الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وأما القضيب والعصا]
[فكان له صلى الله عليه وسلم مخصرة تسمى العرجون، وقضيب يسمى الممشوق] فخرج ابن حبان من حديث محمد بن عجلان، عن عياض عن أبى سعيد [رضى اللَّه عنه] قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستحب العراجين، فلا يزال في يده منها شيء، فدخل يوما المسجد وفي يده العرجون، فرأى نخامة في القبلة فحكها بالعرجون [ (1) ] .
ومن حديث ابن لهيعة، أخبرنا أبو الأسود عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يخطب وفي يده مخصرة [ (2) ] .
[ (1) ](أخلاق النبي) : 146، وما بين الحاصرتين من (خ) ، وليس في (ج) ، وسيأتي شرحه.
[ (2) ](مجمع الزوائد) : 2/ 187، (طبقات ابن سعد) : 1/ 250، (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألبانى) : حديث رقم (964)، وقال العلّامة ابن القيم: ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر، وكان في الحرب يعتمد على قوس، وفي الجمعة يعتمد على عصا. (زاد المعاد) : 1/ 429، فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبته.
ورواه أبو داود في (السنن) : 1/ 658- 659، كتاب الصلاة، باب (229) الرجل يخطب على القوس، حديث رقم (1096) مطولا، وفيه: «فقام متكئا على عصا أو قوس
…
» وسنده حسن، وصححه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث يزيد بن البراء، في (سنن أبى داود) : 1/ 679، كتاب الصلاة، باب (249) حديث رقم (1145)، وله شاهد آخر عند أبى الشيخ في (أخلاق النبي) :
155-
156، والنسائي في (السنن) : 8/ 551- 552، كتاب الزينة، باب (45) حديث أبى هريرة والاختلاف على قتادة، حديث رقم (5204) ، وفيه «.... وفي يد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مخصرة أو جريدة» ، وحديث رقم (5205) ، وفيه «
…
فجعل يقرعه بقضيب معه» ، (مسند أحمد) :
6/ 501، حديث رقم (22576)، وفيه: «
…
فطعننى رجل بمخصرة
…
فنظرت فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» ،
(مسلم بشرح النووي) : 18/ 294، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب (24) قصة الجساسة، حديث رقم (119)، وفيه: «
…
قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر:
هذه طيبة، هذه طيبة، يعنى المدينة» .
ومن حديث معمر بن سليمان قال: سمعت منصور بن المعتمر، عن سعد بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أبى عبد الرحمن السّلميّ عن على رضى اللَّه عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد ومعه مخصرة، فنكس وجعل ينكت بها يده [ (1) ] .
قال ابن الجوزي: وكان له صلى الله عليه وسلم قضيب هو اليوم عند الخلفاء.
ولابن حيّان من حديث ليث عن عامر الشعبىّ، عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما أنه قال: التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء [ (2) ][و] كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عصا يتوكأ عليها، ويأمر بالتوكؤ على العصا [ (3) ] .
وقال مخول بن إبراهيم، حدثنا إسرائيل عن عاصم، عن محمد بن سيرين، عن أنس، أنه كان عنده عصيّة لرسول اللَّه، فمات فدفنت معه بين جنبه وبين قميصه.
وخرج عمر بن شيبة من حديث عبد اللَّه بن رجاء قال: أخبرنا المسعودي عن القاسم قال: كان عبد اللَّه بن مسعود [رضى اللَّه عنه] يلبس النبي صلى الله عليه وسلم
[ (1) ](فتح الباري) : 289، كتاب الجنائز، باب (82) موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله، حديث رقم (1362) .
[ (2) ](الأسرار المرفوعة) : 167، حديث رقم (147)، قال عنه: كلام صحيح، وليس له أصل صريح، وإنما يستفاد من قوله تعالى: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى [طه: 17] ، ومن فعل نبينا عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان، (كشف الخفا) : 1/ 321، حديث رقم (1025) ثم قال- بعد أن نقل قول القاري في (الأسرار) -: وروى الديلميّ بسنده عن أنس رفعه، حديث: حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء، وروى أيضا: كانت للأنبياء كلهم مخصرة يختصرون بها تواضعا للَّه عز وجل.
وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف حديث: أن اتخذ العصا فقد اتخذها أبى إبراهيم. وأخرج ابن ماجة عن أبى أمامة: خرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا.
[ (3) ](سلسلة الأحاديث الضعيفة) : 916.
نعليه، ثم يأخذ العصا فيمشي أمامه، حتى إذا جلس أعطاه العصا ونزع نعليه، فجعلهما في ذراعيه، ثم استقبله بوجهه، فإذا أراد أن يقوم ألبسه نعليه، ثم أخذ العصا فمشى قدامه، حتى يلج الحجرة أمام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويقال: إن اسم قضيبه على السلام الممشوق [ (1) ] .
[ (1) ] أخرج الطبراني من حديث ابن عباس: «
…
وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق» ، وفيه على بن عذرة الدمشقيّ، نسب إلى وضع الحديث.
قوله: قضيب شوحط، أي غصن مقطوع من شوحط، وهو من أشجار الجبال، تعمل منها القسي والسهام، قيل: هو الّذي كان الخلفاء يتداولونه.
قال الزبيدي: ورواه من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن على بن عذرة، عن عبد الملك بن أبى سليمان، عن عطاء وعمرو بن دينار، كلاهما عن ابن عباس. وعلى بن عذرة قال الهيثمي: متروك.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: عبد الملك وعلى وعثمان متروكون (إتحاف السادة المتقين) : 8/ 261- 262.