الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من للمدارس بالتعليم يعمرها
…
ينتابها زمر من بعدها زمر
هذي رسوم علوم الدين تندبه
…
ثكلًا عليه ولكن عزها القدر
طوتك يا سعد أيام طوت أممًا
…
كانوا فبانوا وفي الماضيين معتبر
إن كان شخصك قد واراه ملحده
…
فعلمك الجم في الآفاق منتشر
والأسوة المصطفى نفسي الفداء له
…
بموته يتأسى البدو والحضر
بني لكم حمد يا للعتيق علا
…
لم يبنها لكم مالٌ ولا خطر
لكنه العلم يسمو من يسود به
…
على الجهول ولو من جده مضر
والعلم إن كان أقوالًا بلا عمل
…
فليت صاحبه بالجهل منغمر
يا حامل العلم والقرآن إن لنا
…
يومًا تضم به الماضون والأخر
فيسأل الله كلًا عن وظيفته
…
فليت شعري بماذا منه يعتذر
وما الجواب إذا قال العليم إذا
…
قال الرسول أو الصديق أو عمر
والكل يأتيه مغلول اليدين فمن
…
ناج ومن هالك قد لوحت سقر
فجددوا نيةً لله خالصةً
…
قوموا فرادى ومثنى واصبروا ومروا
وناصحوا وأنصحوا من ولي أموركم
…
فالصفو لا بد يأتي بعده كدر
والله يلطف في الدنيا بنا وبكم
…
ويوم يشخص من أهواله البصر
وصل ربي على المختار سيدنا
…
شفيعنا يوم نار الكرب تستعر
محمد خير مبعوثٍ وشيعته
…
وصحبه ما بدا من أفقه قمر
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ سليمان بن سحمان صاحب الردود والشعر الحسن رحمة الله عليه
وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم الشاعر الماهر الذكي المتفنن في العلم والشعر والنحو والفقه والأصول والفروع، سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن عامر، كان أصله من "تبالة" التي تقع على شاطئ بيشة الشمالي، وهي وادٍ
مجاور لوادي بيشة ينصب من جهة الغرب إلى جهة الشرق، بأعلاه قصور ومزارع وأسفله مرعى للبوادي.
كان الشيخ سليمان بن سحمان قارعًا للشعر حتى أطلق عليه "حسان السنة في وقته" وله في ذلك ديوان حسن، وينقسم ديوانه إلى ثلاثة أقسام: قسم في الردّ على أعداء الشريعة الذين شرقوا بهذه الدعوة، فرد عليهم كما أدحض به حججهم وثل به عرشهم وألقاهم إلى قعر الحضيض، فقد ردَّ على قريب من خمسين ضالًا مبتدعًا فأفاد وأجاد وبلغ في الغاية فوق ما يراد حتى كان سدًا عظيمًا دون حمى الدين، وسيفًا مسلولًا على أعناق المبتدعين، وجاهد بحجته ولسانه العابثين والمروجين الذين هم كفار السفين، وما زال يناضل ويحامي حتى أتاه اليقين.
القسم الثاني: من قصائده من عقائد لأهل السنة في معرفة التوحيد وأقسامه وما يضاهيه من الشرك والتنديد، وأوضح معالم الدين وأشاد مناره وأبطل الزخارف والتمويهات وأجلب على ذلك بخيله ورجله، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، لقد أحسنت يا سليمان في بيانك وأوضحت وبينت، وإنا لنرجوا أن يجود الزمان بمثلك.
القسم الثالث: من قصائده مجاوبات ومراسلات ومدائح لأهل الدين والعلم والفضل، وتشكي من حالة الزمان، ورثاء لأهل العلم، ومنادمةً لإخوانه وأحبابه، وعلى من أحب أن يعرف قدره فليراجع ديوانه فإنه قد احتوى على العجب العجاب:
هو النجم للساري ضياءً وأنسةً
…
وشهبٌ على هام الطغاة وجحد
ملاه قصيدًا فائقات نظائرًا
…
وعلمًا وتحقيقًا يبين لمهتد
فرده وأمعن في اقتناء عقائد
…
تنجي لعمر الله من كل مفسد
هذا وإنا لنأمل في أحبابه أن يعيدوا طبعه ويحسنوا وضعه ويأتوا كما قد فات جامعه من القصائد الكثيرة للمؤلف، وقد أحببت أن أنقل هنا بعض أبياتٍ له جوابًا لأبيات وردت عليه، قال بعد البسملة:
من سليمان بن سحمان إلى حضرة جناب اللوذعي الأديب، والألمعي المصقع الأريب، المحب المقدم، والأخ الكرم "ناصر بن سعود" لا زال بالعلم والآداب في صعود، وأيامه في فوز وهناء وسعود أمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فالموجب للخط هو إبلاع السلام والتحية والاحترام ثم السؤال عن صحة أحوالكم واعتدال أوقاتكم، ونحن بحمد الله في أحسن حال وأنعم بال والخط الشريف والجواب اللائق الرائق المنيف، وصل إلينا وكان من أكبر المنن علينا، ولكني أقول:
أتاني على عظم الخطوب الشواغل
…
الوكة ذي ودٍ نصيحٍ مواصل
يذكرني عهد المحبة والأخا
…
وعصرًا مضى بالطيبين الأفاضل
ويبكي على نصر الهدى بعدما عفت
…
معالمه وأبلولجت بالنوازل
ويهدي خلال الخير نصحًا لخله
…
على أنها تعلى يفاع المنازل
فأهلًا بها أهلًا وسهلًا ومرحبا
…
هدية مأمونٍ سليم الدغائل
ولكنني لا أستطيع جوابها
…
وما الله عما يعملون بغافل
ولي كبد مكلومة لو أبحت ما
…
أجنته لأستعدي العداء كل جاهل
فأعف أخاك اليوم عن درك الذي
…
تؤمله مني لعظم الشواغل
وأبلغ لإخوانٍ وصحبٍ أجلةٍ
…
سلامًا كصوب المعصرات الهواطل
عدادًا وما لاحت من الأفق أنجمٌ
…
وهب نسيم بالضحى والأصائل
وإني وإن قصرت عن نيل سعيهم
…
وخلفني ذنبي وسوء التكاسل
أود لهم خيرًا وأرجو بحبهم
…
لحوقًا بهم في عاليات المنازل
فمن طلب العلم الشريف بنيةٍ
…
تسامى إلى شأو العلى والفضائل
ونال المنى واستر بالفوز والهناء
…
فطوبى له إذ نال خير الوسائل
وصل على خير الأنام محمدٍ
…
وأصحابه والآل أهل الفضائل
ثم قال: هذا والمأمول المسامحة، فإني كتبت ارتجالًا وسودتها عجالًا، ولا يسمع بها إلا من هو من أهل المحبة والصفا، فأنا في محل وزمان ربما يخفى عليكم غايته،