الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنكلوشا «teukros»
أشار خولسون في كتابه «الصابئة» (1)، الذي ظهر عام 1856، إلى الكتاب الذي وصل إلينا باللغة العربية حول «صور ودرج الفلك» ل تنكلوشا (2). وأخذ خولسون بما أفاده الكتاب هذا من أن ابن وحشية نقله عن اللغة النبطية إلى اللغة العربية. ولقد تطرق خولسون فيما بعد، وفي كتاب آخر نشره بعد ظهور الكتاب الآنف الذكر ببضع سنوات، تطرق إلى نتائج دراسة كتاب تنكلوشا وإلى أهميته بالنسبة لمعرفة «بقايا الحضارة البابلية» (3). وكان مقتنعا بأن الكتاب ما هو إلا ترجمة لكتاب بابلي قديم لرجل يقال له تنكلوشا، وبأنه صنّف بالنبطية ثم ترجمه فيما بعد أبو بكر ابن وحشية (انظر بعده ص 414). ثم جاء (4) رينان e.renan وجوتشمد a.v.gutschmid (5) فاعترضا على رأي خولسون هذا، إذ تنكلوشا عند هذين العالمين هو تكروس teukros العالم البابلي الذي يرجّح أنه عاش في القرن الأول الميلادي، وأنه صنّف كتابه paranatellonta باللغة اليونانية.
أما بخصوص علاقة الكتاب الذي وصل إلينا باللغة العربية والمنسوب إلى تنكلوشا، علاقته برسائل paranatellonta اليونانية لصاحبها teukros والتي وصل إلينا بعضها فيما جمعه «rhetorios» kompilationdes وفي قطعة مختارة، فلقد فكر جوتشمد gutschmid في ثلاثة احتمالات: «إما أن ابن وحشية ترجم الكتاب الأصلي بخطوطه الرئيسية، وتعمد إدخال كل التفصيلات التي تلتقي مع زيوفه النبطية، أو لم يكن في زمنه سوى كتاب صورو ليس كتاب متن teukros فحاول ابن وحشية أن يعيد الكتاب
) d.chwolson (1) الصابئة والصابئية: خولسون diessabier undderssabismusi -ii ،petersburg 1856: (
(2)
المصدر السابق i ص 715 - 716.
(3)
uberdieuberreste deraltbabylonisc henliteraturinar abischenubersetz ungen، st. petersburg 1859، p. 130
(4)
166 - 136 /1860 /10 revuegermanique ومقالات أخرى.
(5)
مجلة.110 - 1/ 1860 /15 zdmg
القديم من جديد بناء على الصور، أو، ثالثا، أن كتاب ابن وحشية لا صلة له برسائل teukros الأصيلة وكل ما هنا لك أنّه، نحل اسم مشهور». لقد علق f.boll (1) على هذه الاحتمالات الثلاثة، التي فكر فيها جوتشمد، gutschmid بما يلي: أما بالنسبة للاحتمال الأول فلم يعد قائما بعد أن عرف النص الحرفي الحقيقي لكتاب تنكلوشا teukros.- ويرد على الاحتمال الثاني بأن أبا معشر المشهور نقل، وقبل نحو خمسين عاما من ابن وحشية، رسالة teukros كاملة، مترجمة عن الفارسية، إلى كتابه. وحتى الاحتمال الثالث المرجح عند جوتشمد gutschmid فهو بحاجة إلى تعديل
…
ومع كل هذا، فإنه بمقدورنا أن نستنتج من المعلومات القليلة التي أفادها خولسون، وبيقين كاف، أن ابن وحشية عرف كتاب teukros - الأول فعلا، ولم تقتصر معرفته هذه على عنوان كتاب من هذا القبيل، بل كان أحيانا يأخذ تفاصيل من ذلك الكتاب ويحيكها بما يتلاءم مع الأسلوب الشرقي «ويحيكها في سجادته الشرقية» .
وهكذا أدخل بلّ boll عنصرا جديدا فيما يتعلق بإيضاح الموضوع، إذ اعتمد على المقارنة بين كتاب teukros اليوناني وبين كتاب أبي معشر «كتاب المدخل الكبير» المحفوظ في الأصل وبترجمتيه اليونانية واللاتينية. تفيد هذه المقارنة التي أخذ (2) ببعضها ديروف، t.k.dyroff بأنه يمكن التثبت من أن الكلام عن الأفلاك، التي وصفها أبو معشر بأنها أفلاك الفرس «في كامل ترتيبه وفي تسعة أعشار مجموع محتواه» ليس إلا تكرارا حرفيّا لكتاب teukros اليوناني (3).
أما وقد تأكد يقينا أن الأجزاء المعنية من كتاب أبي معشر ترجع إلى الأصل اليوناني، وفي الغالب عن طريق الترجمة الفارسية في النصف الأول من القرن السادس
karldyroff (1) مع مساهمة
sphaera: neuegriechischet exteunduntersuch ungenzur: f. boll geschichtederste rnbilder
(رسائل يونانية جديدة ودراسات في تاريخ البروج). لا يبتسغ 1903 م ص 427 - 428.
(2)
المصدر السابق ص 482 - 539.
(3)
: المصدر السابق ص 415، 488.
الميلادي، فإن السؤال عن العلاقة القائمة بين كتاب- تنكلوشا المحفوظ باللغة العربية وبين كتاب أبي معشر وبين الترجمة الفارسية، إن هذا السؤال يأخذ مكان الصدارة.
أما بلّ boll فيعتقد «أن ابن وحشية لم يعرف «كتاب درج الفلك» لصاحبه teukros إلا عن طريق سلفه العربي أبي معشر
…
» و «
…
أن ابن وحشية نال بالفعل كتاب teukros الأول الذي بين أيدينا إبّان الجيل الثاني أو الجيل الثالث، وأخذ عنه اسم المؤلف، والأفكار العامة (إن التعداد فيه يأخذ بالطبع طابع paranatellonta الخالصة) وتفاصيل كثيرة، أما الأمور الأخرى في تمجيد الشعب الحضاري النبطي فهي إما محض اختلاق بلا ريب أو اقتبسبعضها من موضع آخر» (1).
يتضح من الآراء الآنفة الذكر أن الذي أثبت فعلا حتى الآن بالنسبة لموضوع أصل كتاب تنكلوشا العربي هو أن الكتاب ليس ترجمة كتاب تنكلوشا الأصيل، كما ظن خولسون، ولكنه من جهة أخرى لا يخلو من صلة ما بكتاب teukros اليوناني. أما ما يقال في نشأة الكتاب العربي من أنه من صنع ابن وحشية، فما هو إلا محض ظنّ لا يستند إلى قرائن واقعية، الظن الذي صرّح به، فيما يتعلق بخاصة التأليف عند ابن وحشية، كل من جوتشمد gutschmid ونلدكة noldeke ولا يزال له تأثيره حتى الآن، لكننا لا نشاطرهما الرأي للأسباب الموضحة في موضع آخر (انظر بعده ص 476).
ثم جاء نلينو بعد بلّ، boll وبحث موضوع تأريخ كتاب- تنكلوشا العربي، فتراءى له، مع التسليم غير المحدود بآراء جوتشمد gutschmid ونلدكة noldeke وبلّ boll بالنسبة لهذه النقطة، تراءى له أن المسألة قد حلّت حلّا كافيا وأعطى تخميناتهم بخصوص نشأة الكتاب العربي أهمية حجة ثابتة الأركان (2).
sphaera (1) ص 429 - 430.
(2)
«علم الفلك» روما 1911 ص 196 - 211؛ انظر كذلك مقالة
traccedioperegre chegiunteaglia arabipertrafilap ehleviea.
فى حفل تكريم browne عام 1922 م ص 356.
وفي عام 1935، اهتم بوريسوف a.borissov بموضوع نشأة الكتاب العربي من جديد غير مكترث بالنتائج التي سادت حتى ذاك الوقت. وقد أشار بناء على قرائن لغوية في مثالين إلى أنه من الممكن أن ترجمة «نبطية» لكتاب) teukros - ليست أقدم من النصف الأول من القرن السادس الميلادي) كان لها تأثيرها عند نشأة الكتاب العربي عن طريق اللغة الفارسية الوسيطية (1).
وأخيرا ذكر ريتر ritter الكتاب في مدخله إلى»: (2) picatrix من المحتمل أن كتاب teukros - ترجم إلى اللغة الفارسية الوسيطية إبّان عهد أنوشروان في عام 542» (3). ويرى أن صيغة هذا الاسم العربية «تنكلوشا» هي صيغة «لا يمكن أن تكون قد نشأت إلا في الكتابة البهلوية» . ويتابع قائلا إن الكتاب حفظ بترجمة عربية (4) مشيرا بذلك إلى كلا الموضعين الموجودين في سفر تاريخ الآداب العربية gal ل بروكلمان (5) حيث الكلام فيهما عن مؤلفات وترجمات ابن وحشية. أما أنا فلست متأكدا فيما إذا كان ريتر - ritter بالرغم من قوله الواضح- يرى أن الكتاب العربي يمثل كتاب teukros - الذي ترجمه ابن وحشية عن اللغة البهلوية. ولقد اقتنع في الواقع حتى ذلك الوقت بأن كتاب تنكلوشا العربي هو ليس تلك الترجمة الفارسية المعروفة. والآن ما هي حقيقة كتاب تنكلوشا العربي بالفعل؟ نحن، إزاء هذا الموضوع وكل الموضوعات الأخرى المتعلقة بتاريخ الآداب العربية، ملزمون بقبول البيانات التاريخية ما لم تتعارض مع سبب منطقي.
sur lenomtankaloucha: a.borissov (1) في مجلة.305 - 300/ 1935 /226 ja:
(2)
مقدمة ص xxxvii -xxxviii.
(3)
محيلا إلى gutschmid في مجلة؛ 87/ 1860 /15 zdmg انظر): kleineschriften: كتيبات ii، (ص 685.
(4)
مشيرا إلى a.borissov في مجلة؛ 302/ 1935 /226: ja: نلينو) tracce
…
: المصدر المذكور له آنفا).
(5)
تاريخ الآداب العربية gal. ملحق i ص 363 وص 430 - 431 (وهنا لم يسرد بروكلمان أية مخطوطة وإنما في، gi ص، 2 i، 242 ص 280).