الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد أن استولى الإخوان على هذه المراكز خارج خط الدفاع تقدموا في العراء وباشروا حفر الخنادق، ثم أقاموا عندها استحكامات حصنوها بأكياس من الرمل، فصاروا يحاربون الجنود النظامية بالرشاشات والبنادق معًا، ثم تقدم الإخوان وجروا الأطواب فشرعت تضرب في آخر جمادى الثانية، ولكنه لم يتفرد فريق من الطائفتين بالمفاجئات، وقد خسرت الحكومة الهاشمية في آخر نهار 23/ 6 خسارة فظيعة، بل إنها جسيمة، ذلك بأنها سيرت طيارة للدهش والإرهاب للعدو، ولما طارت الطيارة وفيها المراقب الضابط اللاذقي والكاتب عمر شاكر يقودها القائد الروسي "تشاريكوف" واتفقوا على ضرب الإخوان ولو بقنبلة واحدة، وحينما دنوا من المعسكر وهي على قدر ألفي قدم عن الأرض انفجرت القنبلة في الطيارة فتحطمت في الجو وسقطت ومن فيها على آخر رمق وقد تلفوا وطيارتهم، وهؤلاء الثلاثة ثلم كبير في الجيش الهاشمي، فصاروا هدفًا للمنية على حالة فظيعة.
أما الإخوان فإنهم جعلوا يهجمون غالبًا في الليالي المظلمة هجمات هوجاء مستبسلين مستشهدين، وأحدثوا رعبًا وذعرًا في قلوب الأهالي، وكانوا مع ما يريدونه من الرعب للأهالي يسببون أسبابًا علها أن تسرف الجنود بإتلاف الذخيرة، وقد كانوا يقربون جدًا من الخط، حتى أن رصاص بنادقهم يقع قرب قصر الملك، وحتى أنهم قطعوا بعض الشريط وأخذوه إلى المعسكر العام، ولولا اختلاط القناصل مع الأهالي اختلاطًا لا يستطاع ضمان سلامتهم في الهجوم لكان أدنى أقدام من الإخوان يبدد شمل معسكر أهل جدة، ولكن مراعات للحالة الراهنة رأى ابن سعود تطويق جدة ومضايقة الحكومة القائمة بها حتى تضطر إلى التسلم.
ذكر قوى الفريقين
كانت الحكومة الهاشمية بعد تنازل الحسين قد أرسلت إلى الأمير عبد الله في عمان أربعين ألف ليرة ليبذلها في التجنيد وشراء العدد الحربية من أوربا مثل الطيارات والسيارات المصفحة، فباشر الأمير عبد الله التجنيد بمساعدة بعض الزعماء بفلسطين، فجاءت فرقة المتطوعين وتلتها فرقة أخرى حتى بلغ الجند
النظامي نحو ألف جندي، هذا كان في نصف هذه السنة، ثم جاء أيضًا في شهر رجب فرقة عددها مائتان وثلاثون، ثم جاء في رمضان فرقة أخرى عددها خمسمائة، ولكن هذا الجيش كان معرضًا لعاملين مستمرين في تنقيص عدده، هما الملاريا والدنتاريا، أما المال فلم يكن للحكومة بعد أن نفدت خزينتها، غير مصدر واحد وهو الحسين في العقبة، فإنه بعث الرقمتين في شهر رجب من هذه السنة تحمل صندوقين فيهما خمسة عشر ألف ليرة، وجاءت في رمضان تحمل خمسة آلاف أخرى ثم في شوال أبحرت رضوي منا العقبة وهي تحمل لمساعدة الجيش الهاشمي عشرين ألفًا من الذهب، وفي هذه الأثناء فرضت الحكومة على التجار قرضًا قدرناه قدره اثنا عشر ألف ليرة، ثم نقل الحسين من العقبة وأبعد عن جدة والبعد جفاء، فلم يرسل بعد ذلك غير دفعة واحدة صغيرة خمسة آلاف ليرة، فأخذ العسر بعد ذلك يشتد يومًا فيومًا، وسنذكره فيما بعد إنشاء الله في موضعه، فاضطر الملك علي في صيف هذا العام أن يرهن أطيانه الخاصة في مصر لقاء قرض قيمته خمسة عشرة ألف جنيه، وكان الذي صرفه في سنة واحدة مجموعه لا يتجاوز مائتي ألف ليرة جنيه أعني على قوات الحرب، لكنه ابتلى بخيانة الوكلاء والسماسرة والاختلاس بحيث لما دفع مرة سبعة آلاف ليرة إنكليزية ثمنًا لثلاث طيارات قديمة جاءته من لندن لا تساوي أكثر من ألف وخمسمائة ليرة، وكان عند الحكومة الهاشمية خمس طيارات أيطاليات قبل مجيء هذه الثلاث اللندنيات، ثم جاء للحكومة الهاشمية من ألمانيا في الصيف ست طائرات جديدة تحمل الواحدة من البنزين ما يكفيها لتطير ست ساعات، وهي مجهزة بالمدافع الرشاشة ومعها قنابلها الخاصة بها، أخيرًا اجتمع لدى الملك على أربعة عشر طيارة، لكن هنا نكتة وهي أن أربعًا من الطيارات لا تصلح للعمل، وأيضًا كان الطيارون أولًا في الحرب روسيين من الحزب القيصري، وكانوا في آخرها من الألمان، فكان الطيار لا يقدم على المخاطرات لأنه حريص على حياته وأيضًا كان في هذا السلاح نقص وعدم كفاءة، وما كان هناك قنابل خاصة فاصطنع لها من القذائف ما لا تأثير لها كبير لأنها تنفجر قبل وقتها المعين أو
بعده ناهيك بالبنزين فلم يكن عند الحكومة دائمًا الكمية الكافية منه، أما المصفحات فيه أيضًا ضعيفة تأثيرها لغلاء الثمن وقلة الفائدة، فخمس سيارات من المصفحات من اللواتي خاضت معارك الحرب العظمى جاءت وصفائحًا مفككة فظل العمال في الورشة يعملون شهرًا في تشغيلها وتأليفها وتركيبها وهي لا تسير غير ساعتين سيرًا متواصلًا فتحتاج إذ ذاك إلى الماء وأما سيارتان جاءتا بعد ذلك، فنعم أنهما جديدتان ومجهزتان بالرشاشات فلأجل ذلك كانت القيادة تبني آمالها العالية عليهما، أما الدبابات فثلاث جلبت من ألمانيا مستعملة ولم تجد نفعًا وقد صنعت دبابة في ورشة جدة أنشأها تحسين باشا شبه سيارة مدرعة بمحرك قديم مصفحة بالتنك، وجعل لها فوهات المدافع الرشاشة ولكن لم توجد لها مدافع رشاشة، وقد طافت هذه الدبابة في جدة ولكن الذين يسوقونها تركوها في منتصف المدينة لأنها لا تصلح للسير وأصبحت ضحكة للساخرين فجيء بجمل يجرها إلى كراج السيارات وأخيرًا كانت كألاعيب الصبيان.
فيا عجبًا لقواد الجيش الهاشمي، أيظنون أنهم يقاتلون أطفالًا، أما المدافع فهي اثنا عشر وعشرة رشاشات كلها صالحة للعمل، ثم جاء من ينبع ومن العقبة إمداد وقوات من مدافع صحراوية وجبلية ورشاشة فأصبح على خط الدفاع عشرون مدفعًا وثلاثون رشاشًا، وقد كان لدى الجيش الهاشمي القنابل الكشافة التي تنير المكان الذي تنفجر فيه وتكشف حركات العدو في الليل أضف إلى ذلك كله ما وضع عند أبواب خط الدفاع أمام الأسلاك الشائكة من الألغام ثم الأسلاك نفسها وقد مدت هذه الأسلاك على عمد من خشب طولها متر واحد، فكان الخط شكل الهلال طوله ستة أميال ممتدًا من البحر شمالًا إلى الكندرة شرقًا يحنوب ومنها جنوبًا ثم غربًا يحنوب إلى البحر، ثم حفرت وراء الشريط الخنادق وأقيمت الاستحكامات، وبين الخنادق ووراءها ربى ومكامن من استخدمت للكشف والدفاع.
وقد قسم هذا الخط إلى مراكز ستة مرتبطة كلها بواسطة الهاتف بالقيادة العامة
في القشلة، وهذه المراكز هي أبو بصيلة، والشرفية، والكندرة، والمشاط، والعقم، والطابية اليمانية، فالطابية هي جناح الجيش الأيمن وأبو بصيلة جناحه الأيسر، وهناك خارج الخط النزلة اليمانية وهي مهجورة على مسافة ميلين من جدة إلى الشرق الجنوبي وفيها حامية من البدو صغيرة مائة نفر لا غير، ونزلة بني مالك على مسافة ميلين من جدة إلى الشمال الشرقي وفيها حامية أخرى صغيرة من البدو، ثم الرويس وهي أقرب القرى إلى جدة من الشمال، فهذه قوة الجيش الهاشمي.
أما عدد الجيش النجدي فقد كانت محصورة بالمدفعية والبنادق والرشاشات، ولقد كان في خزانة الرياض مدافع كثيرة من أنواع مختلفة ولكن السلطان عبد العزيز لم يأمر بإحضار شيء منها إلى الحجاز بل كانت المدافع التي استخدمها في هذه الحرب الذي غنمها جيشه في الطائف والهدى، وما وجد في مكة وكلها أسلحة طيبة صالحة للعمل صحراوية وجبلية لا يقل عددها عن عشرين مدفعًا كانت تظهر تدريجيًا أو بقدر ما يمكن الاستعمال منها في وقت واحد، أضف إلى ذلك الرشاشات الكثيرة والذخيرة الوافرة التي وجد أكثرها في قلعة جياد بمكة.
أما الجنود فقد كانت القوة في العسكر يوم الزحف الأول أربعة آلاف والقوة الزاحفة مثلها وفيها الإخوان من أهل الغطغط، وأهل ساجر، وأهل دخنة، وقحطان، والداهنة، وركبة وغيرهم وفيها من الحضر الوية من أهل القصيم وأهل العارض، ثم جاء في رمضان فيصل الدويش أمير الأرطاوية بجيش من مطير وتلاه سبيع والسهول وبعد هؤلاء وصل الأمير فيصل عائدًا من نجد بنجدة كبيرة، فبلغ عدد الجيش في الجبهة وورائها نحو عشرة آلاف، أضف إلى ذلك الجنود الذين كانوا محاصرين للمدينة والسرايا التي كانت مرابطة حول ينبع والوجه والعلا بما كان مجموع العدد قد أصبح يبلغ اثني عشر ألف مقاتل ولا طيارة ولا سيارة، بل يغيرون على الخيل والمطايا، ومع هذا فقد فاق جند نجد بالبسالة والتقدم لأنهم يدافعون عن اعتقادات ووطنية بدون جعل ولا مقاضاة.
أما جند الحجاز فبالعكس لا يقبض السلاح بيد إلا واليد الأخرى فيها المرتب، زد على ذلك جهلهم بالحرب وضعف قلوبهم، وكان توزيع الجيش النجدي أن
كانت فرقة الغطغط قد عسكرت في الجناح الأيمن المقابل لجناح العدو الأيسر، وأهل دخنة في الجناح الأيسر المقابل لجناح العدو الأيمن؛ وأهل ساجر عونًا للجناح الأيسر، ثم عسكر في القلب لواء قحطان من الهياثم ووراء هؤلاء كلهم سرية من الخيالة، ثم التحق بهم الجيش الذي كان في اليمن من أهل الداهنة وركبة فأصبح في الجبهة نحو أربعة آلاف مقاتل، وكان لما مشى هذا الجيش من مكة معه الأوامر بأن يحيط بجدة ويهاجم خط الدفاع، أما الهجوم بقصد اختراق خط الدفاع والدخول إلى جدة فلم يكن ليقدم عليه الجيش بدون إذن من القيادة العليا.
أما أهالي جدة فقد كان الرعب سميرهم والذعر جليسهم في تلك الليالي لأنهم جهلوا القصد الحقيقي من الغارات فظنوا أن الإخوان يحاولون اختراق الخط لذلك كانوا يسمرون كل ليلة على أنغام الرشاشات والبنادق وهم يقولون: الليلة يدخلون البلد، وما ذاك إلا لما يشاهدون من الأهوال المقلقة والإفزاع المزعجة من هذه الحرب البدوية، فإذا أرسلت المدافع الهاشمية على السعوديين القنابل الكشافة أنارت في السهل ضياءً عظيمًا يهتدي بها الإخوان إلى الطريق في أبواب الأسلاك الشائكة وإلى الألغام وهناك تسمع الإخوان ينادون يا إخواننا يا أهل الشام ويا شمر ويا عرب ويا عقيلات اخرجوا من الخط وأنتم في وجه الله ووجه ابن سعود لا تخافوا والله ما نريد لكم غير الخير تعالوا فنحن إخوانكم تعالوا إلينا ونحن والله وبالله، ولكن كثيرًا من أولئك الجنود كانوا يحاربون عملًا باعتقادهم أن النهضة العربية لا تقوم إلا بالبيت الهاشمي، أما الذين قد التفوا من عمان والعقبة وغيرهم فإنهم صاروا بين نارين ولم يكن لهم يومئذ أن يختاروا أصغر الشرين، ثم يأخذ كل فريق بما يفوه به من البلاغات الرسمية، كقول فريق علي تعرضت قوة من البدو على جناحنا الأيسر في الساعة الخامسة من الليل فأصلتها مدافعنا ورشاشاتنا نارًا شديدة فانهزمت من حيث أتت تاركة عددًا من القتلى بدأت مدافع العدو ساعة الفجر بالرمي العتاد فقابلتها مدافعنا قدر ساعتين وأسكتتها طارت الطيارة في الساعة الواحدة صباحًا لضرب معسكرات العدو وموضع مدافعه فألقت أربع قنابل وعادت، وكقول فريق ابن سعود: في هذه الليلة سرت طائفة من جندنا إلى
حدود العدو فأطلقت عليه النار فظن أن الإخوان يهاجمون على طول الجبهة فأخذ يوالي إطلاق المدافع والرشاشات والبنادق من جميع المراكز واستمرت كذلك ثلاث ساعات دون أن يصيب أحدًا من المهاجمين، أخرجت القيادة الهاشمية ثلة لكشف مراكز الإخوان فخرجوا من مكامنهم إليها وأعملوا فيها النار فسقط منها سبعة قتلى وفر الباقون، إلى غير ذلك من البلاغات ولقد كانت ليالي رجب وشعبان المظلمة تحيا بين المتحاربين كل يحرس حاشيته من الآخر أما في النهار فقد استعرت بينهما حرب المدفعية التي استغوت في بادئ أمرها أهل جدة فكانوا يسارعون إلى خارج السور ليشاهدوا قنابلها تنفجر عند الأسلاك الشائكة وفي أطراف السهل بظل الجبال.
ثم نصبت المدافع السعودية في أول شهر من سنة الحصار فجعلت قنابلها تتساقط خارج السور وداخله وقد حلقت فوق خط الدفاع تتساقط في قلب البلد فأصيب مرتين بيت الوكالة البريطانية بقنبلة خرقت جدار غرفة النوم وقنبلة دخلت مكتب الوكيل، وقد أصيب أيضًا بيت وكالة السوفيتي فتكسر العلم فوق السطح واستمرت تتقدم في تقدم المدفعية حتى وصلت إلى الطرف الغربي من المدينة إلى شاطئ البحر فزارت القنصلية الفرنسية وتفجرت في مخيم الهلال الأحمر، فعندما أصيبت الوكالة البريطانية والوكالة الروسية عقد القناصل مجلسًا للبحث في المسألة فقرروا أن يظلوا رغم هذه الحال على الحياد، وقد أبرق رئيس الهلال الأحمر إلى الجمعية المركزية في القاهرة يستأذن بالرحيل فلم تأذن الجمعية بذلك وكان الضرب يبدء صباحًا فيصلي الفريقان الفجر ويتبادلا بالقنابل ساعتين أو ثلاث ساعات، ثم يستأنف العمل بعد الظهر فيستمر حتى غروب الشمس، ولما اشتدت هذه الحرب المدفعية في شهر رجب وشعبان نصب النجديون مدفعًا في الرويس فصارت قنابلهم تقع في الجبهة البحرية من المدينة وفي قلبها فجرح وقتل عدد من الناس واستولى الرعب على الأهالي فشد كثيرون منهم للرحيل وبدأت الهجرة إلى سواكن ومصوع وعدن في المراكب التجارية، ثم طفق الناس يرحلون في السنابيك إلى الليث ومنها
يرجعون إلى مكة، وكانت الحكومة غير كارهة للهجرة لما فيها من التوفير للماء والزاد للجنود على أن تلك الحرب التي كان يتفرج أهل جدة عليها ثم صاروا يفرون إلى البلدان عنها ليست بشيء بالنسبة إلى ما بعدها من الموت الأحمر لأن جميع ما هم فيه مناوشات، لأن ما بين الأسلاك الشائكة وما بين سور جدة مسافة ثلث ساعة للأقدام.
ولما كان في اليوم الحادي عشر من شهر رجب دعا علي بن الحسين بالشيخ محمد نصيف واعتقل هو وأحد أعضاء الحزب وثلاثة آخرون هم سليمان عزابه، وسعيد باخشوين، وعبد الرحمن باجنيد، فأودعوا السجن ثلاثة أيام ثم أحضروا بين يدي علي فصدرت الإدارة أن ينفوا إلى العقبة فأخذوا في الساعة السادسة من ليلة 14 رجب ونفوا إلى العقبة، ولما وصلوا إلى الحسين ألقاهم في قبر لا منفذ فيه ولا نور ولا فراش فوجدوا من الضيق وضنك العيش ما لا يرضاه كل حر أبي وهذا لأجل تهمة في حق المذكور، وما كان قدر الشيخ محمد حسين نصيف أن يهان تلك الإهانة ويبالغ في التضييق عليه، ذلك بأنه رجل عظيم وعالم فاضل كثير الاطلاع واسع المعرفة وله مكتبة عظيمة في جدة ومن أكبر أغنياءها أيضًا، ولولا صلة علمية بينه وبين شيخ العروبة أحمد زكي باشا من أهل مصر فقام لما علم بالتضييق عليه وسعى نحو الأمير عبد الله في شرقي الأردن بهذه البرقية:"صاحب السمو الأمير عبد الله أرجو أن يتجلى حلم الرسول ويتجدد عفو المأمون بشخصكم المحبوب فتتوسطون لصديقي السيد محمد حسين نصيف فقد ساءني جدًا ما بلغني اليوم بنفيه من جدة إلى العقبة مع تضييق الخناق عليه والإساءة إليه من واليها فآمالي عظيمة فيمن أعظم فيها وهو سيدي الأمير بقبول شفاعتي وتنازله بالتوسل بوالد الجميع لإرساله لمصر بمنزلي وأنا أتعهد بامتناعه مطلقًا عما لا يرضيكم وأنتم تعرفون صدق إخلاصي لسموكم ولبيتكم الكريم" فأطلق الشيخ وأنقذه الله من شرهم وعاد إلى جدة برفقته في يوم الأربعاء ثامن رمضان، ولولا ما ذكر لكان أفظع من هذا، ولما قدم اعتذر إليه علي بن الحسين وذكر أن ذلك مقدر قد كتب عليه وقد ثبتت براءته أيضًا.