الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث رقم (16)
- الإرواء (1/ 167) رقم (134):
قال صلى الله عليه وسلم لعائشة: "انْقُضي شَعْرَكِ، وَاغْتَسِلي".
حكم الشيخ رحمه الله: صحيح.
حكم المستدرك: ضعف فيه قوله: "وَاغْتَسِلي".
قلت: هذه اللفظة موجودة في صحيح مسلم، وكفى الله المؤمنين القتال.
الحديث رواه بهذا اللفظ ابن أبي شيبة (1/ 146): حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها في الحيض: "انْقُضي شَعْرَكِ، وَاغْتَسِلي".
ورواه ابن ماجه (641) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة مقرونًا بعلي بن محمد، وقال: قال علي في حديثه: "انْقُضي رَأسَكِ".
قال الشيخ: هذا إسناد صحيح كما قال المؤلف تبعًا للمجد ابن تيمية في "المنتقى"، وهو على شرط الشيخين، لكني أشك في صحة هذه اللفظة:"وَاغْتَسِلي"، فإن الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق عن هشام به أتم منه بدونها، ثم ساق لفظه، ثم قال: وكذلك أخرجاه من طرق أخرى عن عروة به دون قوله: "وَاغْتَسِلي"، بل إن مسلمًا أخرجه من طريق أخرى عن وكيع عن هشام به، إلا أنه لم يسق لفظه، بل أحال على لفظ غيره عن هشام، وليس فيه هذه الزيادة، والله أعلم.
قال المستدرِك: هذه الزيادة شاذة، لا شك في خطئها.
قلت: الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة عن عائشة رضي الله عنه -بلفظ: "انقضي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي"، فأي فرق في المعنى بين اللفظين؟!، ولذا صححه
المجد ابن تيمية ومغلطاي في الإعلام بسنته عليه الصلاة والسلام (3/ 172) وغيرهما.
وقد حذف المستدرِك ما نقله الشيخ من تصحيح المجد، فلماذا؟!.
ولفظ الاغتسال قد ثبت في صحيح مسلم (1213) من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: "فَاغْتَسِلي ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ"، فلم يبق وجه لإنكارها، وإن كانت ثابتة بالمعني، ولذا صححها الشيخ في الصحيحة (188).
وعلى أي حال فالشيخ هو الذي نبه على التفرد بهذا اللفظ في حديث عائشة، فأي جديد جاء به هذا المستدرِك؟!
ولم يضعف هذه اللفظة أحد من العلماء، بل هي ثابتة في صحيح مسلم كما سبق، فأين دعوى هذا المتسرع مخالفة الشيخ لمنهج المتقدمين من هذا الاستدراك المزعوم؟!
فهل مسلم ليس من المتقدمين؟ أم ماذا؟!!!
فإلى متى يُسمح لأمثال هؤلاء للكتابة في علوم شرعية بهذه الصورة؟!.
***