الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المندوب السامي السير برسي كوكس وبين ابن سعود، ويقول في رسائله لا تؤاخذوا طائراتنا ولكن لا مبرر لهجوم الإخوان على عشائر العراق والسلطان عبد العزيز يقول: لا تؤاخذوا الإخوان ولكن التبعة على الحكومة التي لا تستطيع أن تكبح جماح العشائر ضمن حدودها هذا جزاء الضعف والإهمال وبعد هذا الحادث عقد مؤتمر المحمرة لتسوية الخلاف بين البلدين فحضره أحمد بن ثنيان من قبل السلطان عبد العزيز ومندوبان من قبل الحكومة والمفوضية في بغداد ولكن السلطان لم يصدق على ما قرر هناك فعقد المؤتمر الثاني بعد بضعة أشهر في العقير.
ثم دخلت سنة 1341 ه
ـ
استهلت هذه السنة وحسين بن علي الشريف على مقاومته لابن سعود ولا يزال يغري عليه القبائل ويختلق له المشاكل وينصب الحبائل فمنع أهل نجد من الحج في هذه السنة وأغلق في وجوههم أبواب الحجاز وأضرم عليه نيران الأعداء من كل جانب وقد حج أهل نجد فما جرى منهم إلا الخير وعدم الحركة، ولما بعث ابن سعود إلى بريطانيا العظمى يسألها أن تضع حدًا لمشاكل الشريف حققت بريطانيا الطلب على الشريف وسألته أن يأذن لأهل نجد في الحج أسوة بالمسلمين فما استجاب على الفور ليرى خصمه تعاليه، ثم أذن لأهل نجد بالحج في السنة التي خرجت.
فأقبل وفود بيت الله الحرام من النجديين تحت أمرة مساعد بن سويلم فأدوا فرائضهم في هدوء وسكون ورجعوا بخير ويأبى الله أن يحدثوا ما يفسد العلائق كما يظنه بهم العدو الذي يرى أهل نجد بعين السخط كما قيل.
فعين الرضا عن كل عيب كليلة
…
كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولما أذن بالحج بعث ابن سعود إلى ابنه علي أن الحسين يثني على أبيه ويمتدحه ولكن أين الصلح، أين الهدنة يا عباد الله ولا يقتنع الحسين بالقول ويرى الفعل نفسه تمنية ببسط ملكه على كل عربي في الأرض وخصمه عاهل الجزيرة قد احتل خيبر وتيما وأخذ يتوسع في الجزيرة وقد قضى على الفتن في جنوب نجد وشمالها
ومحا دولة آل رشيد وأخضع آل عائض، فوربك ما بقي إلا الحجاز وهذا مؤذن بدنو الخطر بل أغرى قبائله فأطاعه بعضهم ورجع الخرمة وتربة في ملكه، فإذا لا يطيق الحسين أعمال ابن سعود.
ولما أن منع أهل نجد من الحج في هذه السنة وتوسلت بريطانيا إليه بأن يأذن في الحج ويبرم معاهدة مع ابن سعود، فجرت مفاوضات طويلة اشترط الحسين فيها بأن لا يسمح بالحج في هذه السنة حتى يتم جلاء ابن سعود عن الجوف ورنية وبيشة وتربة والخرمة وكل بلد اغتصبها على حد زعمه، فيقال يا عجبًا لذلك أفلا يرد الشام والعراق والحجاز التي أخذتها بريطانيا من الأتراك وجعلته وأبناءه فيها وبهذا تعلم سوء سياسة الحسين بن علي فإنه بعد انتهاء الحرب العظمى لوحظ أنه بصفته الوحيد المرشح للخلافة لما فيه من الصفات المؤهلة لها وأنه ناصر الحلفاء وانضم إليهم في ساعة الشدة، فلا تجد بريطانيا من المروءة أن تتخلى عنه، وأيضًا قد بسط ملكه وسلطانه على كل من العراق وسوريا بواسطة اعتلاء أبنائه على عرش الملك في تلك البلاد فأخذ يطالب بريطانيا أن تقنعه بأنه على غير حق في مطالبه، ولكنه أصر على عناده وأخذ يتهددها غير مرة بترك البلاد والتخلي عن الملك فلتعين من يستلم البلاد منه فتحيرت بريطانيا وعجز ساستها عن فهم هذه العقلية الغريبة فبينما هو يطالب باستقلال العرب أجمعين ويدعي لنفسه الزعامة عليهم ومن مصلحتها هي أن تظهره بهذا المظهر أمام العالم إذا هو يكتب لها بأنه سيترك البلاد لتسلمها إلى من تختاره بدلًا عنه فكأنه بذلك يعترف بأنه عامل من عمالها، ولقد حاولت فعلًا أن تصلح سياسته معها وتحتفظ به فلم تشعر إلا به أصدر منشورًا إلى الشعب الإنجليزي باللغة الانجليزية يشكو إليه حكومته فضاقت به ذرعًا وتوترت العلاقات بينها وبينه ورأت من المصلحة أن تتركه وشأنه مع ابن سعود وتتخلى عنه دون أن تتدخل بينهما فيما بعد ذلك، ثم جرت مفاوضات طويلة في هذه السنة