إسناده منقطعاً، وإن كان غيره فلم أعرفه. بينما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/ 111): وهذه الأحاديث وإن كان في الكثير منها ضعف فمجموعها يدل على أن لما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج أصلاً. بينما قال في تلخيص الحبير (3/ 117): رواه الحاكم وسنده ضعيف. ونقل تضعيف الحافظ ابن حجر الشوكاني في نيل الأوطار (6/ 227). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (رقم 5599). بينما قال في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 404 رقم 1916) حسن لغيره. وهذا الأخير هو من آخر ما قال الألباني رحمه الله، والله أعلم.
والزوجة الصالحة هي سكن للزوج وحرث له، وهي شريكة حياته وربة بيته وأم أولاده، إن صلحت صلح الأولاد، وإن فسدت فسد الأولاد.
قال الشاعر:
الأمُّ مَدْرسَةً إذَا أعَدَدتها
…
أعدَدتَ شعْباً طَيبَ الأعْرَاقِ (1)
ومن أجل هذا رغَّب الإسلام في اختيار الزوجة الصالحة.
والصالحة: هي التي تحافظ على دينها، وأخلاقها، وعرضها، وتربي أولادها التربية الإسلامية.
قال الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله في منظومته الرجزية:
وإن أرَدتَ العَيْشَ فِي وَدَاعةٍ
…
فالتَمِسِ المَرأة ذاتَ الطَّاعِةِ
واحدة جميلة ذات شرف
…
من أوسط البيوت لا من الطرف
تكون عوناً له في الحياة الحلوة
…
لزوجها في حقله والخلوه
قارئة كاتبة وصانعة
…
في بيتها جامعة ومانعة
(1) هذا البيت من بحر الكامل، وينسب إلى حافظ إبراهيم، شاعر مصر القومي، ولقب بشاعر النيل، عاش يتيماً، اشتهر شعره ونثره، وفي شعره إبداع امتاز به عن أقرانه، توفي بالقاهرة سنة 1351هـ.
وبالقليل والكثير تكتفي
…
وللنساء المؤمنات تقتفي
منزلها في غاية النظافة
…
كأنه الجوهرة الشَّفَّافة
أثاثه مرتب ترتيباً
…
به تسر الأهل والغريب
ولا تمنّ بالذي تعمله
…
والمستحق لبرها تصله (1)
روى النسائي وغيره بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ النِّساء مَن إذَا نَظَرْتَ إليْهَا سَرَّتْكَ، وإذَا أمَرْتَها أطَاعَتْكَ، وإذا أقْسَمْتَ عليْهَا أبَرَّتْكَ، وإِذَا غِبْتَ عَنْها حَفِظَتْكَ في نَفْسِها ومالِك)) (2).
فهذا تحديد ووصفٌ للمرأة الصالحة وأنها الجميلة المطيعة البارَّة، الأمينة، ومن المزايا التي ينبغي توفرها في المرأة الصالحة المخطوبة: أن تكون من بيئة كريمة، معروفة باعتدال المزاج، وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات النفسية؛ فإنها أجدر أن تكون حانَّة على ولدها، بارة بزوجها، عابدة لربها. فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ هاني، فاعتذرت إليه بأنها صاحبة أولاد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ
(1) منظومة البيحاني في تربية البنين (ص 5).
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 310 رقم 8961)، والطبري في تفسيره (5/ 60)، والطيالسي في مسنده برقم 2325، والديلمي في مسند الفردوس (2/ 181 رقم 2912)، والحاكم (2/ 175 رقم 2682، 2683) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال ابن حزم في المحلى (10/ 334): هذا خبر صحيح.
الْإِبِلَ صالحُ نِساءُ قُرَيشٍ، أَحْنَاهُ (1) على ولَدٍ في صِغرهِ، وَأَرْعَاهُ (2) على زَوْجٍ في ذَاتِ يَدِهِ)) (3).
وطبيعة الأصل الكريم أن يتفرع عنه مثله. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهبِ والفِضَّةِ، خِيَارُهُمْ في الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الْإِسْلَامِ إذا فَقُهُوا)) (4).
فالمنبت الحسن يخرج نباته حسناً، والمنبت السوء لا يخرج إلا سوءاً والعياذ بالله، والغصن كما قال القائل من منبته.
وكما أن الزوجة سوف تكون ربةً لبيت الرجل، وتكون راعية في بيته، ومسؤولة عن رعيتها، كما ورد في السنة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ على أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ)) (5).
(1) أحناه: أكثر شفقة.
(2)
أرعاه: أحفظه وأصون في ماله.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب إلى من ينكح برقم 5082، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل نساء قريش، برقم 2527.
(4)
أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب قول الله تعالى:(يا أيُّهَا النَّاس إنَّا خَلَقْنْاكُمْ)، برقم 3493، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة، برقم 2638/ 160.
(5)
أخرجه البخاري، كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، برقم 893، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل
…
برقم 1829.
فحريٌّ بالمرأة الصالحة التي تراقب الله أن تحافظ على أولادها، وعلى بيت زوجها، وكل ما يختص به من شؤون البيت ورعاية الأولاد، فهي تعلم أن طاعة زوجها من طاعة الله، ومعصيته من معصية الله، فهي تُنَفِّذ أمر الله وتطيع زوجها في غير معصية الله تبارك وتعالى.
وعلى المرء أن يبحث عن الزوجة الصالحة، ويسأل الخالق الذي يعلم الغيب ويعلم ما تُكنُّ الضمائر، أن يرزقه زوجةً صالحةً، وأن يكون أكثر دعائه {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} (1).
قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: إنها تشمل كل مطلوب دنيوي: من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هين، وثناء جميل، إلى غير ذلك؛ فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا (2).
ومما ينبغي للرجل المسلم أثناء بحثه عن الزوجة الصالحة ألا يغفل عن المرأة الولود الودود؛ فإن الزواج بالمرأة الصالحة التي لا تلد لا يكون مساعداً على إنجاب الأولاد، الذين سوف يخدمون الإسلام، وقد ورد في هذا الجانب نصوص من الشريعة الإسلامية تحث على الزواج بالمرأة الولود الودود، فقد أخرج أبو داود بسنده
(1) سورة البقرة، الآية:201.
(2)
تفسير ابن كثير، (1/ 244 – 245).
عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ)) (1).
وقد اعتبرت الشريعة الإسلامية الذرية من مظاهر الأنس والبهجة في الحياة، قال تعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً} (2)، فالأولاد زينة.
كما اعتبرت الشريعة الإسلامية الأولاد من مصادر النفع والخير في الحياة الدنيا، وبعد الممات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلا من ثَلَاثَةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: «
…
إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنَّى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك» هذا لفظ ابن ماجه، ولفظ أحمد: «إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا ربِّ أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك
(1) أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب النهي عن التزوج من لم يلد من النساء، برقم 2050، والحاكم (2/ 176، رقم 2685)، والبيهقي في سننه الكبرى (7/ 81 رقم 13253)، وصححه الحاكم ونقل تصحيحه المنذري في ترغيبه (3/ 31 رقم 2958) وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 2940. وقال في صحيح سنن أبي داود (1/ 574 رقم 2050): حسن صحيح.
(2)
سورة الكهف، الآية:46.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم 1631.
لك» (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علَّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً وَرَّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته» (2).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبع يجري أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره: من عَلَّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته» (3).
وحتى لو مات ولده قبله يحصل على الأجر العظيم؛ لحديث أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعه: «بخٍ بخٍ – وأشار بيده الخمس – ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه» (4).
(1) أخرجه ابن ماجه، كتاب الأدب، باب بر الوالدين، برقم 3660، وأحمد في المسند (16/ 356 رقم 10610)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3/ 214)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1598، وقال عنه محققو المسند (16/ 356):«إسناده حسن» .
(2)
ابن ماجه في المقدمة، باب ثواب معلم الناس الخير، برقم 242، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/ 98)، وفي إرواء الغليل (6/ 29).
(3)
أبو نعيم في حليةالأولياء، بلفظه (2/ 344)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (5/ 122 – 123)،وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 140، 566، و2/ 699).
(4)
ابن سعد في الطبقات (7/ 433)، وابن حبان في صحيحه، برقم 2328، «موارد» ، والحاكم (1/ 511)، وصححه ووافقه الذهبي برقم 1408، وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة، برقم 1204، وفي صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان (2/ 416، رقم 2328).
وفضل تربية البنات والإحسان إليهن ثابت في الأحاديث الصحيحة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه (1)، وفي الترمذي:«وأشار بأصبعيه» (2).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته (3) كُنَّ له حجاباً من النار يوم القيامة» (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم تدركه ابنتان فيُحسن صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة» (5).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان
(1) مسلم، كتاب البر والصلة، باب الإحسان إلى البنات، برقم 2631.
(2)
الترمذي برقم 1914.
(3)
جِدته: أي من غناه.
(4)
ابن ماجه، كتاب الأدب، باب بر الولد والإحسان إلى البنات، برقم 3669، والبخاري في الأدب المفرد (رقم 76)، وصححه الألباني في الصحيحة، برقم 294، وفي صحيح ابن ماجه (3/ 215)، وصحيح الأدب المفرد (ص57).
(5)
البخاري في الأدب المفرد (رقم 77)، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب بر الولد والإحسان إلى البنات، برقم 3670، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 57)، وفي صحيح ابن ماجه (3/ 215)، وفي الصحيحة، رقم 2775.
له ثلاث بنات يؤويهنَّ، ويكفيهنَّ، ويرحمهنَّ، فقد وجبت له الجنة البتة» فقال رجل من بعض القوم: واثنتين يا رسول الله؟ قال: «واثنتين» (1).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون لأحد ثلاثُ بنات، أو ثلاث أخوات، أو ابنتان، أو أُختانِ، فيتقي الله فيهنَّ، ويُحسن إليهنَّ إلا دخل الجنة» (2).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عال ابنتين، أو ثلاثاً، أو أختين، أو ثلاثاً حتى يَبِنَّ (3) أو يموت عنهنَّ كنتُ أنا وهوَ في الجنةِ كهاتَيْنِ» وأشار بأصبعهِ الوُسطى والتي تليها (4).
(1) البخاري في الأدب المفرد، برقم 78، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 58)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 294، 2492.
(2)
أبو داود، كتاب الأدب، باب في بر الوالدين، برقم 5147، 5148، والترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، برقم 1912، 1916، وابن حبان (2/ 191، برقم 446، وأحمد في المسند (17/ 476 رقم 11384، و18/ 413، رقم 11924)، والحديث قال عنه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان (2/ 190):«ومتن الحديث صحيح» وقال عنه محققو مسند الإمام أحمد: (17/ 476): «حديث صحيح لغيره» وقال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 429:«صحيح لغيره» وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم 79، وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 58):«حسن» . وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 294، (1/ 183).
(3)
يَبنَّ: أي ينفصلن عنه بتزويج أو موت. حاشية مسند الإمام أحمد (19/ 481).
(4)
أحمد في المسند (19/ 481) برقم 12498، و (20/ 48) برقم 12593، وعبد بن حميد برقم 1378، وابن حبان في صحيحه (2/ 191) برقم 447، وغيرهم كثير، قال محققو مسند الإمام أحمد (19/ 481):«إسناده صحيح على شرط الشيخين» وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان (2/ 191): «إسناده صحيح على شرط الشيخين» . وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 428): «صحيح» ، وانظر: أحاديث كثيرة في ذلك سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (1/ 184 – 186) وأصل الحديث في صحيح مسلم برقم 2631: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه. والجارية هي البنت الصغيرة، فتدخل الأخت في ذلك، والله تعالى أعلم.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرةً؛ لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صَنَعَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار» (1).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرةٍ، فأعطيتها إيَّاها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت وخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال:«من ابتُلي من هذه البنات بشيء [فأحسن إليهنّ] كنَّ له ستراً من النار» (2).
(1) مسلم، كتاب البر والصلة، باب الإحسان إلى البنات برقم 2630.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة، برقم 1418، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب الإحسان إلى البنات، برقم 2629.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الجمع بين الحديثين السابقين: «ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة: فلم تجد عندي غير تمرة واحدة: أي أخصها بها، ويحتمل أنها لم تكن عندها في أول الحال سوى واحدة فأعطتها ثم وجدت ثنتين، ويحتمل تعدد القصة» (1).
فالأولاد نعمة من الله تعالى، وهبة من هباته، قال الله عز وجل:{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُور * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير} (2). وقوله تعالى: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} أي: يجمع لمن يشاء سبحانه بين الذكور والإناث فضلاً منه وإحساناً.
فنفع الأولاد الصالحين يعود على الوالدين في الدنيا والآخرة، والآيات والأحاديث في الحث على طلب الأولاد كثيرة جداً.
وإذا كانت شريعتنا الغراء قد حثَّت على طلب الزوجة الصالحة، فإنها قد حثَّت كذلك الآباء على تزويج بناتهم رجالاً صالحين، فعلى الأب أن يجتهد في اختيار الرجل الكفء الذي يتمتع بالخلق الحميد، والدين القويم، وصفاء العقيدة، وأن يكون لديه القدرة على تحمل الأمانة، وحفظ المرأة، وصيانتها، والوفاء بجميع حقوقها، والذي إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يُهنها، فعن
(1) فتح الباري، بشرح صحيح البخاري، لابن حجر (10/ 428).
(2)
سورة الشورى، الآيتان: 49 - 50.
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) (1).
فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما سيحدث للآباء من الأخطار
الجسيمة، والمفاسد الكبيرة التي تنتظرهم إذا لم يختاروا لبناتهم، أو من ولَاّهم الله رعايته: من بنات، أو أخوات، أو أقرباء - الرجال العقلاء، الذين يعرفون ما يسرّهم وما يضرّهم؛ فإن العاقل
الحازم هو الذي يحافظ على دينه، وشرفه، ويراقب ربه؛ لأنه يعلم أنه يراه، وسوف يحاسبه على ما عمل من عمل، ويُثيبه على كل ما يتقرب إليه به من الأعمال الصالحة، فهذا الرجل لا يمكن إن شاءالله أن يظلم من يتولَّى شؤونه: من زوجة وولد
…
وغيرهم، كما أنه سوف يُعين هذه المرأة المسكينة على المحافظة على دينها، وشرفها؛ فإنها ولو كانت صالحة وتزوجت برجل لا يراقب مولاه، ولا يخشاه، فربما أضلَّها عن السبيل؛ لأن المرأة في الغالب على دين زوجها.
(1) أخرجه الترمذي، كتاب النكاح، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه (رقم 1084)، والطبراني في الأوسط (1/ 141 – 142 رقم 446)، وفي لفظٍ للترمذي (1085):((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد))، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه)) ثلاث مرات. والحاكم (2/ 179 رقم 2695) وصححه، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (1/ 551 رقم 1084 ورقم 1085): حسن صحيح.
فالآباء إذا أحسنوا اختيار الرجل الصالح لبناتهم، فقد اجتهدوا وألقوا الأمانة من على أكتافهم إلى رجال صالحين، سوف يحملون هذه الأمانة. قال الله تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} (1).
والخلاصة أن من أسباب صلاح الذرية في هذا المبحث ما يأتي:
1 – التأكد من صلاح الزوجة في دينها وحسن خلقها، وأن تكون ودوداً ولوداً.
2 – التأكد من صلاح الزوج في دينه وخلقه، وأمانته.
3 – التأكد من صلاح أبوي الزوجين، وأولادهما: إخوة الزوجة، وإخوة الزوج؛ لأن أخلاق الوالدين وأخلاق إخوة الزوجين لها تأثير على أولاد الزوجين؛ لأن هذه الأخلاق تورث كما يورث الشَّبه في الغالب؛ ولأن العرق دسَّاس، وكذلك ينبغي أن يتَّصفوا بالسماحة، والشجاعة، والكرم، وحسن الخلق.
4 – الدعاء عند الدخول وبعده؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا؛ فإنه إن قُدِّر
(1) سورة الأحزاب، الآية:72.
بينهما ولدٌ لم يضره شيطان أبداً» (1).
5 – أن يكون الأبوان قدوة صالحة لأولادهما.
*
…
*
…
*
(1) مسلم، كتاب النكاح، باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع، (رقم 1434).