الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّلاةَ، وتُؤتِي الزَّكاةَ، وتَصُومُ رَمضانَ، وتَحِجُّ البَيْتَ)) ثم قال:((ألا أدُلُّكَ علَى أبْوابِ الخَير؟ الصَّومُ جُنَّة، والصَّدَقةُ تُطْفئُ الخَطيئة، كَما يُطفئُ النارَ المَاءُ، وصلاةُ الرَّجُل في جَوْفِ الليْل)). ثم قرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} . ثم قال: ((ألا أُخْبِرك بِرَأسِ الأمرِ وعُمودِه وذروَةِ سِنَامهِ؟ الجهَادُ)). ثم قال: ((ألا أخْبركَ بمِلاكِ ذلكَ كُلِّه؟)) قلت: بلى. فأخذَ بلسانه فقال: ((كفَّ عَلَيْكَ هذَا)) قلت: يا نبي الله وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ((ثَكَلَتْكَ أمّك يا معاذ، هل يكبَّ النَّاسَ عَلَى وجوهِهم في النَّارِ إلا حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِم؟!)) (1).
سادساً: إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم الآباء في التأديب
تأديب الشباب هو حلقة من سلسلة مراحل التأديب التي تبدأ في الصغر. وفي هذه المرحلة – بداية التأديب – تقع المسؤولية كاملة على الأبوين، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: فالإمامُ الأعظمُ الذي عَلَى النَّاسِ راعٍ، وهوَ مَسؤولٌ عنْ رعيَّتهِ: والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِه، وهوَ مسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمَرْأةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أهْلِ بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، وهيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُم، وعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ، وهوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، ألا فكُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ
(1) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة (2/ 1314) حديث رقم (3973) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3/ 301 – 302 رقم 3224).
رَعِيَّتهِ)) (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ مَولودٍ إلا ويُولَدُ علَى الفِطْرةِ، فأبَوَاهُ يُهوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجِّسانه، كما تُنتجُ البَهيمةُ بهيمةً جَمْعاء، هل تحسُّون فيها مِنْ جَدعاء)) (2).
ويحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهمل رعيته كما ورد في حديث معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرعيهِ الله رَعِيَّةً فلَمْ يُحِطْهَا بِنُصحِهِ [إلا] لمْ يَجِد رائِحَةَ الجَنَّةِ)) (3).
كما وردت التوجيهات القرآنية من المولى جل وعلا كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (4).
فإذا كان الأب يخاف على ابنه من نار الدنيا، ويضع الاحتياطات اللازمة لذلك، فخوفه عليه من نار الآخرة يجب أن يكون أشد، وصيانته منها هو تأديبه وتهذيبه وتعليمه القيام بحقوق الإسلام. عن علي رضي الله عنه قال في قوله تعالى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
(1) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأحكام، باب قول الله تعالى:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِين} [التغابن: 12]، (4/ 328) حديث (1738)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3/ 1459)، واللفظ للبخاري.
(2)
أخرجه البخاري برقم (1385)، ومسلم، برقم (2658)، وتقدم تخريجه.
(3)
أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح (4/ 331)، حديث (7150).
(4)
سورة التحريم، الآية:6.