الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سرية من حائل لمرافقة هذه القوات إلى الحدود والانتظار هناك حتى تتلقى أمرًا من ابن سعود بالعمل، ونشرت الصحف بلاغًا من ابن رفادة زعم فيه أن احتل الخريبة وحاصر المويلح وأسر ضباطًا وجنودًا من خفر السواحل، وحاصر ضبا وسيَّر قوة إلى الوجه، وأخرى إلى ينبع فانتشرت هذه الأخبار المكذوبة في البلدان العربية وروجها المغرضون والذين في قلوبهم مرض من الأعداء والمتربصين.
ذكرى القضاء على هذه الثورة وإخمادها
لما جعل أصحاب الزور والغي ينشرون تلك الأخبار، كانت الظروف تكذبها، إذ ما زال ابن رفادة قابعًا بالشريح قرب العقبة، ثم إنها اهتمت بريطانيا العظمى بهذه الفتنة التي يساعد عليها أمير شرقي الأردن، وخشيت أن تظن الحكومة السعودية أن لها يدًا فيها، فاعلنت أنها أغلقت في أوجه الثوار الأشقياء أبواب الحدود ومنعت دخول الأرزاق والأسلحة والمهمات الحربية إليهم عن طريق شرق الأردن إلى الحجاز، وبعثت دوريات إلى وادي عربة لمراقبة الحدود ووقف كل من يشتبه فيه، فأرسلت باخرة حربية إلى العقبة لمساعدة المندوب السامي بها حتى يستطيع التضييق على ابن رفادة وقطع يد من يريد عونه.
ونشر "اللفتننت جنرال" من "السير آرثر جرنيقل لوب" المندوب السامي لشرق الأردن بلاغًا رسميًا يتضمن أنه منع كل المساعدات من طريقها عمن يناوي الحكومة الحجازية، وأنه أمر القوات البريطانية باتخاذ جميع الإجراءات لمساعدة جيش ابن سعود، وأكره الأمير عبد الله بن الحسين على أن يصدر بلاغًا مثله، ولقد شدد على عبد الله بأن يمنع كل شخص من الاقتراب من الحدود، وعين الأمير بالرغم في بلاغه أسماء الأماكن، وأنذر بأن من خاطر بنفسه فسيطلق عليه البوليس النار.
ولما رأى صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن أنه لا سبيل إلى هرب ابن رفادة من طريق شرق الأردن ووثق أن ليس للحجاز يد في تدابير ابن
رفادة إلا أن قبائل حرب وجهينة كتبت إلى ابن سعود ترجوه بأن يأذن لها بأن يكون لها شرف القضاء على فتنة ابن رفادة.
كما كتبت إليه قبيلة بلي التي يرأسها إبراهيم بن سليمان باشا بن رفادة تستهجن حركة ابن رفادة الأعور الثائر وتتبرأ من عمله وتطلب أن تنتدب لقتاله.
كما أن أهل الحجاز أعلنوا التفافهم إلى ابن سعود واخلاصهم له ما طمأنه إلى أنه ليس لأحد من الرعية دخل في هذه الثورة، ثم إنه ألقى القبض على أناس في الحجاز تقع عليهم التهمة في هذا التآمر وحملوا إلى الرياض، ونفي شخصان إلى خارج المملكة وهما: حسونة المغربي وعبد الله صغير.
وكان صاحب الجلالة قد بعث إلى بريطانيا العظمى ينبهها عما اتصل به من تصرفات صاحب شرق الأردن، فقامت بريطانية بدورها وحالت بين الأمير عبد الله وبين تدابيره وتحزبه في الخفاء، فعندها أراد ابن سعود أن يدبر الأمر في هدوء وسكينة، وكتم أمور التجهيز وبعث الجيش من عديد النقاط للإحداق بالأشقياء كيلا يفر منهم أحد.
وكانت القوة التي بعثها ابن سعود عظيمة مزودة باحدث الآلات والذخائر، وأوعز إلى رجل من قبيلة جهينة "وبلي" أن يكتبوا إلى ابن رفادة بأنهم معه ويطلبوا إليه أن يتقدم إليهم استدراجًا له، فخدع المغفل ومشى من الشريح إلى الحقل إلى البدع فالخريبة فشريم، وأخذ ابن رفادة ينشر في الصحف أنه استطاع أن يضم القبائل الحجازية الساخطة على ابن سعود، وأنه احتل البلدان الشمالية وأسر أمراءها السعوديين، وقتل الجنود الوهابية، وأنه سيد الموقف كله، وغير ذلك مما حسنه له الأمير عبد الله أو نشره عنه، ونشر بلاغًا آخرًا ببعض الجرائد السورية يقول فيه:
أن السعوديين زعموا أنهم قتلوه وألقوا برأسه إلى أطفال أهل ضبا واتخذوه كرةً تتلقفها أرجلهم، ثم علق في سوق ضبا في حين أنه حي يرزق وبلاغه شاهد على ذلك مما يكذب مزاعم السعوديين المفترين.
والواقع أن السعوديين لم يسبقوا الحوادث قط بالأخبار المخيلة، ولم يذكروا عن
ابن رفادة شيئًا مما زعم، بل كل ما ذكروا أنه اجتاز الحدود إلى الأراضي الحجازية وأن قوات سعودية سارت إليه.
هذا ما ذكرته الحكومة السعودية، ولكن الدافعين لابن رفادة أرادوا التهويل ببلاغاته المكذوبة، وبينما هو في شريم يحلم بالجد والسيادة تكاملت القوات السعودية في ضبا وحواليها فشعر ابن رفادة ثم إنه تراجع إلى وادي تريم.
ولما بلغ ابن سعود أن ابن رفادة يريد الفرار أصدر أمره برقيًا إلى قواده بأن يسرعوا في المسير خلفه ويطوقوه، وألا يتركوا أحدًا منهم يسلك طريق النجاة، وأعلمهم بالخطة ليسيروا عليها، فوزع القواد والجنود في الطريق المفضية إلى حقل والياع والخريبة وشريم ليكتمل التطويق، كما أمر ابن سعود في خطته المرسومة، وأخذت القوة الباقية في السرعة خلف الهارب الجد، وتتبعت آثاره فوجدته قد انتقل من وادي تريم وعرفت أنه سلك الطريق إلى جبل شار، فأخذت القوات السعودية في ألا يجلف، وباتت الليل في الصحراء وبعثت القائفين ليقصوا الأثر، فأخبروا أنه نازل بسفح جبل شار، فنهضت بالسيارات المسلحة والخيول إلى حيث نزل، فلما كان في ظهر يوم السبت 29 ربيع الأول من هذه السنة أدركت ابن رفادة ومن معه وهم يستعدون للرحيل فأحدقت بهم القوات السعودية وأحاطت بهم وهاجمتهم هجومًا قاسيًا عنيفًا حتى المغرب فقضت عليهم عن آخرهم، وقتل حامد بن رفادة وأبنائه فالح وحماد، وسليمان بن حمد أبو طقيقة، ومحمد بن عبد الرحيم أبو طقيقة، ومسعود الدباغ، وأحد الشرفاء، وأخذ رأس ابن رفادة إلى بلدة ضبا فلعب به الأطفال ثم علق في سوقها الكبير.
وكان المسكين لما نشر بلاغه المتقدم المختلق قد اطلع على ما يصير إليه أمره في المستقبل، فقد وقع ما تصور وصار ذلك التخيل أمرًا مشهودًا، وهذا من غرائب المصادفات، فإن القواد ما كانوا يعلمون ببلاغ ابن رفادة، وقد تجلت هذه المعركة عن ثلاثمائة وخمسين قتيلًا، أما من فرَّ من أصحابه فشتتوا في الطريق، غير أن القوات السعودية الممسكة بالطرق تقفوهم وقتلوهم عن آخرهم، ولم ينج واحد منهم وأخمدت الفتنة.
وهذه الثورات الثلاثة الداخلية، أعني الدويش وثورة ابن رفادة وثورة الأدارسة لقي ابن سعود نصبًا في إخمادها، وقد قضى عليها ونكل بدعاتها، ثم أمر ابن سعود رئيس تحرير جريدة أم القرى: أن يرد في 2 ربيع الثاني من هذه السنة على مقالة الأمير عبد الله المنشورة في المقطم بقوله:
إنه إن كان الشريف عبد الله يرى نفسه العدو اللدود لابن السعود فإن جلالته على العكس من ذلك يرى الشريف عبد الله صديقه الودود، لأن جميع الأعمال التي عملها الشريف عبد الله من أجل ابن سعود كان لها أحسن النتائج لتأييد ابن سعود وتقوية مركزه، فقد سبق للشريف عبد الله أن جهز الشريف شاكر والشريف حمود بقوة لاحتلال تربة والخرمة فكسرت تلك القوة وغنم ما معها، حتى تقوى أهلها على القتال في يوم تربة المشهورة، ولما انتهى الشريف عبد الله ووالده من حرب الترك جمع كل ما كسبه من الترك والألمان، وكل ما أهداه لهم الإنكليز وسار بهم مع اثني عشر ألف مقاتل ليقدمهم هدية في تربة، وكان ابن سعود أرسل إليهم يطلب التآخي والتصادق قبل المعركة، فرفض سيادته ذلك وأبى إلا تقديم تلك الهدايا بنفسه فكانت تلك المعركة، وفر سيادته وغنم ابن سعود كل تلك الذخائر والأموال وتقوى بها إلى أن أنتجت تلك المساعي احتلال الحجاز من قبل جلالته، وآخر هدايا سيادته هو ابن رفادة وأوباشه الذين أخذه الله أخذ عزيزٍ مقتدر، وأن ابن سعود يعترف بهذه الفضائل لسيادة الشريف عبد الله ويرجوا من الله أن يكون ما يأتي به المستقبل كما كان في الماضي وأن يديم الله بقاء سيادته لمثل هذه الهدايا والنتائج.
ثم أطلق ابن سعود سراح المبعدين في الرياض من أهل الحجاز وأعادهم إلى بلادهم، بل عين جلّهم في وظائف الدولة.
أما نهاية ثورة الأدارسة: فإنه لما علم ابن سعود بأعمال الحسن الإدريسي رفع إليه برقية يحذره مغبة ذلك، وكان بعثها في 28 جمادى الثانية، فأجابه الإدريسي مؤكدًا إخلاصه وولائه، غير أنه ينقم من فهد بن زعير أمير المنطقة وتركي بن
ماضي مفتش المنطقة لسوء معاملتهما له، ويؤكد الولاء والإخلاص، وظل يراوغ ويعمل في الخفاء لتنفيذ ما اتفق عليه هو وأصحابه، ولما كان في 5 رجب انقض رجال الإدريسي على ابن زعير أمير المنطقة واعتقلوه في مكان خاص واستأثر الحسن بالحكم في البلاد، ووصلت في تلك الأوانة ساعية من قبل الأمير عبد الله بن الحسين فيها بعض الأرزاق والعتاد مددًا للإدريسي، فلما اتصل الخبر بجلالة الملك ما وسعه إلا أن يجهز قوة من قبله في جيزان، فزحفت القوة ودخلتها عنوةً في 18 رجب من هذه السنة، ففرَّ مندوبا حزب الأمير عبد الله وهما علي الدباغ وعبد العزيز اليماني، فأما علي الدباغ فإنه ألقى بنفسه في البحر فغرق، وأما الآخر فقبض عليه وزج في السجن.
وبما أن الإمام يحيى طلب من جلالة الملك ابن السعود أن يبعث الوفد المتقدم ذكرهم إلى صنعاء عزم على ذلك، لكن ظهور حوادث ابن رفادة في الشمال أخرَّ إرسال الوفد في بداية هذا العام إلى أن تنجلي تلك الغمامة، ولكن ماذا يصنع بحركة المفسدين الذين اتخذوا بلاد اليمن مقرًا لحركاتهم للقيام بفتنة أخرى في الجنوب في نفس الوقت الذي كانت فتنة الشمال فيه هائجة، وكانت "اللحية" الواقعة بين ميدي والحديدة مركزًا لنشاط هؤلاء المفسدين، فكتب صاحب الجلالة ابن السعود إلى الإمام يحيى كتابا لطيفًا يهنيه بأن الله تبارك وتعالى قد دمر أولئك المفسدين وأحاط بهم المسلمون حتى استأصلوهم عن آخرهم وطهروا منهم البلاد، ثم قال: وقد بلغنا أن أناسًا منهم وصلوا إلى بلاد الأخ فأرجو قطعًا لدابر الإفساد في بلاد العرب وإنفاذًا للعهد الذي كان بيننا وبين الأخ مؤخرًا بأن يأمر بإلقاء القبض على الموجودين منهم في بلاده وتسليمهم إلينا، وأن يأمر بمنع دخول الباقين منهم إلى بلاده، إلى آخر ما في الوثيقة، فكان جواب الإمام يحيى بديعًا بسروره بما كان من إخماد الثورة المدفوعة من أعداء الإسلام، ثم أظهر ملقًا من الكلام وقال: لو قدر أن أحدًا منهم وصل إلينا لكان المطلوب من الأخ أن يقول لأخيه قد أجرنا من أجرت.
ولما ضم ابن سعود بلاد عسير إلى أملاكه امتدت حدود المملكة السعودية إلى شمال اليمن، وما زالت تمتد حدود المملكة السعودية إلى شمال، وقد اضطر يحيى في أول الأمر للقبول بالأمر الواقع فلم يحرك ساكنًا لأنه في الوقت الذي استولى فيه ابن السعود على عسير كان يحيى مشغولًا بخصومته مع الإنكليز على بعض المناطق اليمنية الجنوبية المجاورة لعدن، وقد احتلها الإنكليز بحجة أنها اختارت الحماية الإنكليزية، وأغارت أسرابهم الجوية على اليمن مرارًا وألقت قنابلها على صنعاء.
ولما طارت الطائرات البريطانية وألقت قنابلها على صنعاء وألقت وابلًا من القنابل على الضالع وقعطبة وذمار وبريم وتعز ومأوية وآب أحدثت ضررًا كبيرًا، فسببت الحرائق في البلدان، وقتل نحو من ستين شخصًا، مما كان له أسوأ الأثر في النفوس، كان ذلك هو الحامل له على السكون، ولما سكنت الأمور بينه وبين الإنكليز كان أول ما يهمه نفوذ ابن سعود الذي بلغ منطقة نجران التي كان يحيى يدعى أن قسمها الشمالي داخل في أراضيه، وأيضًا رأى أن استيلاء ابن سعود على إمارة الأدارسة أبعد من استيلاء يحيى، لأن يحيى كان يعتقد أنه أولى وأقدر على ضم هذه الأرض إلى أملاكه من ابن سعود، لأن له نفوذًا قويًا على الأدارسة أقوى من نفوذ ابن سعود الذي قصدها من قلب الجزيرة، فما زال يحيى بالإدريسي حتى انقلب على ابن سعود.
ولما جهز ابن سعود القوات إلى الإدريسي ورأى أن أمره قد اكتشف بعد أن احتلت جيزان هرب منها إلى صبيا وأمر أتباعه بتخريب طريق السيارات، إلا أن القوات السعودية دخلت جيزان وزحفت إلى الإمام واستولت على صبيا، ففرَّ إلى الجنوب واضطرمت في عسير ثورة خطرة وهوجمت القوات السعودية بشدة، فبادر ابن سعود بإرسال النجدات القوية إلى عسير وخشي أن يكون خلف الإدريسي أحد من الملوك يعينه ويشد أزره، فاستعد للحرب ولكنه أذاع أيضًا بأنه معط الأمان للإدريسي ومن معه من الثوار والقبائل إذا أخلدوا للسكينة، وأمهلهم ستة أيام، وإلا فليأذنوا بحرب لا قبل لهم بها، ثم إنه انتدب الأمير عبد العزيز بن مساعد البطل
العظيم، وبعث معه قوة عظيمة وجعله الحاكم العام على عسير، وأخرى مع الأمير خالد بن لؤي ولكنه توفى رحمه الله تعالى في الطريق بمرض ألم به، فأسندت أعماله إلى ابنه الأكبر سعد بن خالد، وجعل ابن سعود القيادة العليا للجيوش السعودية في مقاطعة عسير إلى الأمير عبد العزيز بن مساعد، وأخذت القوات السعودية بقيادة سعد تطارد الإدريسي، فاحتلت الضايا وتعشر وبلجرشي، ومضى الإدريسي إلى قبيلة المسارحة وبني شبل ثم العارضة، فطورد فاعتصم بقرية أبي حجر، وتبعد عن أبي عريش ثماني ساعات، وعلمت القوات السعودية بوجود عبد الوهاب الإدريسي أحد الثائرين في وادي المحصم، فزحفت إليه في 15 رمضان من هذه السنة وأحاطت برجاله وقوته وأبادتهم ما عدى ستة من الفرسان تمكنوا من الفرار إلى عين دابي في سفح جبال فيفاء فتبعتهم، ولكنهم نجوا وصدر الأمر إلى ابن مساعد أن يتعقب العصاة ويخمد الثورة، فغادر أبها تاركًا فيها نائبًا له، وسمع أن قوة إدريسية في بلحرث أخذت تتضخم، فبادرها وأبادها وأخذ البطل العظيم ابن مساعد يطارد الإدريسي ويضيق عليه الخناق ويبيد رجاله وقواته ويرهقه بالمفاجئات ويثخنه جراحًا حتى كان على الحدود، ولكن ابن مساعد لم يمهله لحظة بل طارده، فاجتازها إلى الأراضي اليمانية.
ولما وصل الإدريسي إلى ميدي التجأ إلى الإمام يحيى فطلب ابن سعود من عاهل اليمن تسليم الفارين إليه إنفاذًا للمعاهدة القاضية بذلك، فرجاه يحيى أن يعفو عنهم لما التجأوا إليه بأهليهم وأتباعهم وأن يمنحهم عفوًا شاملًا مطلقًا عن كل ما حدث في هذه الفتنة الشيطانية، سواء كان بين الحكومة والأدارسة أو بينهم وبين الرعية، فأجاب ابن سعود بأن كل من التجأ إليه فله أمان الله على ماله ودمه وأنه قد عفا عن الإدريسي عفوًا شاملًا مطلقًا من جميع ما مضى وحدث، فلما عفى عنهم وأمنهم سأله الإمام يحيى أن يأذن لهم في البقاء لديه وهو كفيل على حسن تصرفهم وعدم قيامهم بأي عمل يعوق أعمال الحكومة في حدود جلالة الملك، فرضي جلالته بهذا المطلب أيضًا زيادة في التقرب وسعيًا لحسن التفاهم، ثم تمادى الإمام في مطالبه من ابن سعود أن يعطف على العائلة الإدريسية وأن يمنّ عليها