الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام أحمد [ (1) ] ، وفيه قصّة [ (2) ] .
وأما أكله التمر
فخرج البخاري ومسلم من حديث مسعر بن كدام، عن هلال، عن عروة عن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: ما أكل آل محمد [صلى الله عليه وسلم] أكلتين في يوم واحد إلا وإحداهما تمر [ (3) ] .
[ () ]«الحلوى» كذا لأبى ذر مقصور، ولغيره ممدود، وهما لغتان، قال ابن ولاد: هي عند الأصمعي بالقصر- تكتب بالياء- وعند الفراء بالمد- تكتب بالألف- وقيل: تمد وتقصر، وقال الليث: الأكثر على المد، وهو كل حلو يؤكل، وقالى الخطّابى: اسم الحلوى لا يقع إلا على ما دخلته الصنعة. وفي المخصص لابن سيده: هي ما عولج من الطعام بحلاوة، وقد تطلق على الفاكهة.
قال ابن بطال: الحلوى والعسل من جملة الطيبات المذكورة في قوله تعالى: كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وفيه تقوية لقول من قال: المراد به المستلذ من المباحات. ودخل في معنى هذا الحديث كل ما يشابه الحلوى والعسل من أنواع المآكل اللذيذة.
وقال الخطّابىّ وتبعه ابن التين: لم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لها على معنى كثرة التشهي لها، وشدة نزاع النفس إليها وإنما كان ينال منها إذا أحضرت إليه نيلا صالحا، فيعلم بذلك أنها تعجبه.
ويؤخذ منه جواز اتخاذ الأطعمة من أنواع شتى، وكان بعض أهل الورع يكره ذلك ولا يرخص أن يأكل من الحلاوة إلا ما كان حلوه بطبعه كالتمر والعسل، وهذا الحديث يرد عليه.
وإنما تورع عن ذلك من السلف من آثر تأخير تناول الطيبات إلى الآخرة، مع القدرة على ذلك في الدنيا، تواضعا لا شحا.
ووقع في كتاب (فقه اللغة للثعالبي) : أن حلوى النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يحبها هي المجيع بالجيم بوزن عظيم، وهو تمر يعجن بلبن. (فتح الباري) .
[ (1) ](مسند أحمد) : 7/ 88، حديث رقم (33795) .
[ (2) ] وهي قصة المغافير، ذكرها المفسرون عند تفسيرهم لقول اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ. وحتى قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم: 1- 5] .
[ (3) ] سبق تخريجه. وأخرجه الدارميّ في (السنن) : 2/ 107، باب في الحلواء والعسل.
ولهما من حديث وهيب، حدثنا منصور بن أمية، عن عائشة [رضى اللَّه عنها] : توفى النبي صلى الله عليه وسلم حين شبعنا من الأسودين: التمر والماء، وفي لفظ للبخاريّ: توفى النبي صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين: التمر والماء. ولهما من حديث يزيد بن رومان، عن عروة عن عائشة [رضى اللَّه عنها]، أنها تقول: واللَّه يا ابن أختى، ثلاثة أهله في شهرين، وما [أوقد] في أبيات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة! فما كان [يعيشكم؟] قالت:
الأسودين، التمر والماء، إلا أنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منايح، وكانوا يمنحون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا. وقال البخاري: كانت لهم منايح، وكانوا يمنحون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا [ (1) ] .
ولهما في لفظ آخر قالت: إن كنا آل محمد لنمكث شهرا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء، ولفظ مسلم: إن كنا لنمكث، ولم يذكر آل محمد. وزاد أبو كريب في حديثه، عن ابن نمير عن هشام بن عروة بهذا الإسناد، إلا أن يأتينا اللحيم. وفي لفظ للبخاريّ قالت: كان يأتى علينا الشهر ما نوقد نارا، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللحيم [ (2) ] .
ولأبى داود من حديث محمد بن أبى يحيى، عن يزيد الأعور، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم آخذ كسرة من خبز شعير، فوضع عليها تمرة وقال: هذه إدام هذه. وفي لفظ: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع تمرة على كسرة فقال: هذه إدام هذه [ (3) ] .
وله من حديث الوليد بن مزيد قال: سمعت ابن جابر قال: حدثنا سليم
[ (1) ] سبق تخريجه.
[ (2) ] سبق تخريجه وهو في (صحيح مسلم) : كتاب الزهد والرقاق، حديث رقم (26) والّذي يليه.
[ (3) ](سنن أبى داود) : 4/ 173، كتاب الأطعمة، باب (42) في التمر، حديث رقم (3830) ، ونسبه المنذري للترمذي أيضا.
ابن عامر، عن ابني بسر السّلميّين قالا: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقدّمنا إليه تمرا وزبدا، وكان يحب التمر والزبد [ (1) ] .
ولمسلم من حديث حفص بن غياث، عن مصعب بن سليم قال: حدثنا أنس بن مالك رضى اللَّه عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقعيا يأكل تمرا [ (2) ] .
وخرّجه الدارميّ عن مصعب قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم التمر، فأخذ يهديه. وقال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل تمرا مقعيا من الجوع. قال: يهديه، يعنى يهدى هاهنا، وهاهنا [ (3) ] .
ولمسلم من حديث ابن عيينة، عن مصعب بن سليم، عن أنس قال: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتمر، فجعل يقسمه وهو [محتفز] ، يأكل منها أكلا ذريعا.
وفي رواية زهير: أكلا حثيثا [ (4) ] .
ولأبى داود من حديث همام، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة، عن أنس قال: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق، فجعل يفتشه يخرج منه السوس [ (5) ] . وفي لفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالتمر فيه الدود.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (3837)، وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 2/ 1106- 1107، كتاب الأطعمة، باب (43) التمر بالزبد، حديث رقم (3334) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 239، كتاب الأشربة، باب (24) استحباب تواضع الآكل وصفة قعوده، حديث رقم (148)، قوله صلى الله عليه وسلم:«مقعيا» ، أي جالسا على أليتيه ناصبا ساقيه.
[ (3) ](سنن الدارميّ) : 2/ 104، باب في التمر.
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 239- 240، كتاب الأشربة، باب (24) استحباب تواضع الآكل، وصفة قعوده، حديث رقم (149)، قوله: «أكلا ذريعا وحثيثا هما بمعنى أي مستعجلا صلى الله عليه وسلم لاستيفازه لشغل آخر، فأسرع في الأكل، وكان استعجاله ليقضى حاجته منه، ويرد الجوعة، ثم يذهب في ذلك الشغل.
وقوله: «فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه» أي يفرقه على من يراه أهلا لذلك، وهذا التمر كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتبرع بتفريقه صلى الله عليه وسلم فلهذا كان يأكل منه، واللَّه تعالى أعلم (مسلم بشرح النووي) .
[ (5) ](سنن أبى داود) : 4/ 174، كتاب الأطعمة، باب (43) في التفتيش في التمر المسوّس عند الأكل، حديث رقم (3832) .
فذكر معناه [ (1) ] .
وللحاكم من حديث طلحة بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمى التمر واللبن الأطيبان [ (2) ] . قال: هذا حديث صحيح [الإسناد ولم يخرجاه][ (3) ] .
ولابن حيّان من حديث ياسين الزيات عن عطاء، عن ابن عباس قال:
كان أحب التمر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العجوة [ (4) ] .
ومن حديث عبيد بن القاسم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام مما يليه، حتى إذا جاء التمر جالت يده [ (5) ] .
ومن حديث شعبة، عن يزيد بن [جهيم] قال: سمعت عبد اللَّه بن بسير يقول: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتاه أبى بتمر وسويق، فجعل يأكل التمر ويلقى النوى على ظهر إصبعيه ثم يلقيه، يعنى السبابة والوسطى.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (3833) ، وهو حديث مرسل، وأخرج ابن ماجة في (السنن) :
2/ 1106، كتاب الأطعمة، باب (42) تفتيش التمر، حديث رقم (3333) .
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) : 7/ 283، كتاب الصداق، باب الأكل متكئا.
وأخرجه الترمذي في (الشمائل) : 124- 125، حديث رقم (143)، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 4/ 61، حديث رقم (12688) .
[ (2) ](المستدرك) : 4/ 119، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7081)، قال الذهبي في (التلخيص) :
طلحة بن زيد ضعيف.
[ (3) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المستدرك) .
[ (4) ](أخلاق النبي) : 204، (كنز العمال) : حديث رقم (18217)، (إتحاف السادة المتقين) :
8/ 240، وسنده ضعيف.
[ (5) ](الكامل في الضعفاء) : 5/ 349، ترجمة عبيد بن القاسم الأسدي، رقم (539/ 1507)، وفيه:
«جالت يده في الإناء» وعبيد بن القاسم الأسدي الكوفي، يقال: أنه ابن أخت سفيان الثوري، ضعفوه، وقالوا: متروك وكذاب، ترجمته في (تهذيب التهذيب) : 7/ 67.