الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَلَكَ النَّاس فهوَ أهلَكهُمْ)) (1).
وعن أبي خراش رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ هَجَرَ أخَاهُ سَنَةً فهوَ كسفكِ دَمِهِ)) (2).
خامساً: وجود العداوة بين الأولاد:
إن من مضار التربية السيئة وجود العداوة بين الأولاد ونفور بعضهم من بعض، وذلك لأنه لا يوجد عندهم تراحم ولا تعاطف، ولا تكاتف فيما بينهم، فنجد الأخ قد لا يستأنس مع أخيه الذي من صلب أبيه، وما نتج هذا إلا عن سوء التربية التي تلقاها من أبيه أو مربيه، والله تبارك وتعالى قد نهى عن التباغض والعداوة سواء بين الأخوة الأشقاء أو بين المسلمين عموماً، فقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (3).
وقال سبحانه في صفات المؤمنين: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (4). وقال عز وجل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء
(1) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن قول هلك الناس (رقم 2623).
(2)
أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (رقم 4915)، والحاكم (4/ 180 رقم 7292)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 205 رقم 2735)، وأحمد (4/ 220)، والطبراني في الكبير (22/ 308 رقم 780)، وصححه النووي في رياض الصالحين (ص 364)، والألباني في صحيح الجامع (رقم 6581). وفي صحيح سنن أبي داود (3/ 204 – 205 رقم 4915).
(3)
سورة الحجرات، الآية:10.
(4)
سورة المائدة، الآية:54.
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} (1).
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا تَبَاغَضُوا، ولا تَحَاسَدُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا تَقَاطَعوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاث)) (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ويوم الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يشرك بالله شَيْئًا، إِلا رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)) (3).
وفي رواية لمسلم: ((تُعرضُ الأعمال في كلِّ يومِ خميسٍ واثنين)) وذكر نحو الحديث السابق (4).
ونكتفي بهذه الأحاديث الصحيحة التي تحرم القطيعة والهجران فوق ثلاثٍ إلا لمن هجر لأجل الله، فلا إثم عليه إن شاءالله؛ لأن هجره من أجل أن يتوب من معصيته، فالأولاد الذين لم يدربوا على التراحم والتعاطف والتآلف يتصفون بالقطيعة والهجران إلا من رحم ربي، قال القائل:
(1) سورة الفتح، الآية:29.
(2)
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر (رقم 6065)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر (رقم 2559).
(3)
أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن الشحناء والتهاجر (رقم 2565)(35).
(4)
المصدر السابق (رقم 2565)(36).
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
…
على ما كان عوده أبوه (1)
فما على الأب إلا هداية الإرشاد والبيان، أما هداية القلب والجوارح فهي بيد الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، سبحانه وتعالى.
ولا شك أن أسباب انحراف الأولاد كثيرة جداً، ولكن منها الأسباب الآتية:
1 -
الفقر.
2 -
الطلاق.
3 -
الفراغ الذي يَتَحكَّمُ في الأطفال، وانتشار البطالة والجلوس بدون عمل.
4 -
القرناء الفاسدين، والخلطة الفاسدة.
5 -
سوء معاملة الوالدين للولد.
6 -
مشاهدة أفلام الجريمة والجنس.
7 -
تخلِّي الأبوين عن تربية الأولاد.
8 -
مصيبة اليتم.
وهذه أسباب خطيرة تسبب الانحراف عن الصراط المستقيم إلا من عصم الله عز وجل (2).
*
…
*
…
*
(1) سبق الإشارة إليه في المبحث العشرين: فوائد التربية الحسنة.
(2)
انظر: تربية الأولاد في الإسلام، لعبد الله علوان 1/ 119 - 133.