الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا تبريد الماء
فخرج مسلم من حديث جابر الطويل: فأتينا المعسكر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا جابر، ناد بوضوء، فقلت: ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ قال: فقلت: يا رسول اللَّه! ما وجدت في الركب من قطرة، وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد، فقال لي: انطلق إلى فلان الأنصاري، فانظر هل في أشجابه من شيء؟ قال: فانطلقت إليه، فنظرت فيها، فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها، ولو أنى أفرغته لشربه يابسه، [فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه إني لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها، لو أنى أفرغه لشربه يابسه] ، قال: اذهب فأتنى [به] ، فأخذه بيده، ثم جعل يتكلم بشيء لم أدر ما هو، [ويغمزه] بده، ثم أعطانيه فقال: يا جابر، ناد بجفنة، فقلت: يا جفنة الركب! فأتيته بها، فوضعها بين يديه فقال صلى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا، فبسطها، وفرّق بين أصابعه، ثم وضعها في قعر الجفنة وقال: خذ يا جابر، فصبّ عليّ، وقال:
باسم اللَّه. فصببت عليه وقلت: [باسم] اللَّه، فرأيت الماء يتفور من بين أصابع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم فأرت الجفنة، ودارت حتى امتلأت.
وذكر الحديث [ (1) ] ، وقد تقدم بطرقه في المعجزات.
وخرّج البخاري من حديث فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 18/ 352- 354، كتاب الزهد والرقائق، باب (18) حديث جابر الطويل، حديث رقم (3013) وقد سبق شرحه في فصل معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء، فليراجع.
الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي وصاحبه، فردّ الرجل، فقال: يا رسول اللَّه! بأبي أنت وأمى، وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط له- يعنى الماء- إن كان عندك ماء بات في شنة، وإلا كرعنا [والرجل يحول الماء في حائط]، فقال الرجل: يا رسول اللَّه، عندي ماء بات، فانطلق إلى العريش، فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أعاده فشرب الرجل الّذي جاء معه. ترجم عليه باب: الكرع في الحوض [ (1) ]، وذكره في باب: شوب اللبن بالماء بهذا الإسناد [ (2) ] .
وذكره أبو داود، ولفظه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم ورجل من أصحابه على رجل من الأنصار وهو يحوّل الماء في حائطه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنّ، وإلا كرعنا، فقال: بل عندي ماء بات في شن [ (3) ] .
وللترمذي [ (4) ] والنسائي [ (5) ] وأحمد [ (6) ] ، من حديث سفيان، عن معمر،
[ (1) ](فتح الباري) : 10/ 108، كتاب الأشربة، باب (20) الكرع في الحوض، حديث رقم (5621) .
[ (2) ](المرجع السابق) : باب (14) شرب اللبن بالماء، حديث رقم (5613)، قوله:«شرب اللبن بالماء» .
أي ممزوجا، وإنما قيده بالشرب للاحتراز عن الخلط عند البيع. ووقع في رواية الكشميهني بالواو بدل الراء، [وهي التي أثبتها المقريزي رحمه الله] .
[ (3) ](سنن أبى داود) : 4/ 112- 113، كتاب الأشربة، باب (18) في الكرع، حديث رقم (3724) ، وأخرجه ابن ماجة في الأشربة، باب الشرب بالأكف والكرع، حديث رقم (3432) .
[ (4) ](سنن الترمذي) : 4/ 272، كتاب الأشربة، باب (21) ما جاء أي الشراب كان أحب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديث رقم (1895) من حديث سفيان بن عيينة عن معمر عن الزّهرىّ عن عروة عن عائشة.
وحديث رقم (1896) من حديث عبد اللَّه بن المبارك، عن معمر ويونس عن الزهري، وأخرجه أيضا في (الشمائل) : حديث رقم (105) .
[ (5) ] أخرجه النسائي في (السنن الكبرى) ، كتاب الوليمة.
[ (6) ]
(مسند أحمد) : 7/ 58، حديث رقم (23580) ، 7/ 62، حديث رقم (23609)، وله شاهد من حديث ابن عباس ذكره الإمام أحمد في (المسند) : 1/ 55، حديث رقم (3119) ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الشراب أطيب؟ قال: الحلو البارد، وفيه راو لم يسمّ.
عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: كان أحب الشراب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحلو البرد. قال أبو عيسى: هكذا روى سفيان ابن عيينة هذا الحديث عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وروى عبد اللَّه بن المبارك، وعبد الرزاق، وغير واحد، عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكروا فيه: عن عروة، عن عائشة [رضى اللَّه عنها] .
وهكذا روى يونس وغير واحد عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
قال أبو عيسى: إنما أسنده ابن عيينة من بين الناس، وذكر حديث عبد اللَّه بن المبارك، أخبرنا معمر ويونس، عن الزهري، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سئل أي الشراب أطيب؟ قال: الحلو البارد.
قال أبو عيسى: وهكذا روى عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث ابن عيينة.
وذكره الحاكم [حديث] ابن عيينة وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [ (1) ] . وشاهده حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة [رضى اللَّه عنها] قالت: كان أحب الشراب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحلو البارد [ (2) ] .
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 153، كتاب الأشربة، حديث رقم (7200) ، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فإنّه ليس عند اليمانيين عن معمر، وقال الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم. لم يروه معمر باليمن.
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (7201)، وقال الذهبي في (التلخيص) : عبد اللَّه بن محمد بن يحيى هالك.
وأخرجه الحميدي في (المسند) : 1/ 125، حديث رقم (257)، وأخرجه ابن عدي في (الكامل) : 4/ 184، في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام، رقم (33/ 1000) مدينى، ضعفه أبو حاتم والعقيلي وغيرهم، (لسان الميزان) : 3/ 331.
وأخرجه ابن أبى شيبة في (المصنف) : 5/ 107- 108، كتاب الأشربة، باب (40) ما يستحب من الأشربة، حديث رقم (24187) ، (24189) .