الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا ما يقوله إذا أكل عند أحد
فخرّج أبو داود من حديث معمر، عن ثابت، عن أنس [رضى اللَّه عنه] ، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة، فجاء بخبز وزيت، فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة [ (1) ] .
وخرّج النسائي وقاسم بن أصبغ من حديث وكيع، عن هشام عن يحيى ابن أبى كثير، عن أنس رضى اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون.
وخرّج مسلم من حديث شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد اللَّه بن بسر، قال: نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أبى [قال:][ (2) ] فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها، ثم أتى بتمر، وكان يأكله ويلقى النوى بين إصبعيه، ويجمع السبابة والوسطى، [قال شعبة:] [ (2) ] هو ظنّى وهو فيه إن شاء اللَّه تعالى، إلقاء النوى بين [الإصبعين][ (2) ] ثم أتى بشراب فشربه، ثم ناوله الّذي عن يمينه، [قال:] [ (2) ] فقال أبى وأخذ بلجام دابته: أدع اللَّه عز وجل لنا، فقال:
اللَّهمّ بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم [ (3) ] .
[ (1) ](سنن أبى داود) : 4/ 189، كتاب الأطعمة، باب (55) ما جاء في الدعاء لرب الطعام إذا أكل عنده، حديث رقم (3854) .
[ (2) ] زيادات للسياق من (صحيح مسلم) .
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 237- 238، كتاب الأشربة، باب (22) استحباب وضع النوى خارج التمر، واستحباب دعاء الضيف لأهل الطعام وطلب الدعاء من الضيف الصالح وإجابته لذلك، حديث رقم (146) .
والوطئة بالهمزة أو بالباء عند أهل اللغة طعام يتّخذ من التمر كالحيس. وفي الحديث من الفوائد أن الشراب ونحوه يدار على اليمين، وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل، ودعاء الضيف
ذكره الترمذي بهذا الإسناد في كتاب الدعاء، ولم يقل فيه: ووطئه، وقال: حديث حسن صحيح [ (1) ] . وذكره أبو داود وقال في الإسناد: عن عبد اللَّه بن بسر من بنى سليم، وقال في الحديث: فقدم إليه طعاما، فذكر حيسا أتاه به [ (2) ] .
وذكره ابن أبى شيبة عن شعبة بهذا الإسناد وقال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على أبى، فأتاه بطعام سويق وحيس، فأكل، وأتاه بشراب، فشرب، وناوله من عن يمينه، وكان إذا أكل التمر ألقى النوى هكذا، وأشار بإصبعيه على ظهرهما، فلما ركب النبي صلى الله عليه وسلم قام أبى فأخذ بلجامه فقال: يا رسول اللَّه، ادع لنا.. الحديث مثله [ (3) ] .
وخرّج عبد الرزاق من حديث [معمر] ، عن ثابت البناني، عن أنس أو غيره، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه، فقال سعد: وعليك السلام ورحمة اللَّه، ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلّم ثلاثا ولم يسمعه، فرجع، وأتبعه سعد فقال: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بأبي أنت وأمى، ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم أدخله البيت، فقرب له زبيبا، فأكل منه نبي اللَّه، فلما فرغ قال: أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون.
[ () ] بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة، وقد جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة، واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) .
[ (1) ](سنن الترمذي) : 5/ 530، كتاب الدعوات، باب (118) في دعاء الضيف، حديث رقم (3576) .
[ (2) ](سنن أبى داود) : 4/ 115، كتاب الأشربة، باب (2) في النفخ في الشراب والتنفس فيه، حديث رقم (3729) .
[ (3) ](مصنف ابن أبى شيبة) : 6/ 112، باب (165) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الّذي نزل به، حديث رقم (29868) .