الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما فصّ خاتمه صلى الله عليه وسلم
فخرّج البخاري من حديث حميد عن أنس [رضى اللَّه عنه] أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم كان خاتمه من فضة، وكان فصّه منه [ (1) ] . وخرّجه أبو داود ولفظه: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة كله، فصّه منه [ (2) ] .
ولمسلم من حديث يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدثني أنس ابن مالك رضى اللَّه عنه قال: كان خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ورق، وكان فصّه حبشيا [ (3) ] .
وخرّجه أبو داود وليس إسناده بالقوى. قال ابن عبد البر:
[ (1) ](فتح الباري) : 10/ 395، كتاب اللباس، باب (48) فصّ الخاتم، حديث رقم (5870) .
[ (2) ](سنن أبى داود) : 4/ 424، كتاب الخاتم، باب (1) ما جاء في اتخاذ الخاتم، حديث رقم (4217) ، وأخرجه الترمذي في السنن في كتاب اللباس، باب ما يستحب من فص الخاتم، حديث رقم (1740)، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأخرجه أيضا في (الشمائل) : 89، حديث رقم (90) وأخرجه النسائي في كتاب الزينة، باب صفة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (5295)، وأخرجه ابن رجب الحنبلي في (أحكام الخواتم وما يتعلق بها) : 58 مطولا، وأبو الشيخ في (أخلاق النبي) : 130، والإمام أحمد في (المسند) : 4/ 167، حديث رقم (13391)، وابن سعد في (الطبقات) : 1/ 472.
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 315، كتاب اللباس والزينة، باب (15) في خاتم الورق فصه حبشىّ، حديث رقم (2094) .
قوله: «وكان فصه حبشيا» قال العلماء: يعنى حجرا حبشيا، أي فصا من جزع أو عقيق، فإن معدنهما بالحبشة واليمن، وقيل: لونه حبشىّ أي أسود، وجاء في صحيح البخاري من رواية حميد عن أنس أيضا:«فصه منه» . قال ابن عبد البر: هذا أصح، وقال غيره: كلاهما صحيح، وكان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وقت: خاتم فصه منه، وفي وقت: خاتم فصه حبشىّ، وفي حديث آخر: فصه من عقيق.
(المرجع السابق) : 316.
فإنه من رواية إسماعيل بن أبى أويس عن يونس، وفي رواية الثقات: فصّه منه [ (1) ] .
وفي لفظ مسلم من رواية طلحة بن يحى [وهو الزرقانى ثم الزرقيّ][ (2) ] ، عن يونس، [عن ابن شهاب عن أنس بن مالك][ (2) ] أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه، فيه فصّ حبشي، كان يجعل فصّه مما يلي كفّه [ (3) ] . قال أبو الحسن الدار قطنى: هذا حديث محفوظ عن يونس، حدّث به الليث، وابن وهب، وعثمان بن عمرو، وغيرهم عنه، لم يذكروا: في يمينه. والليث وابن وهب أحفظ من سليمان ومن طلحة بن يحى، ومع ذلك فالراوى عن سليمان إسماعيل بن أويس، وهو ضعيف لا يحتج بروايته إذا انفرد عن سليمان ولا عن غيره.
وأما طلحة بن فسيح، والليث وابن [وهب] ثقتان متقنان صاحبا كتاب، فلا يقبل زيادة ابن أبى أويس عن سليمان، إذا انفرد بها، وقد رواه
[ (1) ] وأخرجه أبو داود في (السنن) : 4/ 424، كتاب الخاتم، باب (1) ما جاء في اتخاذ الخاتم، حديث رقم (4216)، والترمذي في (السنن) : 4/ 199، كتاب اللباس، باب (14) ، ما جاء في خاتم الفضة، حديث رقم (1739)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأخرجه في (الشمائل) : 88، باب (12) ، ما جاء في ذكر خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (88)، والنسائي في (السنن) : 8/ 578، كتاب الزينة باب (78) صفحة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ونقشه، حديث رقم (5292) ، (5294)، وابن ماجة في (السنن) : 2/ 1201، كتاب اللباس، باب (39) نقشى الخاتم، حديث رقم (3641) ، وباب (41) من جعل فصّ خاتمه مما يلي كفه، حديث رقم (3646) ، كلهم من طريق يونس بن يزيد عن الزهري.
وأخرجه ابن سعد في (الطبقات) : 1/ 472، وأبو الشيخ في (أخلاق النبي) : 129، وأحمد في (المسند) : 4/ 72، حديث رقم (12771) ، 4/ 100، حديث رقم (12945) .
[ (2) ] زيادة للسياق من (صحيح مسلم) .
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 315، كتاب اللباس والزينة باب (15) في خاتم الورق فصّه حبشىّ، حديث رقم (62) .
جماعة عن الزهري حفاظا، لم يقل منهم أحد: في يمينه، منهم: عقيل، وشعيب، وابن مسافر، وإبراهيم بن سعد، وموسى بن عقبة، وابن أبى عتيق، وابن أخى الزهراء. انتهى.
وذهب بعضهم إلى أنه كان له عليه السلام في وقت خاتم فصّه منه، وفي وقت خاتم فصه حبشىّ. وفي حديث آخر: فصّه من عقيق [ (1) ] .
وصحح قوم حديث ابن أبى أويس في التختم في يمينه، بأنه احتج به البخاري ومسلم ومعه جماعة، ووافقه طلحة وسليمان عليها [وكون الأكثرين لم يذكروها لا يمنع صحتها][ (2) ] . فلم ينفرد ابن أويس بروايتها، وزيادة الثقة مقبولة.
[ (1) ](المرجع السابق) : 316.
[ (2) ] زيادة للسياق من (صحيح مسلم) .