الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا التسمية إذا أكل وحمد اللَّه بعد فراغه من الأكل
فخرّج البخاري والنسائي من حديث سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن أبى أمامة رضى اللَّه عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال:
الحمد للَّه كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفىّ ولا مودّع، ولا مستغنى عنه ربنا [ (1) ] .
وقال البخاري: كان إذا فرغ من طعامه، ومرة إذا رفع مائدته قال: الحمد للَّه الّذي كفانا وأروانا، غيّر مكفئ، ولا مكفور. وقال مرة: لك الحمد ربنا غير مكفىّ، ولا مودّع، ولا مستغنى عنه ربنا [ (2) ] . وخرجه أبو داود وقال: إذا رفعت المائدة [ (3) ] ، وخرّجه النسائي [ (4) ] .
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن أبى عبيد حاجب سليمان، عن نعيم بن سلامة، عن رجل من بنى سليم، وكانت له صحبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: اللَّهمّ لك الحمد، أطعمت، وأسقيت، وأشبعت، وأوريت، فلك الحمد غير مكفور،
[ (1) ](فتح الباري) : 9/ 723، كتاب الأطعمة، باب (54) ، ما يقول إذا فرغ من طعامه، حديث رقم (5458) .
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (5459) .
[ (3) ](سنن أبى داود) : 4/ 186- 187، كتاب الأطعمة، باب (53) ، ما يقول الرجل إذا طعم، حديث رقم (3849) .
قوله: «غير مكفىّ ولا مودّع ولا مستغنى عنه ربنا»
معناه: إن اللَّه سبحانه هو المطعم والكافي، وهو غير مطعم ولا مكفىّ، كما قال سبحانه: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ [الأنعام: 14] .
وقوله: «مودع» ،
أي غير متروك الطلب إليه، والرغبة فيما عنده، ومنه قوله سبحانه: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى [الضحى: 3] ، أي ما تركك ولا أهانك.
[ (4) ] أخرجه النسائي في (السنن الكبرى) : كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا شبع من الطعام.
حديث رقم (283)، (284) . [هامش (الشمائل) ] :160.
ولا مودع، ولا مودع، ولا مستغنى عنك [ (1) ] .
ولأبى داود والنسائي من حديث سفيان، عن أبى هاشم إسماعيل بن كثير، عن إسماعيل بن رباح، عن رباح بن عبيدة، عن أبى سعيد الخدريّ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد للَّه الّذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين [ (2) ] .
[ (1) ](مسند أحمد) : 6/ 335، حديث رقم (21664) ، 6/ 341، حديث رقم (21696) ، 6/ 350، حديث رقم (21753) ، 6/ 358، حديث رقم (21798) ، كلهم من حديث أبى أمامة الباهلي رضى اللَّه تعالى عنه.
وأخرجه الترمذي (في السنن) : 5/ 473، كتاب الدعوات، باب (56) ما يقول إذا فرغ الطعام، حديث رقم (3456)، قوله: «غير مودّع
…
» ينصب على أنه حال من الحمد، ومودّع اسم مفعول من التوديع: أي غير متروك، أو حال من الطعام، يعنى لا يكون آخر طعامنا من اللَّه، وغير مستغنى عنه، أي هو محتاج إليه، و «ربّنا» روي بالرفع والنصب والجر:
* فالرفع: على تقدير هو ربّنا، وأنت ربّنا اسمع حمدنا ودعانا، أو على أنه مبتدأ خبره غير بالرفع وتقدم عليه.
* والنصب: على أنه منادى حذف منه ياء النداء، أو على المدح أو الاختصاص.
* والجر: على أنه بدل من اللَّه، أو على أنه بدل من الضمير في عنه.
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) : 7/ 286، كتاب الصداق، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام.
وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 2/ 1092- 1093، كتاب الأطعمة، باب (16) ما يقال إذا فرغ من الطعام، حديث رقم (3284) .
وأخرجه الترمذي في (الشمائل) : 159- 160، باب (28) ما جاء في قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه، حديث رقم (193) .
[ (2) ](سنن أبى داود) : 4/ 187، كتاب الأطعمة، باب (53) ما يقول الرجل إذا طعم، حديث رقم (3850) .
وأخرجه الترمذي في (السنن) : 5/ 474، كتاب الدعوات، باب (56) ما يقول إذا فرغ من الطعام، حديث رقم (3457) .
وأخرجه الترمذي أيضا في (الشمائل) : 159، باب ما جاء في قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه، حديث رقم (192) وهو حديث إسناده ضعيف، فإن إسماعيل بن رباح مجهول لا يعرف، وباقي رجال الإسناد ثقات، أبو هاشم هو الرماني يحيى بن دينار، وقد اضطرب الرواة في إسناد هذا الحديث مما يشعر بضعفه، فهو لا يصح مرفوعا ولا موقوفا وإن كان قد حسنه الحافظ.
وخرّجه أبو بكر بن أبى شيبة، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن رباح، عن عبيدة، عن مولى لأبى سعيد، عن أبى سعيد قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما قال مثله.
وإسناد هذا الحديث مضطرب كما ترى [ (1) ] .
ولأبى داود والنسائي من حديث ابن وهب قال: أخبرنى سعيد بن أبى أيوب، عن أبى عقيل القرشيّ، عن أبى عبد الرحمن الجبليّ، عن أبى أيوب الأنصاري رضى اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: الحمد للَّه الّذي أطعم، وسقى، وسوّغه، وجعل له مخرجا [ (2) ] .
وللنّسائى من حديث ابن وهب قال: أخبرنى سعد عن عكرمة ابن عمرو، عن أبى هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن من خدم النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إذا قرب إليه طعاما قال: بسم اللَّه، فإذا فرغ من طعامه قال: اللَّهمّ أطعمت، وسقيت، وأرويت، وهديت، وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت.
ومن حديث زهير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال:[دعي] رجل من الأنصار من أهل قباء- يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا
[ (1) ](مصنف ابن أبى شيبة) : 5/ 138، باب (26) في التسمية على الطعام، حديث رقم (24494) ، ورقم (24497) من حديث عبد اللَّه بن إدريس، عن حصين، عن إسماعيل بن أبى سعيد، بمثله، وحديث رقم (24498) ، من حديث محمد بن فضيل عن حصين، عن حصين، عن إسماعيل بن أبى سعيد بمثله.
[ (2) ](سنن أبى داود) : 4/ 177- 178، كتاب الأطعمة، باب (53) ما يقول الرجل إذا طعم، حديث رقم (3851) ، ونسبه المنذري للنسائى، قوله:«سوّغه» ، جعله سائغا، سهل المدخل في الحلق.
معه، فلما طعم وغسل يده أو يديه قال: الحمد للَّه الّذي يطعم ولا يطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد للَّه غير مودع ولا مكافئ ولا منكور ولا مستغنى عنه، الحمد للَّه الّذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسى من العرى، وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضّل على كثير من خلقه تفضيلا، الحمد للَّه رب العالمين [ (1) ] .
[ (1) ] لم أجدهما في (السنن) ، ولعلهما في (الكبرى) .