الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث رقم (89)
الإرواء (4/ 135 - 136) رقم (965)
حديث عائشة: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ:"هَلْ عِنْدَكُمْ شَيءٌ؟ ". فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: "فَإِنِّي صائمٌ. ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَقَدْ أُهْدِيَ إليَّ حَيْسٌ، فَخَبَأْتُ لَهُ مِنْهُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْحَيْسَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ، فَخَبَأْتُ لَكَ مِنْهُ. قَالَ: "أَدْنِيهِ أَمَا إِنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا صَائِمٌ". فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا مَثَلُ صَوْمِ الْمُتَطَوِّعِ مَثَلُ الرَّجُلِ يُخْرِجُ مِنْ مَالِهِ الصَّدَقَةَ، فَإِنْ شَاءَ أَمْضَاهَا، وَإِنْ شَاءَ حَبَسَهَا".
قال الشيخ عن قوله: "إِنَّما مَثَلُ صَوْمِ الْمُتَطَوِّعِ
…
إلخ": أخرجه النسائي، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الحنفي، وهو ثقة متقن كما في التقريب، وقد تابعه شريك عن طلحة به، أخرجه النسائي أيضًا.
قال المستدرك: هذه الزيادة شاذة، وأعرض عنها مسلم، وقال: روى هذا الحديث طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عائشة بنت طلحة عنها به، ورواه عن طلحة عدد من الرواة الثقات، لم يذكروا هذه الزيادة، وهم: وكيع، وعبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، وذكر هذه الزيادة اثنان: أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، وشريك.
قلت: لقد قصر في بيان أمر هذا الحديث؟
فقد رواه النسائي في الكبرى (2631)، وهو في المجتبى (4/ 193) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، ورواه أيضًا في الكبرى (2632)، وهو في المجتبى (4/ 194) من طريق شريك النخعي (أبو الأحوص وشريك) كلاهما
عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن مجاهد عن عائشة به، وفيه هذه الزيادة.
ورواه النسائي في الكبرى (2633)، وهو في المجتبى (4/ 194) من طريق أبي بكر الحنفي عن سفيان الثوري عن طلحة بن يحيى عن مجاهد عن عائشة به، بدون الزيادة.
ورواه أبو داود (2455)، والبيهقي (4/ 203) من طريق محمد بن كثير العبدي، والترمذي (734)، وفي الشمائل (183)، والبغوي في شرح السنة (1745) من طريق بشر بن السري، ورواه النسائي في الكبرى (2634)، وهو في المجتبى (4/ 194) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، والدارقطني (2/ 176 - 177) من طريق يحيى بن أبي الحجاج، والبيهقي في الكبير (3/ 204)، وفي فضائل الأوقات 135 من طريق روح بن عبادة.
(محمد بن كثير، وبشر بن السري، والقاسم بن يزيد، ويحي بن أبي الحجاج، وروح بن عبادة) خمستهم رووه عن الثوري عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به دون الزيادة، وليس فيه مجاهد.
ورواية الجماعة أولى من رواية أبي بكر الحنفي، خاصة أنها الموافقة لرواية الجماعة عن طلحة كما سيأتي إن شاء الله.
فقد رواه مسلم (1154 - 170)، وأبو داود (2455)، والنسائي في الكبرى (2636)، وهو في المجتبى (4/ 195)، والترمذي (733)، وأحمد (25731)، وإسحاق بن راهويه (1024)، وابن خزيمة (143)، وابن حبان (3628)، وأبو نعيم في المستخرج (2618)، والبيهقي (203/ 4)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 77 - 78)، وابن عساكر (27/ 94)، وابن الجوزي في التحقيق (1057) كلهم من طريق وكيع.
وأخرجه مسلم (1154) -169، والبيهقي (4/ 203، 274 - 275) من طريق عبد الواحد بن زياد.
وأخرجه النسائي في الكبرى (2635)، وهو في المجتبى (4/ 194 - 195)، وأحمد (24220)، وابن خزيمة (2143)(1)، وأبو عوانة (2839)(2)، وأبو نعيم في المستخرج (2618)، وابن عبد البر في التمهيد (78/ 12)، وابن عساكر (4/ 164)، وابن الجوزي في التحقيق (1135) كلهم من طريق يحيى بن سعيد القطان.
ورواه أحمد (25731) من طريق عبد الله بن نمير.
ورواه الشافعي في الأم (2/ 88)، وفي المسند (634)، (635)، وعبد الرزاق (7793)، والحميدي في مسنده (190)، (191)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 109)، والدارقطني في سننه (2/ 177)، والبيهقي (4/ 275)، وفي المعرفة (6/ 335)، والبغوي في شرح السنة (1812)، والشجري في الأمالي (1278)، وابن الجوزي في التحقيق (1144) كلهم من طريق سفيان بن عيينة.
وقد رواه الدارقطني من طريق محمد بن عمرو بن العباس الباهلي عن ابن عيينة، وفيه زيادة: وأصوم يوما مكانه، ثم قال: لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهلي، ولم يتابع على قوله:"وَأَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ"، ولعله شبه عليه، لكثرة من خالفه عن ابن عيينة، وساق البيهقي بإسناده إلى الشافعي قال: سمعت سفيان
(1) في المطبوع: محمد بن سعيد، والظاهر أنه تصحف من يحيى بن سعيد.
(2)
في المطبوع: يحيى بن طلحة، وقال المعلق الأستاذ أيمن بن عارف الدمشقي: في المخطوط: يحيى عن طلحة، وهو تحريف.
قلت: بل هو الصواب، والتحريف ما صنعه!.
عامة مجالسه لا يذكر فيه: "سَأصُوم يَوْماً مَكَانَهُ"، ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة، فأجاب فيه:"سَأَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ".
قال البيهقي: وروايته عامة دهره لهذا الحديث لا يذكر فيه هذا اللفظ مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى، لا يذكره منهم أحد، منهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعبد الواحد بن زياد، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويعلي بن عبيد وغيرهم تدل على خطأ هذه اللفظة.
قلت: ورواه إسحاق (1023) من طريق عيسى بن يونس.
وابن خزيمة (2141)، وابن حبان (3629)، والدارقطني (2/ 175)، وتمام في الفوائد (1029)، (1030)، والبيهقي في فضائل الأوقات 135 من طريق شعبة.
ورواه أبو يعلى (4563)، وأبو نعيم في المستخرج من طريق أبي معاوية.
ورواه أبو يعلى (4596)، ومن طريقه ابن حبان (3630) من طريق إسماعيل بن زكريا.
ورواه أبو عوانة (2838)، والبيهقي في فضائل الأوقات (135)، وفي الصغير (1293)، (1294) من طريق يعلي بن عبيد.
ورواه أبو عوانة (2840)، (2842) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وجعفر بن عون، وأبي أسامة.
ورواه أبو نعيم في المستخرج (2618) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني.
(وكيع، وعبد الواحد بن زياد، ويحي القطان، وعبد الله بن نمير، وابن عيينة
في عامة دهره، وعيسى بن يونس، وشعبة، وأبو معاوية، وإسماعيل بن زكريا، ويعلى بن عبيد، وأبو نعيم، وجعفر بن عون، وأبو أسامة، وعبد الحميد الحماني) أربعة عشرتهم (1) رووه كرواية سفيان الثوري، ليس فيه زيادة: إنما مثل صوم المتطوع
…
إلخ.
فقد بان بذلك رجحان كون هذه الزيادة غير محفوظة، ويبين أنها مدرجة من كلام مجاهد رحمه الله ما ورد عند مسلم: قال طلحة: فحدثت مجاهدًا بهذا الحديث، فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.
ورواه الدارقطني (2/ 175 - 176)، والبيهقي (4/ 275) من طريق سليمان ابن معاذ عن سماك عن عكرمة عن عائشة بنحوه.
قال الدارقطني: هذا إسناد حسن صحيح، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح.
قال ابن التركماني: كيف يكون إسناداً صحيحًا، وفيه سليمان بن معاذ، ويقال له: سليمان بن قرم ..
قلت: هو متكلم فيه، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يتبع حديث قطبة بن عبد العزيز، وسليمان بن قرم، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثًا من سفيان وشعبة، هم أصحاب كتب، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، وقال أيضاً: لا أرى به بأسًا، لكنه كان يفرط في التشيع، وقال ابن عدي: له أحاديث حسان إفرادات، وهو خير من سليمان بن
(1) وفي طرقه اختلاف لم أر حاجة لذكره هنا.
أرقم بكثير.
وقال مغلطاي: خرج أبو عوانة حديثه في "صحيحه"، وضعفه غيرهم.
وقال المزي: استشهد به البخاري، وروى له الباقون سوى ابن ماجه.
والظاهر أنه حسن الحديث، والله أعلم، وهو في المتابعات.
وقال ابن معين: بعضهم يرويه عن طلحة بن يحيى عن مجاهد عن عائشة، وإنما الحديث عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين.
وهذا يعني أن هذه الزيادة ليست في الحديث.
والشيخ رحمه الله له اجتهاده، وقد قال الدارقطني في علله (3923): يرويه طلحة بن يحيى بن طلحة، واختلف عنه:
فرواه الثوري، وشعبة، وزائدة، ويحي القطان، وإسماعيل بن زكريا، وابن عيينة، وأبو معاوية، ووكيع، وأبو أسامة، وعبد الله بن داود الخريبي عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة.
وكذلك روي عن سماك بن حرب (1) عن رجل من آل طلحة، وهو طلحة ابن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة.
وخالفهم شريك، وأبان بن تغلب، فروياه عن طلحة عن مجاهد عن عائشة.
ورواه القاسم بن غصن، والقاسم بن معن عن طلحة بن يحيى عن مجاهد
(1) ورواه عبد الرزاق (7792) عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، قال أبو حاتم كما في العلل (711): منكر، سماك عن عائشة بنت طلحة لا يجيء، لعله دخل له حديث في حديث.
وعائشة بنت طلحة عن عائشة، فصححا بروايتهما لذلك القولين جميعًا عن طلحة ابن يحيى، ثم قال: وحديث طلحة بن يحيى صحيح عنه.
فتصحيح إثبات مجاهد في الإسناد يستلزم تصحيح هذه الزيادة في المتن، والله أعلم، وصححه ابن الملقن في البدر المنير (5/ 655).
***