الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القطان بأن الوليد هذا المجهول الحال، وفي هذا التعاجل نظر، فإن الوليد هذا روى عنه جعفر بن برقان وحجاج بن منهال، وأبو المليح الحسن بن عمرو الرقي وغيرهم، ولم يعلم فيه جرح (1).
قال الشيخ: فكأنه مال إلى تقوية هذا الإسناد، وهو محتمل.
إخلال المستدرك بالأمانة العلمية:
قت: ومع هذا البحث الرائق لهذا الإمام، فقد نقل هذا المستدرِك كلام الإمام ابن القيم الذي نقله الشيخ، ثم رده بما ذكره الشيخ من كلام أبي داود والذهبي وابن حجر موهمًا أنه الذي جاء بهذه النقول، وهذا خلاف الأمانة العلمية بمثل ما وقع منه فى مواضع كثيرة، والله المستعان، ولم يأت بفائدة تذكر، وإنما علق برأيه الذي ليس منه كبير فائدة، وهذا حال كثير من هؤلاء المتسرعين، والله المستعان.
قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2251): الوليد هذا مجهول الحال، ولا يعرف بغير هذا الحديث، وله إسناد جيد عن أنس، سنذكره به -إن شاء الله- في باب الأحاديث التي أوردها على أنها صحيحة، وليست كذلك من تلك الطرق، ولها طرق أحسن منها صحيحة أو حسنة، ثم قال رحمه الله في هذا الباب رقم (2430): ذكر محمد بن يحيى الذهلي في كتابه في عال حديث الزهري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خالد الصفار -من أصله- وكان صدوقًا قال: حدثنا محمد ابن حرب قال حدثنا الزبيدي عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) في هذا بيان أن الإمام ابن القيم رحمه الله يرى أن رواية الثقة تنفع الرواي المجهول كما بينته في كتابي "القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن". وقد اعترض الزيلعي في نصب الراية (1/ 23) على ابن القطان في تجهيله الوليد بقوله: قول ابن القطان: إنه مجهول هو على طريقته في طلب زيادة التعديل مع رواية جماعة عن الرواي.
توضأ، فأدخل أصابعه تحت لحيته، فخللها بأصابعه، ثم قال:"هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ".
قال ابن القطان الفاسي: هذا الإسناد صحيح، ولا يضره رواية من رواه عن محمد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس، فقد يراجع كتابه، فيعرف منه أن الذي حدثه به هو الزهري، فيحدث به، فيأخذه عنه الصفار وغيره، وهذا الذي أشرت إليه هو الذي اعتل به عليه محمد بن يحيى الذهلي حين ذكره.
ونص كلامه هو أن قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فأدخل أصابعه تحت لحيته. قال محمد بن يحيى: المحفوظ عندنا حديث يزيد بن عبد ربه، وحديث الصفار واه، هذا نص ما قال، فانظر فيه، ويزيد بن عبد ربه ثقة. اهـ.
قلت: علق الذهبي في رده على ابن القطان ص (54) رقم (71) بقوله: كفانا الذهلي مؤنتك.
قلت: يقوي ما ذهب إليه الفاسي أن الصفار مع كونه صدوقا كما قال الذهلي قد توبع، تابعه: كثير بن عبيد الحذاء -وهو ثقة- عند الطبراني في الشاميين (1691)، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة -وهو صدوق- عند الحاكم (1/ 149)، وبذلك تترجح رواية الثلاثة على رواية يزيد بن عبد ربه، ويصح الإسناد كما ذهب إليه ابن القطان الفاسي، والله أعلم.
وأما قول المعترض عن متابعة محمد بن وهب: إن هذه المتابعة لا تفيد شيئاً، لأن علة الحديث هي الانقطاع فدال على أنه لا يدري ما يقول لأن الخلاف بين هؤلاء الثلاثة وبين يزيد في إثبات الزهري في الإسناد كما في روايتهم، وبين عدم إثباته كما في رواية يزيد، وترجيح رواية الثلاثة هو الذي يجري على قواعد هذا
الفن الشريف، وأما احتجاجه بقول الحافظ: ررجاله ثقات إلا أنه معلول، فليس صريحًا في ترجيحه الإعلال، وإنما هو حكايه الخلاف، وهب أنه رجح، فهل هو من المتقدمين كما يحلو لهؤلاء أن يفرقوا بين العلماء؟!.
وللحديث طرق كثيرة عن أنس، منها:
ما رواه الحاكم (1/ 149) من طريق مروان الفزاري عن أبي إسحاق الفزاري عن موسى بن أبي عائشة عن أنس به قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (16): الخطأ من مروان، موسى بن أبي عائشة يحدث عن رجل عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال في (84): هذا غير محفوظ.
قلت: رواه ابن ماجه (431)، وابن أبي شيبة (1/ 25)، وابن سعد (1/ 386)، وابن عدي في (2/ 137)، والطبري في تفسيره (6/ 77)، والطبراني في الأوسط (520)، والخطيب في الموضح (2/ 453) من طرق عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا.
ويزيد الرقاشي ضعيف.
- ورواه الطبراني في الأوسط (2976)، (5127)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 257) من طريق عيسى الأزرق عن مطر الوراق عن أنس بنحوه.
وعيسى -وهو ابن يزيد الأزرق- مقبول، ومطر الوراق صدوق كثير الخطأ كما في التقريب.
- ورواه بحشل في تاريخ واسط ص (69)، والبيهقي في السنن الكبير (1/ 54) من طريق أبي خالد عن أنس مرفوعًا به، وأبو خالد مولى الحجاج لم أقف له على ترجمة.
- ورواه بحشل ص (58) من طريق راشد بن معبد عنه، وراشد اتهمه ابن حبان بالوضع.
- ورواه الطبري (6/ 77)، وابن عدي (3/ 199، 300 - 301) من طريق معاوية بن قرة عن أنس، وفي إسناده زيد العمي، وهو ضعيف.
ورواه البزار (6671)، والدولابي في الكنى (929)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (978)، وابن عدي (1/ 357) من طريق أيوب بن عبد الله الملاح سمعت الحسن، وسئل عن الوضوء، فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وخلل لحيته، ومسح على عمامته، وقال: حدثني أنس بن مالك أن هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عدي: وأيوب بن عبد الله هذا لم أجد له من الحديث غير هذا الحديث الواحد، وهو من هذا الطريق لا يتابع عليه.
ورواه أبو يعلى (3487)، ثنا عمرو بن الحصين ثنا حسان بن سياه عن ثابت عن أنس، وهو إسناد واه، فإن عمرًا متروك، وحسان ضعيف.
ورواه ابن عدي (7/ 115)، والخطيب في الموضح (2/ 450 - 451) من طريق هاشم بن سعيد عن محمد بن زياد عن أنس، وهاشم ضعيف.
ورواه العقيلي (3885) والطبراني في الأوسط (4465)، وابن حبان في المجروحين (2/ 55 - 56) من حديث أبي حفص العبدي عمر بن حفص عن ثابت عن أنس، وأبو حفص ضعيف، وتابع أبا حفص عمر بن ذؤيب عند العقيلي (3890)، وقال العقيلي: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ.
ورواه الطبراني في الأوسط (452) من طريق إسحاق بن عبد الله التميمي الأذني قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس، والأذني مجهول الحال.
وللحديث شواهد، منها:
ما رواه الترمذي (29)، وابن ماجه (429)، والطيالسي (680)، وابن أبي شيبة (1/ 24)، (14/ 177)، وفي المسند (433)، والحميدي (146) كلهم من طريق عبد الكريم أبي أمية عن حسان بن بلال عن عمار مرفوعًا، وعبد الكريم متروك.
ورواه الترمذي (30)، وابن ماجه (429)، والحميدي (147)، وغيرهم من طريق سفيان بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان به.
قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (60): لو كان صحيحًا لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث الخبر، وهذا أيضًا مما يوهنه.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (3/ 31): ولا يصح حديث سعيد.
ومن حديث أبي أيوب الأنصاري عند ابن ماجه (433)، وأحمد (23541) والترمذي في العلل الكبير (20)، وأبي عبيد في الطهور (327)، والطبراني (6/ 77)، والعقيلي (6306)، وابن عدي (7/ 86)، والطبراني في الكبير (4068).
قال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ قال: لا أدري، ما يصنع به؟، عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب.
ومن حديث جابر عند أحمد في العلل (1612)، وابن عدي (1/ 403)، والخطيب في تاريخه (7/ 33)، وضعفه أحمد جدًّا من أجل أصرم بن غياث.
ومن حديث وائل بن حجر عند البزار كما في كشف الأستار (268)، والطبراني في الكبير ج (22) رقم (118) في حديث طويل، وضعفه الهيثمي كما في المجمع (1/ 232)، بسعيد بن عبد الجبار ومحمد بن حجر.
ومن حديث أبي بكرة عند البزار (3687)، وقال المعلق: شيخ البزار لم أجد من ترجمه.
ومن حديث ابن عمر عند ابن ماجه (432)، والطبراني في الأوسط (1363)، والدارقطني في سننه (1/ 106 - 107)، والبيهقي (1/ 55)، وابن عساكر (39/ 191).
وصوب الدارقطني وقفه.
ومن حديث أم سلمة عند الطبراني في الكبير ج (23) رقم (664)، وفي إسناده خالد بن إلياس قال الهيثمي في الجمع (1/ 235): لم أر من ترجمه.
قلت: بل لا يكاد يخلو منه كتاب من كتب الرواة، قال ابن عبد البر: ضعيف عند جمعيهم.
ومن حديث أبي الدرداء عند ابن عدي (2/ 84)، وهو من رواية الحسن عنه، ولم يذكر سماعًا منه.
وفي الإسناد تمام بن نجيح وثقه ابن معين، وقال البخاري فيه نظر، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه.
ومن حديث ابن عباس عند الطبراني في الأوسط (2277)، والعقيلي (6142)، وتمام في الفوائد (1775)، وفي إسناده نافع مولى يوسف السلمي كذبه ابن معين، ووهاه غيره.
ومن حديث ابن أبي أوفى عند أبي عبيد في الطهور (84)، (326) وعند ابن ماجه (416)، والطبر اني في الأوسط (9362) بدون ذكر التخليل، وفي إسناده فائد أبو الورقاء، وهو ضعيف جدًّا.