الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثل أهلك هؤلاء والله وبالله وتالله إن الضرر الذي يمسكم يا آل رشيد يحرك قلبي قبل لساني إلى مساعدتكم أنت يا محمد واحد من بيتي الآن وكل ما عندي للدفاع عن بيتي عن العيال والحريم أقدمه إذا اقتضى الأمر في الدفاع عنك في الدفاع عنكم كلكم، وهناك وقف السلطان فوقف من في الجلس وأعطى يده إلى ابن طلال قائلًا أعطيك عهد الله مازلت مخلصًا لنا فصافحه ابن طلال وهو يقول: إذا حدت عن الطريق الذي أمرت به فاقطع رأسي ثم قبل عظمته في أنفه وفي جبينه، ثم صوت يهتف بالدعاء أدامك ووطد أركان ملكك، هذا هو صوت كبير بيت آل رشيد يومئذ، وهذه آخرة آل رشيد الذين سطر لهم التاريخ سطورًا من الدم حمراء ليس لهم سواها يذكر، وكان مدة حكمهم أربعًا وثلاثين سنة دانت لهم نجد من أدناها إلى أقصاها ومدة إمارتهم في حائل ما يقرب تسعين سنة.
ولما استقرت عائلة الرشيد في الرياض بقي جلالة الملك ابن سعود يعامل أفرادها معاملة أفراد آل سعود فأصبحوا في عيشة لم يروا مثلها أيام حكمهم وسيطرتهم المملوءة بالحروب والمغازي والمخاوف، واستراح أهل حائل من مكابدة الفقر والذبح والزعازع، حتى أنه نقل لنا عن شيغ طاعن السن في حائل أنه وجد أيام آل رشيد يغسل كرشًا وينظفها بيده، فسئل عن تلك الحالة؟ فقال: ذهبت أموالنا وقلت أرزاقنا لما نكابده من عسف آل رشيد، ثم دعا الله أن لا يبقى منهم رجل ولا إمرأة، فانظر يا أخي إلى شدة هذه المبالغة .. نسأل الله العافية والسلامة.
ولقد حرص جلالة الملك على عقد الصلة والألفة بين بيته وبيت آل رشيد حتى تزوج من أسرتهم، وفيها وفاة عبد الكريم بن ناصر بن سليمان بن جربوع -رحمه الله تعالى- وعفى عنه، وكان من رجال الدين، وأسرة آل جربوع من شمر.
ذكر آل عائض وما جرى منهم
آل عائض هؤلاء يدعون أنهم من سلالة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأنهم نزحوا إلى عسير بعد سقود الدولة الأموية في الشام ولكنهم لم يكونوا قبل الفتح السعودي أمراء عسير، ولما أمر سعود الكبير في تلك الجبال رجلًا يدعى
ابن مجثل كان عائض جد الأسرة من الرعاة، وهذا كان في سنة 1228، ثم لما جاءت الجنود المصرية وجاء محمد علي بنفسه يقود الحملة على أهل عسير كان آل يزيد من المتقدمين المستبسلين في القتال، وكان عائض بطل آل يزيد فأمره ابن مجثل مكانه وكتب إلى ابن سعود يوصيه به فأثبته في الإمارة، ثم خلفه بعد وفاته ابنه محمد الفاتح الذي بسط سيادة آل عائض، فوصل إلى بيشة شرقًا وإلى حدود الحجاز شمالًا وجنوبًا بغرب إلى المخافي تهامة، ولما تضعضعت في وقته حكومة آل سعود وعادت الدولة العثمانية إلى اليمن جهزت على عسير حملة بقيادة الشير رديف باشا فقتل الأمير محمد بن عائض غدرًا، وآخر من تولى هذه الوظيفة منهم هو حسن بن علي حفيد الأمير محمد الذي عينه المتصرف سليمان شفيق كمال باشا في سنة 1330 المتقدمة، فلما شبت الحرب العظمى وجلا الترك عقب الحرب عن عسير تولى حسن هذه الإمارة استقلالًا مستبدًا وكان ظالمًا فنفرت منه القبائل خصوصًا قحطان وزهران وأرسلت وفودها شاكية إلى ابن سعود، فبعث إليهم عبد العزيز بن عبد الرحمن ستة من علماء نجد، وكتب إلى الأمير حسن وإلى رؤساء قحطان وزهران ينصحهم بالمسالمة ويدعوهم للرجوع إلى ما كان عليه أجدادهم ولكن الأمير حسنًا استمر في عصيانه فأبى توسط العلماء وردهم مكابرًا، قال: إذا كان ابن سعود يتدخل في شئون قبائل عسير فسنمشي إلى بيشة النخل قلعة بيشة ونستولي عليها، فعندها أرسل الملك عبد العزيز إليه ابن عمه عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل ومعه ألفان من الجنود، وأمره أن يدعو ابن عائض أولًا للسلم فيكون مع ابن سعود كما كان أجداده الأولون، ولقد كان الأولى بنا ذكر هذه الأمور في مواضيعها كعادتنا ولكن لأجل الضرورة جعلناها على حدة لاستغراق ما تقدم بذكر آل صباح وابن رشيد والشريف، ولكن تستفيد من ذلك ما كابده عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود من كثرة المشاق وتكبد الأخطار وصعوبة العقبات في تأسيس هذه المملكة.