الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر سرير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
خرج الإمام أحمد رحمه الله من حديث الحسن، عن أنس [بن مالك] [ (1) ] قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو على سرير مضطجع مرمل بشريط، وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عليه عمر رضى اللَّه عنه، فانحرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انحرافه، فلم ير عمر [ (2) ] بين جنبه وبين الشريط ثوبا، وقد أثّر الشريط بجنب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فبكى عمر رضى اللَّه عنه، فقال له رسول اللَّه [ (3) ] صلى الله عليه وسلم ما يبكيك [يا عمر؟] [ (1) ] قال: واللَّه [ما أبكى أن][ (4) ] لا أكون أعلم أنك على اللَّه [عز وجل [ (1) ]] من كسرى وقيصر، وهما يعيشان [ (5) ] فيما يعيشان [ (5) ] فيه من الدنيا، وأنت يا رسول اللَّه بالمكان الّذي أرى، فقال [النبي] [ (1) ] صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال [عمر][ (1) ] بلى، قال صلى الله عليه وسلم: فإنه كذاك [ (6) ] .
[ (1) ] زيادة للسياق من (المسند) .
[ (2) ] في الأصلين: «فرأى عمر» ، وما أثبتناه من (المسند) .
[ (3) ] في (المسند) : «فقال له النبي» .
[ (4) ] زيادة من الأصلين.
[ (5) ] في (المسند) : «يعبثان» ، وما أثبتناه من الأصلين.
[ (6) ](مسند أحمد) : 3/ 601- 602، حديث رقم (12009)، (دلائل البيهقي) : 1/ 337، باب ذكر أخبار رويت في زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا وصبره على القوت الشديد فيها، واختياره الدار الآخرة، وما أعد اللَّه تعالى له فيها على الدنيا، ورواه الإمام مسلم بمعناه في صحيحه، كتاب الطلاق، باب (5) في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، وقوله تعالى: وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ، حديث رقم (1479) .
ولابن حيّان من حديث يحى بن حسان، عن محمد بن مهاجر، [قال:
كان متاع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند عمر بن عبد العزيز، في بيت ينظر إليه كل يوم [ (1) ]] وكان إذا اجتمعت إليه قريش، أدخلهم ذلك البيت، ثم استقبل ذلك المتاع فيقول: هذا ميراث من أكرمكم اللَّه وأعزّكم به [ (2) ]، قال: وكان سريرا مرمّلا بشريط، ومرفقة من آدم محشوة بليف، وجفنة، وقدحا، وقطيفة، ورحى، وكنانة فيها أسهم، وكان في القطيفة أثر وسخ رأسه، فأصيب رجل، فطلبوا أن يغسلوا بعض ذلك الوسخ فيسعط به، فذكر ذلك لهم، فسعط فبرأ [ (3) ] .
وقال الواقدي: حدثني ابن أبى سيرة، عن محمد بن أبى حرملة، عن عطاء، عن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: كانت قريش بمكة، وليس شيء أحب إلينا من السرير ننام عليها، فلما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، ونزل منزل أبى أيوب، قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا أيوب، أما لكم سرير؟ قال: لا واللَّه، فبلغ أسعد بن زرارة ذلك، فبعث إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسرير له عمود وقوامه ساج مرسول بحزم- يعنى المسد- فكان ينام عليه حتى تحول إلى منزلي،
وكان فيه فوهبه لي، فكان ينام عليه حتى توفى، فوضع عليه وصلّى عليه وهو فوقه، فطلبه الناس منّا يحملون عليه موتاهم، فحمل عليه أبو بكر، وعمر،
[ (1) ] ما بين الحاصرتين سياقه مضطرب في (خ) ، وصوبناه من (ج) .
[ (2) ] إلى هنا ذكره أبو نعيم في (الحلية) : 5/ 326- 327، ضمن ترجمة عمر بن عبد العزيز رقم (323)، قال: حدثنا محمد على، حدثنا الحسين بن محمد بن حماد، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبى محمد بن مهاجر قال: كان عند عمر بن عبد العزيز سرير النبي صلى الله عليه وسلم، وعصاه، وقدح، وجفنة، ووسادة حشوها ليف، وقطيفة، ورداء، فكان إذا دخل عليه النفر من قريش قال: هذا ميراث من أكرمكم اللَّه به، ونصركم به، وأعزكم به، وفعل وفعل.
[ (3) ] الجزء الأخير من هذا الخبر تلوح عليه أمارات الوضع، لمنافاته لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من النظافة الظاهرة والباطنة مما سبق شرحه وتخريجه من الأخبار، وإن كان فيه علما من أعلام النبوة.
رضى اللَّه عنهما، والناس بعد طلبا لبركته.
قال الواقدي: أجمع أصحابنا- لا اختلاف بينهم- في أن سرير النبي صلى الله عليه وسلم اشترى ألواحه، عبد اللَّه بن إسحاق الإسحاقي، من موالي معاوية بن أبى سفيان بأربعة آلاف درهم، فلما كان مروان- يعنى على المدينة- منع أن يحمل عليه إلا الرجل الشريف، وفرّق في المدينة سررا يحمل عليها الموتى. قال: وكان وسطه بليف منسوج.