المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[وأما اللواءات والرايات] - إمتاع الأسماع - جـ ٧

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌[تتمة فصل في ذكر لباس رسول اللَّه]

- ‌وأما الخرقة التي كان يتنشف بها

- ‌وأما الحبرة

- ‌وأما المرط

- ‌وأما المصبوغ بالزعفران

- ‌وأما الإزار والكساء

- ‌وأما السّراويل

- ‌وأما لبس الصوف ونحوه

- ‌وأما وقت لبسه صلى الله عليه وسلم وما يقوله عند اللّبس

- ‌وأمّا الخفّ

- ‌وأمّا النّعل

- ‌فصل في خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

- ‌وأما فصّ خاتمه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما سبب اتخاذ الخاتم

- ‌وأما إصبع الخاتم التي يتختم فيها

- ‌فضل ذكر جلسة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واحتبائه

- ‌فصل في ذكر خضاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في شعره

- ‌فصل في ذكر مرآة النبي صلى الله عليه وسلم ومكحلته

- ‌فصل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم للطّيب وتطيّبه

- ‌ذكر اطّلاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنورة إن صح

- ‌فصل في ذكر سرير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر القدح الّذي كان يوضع تحت السرير ليبول فيه

- ‌فصل في ذكر آلات بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأما الحصير] [ (1) ]

- ‌[وأما الفرش]

- ‌[وأما اللحاف]

- ‌[وأما الوسادة]

- ‌[وأما القطيفة]

- ‌[وأما القبة]

- ‌[وأما الكرسي]

- ‌[وأما ما كان يصلى عليه]

- ‌فصل في ذكر سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأمّا سيوفه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما دروعه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما قسيّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما المغفر]

- ‌[وأما الرماح]

- ‌[وأما الترس]

- ‌[وأما العنزة]

- ‌[وأما المنطقة]

- ‌[وأما اللواءات والرايات]

- ‌[وأما القضيب والعصا]

- ‌فصل في ذكر من كان على سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسلاح ومن حمل حربته وصقل سيفه

- ‌فصل في ذكر خيل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فصل في تضمير خيل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والسبق بينها]

- ‌فصل في ذكر الخيل التي قادها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أسفاره

- ‌فصل في ذكر من استعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الخيل

- ‌فصل في ذكر سرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن كان يسرج له فرسه

- ‌فصل في ذكر ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركب

- ‌فصل في ذكر بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فصل في ذكر من كان يأخذ بزمام راحلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌فصل في ذكر إبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر البدن التي ساقها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة البيت الحرام

- ‌فصل في ذكر صاحب بدن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر غنم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ديك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر طعام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأما المائدة]

- ‌[وأما القصعة والجفنة]

- ‌[وأما أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع من طعام]

- ‌وأما ائتدامه صلى الله عليه وسلم بالخلّ

- ‌وأما أكله القثّاء

- ‌وأما أكله الدّبّاء

- ‌وأما الضّبّ

- ‌وأما أكله الحيس

- ‌وأما أكله الثّفل

- ‌وأما أكله اللحم

- ‌وأما أكله القلقاس

- ‌وأما أكله القديد

- ‌وأمّا أكله المنّ

- ‌وأما أكله الجبنة

- ‌وأما أكله الشواء

- ‌وأما أكله الدّجاج

- ‌وأما أكله لحم الحبارى

- ‌وأما أكله الخبيص

- ‌وأما أكله الهريس

- ‌وأما أكله الزنجبيل

- ‌وأما تقزّزه أكل الضبّ وغيره

- ‌وأما اجتنابه ما تؤذى رائحته

- ‌وأما أكله الجمّار

- ‌وأما حبّه الحلواء والعسل

- ‌وأما أكله التمر

- ‌وأمّا أكله العنب

- ‌وأمّا أكله الرّطب والبطيخ

- ‌وأمّا أكله الزّيت

- ‌وأمّا أكله السمك

- ‌وأمّا أكله البيض

- ‌فصل في هدى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأكل

- ‌وأمّا قبوله الهدية وامتناعه من أكل الصدقة

- ‌وأمّا ما يقوله عند الباكورة

- ‌وأمّا أكله بثلاث أصابع ولعقها

- ‌وأمّا أكله مما يليه

- ‌وأمّا أنه لا يأكل متكئا

- ‌وأمّا أنه لم يذم طعاما

- ‌وأمّا التسمية إذا أكل وحمد اللَّه بعد فراغه من الأكل

- ‌وأمّا ما يقوله إذا أكل عند أحد

- ‌وأمّا أكله باليمين

- ‌وأمّا أنه كان لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها

- ‌فصل في ذكر شرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومشروباته

- ‌وأما طلب الماء العذب

- ‌وأمّا [الآبار] التي كان يستعذب له منها الماء

- ‌وأمّا تبريد الماء

- ‌وأمّا قدحه الّذي يشرب فيه

- ‌وأمّا شربه اللبن

- ‌وأمّا شربه النبيذ

- ‌وأمّا أنه لا يتنفس في الإناء

- ‌وأمّا إيثاره من على يمينه

- ‌وأما شربه آخر أصحابه

- ‌وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائما وقاعدا

- ‌فصل في طب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌أما طبّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حمية المريض

- ‌إطعام المريض ما يشتهيه

- ‌العين حق ودواء المصاب

- ‌التّداوى بالعجوة

- ‌التداوي بالعسل

الفصل: ‌[وأما اللواءات والرايات]

[وأما اللواءات والرايات]

[ذكر ابن أبى شيبة في مصنفه أن أول من عقد الألوية إبراهيم الخليل عليه السلام][ (1) ] .

وخرج البخاري من حديث الليث، أخبرنى عقيل عن ابن شهاب، أخبرنى ثعلبة بن أبى مالك القرظي، أن قيس بن سعد الأنصاري، وكان صاحب لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لما أراد الحج فرجّل [ (2) ]- هكذا ذكر البخاري هذا الحديث مختصرا محذوفا، وتمامه-: فرجّل أحد شقىّ رأسه، فقام غلام له فقلّد هديه، فنظر قيس فإذا هديه قد قلّد، فأهل بالحج ولم يرجل شقّ رأسه الآخر [ (3) ] .

ولأبى داود [ (4) ] والترمذي من حديث عمار الدهني، عن أبى الزبير عن جابر، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان لواؤه يوم دخل مكة أبيض.

[ (1) ] ما بين الحاصرتين سقط من الناسخ في (ج)، (مصنف ابن أبى شيبة) : 7/ 273، كتاب الأوائل، باب (1) أوّل ما فعل ومن فعله، أثر رقم (36025)، وتمامه: بلغه أن قوما أغاروا على لوط فسبوه، فعقد لواء وسار إليهم بعبيده ومواليه حتى أدركهم فاستنقذه وأهله.

[ (2) ](فتح الباري) : 6/ 156، كتاب الجهاد والسير، باب (121) ، ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (2974) .

[ (3) ] وقد أخرج الإسماعيلي هذا الحديث تاما من طريق الليث، التي أخرجها المصنف منها فقال بعد قوله: فرجّل أحد شقي رأسه فقام غلام له فقلّده هديه، فنظر قيس هديه وقد قلّد، فأهل بالحج ولم يرجل شق رأسه الآخر.

وأخرجه من طريق أخرى عن الزهري بتمامه نحوه، وفي ذلك ومصير من قيس بن سعد إلى أن الّذي يريد الإحرام إذا قلد هديه يدخل في حكم المحرم.

وفي أحاديث الباب: استحباب اتخاذ الألوية في الحروب، وأن اللواء يكون مع الأمير، أو من يقيمه لذلك عند الحرب (فتح الباري) : 6/ 157- 158.

[ (4) ](سنن أبى داود) : 3/ 72، كتاب الجهاد، باب (76) في الرايات والألوية، حديث رقم (2592) .

ص: 159

ولفظ الترمذي عن جابر رضى اللَّه عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض. قال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك. قال: وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك وقال: حدثنا غير واحد عن شريك، عن عمار عن أبى الزبير، عن جابر [رضى اللَّه عنه]، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء. قال محمد: والحديث هو هذا [ (1) ] .

[وخرّج ابن حبان في (صحيحه) ، من حديث شريك عن عمار الدهني، عن أبى الزبير عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح مكة ولواؤه أبيض][ (2) ] .

وللترمذي [ (3) ] من حديث يزيد بن حبّان قال: سمعت أبا مجلز لاحق ابن حميد، يحدث عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما [ (4) ]، قال: كانت راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس رضى اللَّه عنهما [ (5) ] .

[ (1) ](سنن الترمذي) : 4/ 168، كتاب الجهاد، باب (9) ما جاء في الألوية، حديث رقم (1679)، قال أبو عيسى: والدّهن بطن من بجيلة، وعمار الدّهنى هو عمار بن معاوية الدّهنى، ويكنى أبا معاوية، وهو كوفيّ، وهو ثقة عند أهل الحديث.

[ (2) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 11/ 47، كتاب السير، باب (13) الخروج وكيفية الجهاد، ذكر وصف لواء المصطفى عند دخوله مكة يوم الفتح، حديث رقم (4743) .

[ (3) ](سنن الترمذي) : 4/ 169- 170، كتاب الجهاد، باب (10) ما جاء في الرايات، حديث رقم (1681) .

[ (4) ] زيادة للسياق.

وأخرجه النسائي في (السنن) : 5/ 220، مناسك الحج، باب (106) دخول مكة باللواء، حديث رقم (2866) .

[ (5) ] زيادة للسياق.

ص: 160

وذكر ابن إسحاق [ (1) ] أن لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الأكبر في يوم بدر كان أبيض، يحمله مصعب بن عمير [بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار][ (2) ] ، ويذكر أنه كان له لواء أغبر.

ولابن حيّان من حديث أبى مجلز، عن ابن عباس [رضى اللَّه عنهما] [ (3) ] قال: كانت راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض، مكتوب فيه: لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه [ (4) ] .

ولأبى داود من حديث يونس بن عبيد [مولى محمد بن القاسم][ (5) ] قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب، أسأله [ (6) ] عن راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما كانت؟ فقال: كانت سوداء مربّعة من نمرة [ (7) ] .

وخرجه الترمذي بهذا الإسناد مثله وقال: هذا حديث حسن غريب، لا تعرفه إلا من حديث ابن أبى زائدة [ (8) ] .

وللبخاريّ من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن نافع بن جبير قال:

[ (1) ](سيرة ابن هشام) : 3/ 159، اللواء والرايتان، وباقي الحديث مرسل.

[ (2) ] زيادة للنسب من (المرجع السابق) .

[ (3) ] زيادة للسياق.

[ (4) ](أخلاق النبي) : 144- 145.

[ (5) ] زيادة للسياق من (سنن أبى داود) .

[ (6) ] في المرجع السابق: «يسأله» .

[ (7) ](سنن أبى داود) : 3/ 71- 72، كتاب الجهاد، باب (76) في الرايات والألوية، حديث رقم (2591)، نمرة- بفتح النون وكسر الميم-: بردة من صوف أو غيره مخططة. (معالم السنن) .

[ (8) ](سنن الترمذي) : 169، كتاب الجهاد، باب (10) ما جاء في الرايات، حديث رقم (1680) . قال أبو عيسى: وفي الباب عن عليّ، والحارث بن حسان، وابن عباس.

وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 5/ 381، حديث رقم (18153) من حديث البراء بن عازب رضى اللَّه تعالى عنه.

ص: 161

سمعت العبّاس يقول للزبير رضى اللَّه عنهما: ها هنا أمرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية [ (1) ] ، لم يذكر البخاري من هذا الحديث غير هذا [وقد ذكره][ (2) ] بطوله في غزوة الفتح.

ولأبى داود من حديث شعبة عن سماك، عن رجل من قومه عن آخر منهم قال: رأيت راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صفراء [ (3) ] .

وذكره ابن حيان، وذكره ابن عبد البر عن بريدة العبديّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد رايات الأنصار وجعلها صفراء [ (4) ] .

وذكر ابن إسحاق أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دفع الراية يوم خيبر إلى عليّ رضى اللَّه عنه، وكانت بيضاء. وذكر أنه كان أمام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر رايتان سوداوان، إحداهما مع على، والأخرى مع بعض الأنصار، ذكر ابن هشام أنه

[ (1) ](فتح الباري) : 8/ 6، كتاب المغازي، باب (49) ، أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، حديث رقم (4280) ، ولم يذكر في سنده نافع بن جبير في متن الحديث، بل ذكره الحافظ ابن حجر في الشرح والتعليق.

قوله: «عن هشام» هو ابن عروة، «عن أبيه» هكذا أورده مرسلا، قال الحافظ: ولم أره في شيء من الطرق عن عروة موصولا، ومقصود البخاري منه ما ترجم به، وهو آخر الحديث، فإنه موصول عن عروة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن العباس بن عبد المطلب، والزبير بن العوام.

قوله في آخر هذا الحديث الطويل: «قال عروة: فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد اللَّه، هاهنا أمرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية؟» قال الحافظ ابن حجر: وهذا السياق يوهم أن نافعا حضر المقالة المذكورة يوم فتح مكة، وليس كذلك، فإنه لا صحبة له، ولكنه محمول عندي على أنه سمع العباس يقول للزبير ذلك بعد ذلك في حجة اجتمعوا فيها، إما في خلافة عمر، أو في خلافة عثمان. (فتح الباري) : 8/ 11- 12.

[ (2) ] زيادة للسياق والبيان.

[ (3) ](سنن أبى داود) : 3/ 72، كتاب الجهاد، باب (76) الألوية والريات، حديث رقم (2593)، قال الخطابي في (معالم السنن) : في إسناده رجل مجهول.

[ (4) ] راجع التعليق السابق.

ص: 162

سعد بن معاذ [ (1) ] .

وذكر ابن حيّان من حديث محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبى بكر، عن عمرة عن عائشة رضى اللَّه عنها، كان لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبيض، وكانت رايته سوداء من مرط لعائشة مرحّل [ (2) ] .

ومن حديث وكيع، حدثنا سفيان عن أبى الفضل عن الحسن قال:

كانت راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تسمى العقاب [ (3) ]، ويقال: إن العقاب كانت سوداء مربعة من نمرة مخمّلة، وقيل كانت من صوف أسود.

وللبخاريّ من حديث الحارث بن حسان قال: دخلت المسجد فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر يخطب متقلدا السيف، وإذا رايات سود [تخفق]، فقلت: ما هذا؟ قالوا: عمرو بن العاص قدم من ذات السلاسل [ (4) ] .

[ (1) ](سيرة ابن هشام) : 3/ 159، اللواء والرايتان، في أحداث غزوة بدر، 4/ 297، ذكر المسير إلى خيبر، حامل الراية يوم خيبر.

[ (2) ] وأخرجه ابن أبى شيبة في (المصنف) : 6/ 537، باب (174) في الرايات السود، حديث رقم (33592) .

[ (3) ](المرجع السابق) ، حديث رقم (33593) .

[ (4) ] غزوة ذات السلاسل، كانت في جمادى الآخر سنة ثمان، وهي وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وقد نزلوا على ماء لجذام، يقال له السلسل فيما قال ابن إسحاق، ولذلك سميت: ذات السلاسل.

والحديث أخرجه ابن أبى شيبة في (المصنف) : 6/ 537، باب (174) في الرايات السود، حديث رقم (33591) . ولم يقل:«ذات السلاسل» .

والبيهقي في (السنن الكبرى) : 6/ 362- 363، باب ما جاء في عقد الألوية والرايات، من حديث أبى بكر بن عياش، عن عاصم بن أبى النجود، قال: قال الحارث بن حسان البكري: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، وبلال قائم متقلد السيف، وإذا رايات سود، والناس يقولون: هذا عمرو بن العاص قد قدم.

ص: 163

وذكر ابن حيان وقاسم بن أصبغ من حديث أوس بن عبد اللَّه بن بريدة، عن الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه بريدة بن الحصيب قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يتطيّر، ولكن يتفأل، وكانت قريش جعلت مائة من الإبل لمن يأخذ نبي اللَّه فيرده عليهم حين توجه إلى المدينة فأقبل بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بنى سهم، فلقوا نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: أنا بريدة، فالتفت إلى أبى بكر رضى اللَّه عنه فقال: يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح، قال: ثم من من؟ قال: من أسلم، قال سلمنا، قال: ثم من من؟ قال: من بنى سهم، قال: خرج سهمك، فقال بريدة: من أنت؟ قال: أنا محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه، قال بريدة: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك عبده ورسوله، فأسلم بريدة، وأسلم الذين معه جميعا.

فلما أصبح قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء، فحل عمامته ثم شدها في رمح، ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة، قال بريدة: الحمد للَّه الّذي أسلمت بنو سهم طائعين [ (1) ] .

[ () ] ورواه سلام بن المنذر، عن عاصم، عن أبى وائل، عن الحارث بن حسان. وقال في متنه: فإذا راية سوداء تخفق، فقلت: ما شأن الناس اليوم، قالوا: هذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. (السنن الكبرى) .

وقال الحافظ الذهبي: عن الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، قال: عقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو على أبى بكر وعمر وسراة أصحابه قال الثوري: أراه قال: في غزوة ذات السلاسل. (سير أعلام النبلاء) : 3/ 56- 57، ترجمة عمرو بن العاص رقم (15) .

[ (1) ] أخرجه ابن عدي في (الكامل) : 1/ 140، في ترجمة أوس بن عبد اللَّه بن بريدة حصيب الأسلمي رقم (224/ 224) من طريق أوس بن عبد اللَّه بن بريدة عن حسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه.

قال الألباني في (السلسلة الصحيحة) : وأوس هذا ضعيف جدا، لكن تفاؤله صلى الله عليه وسلم ثابت عنه في غير ما حديث.

ص: 164

قال الساجي في هذا الحديث: قال البخاري: فيه نظر، وذكر غير واحد أن أول راية عقدها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم راية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عبد مناف، حين بعثه إلى بطن رابغ. هذا قول ابن إسحاق [ (1) ] . وقال قومه: أول لواء عقده عليه السلام لواء حمزة بن عبد المطلب حين بعثه يعترض عيرا لقريش [ (2) ] .

وقال الواقدي في غزاة بدر: وكان لواء رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم يومئذ][ (3) ] الأعظم لواء المهاجرين مع مصعب بن عمير، ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر، ولواء الأوس مع سعد بن معاذ [ (4) ] .

وذكر في غزاة أحد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعي بثلاثة أرمح، فعقد ثلاثة

[ () ] ورواه عنه أيضا قاسم بن أصبغ، وسكت عليه عبد الحق مصححا له، قال ابن القطان، وما مثله يصح فإن فيه أوس، منكر الحديث، وروى أبو داود قال ابن القطان: وما مثله يصح فإن فيه أوس، منكر الحديث، وروى أبو داود عنه قوله:«انه يتطير» قال وإسناده صحيح.

قلت: الصواب تصحيح عبد الحق، وليس هو تصحيحا لذاته حتى يرد ما تعقبه ابن القطان، وإنما هو على التفصيل الّذي ذكرته، فتنبه ولا تكن من الغافلين. (سلسلة الأحاديث الصحيحة) :

2/ 400، 401، حديث (762)، (الكامل في ضعفاء الرجال) : 1/ 410.

[ (1) ] سرية عبيدة بن الحارث، وهي أول راية عقدها صلى الله عليه وسلم، وأول سهم رمى به في الإسلام، قال ابن إسحاق:

وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مقامه ذاك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي، في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز، بأسفل ثنية المرة، فلقى بها جمعا عظيما من قريش. فلم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبى وقاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمى به في الإسلام. (سيرة ابن هشام) : 3/ 136.

[ (2) ] من قال إن أول راية كانت لحمزة رضى اللَّه عنه: وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين. وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا، فشبه ذلك على الناس. (المرجع السابق) : 140، سرية حمزة إلى سيف البحر.

[ (3) ] زيادة للسياق من (مغازي الواقدي) .

[ (4) ] ومع قريش ثلاثة ألوية: لواء مع أبى عزيز، ولواء مع النضر بن الحارث، ولواء مع طلحة بن أبى طلحة.

(المرجع السابق) : 1/ 58، 225.

ص: 165

ألوية، فدفع لواء الأوس إلى أسيد بن حضير، ودفع لواء الخزرج إلى حباب ابن المنذر بن الجموح، ويقال: إلى سعد بن عبادة، ودفع لواء المهاجرين إلى إلى على بن أبى طالب، ويقال: إلى مصعب بن عمير [ (1) ] .

قال: وسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من يحمل لواء المشركين؟ فقيل: بنو عبد الدار، فقال: نحن أحق بالوفاء منهم، أين مصعب بن عمير؟ قال: ها أنا ذا، قال: خذ اللواء، فأخذ مصعب بن عمير فتقدم به بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (2) ] ، وهو اللواء الأعظم، ودفع لواء الأوس إلى أسيد بن حضير، ولواء الخزرج مع سعد أو حباب [ (3) ] .

قال: وحدثني الزبير بن سعيد [ (4) ]، عن عبد اللَّه بن الفضل قال: أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير اللواء، فقتل مصعب، فأخذه ملك في صورة مصعب، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقول لمصعب في آخر النهار: تقدم يا مصعب فالتفت إليه الملك فقال: لست بمصعب، فعرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه ملك أيّد به [ (5) ]

[وسمعت أبا معشر يقول مثل ذلك][ (6) ] .

ولما قتل مصعب وسقط اللواء، ابتدره رجلان من بنى عبد الدار: سويبط ابن حرملة، وأبو الروم، فأخذه أبو الروم، فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة [ (7) ] .

[ (1) ] المرجع السابق) : 1/ 215.

[ (2) ] المرجع السابق) : 1/ 221.

[ (3) ] راجع التعليق رقم (5) .

[ (4) ] في (خ)، (ج) :«الزبير وسعيد» ، وما أثبتناه من (مغازي الواقدي) .

[ (5) ](مغازي الواقدي) : 1/ 234.

[ (6) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .

[ (7) ](المرجع السابق) : 1/ 239.

ص: 166

ولما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد، دفع لواءه إلى على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه، ويقال: دفعه إلى أبى بكر رضى اللَّه عنه.

ولما خرج إلى بدر الموعد، كان يحمل لواءه الأعظم يومئذ على رضى اللَّه عنه [ (1) ] .

وفي غزوة المريسيع، دفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، راية المهاجرين إلى أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنه، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة رضى اللَّه عنه، ويقال كان مع عمار بن ياسر راية المهاجرين [ (2) ] .

ولما خرج إلى بنى قريظة، دفع عليه السلام لواءه إلى على، [رضى اللَّه عنه] وكان اللواء على حاله، لم يحل [من] مرجعه من الخندق [ (3) ] . وحمل اللواء في غزوة الغابة المقداد بن عمرو [ (4) ] ، وحمل راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العقاب سعد بن عبادة [ (5) ] ، وكان له في خيبر ثلاث رايات [ (6) ] .

قال الواقدي: ولم يكن راية قبل خيبر، إنما كانت الألوية، فكانت راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السوداء من برد عائشة رضى اللَّه عنها تدعى العقاب، ولواؤه أبيض، ودفع رايته إلى على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه وراية إلى الحباب ابن المنذر، وراية إلى سعد بن عبادة [ (7) ] .

[ (1) ](المرجع السابق) : 1/ 388.

[ (2) ](المرجع السابق) : 1/ 407.

[ (3) ](المرجع السابق) : 2/ 797.

[ (4) ](المرجع السابق) : 2/ 540.

[ (5) ](المرجع السابق) : 2/ 542.

[ (6) ] قال الواقدي: وكانت راية النبي صلى الله عليه وسلم السوداء من برد لعائشة تدعى العقاب، ولواؤه أبيض، ودفع راية إلى عليّ عليه السلام، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سعد بن عبادة. (المغازي) : 2/ 649.

[ (7) ] راجع التعليق السابق.

ص: 167

ولما انتهى صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى، وقد ضوى إليها ناس من العرب، استقبل يهود بالرمي المسلمين، حيث نزلوا وهم على غير تعبئة، فعبأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصحابه لقتالهم، وصفّهم ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن النذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر [ (1) ] .

وعقد صلى الله عليه وسلم لما جهز لغزاة مؤتة لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة [ (2) ] ، وعقد لعمرو بن العاص لما بعثه لغزوة ذات السلاسل لواء أبيض، وجعل راية سوداء [ (3) ] .

ولما عسكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ببئر أبى عنبة- وهو يريد فتح مكة- عقد الألوية والرايات، وقيل: لم يعقد الألوية والرايات حتى انتهى إلى قد يد، فكان في المهاجرين ثلاث رايات: راية مع الزبير سوداء، وراية مع عليّ، وراية مع سعد بن أبى وقاص وكان في الأوس راية في بنى عبد الأشهل مع أبى نائلة، وفي بنى ظفر راية مع قتادة بن النعمان، وفي بنى حارثة راية مع أبى بردة بن نيار، وفي بنى معاوية راية مع جبر بن عتيك، وفي بنى خطمة راية مع أبى لبابة بن المنذر [ (4) ] ، وفي بنى واقف راية مع هلال بن أمية [ (5) ] ، وفي بنى عمرو بن عوف راية مع أبى لبابة بن عبد المنذر، وفي بنى أمية راية كذا، وفي بنى ساعدة راية مع أبى أسيد الساعدي، وفي بنى الحارث بن الخزرج راية مع عبد اللَّه بن زيد، وفي بنى سلمة مع قطبة بن عامر بن

[ (1) ](المغازي للواقدي) : 2/ 710.

[ (2) ](المراجع السابق) : 2/ 756.

[ (3) ] سبق الإشارة إلى هذا الخبر وتخريجه.

[ (4) ] في (خ)، (ج) :«مع خزيمة بن ثابت» ، وما أثبتناه من الرجع السابق» .

[ (5) ] كذا في الأصلين، وفي (المرجع السابق) :«وفي بنى أمية راية مع مبيّض» .

ص: 168

حديدة، وفي بنى مالك بن النجار راية مع عمارة بن حزم، وفي بنى مازن راية مع سليط بن قيس، وفي بنى دينار راية مع كذا [ (1) ] .

وكانت في مزينة ثلاثة ألوية: لواء مع النعمان بن مقرّن، ولواء مع بلال ابن الحارث، ولواء مع عبد اللَّه بن عمرو. وكان في أسلم لواءان أحدهما مع بريدة بن الحصيب، والآخر مع ناجية بن الأعجم، وفي جهينة أربعة ألوية:

لواء مع سويد بن صخر، ولواء مع رافع بن مكيث، ولواء مع زرعة معبد بن خالد، ولواء مع عبد اللَّه بن بدر [ (2) ] .

وكان مع بنى كعب بن عمرو ثلاثة ألوية: لواء مع بشر بن سفيان، ولواء مع ابن شريح، ولواء مع عمرو بن سالم، وكانت راية أشجع مع عوف بن مالك [ (3) ]، [ولهم لواءان: لواء يحمله معقل بن سفيان، ولواء يحمله نعيم ابن مسعود] [ (4) ] .

ولقيه عليه السلام بقديد أسلم ومعها لواءان وخمس رايات سود، وقيل لم يكن معها لواء ولا راية. فسألوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يعقد لهم راية، فعقد لهما لواءان: أحدهما حمله عباس بن مرداس، والآخر حمله خفاف بن ندبه، وحمل آخر راية [ (5) ][الحجاج بن علاط] .

وكانت راية غفار مع أبى ذرّ [ (6) ] ، وكان في كنانة بنى ليث، وضمرة، وسعد بن بكر لواء مع أبى واقد الليثي، وكان مع بنى ليث لواء يحمله

[ (1) ](المرجع السابق) : 2/ 800.

[ (2) ](مغازي الواقدي) : 2/ 800- 801.

[ (3) ] المرجع السابق) : 2/ 801.

[ (4) ] ما بين الحاصرتين من الأصلين دون (مغازي الواقدي) .

[ (5) ](المرجع السابق) : 2/ 819، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق والبيان منه.

[ (6) ] ويقال إيماء بن رحضة (المرجع السابق) .

ص: 169

الصعب بن جثامة، وكان سعد بن عبادة يحمل راية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمام كتيبته، ثم أمره عليه السلام أن يدفعها إلى ابنه قيس بن سعد، وقيل بل أخذ عليّ رضى اللَّه عنه الراية من سعد يأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى دخل بها مكة، فغرزها عن الركن [ (1) ] .

ويقال: كان لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم دخل مكة أسود، ولمّا عبّأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصحابه بأوطاس وصفّهم، وضع الألوية والرايات في أهلها، وكان مع المهاجرين لواء يحمله عليّ، وراية يحملها سعد بن أبى وقّاص، وراية يحملها عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنهم، وكان مع الخزرج لواء يحمله الحباب بن المنذر، ويقال: كان لواء الخزرج الأكبر مع سعد بن عبادة، ولواء الأوس أسيد بن الحضير وفي كل بطن من بطون الأوس والخزرج لواء أو راية، ففي بنى عبد الأشهل راية يحملها أبو نائلة، وفي بنى حارثة راية يحملها أبو بردة بن نيار، وفي بنى ظفر راية يحملها قتادة بن النعمان، وراية يحملها جبر بن عتيك في بنى معاوية، وراية يحملها هلال بن أمية في بنى واقف، وراية يحملها أبو لبابة بن عبد المنذر في بنى عمرو بن عوف، وراية يحملها أبو أسيد الساعدي في بنى ساعدة، وراية يحملها عمارة بن حزم في بنى مالك بن النجار، وراية يحملها أبو سليط في بنى عدي بن النجار، وراية يحملها سليط بن قيس في بنى مازن [ (2) ] .

وكانت رايات الأوس والخزرج في الجاهلية خضراء وحمراء، فلما كان الإسلام أقروها على ما كانت عليه، وكانت رايات المهاجرين سوداء والألوية بيضاء، وكان في أسلم رايتان: إحداهما مع بريدة بن الحصيب، والأخرى

[ (1) ](المرجع السابق) : 2/ 822.

[ (2) ](مغازي الواقدي) : 2/ 818- 821.

ص: 170

مع جندب بن الأعجم، وكان في غفار راية مع أبى ذر، وفي بنى ضمرة والليث، وسعد بن ليث راية مع أبى واقد الحارث بن مالك الليثي، وفي كعب بن عمرو، رايتان: مع بسر بن سفيان وأبى شريح، وفي مزينة ثلاث رايات: مع بلال بن الحارث، والنعمان بن مقرن، وعبد اللَّه بن عمرو بن عوف [ (1) ] .

وفي جهينة أربع رايات: مع رافع بن مكيث، وعبد اللَّه بن بدر، وأبى زرعة معبد بن خالد، وسويد بن صخر، وفي أشجع رايتان: مع نعيم بن مسعود، ومعقل بن سنان، وفي سليم ثلاث رايات: مع العباس بن مرداس، وخفاف بن ندبة، وحجاج بن علاط، وحمل راية الأزد [في][ (2) ] حصار [أهل][ (2) ] الطائف النعمان المهلبي [ (3) ] .

ولما دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ثنية الوداع يريد تبوك، وعقد الألوية والرايات، فدفع لواءه الأعظم إلى أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنه، ورايته العظمى إلى الزبير رضى اللَّه عنه، ودفع راية الأوس إلى أسيد بن الحضير، ولواء الخزرج إلى أبى دجانة، ويقال: إلى الحباب بن المنذر بن الجموح [ (4) ] ، وراية بنى مالك بن النجار إلى عمارة بن حزم، ثم أعطاها زيد بن ثابت، وراية بنى عمرو بن عوف إلى أبى زيد، وراية بنى سلمة إلى معاذ بن جبل، رضى اللَّه عنهم [ (5) ] .

[ (1) ](مغازي الواقدي) : 2/ 818- 821.

[ (2) ] زيادة للسياق والبيان.

[ (3) ](المرجع السابق) .

[ (4) ](المرجع السابق) : 3/ 996.

[ (5) ] باقي الخير ليس في (المرجع السابق) .

ص: 171

ولما بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه في رمضان سنة عشر [ (1) ] ، عسكر بقباء حتى تتام أصحابه، وعقد له يومئذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لواء، أخذ عمامة فلفّها مثنية مربعة، فجعلها في رأس الرمح، ثم دفعها إليه ثم قال: هكذا [ (2) ] اللواء، وعمّمه عمامة ثلاثة أكوار، وجعل ذراعا بين يديه، وشبرا من ورائه، ثم قال: هكذا العمة [ (3) ] .

وآخر لواء عقده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لواء أسامة بن زيد في يوم الخميس لليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة، عقده بيده، وقد ابتدأ به مرضه الّذي توفّاه اللَّه فيه، وقال له: يا أسامة: أغز باسم اللَّه، في سبيل اللَّه، فقاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبتلون بهم، ولكن قولوا: اللَّهمّ اكفناهم، واكفف بأسهم عنا، فإن لقوكم قد أجلبوا وصيّحوا، فعليكم بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا [فتفشلوا] وتذهب ريحكم، وقولوا: اللَّهمّ نحن عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت، واعلموا أن الجنة تحت البارقة [ (4) ] .

ثم قال: يا أسامة، شن [ (5) ] الغارة على أهل أبناء، ثم قال امض على اسم اللَّه،

فخرج بلوائه معقودا، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب فخرج به إلى بيت أسامة، وعسكر أسامة بالجرف [ (6) ] .

[ (1) ] هي سرية على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه إلى اليمن.

[ (2) ] في (خ) : «هاك ذا» .

[ (3) ](مغازي الواقدي) : 3/ 1079.

[ (4) ](مغازي الواقدي) : 3/ 1117.

[ (5) ] شنّ الغارة عليهم: فرّقها عليهم من جميع جهاتهم. (النهاية) .

[ (6) ](مغازي الواقدي) : 3/ 1118.

ص: 172

فلما توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا، حتى أتى به باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده [ (1) ] .

فلما بويع أبو بكر رضى اللَّه عنه، أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، وأن لا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة، فخرج بريدة باللواء إلى بيت أسامة، ثم خرج به الشام معقودا مع أسامة، ثم رجع به إلى بيت أسامة، فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفى أسامة حتى توفى أسامة رضى اللَّه عنه [ (1) ] .

[ (1) ](مغازي الواقدي) : 3/ 1118.

ص: 173