الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء، في نحو أربعين رجلا، فقال: إنكم مفتوح لكم [وأنتم][ (1) ] منصورون [مصيبون][ (1) ] فمن أدرك ذلك منكم. فليتق اللَّه، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه [ (2) ] . زاد الحاكم: ومثل الّذي يعين قومه على غير الحق، كمثل البعير يتردى، فهو يمد بذنبه.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد [ (3) ][ولم يخرجاه][ (1) ] .
[وأما الكرسي]
فخرج مسلم، والنسائي، وأحمد، وابن حبان من حديث إسحاق بن سويدان، أخبرنا رفاعة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على كرسيّ خلت قوائمه حديد، ومن حديث حميد بن هلال عن أبى رفاعة العدوىّ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: رجل غريب جاء يسأل عن دينه، فأقبل إليّ وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأتى بكرسي خلت قوائمه حديدا، فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه اللَّه، ثم أتى خطبته فأتم آخرها. وفي لفظ:
قال حميد أراه رأى خشبا أسود حسبه حديدا. انفرد بإخراجه مسلم [ (4) ] .
[ (1) ] زيادة للسياق من (المستدرك) .
وفي (الإحسان) : 6/ 153، كتاب الصلاة، باب (16) ما يكره للمصلى وما لا يكره، ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمنى كانت السترة قدامه، حيث كان الأتان ترتع قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (2394) من حديث عون بن أبى جحيفة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم
…
، إسناده صحيح على شرطهما.
[ (2) ] لم أجده في (المجتبى) ، ولعله في (الكبرى) .
[ (3) ](المستدرك) : 4/ 175- 176، كتاب البرّ والصلة، حديث رقم (7275)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 6/ 414، كتاب الجمعة، باب (15) حديث التعليم في الخطبة، حديث رقم (60) ، هكذا هو في جميع النسخ «حسبت» ، ورواه ابن أبى خيثمة في غير (صحيح
وذكر ابن قتيبة فقال: أتى بكرسي من خلب، وقال: الخلب: الليف [ (1) ] .
وخرجه البخاري في الأدب المفرد، ولفظه: عن أبى رفاعة العدوي قال:
انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت: يا رسول اللَّه! رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدرى ما دينه، فأقبل عليّ وترك خطبته، فأتى بكرسىّ خلت قوائمه حديدا، قال حميد: أراه خشبا أسود حسبه حديدا، فقعد عليه، فجعل يعلمني مما علمه اللَّه عز وجل، ثم أتم خطبته آخرها [ (2) ] .
[ () ] مسلم) : «خلت» بكسر الخاء وسكون اللام، وهو بمعنى حسبت.
قال القاضي: ووقع في نسخة ابن الحذاء: «خشب» بالخاء والشين المعجمتين، وفي كتاب ابن قتيبة:«خلب» بضم الخاء وآخره باء موحدة، وفسّره بالليف، وكلاهما تصحيف، والصواب:
«حسبت» بمعنى ظننت، كما هو في نسخ مسلم وغيره من الكتب المعتمدة.
وقوله: «رجل غريب يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه» فيه استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم.
وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بالمسلمين وشفقته عليهم، وخفض جناحه لهم صلى الله عليه وسلم.
وفيه المبادرة إلى جواب المستفتي، وتقديم أهم الأمور فأهمها، ولعله كان سأل عن الإيمان وقواعده المهمة. وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الإيمان وكيفية الدخول في الإسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور.
وقعوده صلى الله عليه وسلم على الكرسي ليسمع الباقون كلامه ويروا شخصه الكريم، ويقال: كرسي بضم الكاف وكسرها، والضم أشهر ويحتمل أن هذه الخطبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها خطبة أمر غير الجمعة، ولهذا قطعها بهذا الفصل الطويل.
ويحتمل أنها كانت الجمعة، واستأنفها، ويحتمل أنه لم يحصل فصل طويل ويحتمل أن كلامه لهذا الغريب كان متعلقا بالخطبة فيكون منها، ولا يضر المشي في أثنائها. (مسلم بشرح النووي) :
6/ 414- 415. (سنن النسائي) : 8/ 611، كتاب الزينة، باب (122) الجلوس على الكراسي، حديث رقم (5392) .
[ (1) ] قال الإمام النووي: وفي كتاب ابن قتيبة طلب بضم الخاء وآخره باء موحدة، وفسّره بالليف، وكلاهما تصحيف، والصواب حسبت بمعنى ظننت كما هو في نسخ مسلم وغيره من الكتب المعتمدة.
(مسلم بشرح النووي) : 6/ 414.
[ (2) ] أخرجه الإمام أحمد من حديث أبى رفاعة العدوي مختصرا في (المسند) : 6/ 79، حديث رقم (20229) .