الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعذنا من الطغيان والزيغ والردى
…
وخذ بنواصينا لأسنى الفضائل
وأصلح لنا النيات فيما تقوله
…
ونفعله يا مستجب الأرامل
تنبيه
قد قدمنا أن الدويش لما أن خذله الله تعالى وأثخن بالجراح جاء نسائه وأطفاله يشفعون له لدى ابن سعود، فرقَّ له وعفى عنه وألزم طبيبه الخاص "مدحت شيخ الأرض" أن يداوي جراحه ويتعاهد صحته، كما أن الأمير سلطان بن بجاد سلم نفسه إلى ابن سعود بعد فراره من موضع الواقعة "السبلة" إلى الغطغط، فأمر به ابن سعود وأناس معه أن يودعوا في السجن، ولما لبث في سجن الرياض عدة سنين نقلوا إلى سجن الإحساء ووافتهم المنية هناك فالله المستعان.
وكان صاحب الجلالة عبد العزيز بعدما انتهت الواقعة عاد إلى شقراء، وبعدما ألقي القبض على ابن حميد أمر ابنه سعودًا أن يذهب إلى هجرته الغطغط ويأخذ جميع ما فيها من السلاح، ثم يهدم الهجرة ويبيدها، فنفذت الأوامر بسرعة ذلك جزاء بما كسبت يداه، ثم إنه بعدما رجع ابن سعود من الحج سيَّر خالد بن محمد بن عبد الرحمن الفيصل ومعه سرية من الجند إلى عتيبة لتأديب "مقعد الدهينة" ومن تبعه من عتيبة وبني عبد الله وأمر عمر بن ربيعان رئيس قبائل عتيبة الموالين لابن سعود أن يسير لمساعدة الأمير وخرج خالد بن منصور بن لؤي ومعه جند كثير من أهل الخرمة ورنية وما حولها لتأديب الخارجين كما أنه زحف محمد بن سحيمي أحد رؤساء قحطان ومعه جند كثير من أهل الحجاز لهذه الغاية فلما رأى "الدهينة" وأصحابه من عتيبة وبني عبد الله من مطير أن الأخطار قد أحاطت بهم تشتتوا وفر الدهينة وجماعة معه من العصاة فانضموا إلى الدويش وأبي الكلاب، والعجمان غير أن الله تعالى ألقى عليه الذل فكسروا وعادوا خائبين كما تقدمت الإشارة إلى ما صنعه بهم العوازم.
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين الأديب الشاعر من أهالي بريدة
مهنئًا الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل في واقعة السبلة التي بينه وبين الإخوان سنة 1347 هـ التي تقدمت:
أهذا ضحى عيد يلي ليلة القدر
…
أم البشر أن الدين قد حف بالنصر
لقد جاءت البشرى بأن ذوي الهدى
…
أبادوا العدا من ذي الخيانة والمكر
فكان لها عقلي يطير مسرةً
…
وبادرت نحو الأرض لله بالشكر
لك الحمد يا من لا يخيب آملًا
…
كما أنت أهل الحمد يا والي الأمر
لقد كنت أوعدت الطغاة مذلةً
…
وأن بلغوا عدا الجراد من النشر
ولكن وعدت المتقين وإن بلوا
…
ليجزوا بما قاسوه بالفوز والظفر
فصار كما أوعدتهم ووعدتنا
…
ففزنا وباءوا بالعناء مع الخسر
أراد بغاةٌ أن يعيثوا بديننا
…
وأن يفسدوا في الأرض في البر والبحر
وأن يستبيحوا ما لنا ودمائنا
…
وأن يهتكوا ما للعباد من الستر
فقام إمام المسلمين يؤمهم
…
وناداهموا حيًا على أمة النكر
أجيبوا الذي قال اشتريت نفوسكم
…
بجنات خلد لا تبيد مدى الدهر
فبيعوا فما وازى الشهادة رتبةً
…
ومن يعشق الحوراء يبذل المهر
فإن تقتلوهم تظفروا بسعادة
…
ويشقوا أليس الجبن قاصمة الظهر
أجابوه في لبيك فالكل بائع
…
على الله لا يبغي جزاءً سوى الأجر
لننصر دين الله فامض لما ترى
…
ولا تبتئس فيما أتت عصبة الشر
فمن لم يمت قتلًا يموت بغيره
…
ومن لم يجاهد ذل في ربقة الأسر
فقال سندعوهم إلى سبل الهدى
…
عسى أن ينيبوا للنصوص وللذكر
ونادى بهم يا قومى (1) اتئدوا ولا
…
تشقوا عصا الإسلام بالبغي والدعر
وهذا كتاب الله يحكم بيننا
…
وسنة هادي العالمين من الكفر
(1) تكسر الميم والياء ضرورة للوزن.
وأن تقصدوا مالًا فمدوا أيديكموا
…
إلى ما تريدوا من عروض ومن تبر
فلم يرعووا عن غيهم وضلالهم
…
فقال وأنى بعد هذا من النذر
فصال عليهم صولةً فأبادهم
…
كأن لم يكونوا بالمهندة البتر
وسل بهاتيك اليمين مصممًا
…
لهم تقذف الأمواج شعلًا من الجمر
وأسقاهموا كأسًا من السم ناقعًا
…
فاسكنهم بعد الفضاء ظلمة القبر
وصاد أسود الخيل وهي عديدةً
…
وكربهم إذ أحجم الأسد عن كر
فبين قتيلٍ أو طريدٍ مشره
…
وبين كسير ليس للكسر من جبر
وكل رئيس مد عنقًا تطاولا
…
إلى الملك صار العنق من بعد للجزر
وأضحى صريعًا بين أظفار ضيغم
…
وإفلاذه دارت على الناب والظفر
وباقيهموا ظلوا يتيهوا ولو بقوا
…
لا لحقهم رغمًا بسيدهم عمري
وأجلاهموا في رغمهم عن ديارهم
…
وما ظنهم هذا يكون إلى الحشر
فيا ساعةً فيها الثكالى جيوبها
…
تشق ولكن مفرح الذيب والنسر
سلي الخيل عن فعل النهيك بحافظٍ
…
تجد عضبه قدايهم الجون بالشقر
هزبر إذا ما قد رأته تفردت
…
تطير إذا أنحت بأجنحة الكدر
وما نكلها يسطاعها بأعنة
…
من الروع فرت كالظليم من الذعر
فيا معشر الإسلام طرًا هنيئكم
…
بنصر يحل المغلقات من الأمر
هلموا قنوتًا في بقاع سميدع
…
أزاح ظلام الظلم كالليل والفجر
جوادٌ خضمٌ أريحيٌ منجد
…
حسيب قفا أصلاهموا منيع الفخر
وتابعه في كل هذا سلائل
…
فأخلاقهم بالدر إن قستها تزري
لقاصده سهل الجناب وللعدا
…
يجرع كاسات أمرٍ من الصبر
حمى الدين والدنيا جميعًا عن الخنا
…
وصانهما عمن بغى بالقنا السمر
وأظهر دين الله حسب كتابه
…
وللسنة الغراء يقفوا على الأثر
وبالخلفاء الراشدين له اقتدا
…
ولم يرضى خلفًا في ذراعٍ ولا شبر
وأوهب كل المذنبين نفوسهم
…
لعفو وإحسانٍ عليهم مع القدر
وقابل بالرفق الضعيف تكرمًا
…
ولاقى بعز القهر طائفة الكبر
فإن تفتخر فرس علينا بقيصر
…
فخرنا به فيرفعه الأنجم الزهر
وإن قدمت روم هرقل بحلية
…
يجيء سكيتًا في الورود وفي الصدر
ولو كان في نادي الوفاء سموئل
…
يوافي وفا الشهم ارتضى سمة الغدر
وما اجتمع الاثنان إلا لواحد
…
كعلم ومجدٍ ثم حلمٍ مع القسر
وقد كان معن في السخاء وحاتم
…
فرادى ولكن ذاك في العد لا النثر
فلو أن أرباب الدرادي بكفة
…
دروا لاكتفوا عن خوضهم لجج البحر
وإن خضت في بحر الفصاحة لا تقل
…
لسحبان إلا صاحب العي والحصر
فدونك يا عبد العزيز لمخلص
…
لدولتكم بالنصح في السر والجهر
دعاء بإخلاص الوداد فدمتم
…
ولا زالت الأقدار في حكمكم تجري
ولا زلت محروس الجناب موفقًا
…
لإخماد نار البغي بالذل والقهر
ولا زلت إن عد الملوك برفعة
…
كفاتحة القرآن يا زينة العصر
ولا زال نادي المسلمين معطرًا
…
يدم عزه في ذكركم فائح العطر
وهاك قريضي قد أبان انتقاده
…
وجاء على استحياء كخودٍ من العذر
يقبل أرضًا خالعًا لنعاله
…
وحليته عقد التنصل في النحر
وها أنا أبدي العذر يا خير من أتت
…
إليه مطي الوافدين فخذ عذري
فما أنا حسان ولا ابن ربيعة
…
ولكنني أبديت ما صاغه فكري
فهذا وإني في حوادث مشتت
…
لي الذهن ثم القرن في رابع العشر
وأفات دنيا ثم ضيق معيشةٍ
…
لسبعٍ وعشرين مضت من سني عمري
سيقبل عذري كل حر وأن يكن
…
فريضي لما قدمت هذيًا لذي سكر
وما صغت هذا للقراء فإنني
…
به مظهر من ودكم للهوى العذر
أقر بأني كالطفلي بمدحكم
…
فمن لي بما آفي بما قلت في الشعر
فلو أن بدر التم أبعثه لكم
…
قريضًا وباقي النجم في عنق الشعري
علمت قصوري في المديح وإنن
…
أسودٌ قرطاسًا من الشعر والنثر
ولكن هذا ما أطقت ومن أتى
…
بما عنده فالعفو من شيم الحر
أتتك قصيدي مثل حسناءٍ غادةٍ
…
وقد صنتها عن أن يحام حمى الخدر
بساحتكم تلقي العصاء فريدةٌ
…
وفيها فقد ترمي اللثام عن الثغر
فإن تقبلوها يا سعادة حظنا
…
وإن ترجعوها فالأسى لي مع الخسر
وخذ عدها سبعون بيتًا وخمسةً
…
بمدد حكموا كالمسك فائحة العطر
وصلي إلهي كلما هبت الصبا
…
وما ماضٍ برقٍ فوقه وابل القطر
على أحمد المختار من نسل هاشم
…
وآلٍ وصحبٍ ما أضاء سنا البدر
ولما انتهت أرخ لشعر مهذبٍ
…
وفي الكاف من شوال فاستفت من يدري
ومما قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن سوداء مهنئًا للظافر قال من أبيات القصيدة:
فلا تبن للأعراب مجدًا فيطغهم
…
ولو لبسوا عماتهم بالذوائب
فما الدين إلا بالقلوب محله
…
على وفق شرع الله رب الكواكب
وصادقهم أكرمه غير مبالغ
…
وخائنهم فاردعه لو بالقواضب
فلا يستقيم الملك إلا بسطوةٍ
…
على كل باغٍ خائنٍ ومشاغب
فذو البغي والإفساد يقتل جهرةً
…
إذا لم يتب من فعله والمثالب
وقال أيضًا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن سوداء:
بدأت بحمد الله مرسي الدعائم
…
على نعمة الإسلام من ذي المراحم
أهني إمام المسلمين بقمعه
…
ذوي البغي والطغيان من كل غاشم
أهني إمام المسلمين بقهره
…
أولى الجهل والإفراط بين العوالم
أهني إمام المسلمين بحمله
…
على كل باغٍ خائنٍ ومصارم
إلى أن أبان الله كل خفيةٍ
…
فجرد سيف العدل لا سيف ظالم
دعاهم إلى حكم الإله وعبده
…
محمد المبعوث صفوة آدم
فحادوا عن التحكيم للشرع والهدى
…
فأعذر منهم طالبًا للتحاكم
إلى آخر القصيدة، وقال الشاعر المشهور محمد بن عبد الله بن عثيمين مهنئًا الإمام الأفخم صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل:
أبى الله إلا أن تكون لك العتبى
…
ستملك شرق الأرض بالله والغربا
أراد بك الأعداء ما لله دافعٌ
…
كفاكهم لما رشيت به ربًا
هم بدلوا نعماك كفرًا وبوئوا
…
نفوسهم دار البوار فما أغبا
بغاثٍ تصدت للصقور سفاهةً
…
فأضحت جزافًا في مخالبها نهبا
أرادوا شقاق المسلمين شقاوةً
…
فصب الشقا ربي على أهله صبا
هموا أضرموا نارًا فكانوا وقودها
…
وهم جردوا سيفًا فكانوا به خدبا
دعاهم إلى الأمر الرشيد إمامهم
…
وقال هلموا للكتاب واللعتبى
وما كان من وهنٍ ولكن تحننًا
…
عليهم رجا أن تمحو التوبة الذنبا
وما كان بالنزق العجول وإنما
…
يدبرهم تدبير من طب من حبا
فلما أبوا إلى الشقاق وأصبحوا
…
على شيعة الإسلام في زعمهم ألبا
أتاهم سليل الغاب يصرف نابه
…
زماجره قبل اللقا ترعب القلبا
له هممٌ لا تنتهي دون قصده
…
ولو كان ما يبغيه في نفسه صعبا
بجيشٍ يسوق الطير والوحش زجره
…
فلم ترى وكرًا عامرًا لا ولا سربا
وجرَّ عليها كل أغلبٍ باسلٍ
…
إذا ما دعي في معرك للقنا لبا
فعاد غبار الجو بالنقع قاتمًا
…
تظن اشتعال البيض في ليلةٍ شهبا
وأضحوا هدايا للسباع تنوشهم
…
تنوبهم يومًا وتعتادهم غبا
وراحت لطير الجو عيشي ونقري
…
ونادي وحوشًا في مكامنها سغبا
فقل للبغاة المستحلين جهرةَ
…
دماء بني الإسلام تبًا لكم تبًا
نبذتم كتاب الله حين دعيتم
…
إليه وقلتم بالكتابين لا نعبا
وقلدتم أشقاكم امر دينكم
…
فأصبحتم عن شرعة المصطفى نكبا
نعم ثبت الله الذين تبوءوا
…
من الدين والأيمان منزلة رحبا
هم حفظوا العهد الذي خنتم به
…
فكانوا لأهل الدين منذ هاجروا وأصبحا
وهم صدقوا الله العهود وأمنوا
…
إمامهم صدقًا فلا لا ولا كذبا
إمام الهدى إن العدو إذا رأى
…
له فرصة في الدهر بنزولها وثبا
ومن ألجأته للصداقة علةٌ
…
يكن سلمة من بعد علتها حربا
فعاقب وعاتب كل شخصٍ بذنبه
…
فلولا العقوبات استخف الورى الذنبا
وقد رتب الله الحدود لتنتهي
…
مخافتها عما به يغضب الربا
إذا أنت جازيت المسيء بفعله
…
فلا حرجٍ فيما أتيت ولا ذنبا
فمن سل سيف البغي فاجعله نسكه
…
ومن شب نارًا فارمه وسط ماشبا
بذا يستقيم الأمر شرعًا وحكمة
…
وينزجر الباغي إذا هم أوهبا
ومن تاب منهم فاعف عنه تفضلًا
…
فحسبهم ما قد لقوا منكم حسبا
إلى آخرها وهي جميلة، ولما أن انتهى الرجلان إلى فيصل الدويش ونعيا له ولده وجنوده الخائبين سقط مغشيًا عليه وأيقن أنه مقضى عليه لا محالة، فهذا ابنه يقتل على يدي الأمير ابن مساعد وهؤلاء خير رجال مطير ذبحوا معه، ولم ينج منهم إلا رجلان، أضف إلى ذلك وقعة السبلة التي أكلت أشجع شجعان قبيلته ولم يبق معه إلى النفايات، لكنه جعل يظهر الشجاعة وقام مجتهدًا على جميع الأنصار ضد ابن سعود وذلك لأمرٍ يريده الله به، فعياذًا بالله من شر كل شرير قام وهو يقول: وهل كان قتيلهم إلا قطرة من بولي وجعل يتجبر.
فلما رأى صاحب الجلالة أعمال الدويش وما ارتكبه من الخاطرات في إثارة الفتن أهمه أمره وشدد في طلبه حتى خرج بنفسه في هذه السنة لطلبه والقبض عليه مهما كلفه الأمر، ولن يعود بدونه ليضرب ضربته القاضية ثم زحف صاحب الجلالة عبد العزيز ابن السعود بجيش خميس يبلغ عشرة آلاف مقاتل، وبينما كان في الطريق وصل إليه خبر يفيد أن محسنًا الفرم ومعه من عربان العراق ابن طواله وابن سويط هجموا على الدويش لأنهم موتورون منه ومن قومه، فنهبوا ما استطاعوا وأشعلوا النار في خيمة الدويش نفسه ثم غادروا وهم لا يعلمون بمسير ابن سعود فأمسى الإدبار ملازمًا للدويش حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وتنكرت له المدن الكبار والصغار ثم القرى ثم أنكرته
الصحرى ولم تسعه على رحبها ومناكبها وصار المسكين طريدًا في الفلوات والجبال، فبعث وفدًا إلى ابن سعود برئاسة "الحميدي بن مفلوح" ومعه كتاب لابن سعود بتاريخ 9 رجب 1348 هـ معناه: أن خروجه كان مقدرًا عليه ويرجو أن يعفو عنه ولا يلجئه إلى الكفر بإصراره على الانتقام منه وهو الضعيف العاجز، فأجابه ابن سعود بتاريخ 28 رجب بكتاب قال فيه:
لا شك أن الأمور كلها بيد الله والأيمان بالقدر واجب، ولكن الحجة به باطلة وأنك بعثت هذا الوفد وأنت تريد منه أربعة أمور:
أولًا: الالتجاء إلى بعد أن سد الله في وجهك الطريق وأراك عجزك ومقته اياك، ولم تبق لك حيلة تستطيع أن تحتالها فلجأت.
ثانيًا: عدت إلى المكر فتقول للناس بعد ذلك إذا أردت أن تمكر بي ثانية أني أفعل ما أشتهي ثم أركب لابن سعود راعي ذلول يأتيني منه بما أشتهي.
ثالثًا: تريد أن تكون صادقًا عند من طلبتهم المساعدة، فلم يمدوها إليك أن قلت لهم إذا لم تعطوني مطلبي فسأمضي إلى ابن سعود وأصالحه ثم أغير عليكم وأفعل بكم ما أريد.
رابعًا: تريد بحياتك يا فيصل الدويش غيظًا للمسلمين الذين قتل بعضهم بعضًا بسببك إن عفوت عنك، كنت أحب أن لا يصلني خطابك ووفدك لأضربك الضربة القاضية، ولكن وقد جائني فلا مانع من أن أعطيك الأمان لتقوم الحجة عليك، أعطيك الأمان فإن قبلت سلمت ذمتي وإن رفضت أعان الله عليك، وإن كان لديك بقيةَ من الشر تستطيع أن تتمادى فيها، فالله خير كاف وإلا فاقبل أنت ومن معك في جهي وأمان الله على دمائكم.
لكنه كان عنده والعياذ بالله بقايا من الشرور، فبعث إلى ابن سعود أنه في شك من أمانه وعفوه، ويهدده بأن الطريق لم ينسد في وجهه كما يظن، فالحكومات تخطب وده وترجو أن يكون من رعاياها فهو مستطيع أن يلتجع اليها إن أراد، ولكنه لا يريد ويؤثره لأنه مسلم وتلك حكومات كفار، وفي الوقت نفسه عثر في