الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
اعلم أنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سلاح وآلات حرب، ما بين: سيوف، ودروع، وقسىّ، وسهام، ومغفر، وألوية، ورايات، وعنزة.
[فأمّا سيوفه صلى الله عليه وسلم]
فتسعة: مأثور [ (1) ] ، والعضب [ (2) ] ، وذو الفقار [ (3) ] ، والقلعي، والبتّار [ (4) ] ، والحتف [ (5) ] ، والرسوب، والمخدم [ (6) ] ، والقضيب [ (7) ] ، وأشهرها ذو الفقار، ويقال: إن أصله من حديدة وجدت مدفونة عند الكعبة فصنع منها، [وكان طوله سبعة أشبار وعرضه شبرا][ (8) ] .
قال الواقدي: فحدثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن ذكوان عن أبيه، عن
[ (1) ] وهو أول سيف ملكه، ورثه صلى الله عليه وسلم من أبيه. (زاد المعاد) : 1/ 130، فصل في ذكر سلاحه وأثاثه صلى الله عليه وسلم.
[ (2) ] أعطاه إياه سعد بن عبادة (الوافي) : 1/ 91.
[ (3) ] بكسر الفاء، وبفتح الفاء، وكان لا يكاد يفارقه، وكانت قائمة قبيعته، وحلقته، وذؤابته، وبكراته، ونعله من فضة. تنفّله يوم بدر من بنى الحجاج السّهميين، ورأى في النوم في ذبابه ثلمة فأولها هزيمة، وكانت يوم أحد. (زاد المعاد) : 1/ 130، (الوافي) : 1/ 91.
[ (4) ] في (خ) : «القلعي وهو البتار» ، وما أثبتناه من سائر المراجع وهو الصحيح.
[ (5) ] وأصاب من سلاح بنى قينقاع ثلاثة أسياف: سيف قلعىّ بفتح اللام، وسيف يدعى بتارا، وسيف يدعى الحتف. (الوافي) : 1/ 91.
[ (6) ] وكان له المخدم والرسوب، أصابهما من الفلس، وهو صنم لطيّئ، (الوافي) : 1/ 91.
[ (7) ] والقضيب، وهو أول سيف تقلد به صلى الله عليه وسلم. (الوافي) : 1/ 91.
[ (8) ] ما بين الحاصرتين سقط من الناسخ في (ج) .
عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس [رضى اللَّه عنهما] ، حدثني محمد بن عبد اللَّه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قالا: تنفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يومئذ- يعنى يوم بدر- وكان لمنبه بن الحجاج، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد غزا إلى بدر بسيف وهبه له سعد بن عبادة يقال له:
العضب، ودرعه ذات الفضول [ (1) ]، فسمعت ابن أبى سبرة يقول: سمعت صالح بن كيسان يقول: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر وما معه سيف، وكان أول سيف تقلده سيف منبه بن الحجاج، غنمه يوم بدر] [ (2) ] .
ولابن حيّان من حديث عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما [قال] إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سل سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الّذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد [ (3) ] .
ومن حديث يزيد بن أبى حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن زرير، عن [عمر] رضى اللَّه عنه قال: كان اسم سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار [ (4) ] .
ومن حديث وكيع عن إسرائيل، عن جابر قال: أخرج إلينا عليّ بن الحسين سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا قبيعته والحلقتان اللتان فيهما الحمائل فضة، قال: فسللته، فإذا هو [سيف][ (5) ] قد نحل، كان سيفا لمنبه بن
[ (1) ](مغازي الواقدي) : 1/ 103.
[ (2) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (3) ](أخلاق النبي) : 139.
[ (4) ] أخرجه الحافظ العراقي في (المغنى عن حمل الأسفار) : 2/ 585، ضمن حديث طويل للطبراني، وقال: وفيه على بن غررة الدمشقيّ، نسب إلى وضع الحديث، ورواه أبو الشيخ من حديث الحسن مرسلا، وله من
حديث على بن أبى طالب: كان اسم سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار.
[ (5) ] زيادة للسياق من (طبقات ابن سعد) .
الحجاج السهمي، اتخذه [ (1) ] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر [ (2) ] .
وعن الشعبي [قال] : أخرج إلينا على بن الحسين سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا قبيعته من فضة، وإذا حلقته التي تكون فيها الحمائل من فضة، وسللته، وإذا هو سيف قد نحل، كان لمنبه بن الحجاج [و] أصابه يوم بدر [ (3) ] .
[وذكر الزبير بن بكار، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى ذا الفقار عليّ بن أبى طالب يوم أحد، ويقال إن ذا الفقار كان لنبيه بن الحجاج، وقال الكلبي:
كان للعاص بن منبه بن الحجاج] [ (4) ] .
ويروى عن ابن عباس رضى اللَّه [عنهما] ، أن الحجاج بن علاط أهدى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [سيفه] ذا الفقار، وأن دحية أهدى له بغلته الشهباء.
وقال ابن سيرين: صنعت سيفي على سيف سمرة، وقال سمرة: صنعت سيفي على سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان حتفيا.
وقال محمد بن حمير: أخبرنا أبو الحكم الصيقل، حدثني مرزوق الصيقل، أن صقل سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار كانت قبيعة من فضة وحلق في قيده، وبكر في وسطه من فضة.
وفي رواية: كانت له قبيعة من فضة، وبكرة في وسطه من فضة، وحلقها من فضة. قال ابن عبد البر: في إسناد حديثه لين.
ولأبى داود من حديث جرير بن حازم قال: أخبرنا قتادة عن أنس بن مالك رضى اللَّه عنه قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضة [ (5) ] . ومن
[ (1) ] في (المرجع السابق) : «أصابه يوم بدر» .
[ (2) ](طبقات ابن سعد) : 1/ 486.
[ (3) ] راجع التعليق السابق.
[ (4) ] ما بين الحاصرتين زياد من (خ) وليست في (ج) .
[ (5) ](سنن أبى داود) : 3/ 68- 69، كتاب الجهاد، باب (71) في السيف يحلى، حديث رقم
حديث قتادة، عن سعيد بن أبى الحسن قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضة [ (1) ]، قال قتادة: وما علمت أحدا تابعه [عليه][ (2) ] .
ومن حديث يحيى بن كثير [أبو عثمان العنبري][ (3) ] ، عن عثمان بن سعد [ (4) ]، عن أنس [بن مالك] [ (4) ] قال: كانت [قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضة][ (5) ] . قال أبو داود: أقواها حديث سعيد بن أبى الحسن، والباقي كلها ضعاف [ (6) ] .
وخرّجه الترمذي من حديث جرير بن حازم، أخبرنا [ (7) ] أبى عن قتادة، عن أنس [رضى اللَّه عنه قال] : كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة.
قال: هذا حديث حسن غريب [ (8) ] ، [وهكذا روى عن همام عن قتادة عن أنس][ (9) ] وقد روى بعضهم عن قتادة، عن سعيد بن أبى الحسن قال:
كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة [ (10) ] .
[ () ](2583) ، وقبيعة السيف هي الثومة التي فوق المقبض، ويستدل به على جواز تحلية اللجام باليسير من الفضة، وسقوط الزكاة عنه على مذهب من يسقط الزكاة عن الحلي.
وقد قيل: إنه لا يجوز ذلك لأنه من زينة الدابة، وإنما جاز ذلك في السيف، لأنه من زينة الرجل وآلته، فيقاس عليه المنطقة ونحوها من أداة الفارس دون أداة الفرس. (معالم السنن) 10/ 68.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2584) .
[ (2) ] كذا في الأصلين (خ) ، (ج)، وفي (المرجع السابق) :«تابعه على ذلك» .
[ (3) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (4) ] عثمان هو أبو بكر التميمي البصري الكاتب- تكلم فيه غير واحد.
[ (5) ] كذا في الأصلين، وفي (المرجع السابق) :«قال: كانت فذكر مثله» .
[ (6) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2585) .
[ (7) ] كذا في الأصلين، وفي (سنن الترمذي) :«حدثنا» .
[ (8) ](سنن الترمذي) : 4/ 173- 174، كتاب الجهاد، باب (16) ما جاء في السيوف وحليتها، حديث رقم (1691) .
[ (9) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (10) ](المرجع السابق) : 174.
وخرّج الإمام أحمد من حديث عفّان قال: جاء أبو جزى- واسمه نصر ابن طريف- إلى جرير بن حازم، يشفع لإنسان، فحدثه جرير، فقال جرير:
أخبرنا قتادة عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة، قال أبو جزى: كذب، واللَّه ما حدثناه قتادة الأغر سعيد بن أبى الحسن. قال أحمد: وهو قول أبى جزى، يعنى أصاب وأخطأ جرير، قلت: جرير بن حازم ثقة، وأبو جزى متروك الحديث، إلا أنه أصاب في هذا، وأخطأ جرير بن حازم [ (1) ] .
قال ابن معين: أبو جزى ليس حديثه بشيء، وقال أبو حفص عمرو بن العلاد الفلاس: أجمع أهل العلم من أهل الحديث أنه لا يروى عن جماعة سمّاهم، أحدهم أبو جزى نصر بن طريف [ (1) ] .
وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عن أبى جزى نصر بن طريف فقال: ليس بشيء، وهو متروك الحديث [ (1) ] .
[ (1) ] نصر بن طريف أبو جزىّ الباهلي البصري، روى عن قتادة، وحماد بن أبى سليمان، قال ابن المبارك:
كان قدريا، وقال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك، وضعّفه العجليّ، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الخليلي في (الإرشاد) : ضعفوه.
عبد الرحمن بن مهدي: مرض أبو جزى فدخلنا عليه فقال: أسندوني، فسند وقال: فأقبل علينا فقال: كل ما حدثتكم عن فلان وفلان الّذي قال ليس عندي عنهما، [يعترف بأنه غيّر في الأسانيد] .
وهب بن زمعة عن عبد اللَّه بن المبارك أنه ترك حديث نصر بن طريف أبو جزى قال أحمد بن حنبل: ولا يكتب حديث نصر بن طريف أبو جزى، ويحيى بن معين يقول: ومن المعروفين بالكذب وبوضع الحديث أبو جزى نصر بن طريف.
وقال ابن عدي في (الكامل) بعد أن ذكر عدة أحاديث من مرويات أبى جزى: ولأبى جزى غير ما ذكرت من الحديث من المناكير وغيره، وربما يحدث بأحاديث يشارك فيها الثقات، إلا أن الغالب على راياته أنه يروى ما ليس محفوظا، وينفرد عن الثقات بمناكير، وهو بيّن الضعف، وقد أجمعوا على ضعفه. له ترجمة في (الكامل في الضعفاء) : 7/ 30- 35، ترجمة رقم (17/ 1970)، (لسان الميزان) : 6/ 183، ترجمة رقم (44/ 8777)، (المغنى في الضعفاء) :
وللترمذي من حديث طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه بن سعد [ (1) ] عن جده قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [مكة][ (2) ] يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة، قال طالب: فسألته عن الفضة، فقال: كان قبيعة السيف فضة [ (3) ] .
[قال أبو عيسى: وفي الباب عن أنس، وهذا حديث حسن غريب، وجدّ هود اسمه مزيدة العصفري][ (4) ] .
وللنسائى من حديث أنس رضى اللَّه عنه قال: كان نصل [سيف]
[ () ] 2/ 696، ترجمة رقم (6613)، (ميزان الاعتدال) : 4/ 254، ترجمة رقم (9047) .
[ (1) ] في (سنن الترمذي) : «سعد» ، وفي (الأصلين) :«سعيد» .
[ (2) ] زيادة من (الأصلين) ، وهي في رواية الترمذي في (الشمائل) .
[ (3) ](سنن الترمذي) : 4/ 173، كتاب الجهاد، باب (16) ما جاء في السيوف وحليتها، حديث رقم (1960) .
[ (4) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
وأخرج الترمذي في (الشمائل) : 98، باب (14) ما جاء في صفة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (106) من حديث وهب بن جرير، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس، قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة، وهو حديث صحيح. والقبيعة- بفتح القاف-: ما على رأس مقبض السيف من فضة أو حديد أو غيرهما، أو هي التي تكون على رأس قائم السيف، وقيل: هي ما تحت شاربى السيف.
وهو حديث صحيح ورجال إسناده ثقات كلهم، غير أن جرير بن حازم في حديثه عن قتادة ضعف، قاله ابن معين وغيره، وأيضا قتادة مدلس وقد عنعن، ولكن يخفف من هذه العنعنة أن في إحدى الطرق الراويّ عنه همام، وهو ثبت في قتادة، ولكن للحديث طرق عن أنس وشواهد يصح بها.
والحديث أخرجه الدارميّ في (السنن) : 2/ 221، كتاب السير، باب في قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أنس قال: كان قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضة، قال عبد اللَّه: هشام الدستوائى خالفه، قال قتادة عن سعيد بن أبى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وزعم الناس أنه هو المحفوظ.
وابن سعد في (الطبقات) : 1/ 487 من حديث قتادة عن أنس، في ذكر سيوف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو الشيخ في (أخلاق النبي) : 140، والطحاوي في (مشكل الآثار) : 2/ 166- 167،
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضة، وقبيعة سيفه فضة، وما بين ذلك حلق فضّة [ (1) ] .
[ () ] باب بيان مشكل ما روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في إباحته تحلية السيف بالفضة، وابن عدي في (الكامل) : 2/ 126، في ترجمة جرير بن حازم بن زيد الجهضمي رقم (8/ 333)، والبيهقي في (السنن الكبرى) : 4/ 143. كتاب الزكاة، باب ما ورد فيما يجوز للرجل أن يتحلى به من خاتمة وحلية سيفه، ومصحفه، إذا كان من فضة، ثم قال: وهذا مرسل، وهو المحفوظ، وروى من وجه آخر موصولا عن أنس.
وقد أعله أبو داود، والدارميّ، والبيهقي، بأن هشام الدستوائى رواه عن قتادة، عن سعيد بن أبى الحسن البصري مرسلا، وهو الحديث رقم (107) من (الشمائل المحمدية) : عن قتادة، عن سعيد ابن أبى الحسن البصري، قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة، وهو حديث مرسل.
وأما الحديث رقم (108) من (الشمائل المحمدية) : من حديث طالب بن حجير، عن هود- وهو ابن عبد اللَّه بن سعيد- عن جده قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وعلى سيفه ذهب وفضة، وهو حديث ضعيف، وفي إسناده هو بن عبد اللَّه، قال عنه ابن القطان: مجهول. وقال الذهبي في (الميزان) : لا يكاد يعرف، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال عنه الحافظ في (التقريب) : مقبول. يعنى عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. وشيخ المصنف هو محمد بن إبراهيم بن صدران المؤذن، وهو صدوق، وكذا طالب بن حجير صدوق، وجد هود هو مزيدة- وهو جده لأمه، وهو صحابى قليل الحديث، والحديث أخرجه أبو الشيخ في (أخلاق النبي) :140.
وأما الحديث رقم (109) من (الشمائل المحمدية) : من حديث أبى عبيدة الحداد، عن عثمان ابن سعد، عن ابن سيرين، قال: صنعت سيفي على سيف سمرة بن جندب، وزعم سمرة بن جندب أنه صنع سيفه على سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وكان حنفيا، وهو حديث ضعيف، وفي إسناده عثمان بن سعد الكاتب، وقد تكلم فيه يحى القطان من قبل حفظة، وضعفه غير واحد، ولذا قال عنه الحافظ في (التقريب) ضعيف، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عبيدة الحداد هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، وهو ثقة تكلم فيه الأزدي بغير حجة.
وللحديث طريق آخر، هو الحديث رقم (110) من (الشمائل المحمدية) : من حديث عقبة بن مكرم البصري، حدثنا محمد بن بكر، عن عثمان بن سعد بهذا الإسناد بنحوه، ويراجع في تخريجه ما جاء في الكلام على الحديث رقم (109) .
قوله: «وكان حنفيا» : أي وكان سيفه حنفيا، نسبة لبني حنيفة، وهم قبيلة مسيلمة، لأنهم معروفون بحسن صنعة السيوف، فيحتمل أن صانعه كان منهم، ويحتمل أنه أتى به من عندهم، وهذه الجملة من كلام سمرة فيما يظهر، ويحتمل أنها من كلام ابن سيرين على الإرسال. (حاشية الباجوري على الشمائل المحمدية) :111.
[ (1) ](سنن النسائي) : 8/ 610، كتاب الزينة، باب (120) حلية السيف، حديث رقم (5389) ،
وقال جعفر بن محمد الصادق: رأيت سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمه من فضة، ونصله من فضة، وبين ذلك حلق من فض، هو الآن عند هؤلاء، يعنى آل العباس [ (1) ] .
وقال الأصمعي: دخلت على الرشيد فقال: أريكم سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار؟ قلنا: نعم، فجاء به، فما رأيت سيفا قطّ أحسن منه، إذا نصب لم تر فيه شيء، وإذا بطح عدّ فيه سبع فقر، وإذا صفيحة يمانية يحار فيه الطرف من حسنه.
وفي رواية: أحضر الرشيد ذا الفقار يوما بين يديه، فاستأذنته في تقليبه، فأذن لي فقلبته، واختلفت أنا والحاضرين في عدة فقاره، هل هي سبع عشرة؟
وذكر قاسم في كتاب (الدلائل) : أن ذلك كان يرى في رونقه شبيها بفقار الحيّة، يراه الناظر فإذا التمس لم يوجد [لها أثر] .
[و] ذكر الواقدي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في الهجرة بسيف كان لأبيه مأثور، والعضب، وبذات الفضول سعد بن عبادة رضى اللَّه عنه إلى
[ () ] وللنسائى أيضا من حديث عثمان بن حكيم عن أبى أمامة بن سهل، حديث رقم (5388) .
كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة، ومن حديث هشام عن قتادة، عن سعيد بن أبى الحسن، حديث رقم (5390) : كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة.
[ (1) ] راجع التعليق السابق، وذكر ابن أبى حاتم في (علل الحديث) : 1/ 313، حديث رقم (938) :
سألت أبى عن حديث رواه أبو معاوية الضرير، عن حجاج عن قتادة، عن سعيد بن أبى الحسن عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: كانت قبيعة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة، قال أبى: إنما هو سعيد بن أبى الحسن قال: «كان قبيضة سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» ، مرسل بلا عبد اللَّه بن عمرو.
وفي ص 483، حديث رقم (1446) : سألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن كثير أبو غسان، عن عثمان بن سعد، عن أنس قال: كان سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حنفي وحليته فضة. قال أبو زرعة، رواه أبو عبيدة الحداد، عن عثمان بن سعد، عن ابن سيرين، عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قلت:
هو الصحيح؟ قال أبو زرعة: أبو عبيدة أحفظ، فقلت: الوهم ممن هو؟ قال: من يحيى بن كثير.