الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما الكتب التي عرفها كراوس من الاسم أو عن طريق المقتبسات فقط، تلك الكتب التي اكتشفت مخطوطاتها فيما بعد، فقد أدرجت تحت الأرقام التي وضعها لها كراوس، ووضعت كتب جابر التي لم يعرفها كراوس إطلاقا في النهاية.
وكما يستنتج من كتب جابر فقد وضع ثلاثة فهارس فى كتبه على الأقل، الثالث منها يشمل أعماله كلها حتى زمن تأليف «كتاب الميزان الصغير» (انظر مختار رسائل ص 451؛ كراوس، i ص 3). اطلع ابن النديم (ص 335) على فهرسين منها، فهرس صغير وآخر كبير ويحتمل أنه رجع إليهما. أما الفهرس الصغير فقد خصص للكتب الصنعوية فقط، وعرف الصنعوي الطغرائي (توفي 515 هـ/ 1121 م، انظر بروكلمان الملحق م 1، ص 439) الفهرس الثالث (انظر: «مفاتيح الرحمة»، باريس 2614، 13 أ؛ كراوس، i ص 3).
[مجموعة من الكتب]
1 - «كتاب الرحمة» أو «كتاب الرحمة الكبير» :
وصل في نسختين محررتين لأصل قديم. أما النسخة المحررة الأولى فترجع على ما يظهر إلى أقدم وقت اشتغل جابر فيه بالكيمياء، ولعله النصف الأول من القرن الثاني الهجري. وكما وجد كراوس i) ص 6 - 8) فإن مصطلحات النسخة المحررة الأولى هذه قديمة العهد إلى حدّ ما. فالفضة يسمى على سبيل المثال «ورق» كما فى «كتاب القرطاس» (برتلو، الكيمياء، iiichimie النص العربي ص 10 و 12) وكما في «كتاب الحبيب» (المصدر السابق ص 38، 52)، بينما ترددت الكلمة نفسها فى النسخة المحررة الثانية «فضة» . كذلك ورد اللفظ «كيان» المقابل ل) xvols طبيعة) في النسخة المحررة الأولى (بالسريانى (kyana وفى مؤلفات متأخرة كما في «كتاب البحث» ورد «طبيعة». ومنه فمن الممكن أن جابرا كان في أول اشتغاله بالصنعة قريبا من العلماء السريانيين أو أن مصادره الأولى كانت ترجمات سريانية (1).
(1) لقد وردت كلمة «طبيعة» في «كتاب قراطيس» الذي يقال إنه ترجم عن اللغة اليونانية مباشرة وذلك في القرن الأول الهجرى (انظر قبله ص 75). ومنه يقتضي ورود كلمة «كيان» في النسخة المحررة الأولى لكتاب «الرحمة» تعني أن جابرا استعمل في أول الأمر اللفظ المستعمل في الكتب السريانية، وقبل أن أصبح اللفظ المألوف كلمة «طبيعة» .
وقد أشار كراوس كذلك إلى أن اسم «جعفر الصادق» ورد في النسخة المحررة الثانية ولم يرد في النسخة المحررة الأولى وأن جابرا استخدم في مخاطبة تلاميذه أو قرائه، اللفظ «يا عاقل» في النسخة المحررة الأولى، بينما كانت مخاطبته فى النسخة المحررة الثانية «يا أخي» (كراوس، i ص 7 - 8).
هناك ظاهرة مهمة أخرى هي أن النسخة المحررة الثانية تمتاز، إذا ما قورنت بالنسخة المحررة الأولى، بتطور كبير فيما يتعلق بعلوم جابر. وإذاكان عمل الإكسير من المواد الحيوانية والنباتية يلعب دورا رئيسيّا في النسخة المحررة الثانية، فليس له ذكر في النسخة المحررة الأولى. ولم تذكر النسخة المحررة الأولى سوى «كون» كبير «makrokosmos» و «كون صغير، «mikrokosmos أما فى الثانية فقد برز عالم آخر «mesokosmos» يطابق «الصنعة» ، الأمر الذي يرجع في الظاهر إلى أفلاطون (1).
لقد علل كراوس- بحق- هذه الظاهرة وظواهر أخرى مشابهة في كلتا النسختين من «كتاب الرحمة» بأنها نتيجة التطور في العلوم الذي حصل في المدة الواقعة بين زمنى تأليف النسختين. ويذهب كراوس إلى أن النسخة المحررة الأولى نشأت في منتصف القرن الثالث الهجرى (كراوس، i ص، (lxv والثانية عن تحارير متأخرة (انظر المصدر السابق ص 6) حتى نحو عام 330 هـ/ 941 م (انظر المصدر السابق ص. (lxv أما نحن فنرى، كما سبق وذكر آنفا، أن النسخة الأولى من النصف الأول من القرن الثاني الهجري، والثانية تشهد بسعة وتطور معارف جابر.
المخطوطات: لايدن 87) 7/ 440. or: أ- 95 ب، وانظر (1264 cco؛ 282 voorh.
(1) برتلو الكيمياء.149، iiichimie