المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسلاح ومن حمل حربته وصقل سيفه - إمتاع الأسماع - جـ ٧

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌[تتمة فصل في ذكر لباس رسول اللَّه]

- ‌وأما الخرقة التي كان يتنشف بها

- ‌وأما الحبرة

- ‌وأما المرط

- ‌وأما المصبوغ بالزعفران

- ‌وأما الإزار والكساء

- ‌وأما السّراويل

- ‌وأما لبس الصوف ونحوه

- ‌وأما وقت لبسه صلى الله عليه وسلم وما يقوله عند اللّبس

- ‌وأمّا الخفّ

- ‌وأمّا النّعل

- ‌فصل في خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

- ‌وأما فصّ خاتمه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما سبب اتخاذ الخاتم

- ‌وأما إصبع الخاتم التي يتختم فيها

- ‌فضل ذكر جلسة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واحتبائه

- ‌فصل في ذكر خضاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في شعره

- ‌فصل في ذكر مرآة النبي صلى الله عليه وسلم ومكحلته

- ‌فصل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم للطّيب وتطيّبه

- ‌ذكر اطّلاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنورة إن صح

- ‌فصل في ذكر سرير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر القدح الّذي كان يوضع تحت السرير ليبول فيه

- ‌فصل في ذكر آلات بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأما الحصير] [ (1) ]

- ‌[وأما الفرش]

- ‌[وأما اللحاف]

- ‌[وأما الوسادة]

- ‌[وأما القطيفة]

- ‌[وأما القبة]

- ‌[وأما الكرسي]

- ‌[وأما ما كان يصلى عليه]

- ‌فصل في ذكر سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأمّا سيوفه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما دروعه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما قسيّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[وأما المغفر]

- ‌[وأما الرماح]

- ‌[وأما الترس]

- ‌[وأما العنزة]

- ‌[وأما المنطقة]

- ‌[وأما اللواءات والرايات]

- ‌[وأما القضيب والعصا]

- ‌فصل في ذكر من كان على سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسلاح ومن حمل حربته وصقل سيفه

- ‌فصل في ذكر خيل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فصل في تضمير خيل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والسبق بينها]

- ‌فصل في ذكر الخيل التي قادها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أسفاره

- ‌فصل في ذكر من استعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الخيل

- ‌فصل في ذكر سرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن كان يسرج له فرسه

- ‌فصل في ذكر ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركب

- ‌فصل في ذكر بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فصل في ذكر من كان يأخذ بزمام راحلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌فصل في ذكر إبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر البدن التي ساقها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة البيت الحرام

- ‌فصل في ذكر صاحب بدن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر غنم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ديك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر طعام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[فأما المائدة]

- ‌[وأما القصعة والجفنة]

- ‌[وأما أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع من طعام]

- ‌وأما ائتدامه صلى الله عليه وسلم بالخلّ

- ‌وأما أكله القثّاء

- ‌وأما أكله الدّبّاء

- ‌وأما الضّبّ

- ‌وأما أكله الحيس

- ‌وأما أكله الثّفل

- ‌وأما أكله اللحم

- ‌وأما أكله القلقاس

- ‌وأما أكله القديد

- ‌وأمّا أكله المنّ

- ‌وأما أكله الجبنة

- ‌وأما أكله الشواء

- ‌وأما أكله الدّجاج

- ‌وأما أكله لحم الحبارى

- ‌وأما أكله الخبيص

- ‌وأما أكله الهريس

- ‌وأما أكله الزنجبيل

- ‌وأما تقزّزه أكل الضبّ وغيره

- ‌وأما اجتنابه ما تؤذى رائحته

- ‌وأما أكله الجمّار

- ‌وأما حبّه الحلواء والعسل

- ‌وأما أكله التمر

- ‌وأمّا أكله العنب

- ‌وأمّا أكله الرّطب والبطيخ

- ‌وأمّا أكله الزّيت

- ‌وأمّا أكله السمك

- ‌وأمّا أكله البيض

- ‌فصل في هدى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأكل

- ‌وأمّا قبوله الهدية وامتناعه من أكل الصدقة

- ‌وأمّا ما يقوله عند الباكورة

- ‌وأمّا أكله بثلاث أصابع ولعقها

- ‌وأمّا أكله مما يليه

- ‌وأمّا أنه لا يأكل متكئا

- ‌وأمّا أنه لم يذم طعاما

- ‌وأمّا التسمية إذا أكل وحمد اللَّه بعد فراغه من الأكل

- ‌وأمّا ما يقوله إذا أكل عند أحد

- ‌وأمّا أكله باليمين

- ‌وأمّا أنه كان لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها

- ‌فصل في ذكر شرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومشروباته

- ‌وأما طلب الماء العذب

- ‌وأمّا [الآبار] التي كان يستعذب له منها الماء

- ‌وأمّا تبريد الماء

- ‌وأمّا قدحه الّذي يشرب فيه

- ‌وأمّا شربه اللبن

- ‌وأمّا شربه النبيذ

- ‌وأمّا أنه لا يتنفس في الإناء

- ‌وأمّا إيثاره من على يمينه

- ‌وأما شربه آخر أصحابه

- ‌وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائما وقاعدا

- ‌فصل في طب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌أما طبّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حمية المريض

- ‌إطعام المريض ما يشتهيه

- ‌العين حق ودواء المصاب

- ‌التّداوى بالعجوة

- ‌التداوي بالعسل

الفصل: ‌فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسلاح ومن حمل حربته وصقل سيفه

‌فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسلاح ومن حمل حربته وصقل سيفه

اعلم أنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جماعة يقفون على رأسه بالسلاح، منهم المغيرة بن شعبة، والضحاك بن سفيان، والنعمان بن مقرن، وعباد بن بشير رضى اللَّه عنهم.

أما المغيرة بن شعبة، فقد خرّج البخاري من حديث الزهري قال: أخبرنى عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان [رضى اللَّه عنهما] يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الحديبيّة، فذكر الحديث حتى ذكر قدوم عروة [بن مسعود] [ (1) ] إلى أن قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف، وعليه المغفر، وكلما أهوى عروة بيده إلى لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ضرب يده بنعل السيف وقال: أخّره يدك عن لحية رسول اللَّه وذكر الحديث بطوله، ذكره في كتاب الشروط [ (2) ] وفي عمرة الحديبيّة [ (3) ] .

[ (1) ] زيادة للسياق من (البخاري) .

[ (2) ](فتح الباري) : 5/ 412- 417، كتاب الشروط، باب (15) الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط، حديث رقم (2731) ، (2732)، وأخرجه أبو داود في (السنن) :

3/ 194- 209، كتاب الجهاد، باب (168) في صلح العدو، حديث رقم (2765) ، 5/ 42، كتاب السنة، باب (9) في الخلفاء، حديث رقم (4655) .

[ (3) ](فتح الباري) : 7/ 576، كتاب المغازي، باب (36) غزوة الحديبيّة، وقول اللَّه تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18] ، حديث رقم (4180) ، 4181) ، مختصرا، ولم يذكر فيه خبر عروة بن مسعود، والمغيرة بن شعبة.

ص: 178

وخرج ابن حبان في صحيحه من حديث محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو عمار، حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، عن المغيرة بن شعبة، أنه كان قائما على رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالسيف، وعنده عروة بن مسعود، فجعل يتناول لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويحدثه، فقال المغيرة لعروة: لتكفّن يدك عن لحيته، أو لا ترجع إليك، فقال عروة:

من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، فقال عروة: يا غدر، ما غسلت رأسك من غدرتك بعد [ (1) ] .

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن سعيد الثقفي، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلا بن كعب، ومحمد بن يعقوب ابن عتبة عن أبيه وغيرهم، قالوا: قال المغيرة بن شعبة: كنا قوم من العرب متمسكين بديننا، ونحن سدنة اللات، وأرانى لو رأيت قومي قد أسلموا ما تبعتهم، فأجمع نفر من بنى مالك الوفود على المقوقس، وأهدوا له هدايا فأجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمى عروة بن مسعود فنهاني وقال:

ليس معك من بنى أبيك أحد، فأبيت إلا الخروج [ (2) ] .

فخرجت معهم، وليس معهم من الأحلاف غيري، حتى إذا دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطلّ على البحر، فركبت قاربا حتى حاذيت مجلسه، فنظر إليّ فأنكرنى، وأمر من سألني من أنا وما أريد، فسألني، فأخبرته بأمرنا، وإنا قدمنا عليه، فأمر أن ننزل، وأجرى علينا ضيافة، ثم دعانا فنظر إلى رأس بنى مالك فأدناه إليه، وأجلسه معه ثم

[ (1) ](الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان) : 11/ 216- 227، كتاب السير، باب (18) الموادعة والمهادنة، ذكر ما يستحب للإمام من استعمال المهادنة بينه وبين أعداء اللَّه، إذا رأى بالمسلمين ضعفا يعجزون عنهم، حديث رقم (4872) ، من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، بسياقه أخرى.

[ (2) ](طبقات ابن سعد) : 4/ 285.

ص: 179

سأله: أكل القوم من بنى مالك؟ فقال: نعم إلا رجلا واحدا من الأحلاف، وعرّفه إياي، فكنت أهون القوم عليه [ (1) ] .

ووضعوا هداياهم بين يديه فسرّ بها وأمر بقبضها، وأمر لهم بجوائز، وفضّل بعضهم على بعض، وقصّر بى فأعطانى شيئا قليلا لا ذكر له، وخرجنا، فأقبلت بنو مالك يسيّرون هداياهم لأهليهم وهم مستبشرون، ولم يعرض عليّ أحد منهم شيئا، وخرجوا وحملوا معهم خمرا فكانوا يشربون منها وأشرب معهم، ونفسي تأبى أن تدعني معهم، وقلت:

ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا مما حباهم به الملك، ويخبرون قومي بتقصيرهم بى، وازدرائه إياي، فأجمعت على قتلهم، قلت: إني أجد صداعا، فوضعوا شرابهم ودعوني فقلت: برأسى صداع، ولكن أجلس فأسقيكم فلم ينكروا شيئا، فجلست أسقيهم وأشرب القدح بعد القدح، فلما دبّت الكأس فيهم اشتهوا الشراب، فصرت أصرف لهم وأنزع الكأس حتى ناموا ما يعقلون، فوثبت بهم، فقتلتهم جميعا وأخذت ما معهم [ (1) ] .

فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته جالسا في المسجد مع أصحابه، وعليّ ثياب السفر، فسلمت سلام الإسلام،

فنظر إليّ أبو بكر- وكان بى عارفا- فقال: أنت ابن أخى عروة؟ قلت نعم، قال: ما جاء بك؟ قلت: جئت أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الحمد للَّه الّذي هداك إلى الإسلام، فقال أبو بكر رضى اللَّه عنه: أمن مصر أقبلتم؟

قلت: نعم، قال: فما فعل المالكيون الذين كانوا معك؟ قلت: كان بيني وبينهم بعض ما يكون بين العرب ونحن على دين الشرك، فقتلتهم وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليخمسها، ويرى فيها رأيه، فإنّها غنيمة من المشركين، وأنا مسلم مصدق محمد، فقال رسول اللَّه

[ (1) ](المرجع السابق) : 285- 286.

ص: 180

صلى اللَّه عليه وسلم: أما إسلامك فقبلته، ولا نأخذ من أموالهم شيئا ولا نخمسها، لأن هذا غدر، والغدر لا خير فيه] [ (1) ] .

[فأخذني ما قرب وما بعد، فقلت: يا رسول اللَّه! إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت حين دخلت عليك الساعة، فقال: إن الإسلام يجب ما قبله][ (1) ] .

[قال: وكان قد قتل منهم [ (2) ] ثلاثة عشر إنسانا، فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف، فتداعوا للقتال، ثم اصطلحوا على أن يحمل عمى عروة بن مسعود ثلاثة عشرة دية] .

[قال المغيرة: وأقمت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى اعتمر عمرة الحديبيّة في ذي القعدة سنة ست من الهجرة، فكانت أول سفرة وخرجت معهم، وكنت أكون مع أبى بكر رضى اللَّه عنه، وألزم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيمن يلزمه] .

[وبعثت قريش عام الحديبيّة عروة بن مسعود، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه يكلمه، وجعل يمس لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا قائم على رأسه صلى الله عليه وسلم مقنع في الحديد، فقلت لعروة وهو يمس لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أكفف يدك [عن مسّ لحية رسول اللَّه][ (3) ] قبل أن لا تصل إليك، فقال عروة: يا محمد! من هذا؟ ما أفظعه وما أغلظه؟! فقال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، فقال عروة: يا عدوّ اللَّه! ما غسلت سوأتك عنى إلا بالأمس يا غدر] .

[وخرجه قاسم بن أصبغ، من حديث الأعمش عن مجاهد قال: حدثني

[ (1) ](المرجع السابق) : 286.

[ (2) ] إلى هنا انقطع الخبر في (طبقات ابن سعد) ، وتمام الخبر في (خ) ، وما بين الحاصرتين في الفصل كله من (خ) وهو سقط من الناسخ في (ج) .

[ (3) ] زيادة للسياق من (مغازي الواقدي) : 2/ 595.

ص: 181

مولاي عبد اللَّه بن السائب [ (1) ] قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: تعرفني؟

قلت: نعم، كنت شريكك، فنعم الشريك، كنت لا تدارى [ (2) ] ولا تمارى [ (3) ]] [ (4) ] .

[وأما الضحاك بن سفيان رضى اللَّه عنه] فقال أبو عمر بن عبد البر:

وكان الضحاك بن سفيان الكلابي أحد الأبطال، وكان يقوم على رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متوشحا سيفه، وكان يعدّ بمائة فارس وحده، وله خبر عجيب مع بنى سليم، ذكره أهل الأخبار [ (5) ] .

ذكر الزبير بن بكار وقال: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن موءلة بن كثيف الكلابي [قال: حدّثنى أبى عن جدي موءلة بن كثيفك بن جمل بن

[ (1) ] هو عبد اللَّه بن السائب بن أبى السائب، صيفىّ بن عابد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة أبو عبد الرحمن، وأبو السائب القرشيّ المخزومي المكيّ.

روى أنس بن عياض، عن رجل، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: اكتنيت بكنية جدي أبى السائب، وكان خليطا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الخليط، كان لا يشارى ولا يمارى،

[إسناده ضعيف لجهالة رواية عبد اللَّه بن السائب، والمعروف أن شريك النبي صلى الله عليه وسلم هو السائب أبو عبد اللَّه لا جده] . [ويؤيد ذلك ما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (المسند) :

4/ 440- 441، حديث رقم (15076) : عن قائد السائب، عن السائب، أنه قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم:

كنت شريكي، فكنت خير شريك، كنت لا تدارى ولا تمارى، وحديث رقم (15077) ، من حديث روح، حدثنا سيف قال: سمعت مجاهدا يقول: كان السائب بن السائب العابدي شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فقال: بأبي وأمى لا تدارى، ولا تمارى.

[ (2) ] لا تدارى: لا تخالف ولا تمانع.

[ (3) ] لا تمارى: لا تخاصم.

[ (4) ] له ترجمة في: (طبقات خليفة) : 110، (التاريخ الكبير) : 5/ 8، (التاريخ الصغير) : 1/ 126، (طبقات ابن سعد) : 5/ 445، (الجرح والتعديل) : 5/ 65، (جمهرة أنساب العرب) : 143، (تهذيب التهذيب) : 5/ 201، ترجمة رقم (394)، (سير أعلام النبلاء) : 3/ 388- 390، ترجمة رقم (59) .

[ (5) ](الاستيعاب) : 2/ 743، ترجمة رقم (1250) .

ص: 182

خلد الكلابي، أن الضحاك بن سفيان الكلابي رضى اللَّه عنه] [ (1) ] كان سيّاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا سيفه، وكانت بنو سليم في تسعمائة، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا؟ فوافاهم بالضحاك بن سفيان، وكان رئيسهم،

فقال عباس بن مرداس [المعنى المذكور في الخبر][ (1) ] :

نذود أخانا عن أخينا ولو ترى

مهزا لكنا الأقربين نتابع

نتابع بين الأخشبين وإنما

يد اللَّه بين الأخشبين تبايع

[عشية ضحاك بن سفيان معتص

بسيف رسول اللَّه والسيف رافع] [ (1) ]

[كان][ (2) ] الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبى بكر بن كلاب الكلابي، يكنى أبا سعيد، معدود في أهل المدينة، كان ينزل باديتها، وقيل: كان

[ (1) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق)، وهذه الأبيات في (الاستيعاب) هكذا:

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى

وصالا لكنا الأقربين نتابع

نبايع بين الأخشبين وإنما

يد اللَّه بين الأخشبين تبايع

عشية ضحاك بن سفيان معتص

لسيف رسول اللَّه والموت واقع

[ (2) ] في (خ)، (ج) :«قال» ، وما أثبتناه أجود للسياق.

ص: 183

نازلا [بحرة][ (1) ] ولّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضّبابى [ (2) ] من دية زوجها، وكان أشيم قتل خطأ، وشهد بذلك الضحاك بن سفيان عند عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، فقضى به وترك رأيه.

وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سرية أمّر عليهم الضحاك، بن سفيان هذا، فذكره عباس بن مرداس في شعره، كذا ذكره ابن عبد البر أنه كلابىّ [ (3) ]، وقال البرقي: ليس الضحاك بن سفيان هذا بالكلابى، إنما هو الضحاك بن سفيان بن الحارث بن زائدة بن عبد اللَّه بن حبيب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بهثة السلمي، له صحبة، وكان رأس بنى سليم، وصاحب رايتهم [ (4) ] .

[وقال الزبير بن بكار في (نسب قريش) : الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبى بكر بن كلاب الكلبي، الّذي شهد عند عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضّبابى [ (2) ] من ديته، وكان أشيم قتل خطأ، فقضى بذلك عمر بن الخطاب، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم [في سرية][ (2) ] استعمله عليهم [ (5) ] ، فيها عباس

[ (1) ] في بعض النسخ: «بنجد» وما أثبتناه من (الاستيعاب) .

[ (2) ] في الأصلين: «الصابئ» وما أثبتناه من (الاستيعاب) .

[ (3) ](الاستيعاب) : 2/ 742، ترجمة رقم (1250)، (الإصابة) : 3/ 478- 480، ترجمة رقم (4173) .

[ (4) ](جمهرة النسب) : 399، (الإصابة) : 6/ 235، ترجمة مولة، أو موءلة بن كثيف، مولى الضحاك ابن سفيان الكلابي رقم (8279) .

[ (5) ] هي سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بنى كلاب، راجع خبرها في:(طبقات ابن سعد) :

2/ 162- 163، (عيون الأثر) : 2/ 206- 207، وكانت في شهر ربيع الأول سنة تسع.

ص: 184

ابن مرداس، فقال عباس بن مرداس:

يا خاتم الأنبياء إنك مرسل

بالحق كل هدى النبي هداكا

وضعت عليك من الإله محبة

وعباده ومحمدا أسماكا

إن الذين وفوا ما عاهدتهم

جيش بعثت عليهم الضّحاكا

أمرته ضرب السنان كأنه

لما تكنفه العدو يراكا

طورا يعانق باليدين وتارة

يفرى الجماجم صارما بتاكا] [ (1) ]

[قال الزبير: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة [ (2) ] بن كثيف الضبائية، عن أبيها عن جدها مولة [ (2) ] بن كثيف، أن الضحاك بن سفيان الكلبي، كان سيافا لرسول اللَّه [ (3) ] صلى الله عليه وسلم، قائما على رأسه، متوشحا

[ (1) ] هذه الأبيات في (الاستيعاب) ثلاثة فقط أولهم:

إن الذين وفوا بما عاهدتهم

باختلاف يسير في الألفاظ، وما أثبتناه من (خ) ، و (سيرة ابن هشام) .

[ (2) ] في بعض كتب التراجم: «موءلة» .

[ (3) ] كذا في (خ)، وفي (الاستيعاب) :«كان سياف رسول اللَّه» .

ص: 185

بسيفه [ (1) ] ، وكانت بنو سليم في تسعمائة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا، فوفّاهم بالضحاك بن سفيان، وكان رئيسهم، فلما اقتتلوا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعباس بن مرداس: ما لقومي كذا تريد تقتلهم، وقومك هكذا تريد تدفع عنهم؟

فقال عباس:

نذود أخانا عن أخينا ولو ترى

مهرا لكنا الأقربين نتابع

نبايع بين الأخشبين وإنما

يد اللَّه بين الأخشبين تدافع

[عشية ضحاك بن سفيان معتص

بسيف رسول اللَّه والسيف كانع] [ (2) ]

[وبشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس [ (3) ] بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو النعمان، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، وما بعدها] .

[ (1) ] كذا في (خ)«سيفه» وفي (الاستيعاب) : «بسيفه» .

[ (2) ] هذه الأبيات من شعر عباس بن مرداس في يوم حنين، وهي قصيدة قوامها (16) بيتا) سيرة ابن هشام) : 5/ 122- 123، وما بين الحاصرتين من (خ) وليس في (ج) .

[ (3) ] جلاس- بضم الجيم مخففا- وضبطه الدار قطنى بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام، له ذكر في (صحيح مسلم) وغيره في قصة الهبة لولده، وحديثه في النسائي، وقال الواقدي: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية إلى فدك، ثم بعثه في شوال نحو وادي القرى. (الإصابة) : 1/ 311- 312، ترجمة رقم (694) ، وما بين الحاصرتين سقط في (ج) .

ص: 186

[وذكر الزبير بن بكار في (الأخبار الموفقيات) ، عن محمد بن إسحاق، أن بشير بن سعد الأنصاري كان إذا قدمت وفود العرب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف يحميه منهم، وبشير هذا أول من بايع أبا بكر الصديق رضى اللَّه عنه يوم الثقيفة من الأنصار، وقتل هو مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنهم][ (1) ] .

والنعمان بن مقرّن بن عائذ، ويقال: النعمان بن عمرو بن مقرن، ويقال النعمان بن مقرن بن عائذ بن ميجاء بن هجير بن نصر بن حبشيّة بن كعب ابن عبد ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان- وهو مزينة- بن عمرو بن أدّ ابن طابخة أبو عمرو، ويقال: أبو حكيم المزني.

هاجر وكان صاحب لواء مزينة يوم الفتح، واستعمله عمر رضى اللَّه عنه، ففتح اللَّه عليه أصبهان، وقتل على نهاوند سنة إحدى وعشرين.

وذكر الطبراني من حديث عطاء بن أبى رباح قال: قلت لابن عمر:

أشهدت بيعة الرضوان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قلت: فما كان عليه؟

قال: قميص من قطن، وجبّة محشوة، ورداء وسيف، ورأيت النعمان بن مقرن المزني قائما على رأسه، قد رفع أغصان الشجرة عن رأسه، والناس يبايعونه [ (2) ] .

[ (1) ](الاستيعاب) : 1/ 172- 173، ترجمة رقم (193)، (الإصابة) : 1/ 311- 312، ترجمة رقم (694) ، وما بين الحاصرتين سقط في (ج) .

[ (2) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1505- 1507، ترجمة رقم (2626)، (الإصابة) :

6/ 453- 454، ترجمة رقم (8765)، (طبقات خليفة) : 38، 128، 177، (تاريخ خليفة) :

149، (التاريخ الكبير) : 8/ 75، (المعارف) : 75، 83، 299، (الجرح والتعديل) : 8/ 444، (تهذيب التهذيب) : 1/ 407، (شذرات الذهب) : 1/ 32.

ص: 187

وعباد بن بشر [ (1) ][رضى اللَّه عنه] قائم على رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو مقنع في الحديد، لما جاء عيينة بن حصن في الخندق، ومعه الحارث بن عوف في عشرة من قومهما، ليقع الصلح معهما، حتى يرجعا بمن معهما [ (2) ] .

وقال الواقدي: حدثني يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن الحارث بن عبد اللَّه بن كعب قال: سمعت أم عمارة [رضى اللَّه عنها] تقول: إني لأنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ جالسا متربعا- يعنى يوم الحديبيّة- وإنّ عباد بن بشر وسلمة بن أسلم بن حريش مقنعان بالحديد قائمان على رأس النبي عليه السلام، إذ رفع سهيل بن عمرو صوته فقالا [ (3) ] : اخفض [من][ (4) ] صوتك عند رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم][ (5) ] ، وسهيل بارك على ركبتيه رافع صوته، كأنى انظر إلى علم [ (6) ] في ضفته، وإلى أنيابه، وإن

[ (1) ] هو عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. قال الواقدي:

يكنى أبا بشر، وقال إبراهيم بن المنذر: عبّاد بن بشر يكنى أبا بشر، ويكنى أبا الربيع. شهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف اليهودي، وكان من فضلاء الصحابة.

قال ابن إسحاق: شهد بدرا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيدا، وكان له يومئذ بلاء وغناء، فاستشهد يومئذ وهو ابن خمس وأربعين سنة. له ترجمة في:(الاستيعاب) : 2/ 801- 804، ترجمة رقم (1354)، (الإصابة) : 3/ 611، ترجمة رقم (4457)، (جمهرة النسب) :

636، (سير أعلام النبلاء) : 1/ 337- 340، ترجمة رقم (73) .

[ (2) ](مغازي الواقدي) : 2/ 477.

[ (3) ] في (المرجع السابق) : «قالا» .

[ (4) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .

[ (5) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .

[ (6) ] العلم: الشق في الشفة العليا.

ص: 188

المسلمين لحول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جلوس [ (1) ] .

وعمر بن الخطاب [رضى اللَّه عنه] ، ذكر الدار قطنى في (العلل) ، أن النبي عليه السلام، كان إذا صلى في الحجر، قام عمر رضى اللَّه عنه على رأسه بالسيف حتى يصلى.

وكان الحارث بن الصمة [بن عتيك][ (2) ] بن عمرو بن عامر- الّذي يقال له: مبذول- بن مالك بن النجار أبو سعيد، الّذي قتل يوم بئر معونة شهيدا، يحمل حربة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ويسير بها بين يديه [ (3) ] .

قال ابن إسحاق: في يوم أحد لما أسند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الشعب، أدركه أبىّ بن خلف وهو يقول: أين يا محمد! لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: يا رسول اللَّه! أيعطف عليه [رجل][ (4) ] منا؟ فقال: دعوه، فلما دنا تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ- أي تمايل- منها عن فرسه مرارا [ (5) ] .

[ (1) ](مغازي الواقدي) : 2/ 605- 606.

[ (2) ] زيادة لسياق من (الاستيعاب) .

[ (3) ] هو الحارث بن الصّمّة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وعامر هذا يقال له مبذول بن مالك بن النجار، يكنى أبا سعد.

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين صهيب بن سنان، وكان فيمن خرج مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فكسر بالروحاء، فردّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وضرب له بسهمه وأجره، وشهد معه أحدا فثبت معه يومئذ حين انكشف الناس وبايعه على الموت، ثم شهد بئر معونة، فقتل يومئذ شهيدا. له ترجمة في (الاستيعاب) : 1/ 292، ترجمة رقم (411)، (الإصابة) : 1/ 578- 579، ترجمة رقم (1428) .

[ (4) ] زيادة للسياق من (سيرة ابن هشام) .

[ (5) ](سيرة ابن هشام) : 4/ 33، مقتل أبىّ بن خلف.

ص: 189

وكان مرزوق الصيقل [ (1) ] مولى الأنصار، صقل سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو الحكم الصيقل [حدثني مرزوق الصيقل أنه صقل سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار][ (2) ] .

[ (1) ] قال العسكري وغيره: له صحبه. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة، وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديثه لين. له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1469، ترجمة رقم (2541)، (الإصابة) :

6/ 77، ترجمة رقم (7904)، (الثقات) : 3/ 390.

[ (2) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (الإصابة) ، أخرجه البغوي، والطبراني، من طريق محمد بن حمير، وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديث لين.

ص: 190