الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه إبراهيم
144 -
بخ ت: إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجلي (1)، وقيل: التميمي (2) ، أبو إسحاق البلخي الزاهد، سكن الشام.
رَوَى عَن: أبان بْن أَبي عياش، وإبراهيم بْن ميمون الصائغ، وأبيه أدهم بْن منصور البلخي، وسَعِيد بْن المرزبان أبي سَعِيد البقال، وسفيان الثوري، وسُلَيْمان الأعمش، وشعبة بْن الحجاج، وعباد بْن كثير الثقفي، وعبد الله بْن شوذب، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ، وعُبَيد الله بْن عُمَر العُمَري، وعطاء بْن عجلان، وأبي إسحاق عَمْرو بْن عَبد الله السبيعي، وفروة بْن مجاهد اللخمي، ومالك ابن دينار، ومحمد بْن زياد الجمحي، ومحمد بْن عجلان، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب، ومحمد بْن الوليد الزبيدي، ومقاتل بْن حيان النبطي (ت) ، ومنصور بن المعتمر،
(1) الذي قال بهذه الرواية هو يحيى بن مَعِين (تاريخه: 6)
(2)
قال بها قتيبة.
وموسى بْن عقبة، وموسى بْن يزيد البَصْرِيّ، ونهاس بْن قهم (1) ، وهشام بْن حسان، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، ويزيد بْن أبان الرقاشي، وأبي بكر بْن أسماء، وأبي عَبد الله الخراساني، وأبي عيسى المروزي.
رَوَى عَنه: خادمه إبراهيم (2) بْن بشار الخراساني الطويل، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفزاري، وأشعث بْن شعبة المصيصي، وبقية بْن الوليد (ت) ، وخازم بْن جبلة بْن أَبي نضرة، وخلف بْن تميم، وداود بْن عجلان، وسعد بْن شبل، وسفيان الثوري وهو من أقرانه، وسلمة بْن كلثوم، وسهل بْن هاشم البيروتي، وأبو حيوة شريح بْن يزيد الحمصي، وشقيق بْن إبراهيم البلخي، وضمرة بْن ربيعة، وعبد الرحمن بْن الضحاك الحمصي، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ وهو أكبر منه، وعتبة بْن السكن الفزاري، وعُمَر بْن حفص العسقلاني، وعيسى بْن خازم، وفضالة بْن حصين الضبي، وقطن بْن صالح الدمشقي أحد الضعفاء (3) ، ومحمد بْن حمير السليحي، ومفضل بْن يونس الكوفي.
قال النَّسَائي: ثقة مأمون أحد الزهاد.
وَقَال أبو عَبْد الرحمن السلمي النيسابوري (4) : سألت الدارقطني عَنه، فَقَالَ: إذا روى عنه ثقة، فهو صحيح الحديث.
(1) نهاس: بفتح النون وتشديد الهاء وفي آخره السين المهملة.
وقهم: بفتح القاف وسكون الهاء، وهو بصري ضعيف سيأتي ذكره.
(2)
انظر تاريخ الخطيب: 6 / 47.
(3)
بل أحد الكذابين (الميزان: 3 / 391) .
(4)
لم أجده في ترجمته من طبقات الصوفية والظاهر أنه نقله من تاريخه المفقود.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بْن مَعِين (1) : إبراهيم بْن أدهم، رجل من العرب من بني عجل.
وقَال البُخارِيُّ (2) : قال لي قتيبة: هو تميمي كان بالكوفة، ويُقال له (3) : العجلي، كان بالشام.
وَقَال المفضل بْن غسان الغلابي: أخبرني أبو مُحَمَّد اليمامي: أن إبراهيم بْن أدهم خرج مع جهضم من خراسان، هرب من أبي مسلم (4) .فنزل الثغور وهو رجل من بني عجل.
وَقَال يعقوب بْن سفيان (5) إبراهيم بْن أدهم عربي كان ينزل خراسان (6) ، فتحول إلى الشام (7) ، وهو من الخيار الأفاضل.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي في ذكر نفر أهل فضل وزهد: منهم إبراهيم بْن أدهم.
وَقَال أبو عَبْد الله بْن منده الحافظ: إبراهيم بْن أدهم بن منصور بن يزيد بْن جابر بْن ثعلبة بْن سعد بْن حلام بْن غزية بن أسامة بن ربيعة ابن ضبيعة بْن عجل بْن لجيم. نسبه إبراهيم بْن يعقوب عَن مُحَمَّد بْن كناسة.
وروي عَن إِبْرَاهِيم بْن شماس قال: سمعت الفضل بن موسى
(1) انظر تاريخه برواية عباس: 2 / 6
(2)
تاريخه الكبير: 1 / 1 / 273
(3)
له، ليست في تاريخ البخاري.
(4)
في هامش الاصل تعليق للمؤلف: هو أبو مسلم عَبْد الرحمن بْن مسلم صاحب الدولة"، قلت: هو المعروف بالخراساني الذي قتله المنصور فاستقامت دولته بقتله.
(5)
المعرفة والتاريخ: 2 / 455
(6)
في المطبوع من المعرفة والتاريخ: بخراسان"وما هنا أحسن.
(7)
في المطبوع من المعرفة والتاريخ: الليث"ولا معنى لها، والظاهر أنها مصحفة.
يقول: حج أدهم أبو إبراهيم بأم إبراهيم بْن أدهم وكانت به حبلى، فولدت إبراهيم بمكة، فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد وتقول: ادعوا لابني أن يجعله الله رجلا صالحا.
وَقَال الأستاذ أبو القاسم القشيري في "الرسالة"(1) : ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور من كورة بلخ. كان من أبناء الملوك، فخرج يوما متصيدا وأثار (2) ثعلبا أو أرنبا وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ ثم هتف به (3) من قربوس (4) سرجه: والله ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت، فنزل عَن دابته، وصادف راعيا لأبيه، فأخذ جبة للراعي من الصوف، فلبسها (5) وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية، ثم دخل مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والفضيل بْن عياض، ودخل الشام ومات بها. وكان يأكل من عمل يده مثل: الحصاد، وحفظ البساتين وغير ذلك، وإنه رأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده، فرأى الخضر عليه السلام، وَقَال (6) : إنما علمك أخي داود اسم الله الأعظم. أخبرني (7) بذلك الشيخ أبو عَبْد الرحمن السلمي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الخشاب، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بْن مُحَمَّد المِصْرِي، حدثني (8) أبو سَعِيد (9) الخزاز، حَدَّثَنَا إبراهيم بن بشار
(1) 1 / 63 وهو أول المترجمين فيها (طبعة الدكتور عبد الحليم محمود)(2) الرسالة: فأثار
(3)
الرسالة: ثم هتف به أيضا.
(4)
القربوس - بفتح القاف والراء - حنو السرج أي: قسمه المقوس المرتفع من قدام المقعد ومن مؤخره.
(5)
الرسالة: ولبسها.
(6)
الرسالة: وَقَال له.
(7)
الرسالة: أخبرنا
(8)
الرسالة: حَدَّثَنَا.
(9)
في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: اسم أبي سَعِيد هذا: أحمد بن عيسى من كبار =
قال: صحبت إِبْرَاهِيم بْن أدهم فقلت: خبرني عَن بدء أمرك؟ فذكر هذا (1) .
وكان إبراهيم أن دهم كبير الشأن في باب الورع، يحكى عَنه أنه
قال: أطب مطعمك ولا عليك (2) أن لا تقوم بالليل، ولا تصوم بالنهار.
وقيل: كان عامة دعائه: اللهم انقلني من ذل معصيتك، إلى عز طاعتك (3) .
وَقَال وريزة (4) بْن مُحَمَّد الغساني، عَن المُسَيَّب بْن واضح: سمعت أبا عتبة (5) الخواص يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة من كان يخالط، وإلا لم ينل ما يريد.
وَقَال النَّسَائي عَن علي بْن مُحَمَّد بْن علي: سمعت خلفاً، يعني ابن تميم، قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: رآني ابن عجلان فاستقبل القبلة ساجدا ثم قال: تدري لم سجدت؟ شكرا لله حين رأيتك!
= مشايخ الصوفية". قال بشار: وهو بغدادي، قيل: إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء، وتوفي سنة 279. تاريخ الخطيب: 4 / 276 - 278، والرسالة القشيرية: 1 / 161، والحلية لابي نعيم: 1 / 246 - 249، والمنتظم 5 / 105، والبداية لابن كثير: 11 / 58 وغيرها.
(1)
انظر طبقات الصوفية: 29 - 31 وفي الرواية هناك اختلاف يسير.
(2)
الرسالة: ولا حرج عليك.
(3)
الرسالة: 1 / 65
(4)
قال الإمام الذهبي في "المُشْتَبِه": وبراء ثم زاي: وريزة بن محمد الغساني، حدث بدمشق قبل سنة 300" (ص: 661) وراجع توضيح المشتبه لابن ناصر الدين: 3 / الورقة: 88.
(5)
جاء في حاشية الاصل من قول المؤلف: اسم أبي عتبة هذا عباد بن عباد". قال بشار: والخواص اسم لمن ينسج الخوص، وأبو عتبة هذا أصله من فارس وسكن أرسوف من فلسطين، وكان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والاتقان، فكان يأتي بالشئ على حسب التوهم حتى كثرت المناكير في روايته على قلتها، فتركه الجهابذة (انظر أنساب السمعاني: 5 / 219) .
وروي عَن أبي حاتم الرازي، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إِبْرَاهِيم بْن أدهم كان يشبه إِبْرَاهِيم خليل الرحمن، ولو كان في أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لكان رجلا فاضلا.
وَقَال أبو يعقوب الأذرعي عَن سُلَيْمان بْن أيوب، عَن شيخ له قال: سمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع؟ فَقَالَ: لقد سمع من الناس، ولكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من الخير، ولا أكل مع قوم طعاما قط إلا كان آخر من يرفع يديه من الطعام.
وَقَال عَبد الله بْن خبيق عَن خلف بْن تميم: سمعت أبا الأَحوص يقول: رأيت من بكر بْن وائل خمسة ما رأيت مثلهم قط: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، ويوسف بْن أسباط، وحذيفة المرعشي، ونعيما (1) العجلي، وأبا يونس (2) القوي (3) .
وَقَال يحيى بْن أَبي طالب: سمعت بشر بْن الحارث يقول: ما أعرف عالما إلا وقد أكل بدينه، إلا أربعة: وهيب بن الورد، وإبراهيم ابن أدهم، ويوسف بْن أسباط، وسُلَيْمان الخواص.
وَقَال أبو يَعْلَى الموصلي عَن عَبْد الصمد بْن يزيد مردويه الصائغ:
(1) في طبقات الصوفية للسلمي: وهشيم العجلي"، وَقَال المحقق في الحاشية: هشيم ابن بشير بن أَبي خازم أبو معاوية السلمي الواسطي، ولد سنة أربع مئة ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة تاريخ بغداد 14 / 85 - 94"فلا النص صحيح ولا الذي ذكره في التعليق هو المقصود، فهذا الرجل لم يكن عجليا، تأمل!.
(2)
في الحاشية تعليق للمؤلف نصه: أبو يونس اسمه الحسن بن يزيد". قال بشار: سيأتي ذكره، وقيل له: القوي: لقوته على العبادة.
(3)
ذكر هذه الرواية أبو عبد الرحمن السلمي في (طبقات الصوفية: 36 - 37) بالإسناد المذكور، وهو بحذف"من بكر بن وائل"
سمعت شقيق بْن إِبْرَاهِيم البلخي يقول: لقيت إِبْرَاهِيم بْن أدهم في بلاد الشام، فقلت: يا إِبْرَاهِيم، تركت خراسان؟ فَقَالَ: ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: حمال. ثم قال: يا شقيق لم ينبل عَندنا من نبل بالحج، ولا بالجهاد. وإنما نبل عَندنا من نبل من كان يعقل ما يدخل جوفة، يعَني الرغيفين - من حله، ثم قال: يا شقيق ماذا أنعم الله على الفقراء، لا يسألهم يوم القيامة عَن زكاة، ولا عَن حج، ولا عَن جهاد، ولا عَن صلة رحم، إنما يسأل عَن هذا هؤلاء المساكين، يعَني الأغنياء -.
وَقَال أَحْمَد بْن مروان الدينوري: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق قال: سمعت أبي يقول: سمعت خلف بْن تميم يقول: سألت إِبْرَاهِيم بْن أدهم: منذ كم قدمت الشام؟ قال: منذ أربع وعشرين سنة، وما جئت لرباط، ولا لجهاد، فقلت: لم جئت؟ قال: جئت أشبع من خبز الحلال.
وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني، عَن مسكين بْن عُبَيد الصوفي: حدثني المتوكل بْن حسين العابد قال: قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فالزهد الفرض: الزهد في الحرام، والزهد الفضل: الزهد في الحلال، والزهد السلامة: الزهد في الشبهات.
وَقَال قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: الحزن حزنان: حزن لك، وحزن عليك، فالحزن الذي هو لك: حزنك على الآخرة وخيرها، والحزن الذي هو عليك: حزنك على الدنيا وزينتها.
وَقَال علي بْن الحسن بْن أَبي مريم عَن خلف بْن تميم: حَدَّثَنَا أبو إسحاق الفزاري قال: كان إِبْرَاهِيم بْن أدهم يطيل السكوت، فإذا
تكلم ربما انبسط، فأطال ذات يوم السكوت، فقلت له: لو تكلمت؟ فَقَالَ: الكلام على أربعة وجوه: فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، فالفضل في هذا السلامة منه. ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقل ما لك في تركه خفة المؤونة على بدنك ولسانك.
ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تأمن عاقبته، فهذا قد كفى العاقل مؤونته. ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشره. قال خلف: فقلت لأبي إسحاق: أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام! قال: نعم.
وَقَال أحمد بْن علي المخرمي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو، عَن عَبد الله بْن السندي الخراساني، قال: قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: أعربنا في الكلام فلم نلحن، ولحنا في الأعمال فلم نعرب.
وَقَال مُحَمَّد بْن عقيل البلخي: سمعت سُلَيْمان بْن الربيع يقول: سمعت بشر بْن الحارث عَن يحيى بْن يمان (1) قال: كان سفيان إذا رأى
إِبْرَاهِيم بْن أدهم، تحرز في كلامه.
أَخْبَرَنَا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم (2) بْن علي بْن أحمد بْن فضل الواسطي وغيره، عَن أبي الفضل عَبْد السلام (3) بْن عَبد الله بْن أحمد بن بكران
(1) غير منقوطة في أصل المؤلف، وفي (د) : ثمان"ولا عبرة به، فهو العجلي وسيأتي في موضعه.
(2)
هو الإمام القدوة الشيخ الإمام أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن علي بْن أحمد بْن فضل الواسطي الاصل الصالحي الحنبلي"602 - 692 هـ"أطنب الإمام الذهبي في مدحه، وَقَال: قال شيخنا أَبُو عَبد اللَّه بن الزملكاني ومن خطه نقلت، قال: كان كبير القدر له وقع في القلوب وجلالة.
قال: وكان داعية إلى عقيدة أهل السنة والسلف الصالح مثابرا على السعي في هداية من يرى فيه زيغا عنها"معجم الشيوخ: 1 / الورقة: 29) .
(3)
توفي سنة 628 عن ست وثمانين سنة وهو منسوب إلى الداهرية قرية من سواد بغداد (معجم البلدان: 2 / 542، وتاريخ ابن الدبيثي، الورقة: 143 باريس 5922، وتكملة المنذري، الترجمة: 2332، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 71 من مجلد أيا صوفيا 3012) .
الداهري عَن أبي الوقت عَبْد الأول بْن عيسى (1) ، عَن أبي صاعد يَعْلَى بْن هبة الله الفضيلي، عَن أبي مُحَمَّد بْن أَبي شريح الأَنْصارِيّ، عَن مُحَمَّد بْن عقيل بْن الأَزْهَر البلخي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن الفضل قال: سمعت منصور بْن مجاهد والد مُحَمَّد بْن منصور جارنا، يقول: سمعت رشيد بْن سعد يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: أعز الأشياء في آخر الزمان ثلاثة،: أخ في الله يؤنس به، وكسب درهم من حلال، وكلمة حق عَند سلطان.
وبه (2) قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبوصالح، يعَني: محبوب بْن موسى - أَخْبَرَنَا علي بن بكار قال: كان إِبْرَاهِيم بْن أدهم جالسا معَنا عَند المسجد إذ أقبل رجل أحمر مربوع عليه أثر سفر، حتى وقف علينا، فَقَالَ: أيكم إِبْرَاهِيم بْن أدهم؟ فإما قال القوم: هذا، وإما قال إِبْرَاهِيم: أنا فقام إليه إِبْرَاهِيم فأخذ بيده فنحاه، قال: أي شيء أردت؟ قال: أنا غلامك، بعثني إخوتك إليك، ومعي عشرة آلاف وفرس وبغلة. فَقَالَ له إِبْرَاهِيم: إن كنت صادقا فأنت حر، وما معك لك، اذهب اذهب لا تخبر أحدا.
وبه (2) : قال: حَدَّثَنَا أبو حامد أحمد بْن يعقوب: حَدَّثَنَا الترجماني، حَدَّثَنَا بقية بْن الوليد قال: قلت لإبراهيم بْن أدهم: أكنيك أم أدعوك باسمك؟ قال: إن كنيتني قبلت منك، وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلي. قال: فمدحته - أو قال: أثنيت عليه، أنا أشك، قال: ففطن، فَقَالَ: لروعة يروع صاحب عيال، أفضل مما أنا فيه. قال: قلت له: أوصني. قال: كن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الرأس يهلك، ويسلم الذنب.
(1) يعني السجزي المحدث المشهور أعظم رواة الجامع الصحيح للبخاري في القرن السادس الهجري.
(2)
يعني بإسناد المؤلف المتقدم عَن أبي إسحاق الواسطي.
وَقَال أبو صالح الفراء، عَن شعيب بْن حرب: دخل إِبْرَاهِيم بْن أدهم على بعض هؤلاء الولاة. فَقَالَ له: من أين معيشتك؟ قال إِبْرَاهِيم:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا • فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
قال: فَقَالَ الوالي: أخرجوه فقد استقتل!
وَقَال أحمد بْن مروان الدينوري: حَدَّثَنَا أحمد بْن عباد التميمي، حَدَّثَنَا ابْن خبيق، عَن خلف بْن تميم قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم ينشد:
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا • ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالله عَن دنيا الملوك كما • استغنى الملوك بدنياهم عَن الدين
وَقَال أبو العباس أحمد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن هارون البردعي: حَدَّثَنَا عَبد الله بْن الحسين الأزدي، حَدَّثَنَا أبو حفص النَّسَائي، حدثني مُحَمَّد بْن الحسين، عَن أبي إسحاق الأنطاكي، حدثني أبو عَبْد الله الجوزجاني، رفيق إِبْرَاهِيم بْن أدهم قال: غزا إِبْرَاهِيم بْن أدهم في البحر مع أصحابه، فقدم أصحابنا، فأخبروني عَن إِبْرَاهِيم بْن أدهم عَن الليلة التي مات فيها، اختلف خمسا أو ستا وعشرين مرة إلى الخلاء، كل ذلك يجدد الوضوء للصلاة، فلما أحس بالموت قال: أوتروا لي قوسي. وقبض على قوسه فقبض الله روحه والقوس في يده، قال: فدفناه في بعض جزائر البحر في بلاد الروم.
وَقَال عَبْد الوهاب الميداني: قرأت على ظهر الجزء الثاني من"زهد إِبْرَاهِيم"لأبي العباس البردعي: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري:
مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة إحدى وستين ومئة. ودفن بسوقين، حصن ببلاد الروم (1) .
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن مندة: قال أبو داود سُلَيْمان بْن الأشعث: سمعت أبا توبة الربيع بْن نافع يقول: مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة اثنتين وستين ومئة، ودفن على ساحل البحر.
وَقَال أبو سَعِيد بْن يونس: إِبْرَاهِيم بْن أدهم العجلي، كوفي قدم مصر زائرا لرشدين بْن سعد، حفظ عنه. مات سنة اثنتين وستين ومئة، وقيل: سنة ثلاث (2) .
(1) قال ياقوت في (سوقين) من معجم البلدان: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري: مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة 161 ودفن بسوقين حصن ببلاد الروم، قال ابن عساكر: كذا قال، والمحفوظ أنه مات سنة 162. َقَال غيره: مات بجزيرة من جزائر البحر غازيا" (3 / 196) . وَقَال العلامة مغلطاي: وفي قول المزي (قال الْبُخَارِيّ مات سنة إحدى وستين) نظر، لاني لم أر لوفاته ذكرا في تواريخ البخاري الثلاثة ولا أعلم له شيئا يذكر فيه وفاة ومولدا إلا فيها. وأيضا فالمزي إنما نقله عن ابن عساكر، وابن عساكر نقله من كتابة على ظهر جزء، ولم يقل بخط من ذاك ولا من قاله عن البخاري."
(2)
اعتبر الحافظ ابن حجر هذا الذي ذكره ابن يونس شخصا آخر اعتمادا على المنتظم لابن الجوزي فذكره تمييزا، قال: تمييز - إبراهيم بن أدهم الكوفي. رأيت في المنتظم لابن الجوزي أنه غير الزاهد، وأنه كوفي قدم مصر زائرا الرشدين بن سعد، وحفظ عنه، ومات سنة (162) . قال بشار: انتبه المزي إلى وجود"إبراهيم بن أدهم"دخل مصر زائرا لرشدين بن سعد، وهذه هي رواية ابن يونس في "تاريخ الغرباء"وقد أشار ابن يونس إلى أنه كان عجليا، ونقل المزي عن يحيى بن مَعِين قبل قليل أن الرجل كان من بني عجل، لذا أرى أنهما واحد ولا معنى لاستدراك ابن حجر بعد ذلك، وابن الجوزي كثير الأَوهام سريع الاحكام. قال بشار أيضا: ووثقه يحيى بن مَعِين، وابن نمير، والعجلي، وابن حبان البستي، وابن عساكر، والذهبي وغيرهم. وأخباره في الزهد كثيرة وما أورد المؤلف منها فيه كفاية فإن شئت مزيدا فراجعه في مظان ترجمته، وقد ترجم له إضافة لمن ذكرناهم أبو نعيم في "الحلية": 7 / 367 فما بعد وهي من التراجم الحافلة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"وهي ترجمة حافلة أيضا، والسلمي في طبقاته: 27 فما بعد، والذهبي في كتبه ولا سيما تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء، والصفدي في "الوافي": 5 / 318 وغيرهم كثير.
له ذكر في كتاب الأدب (1) للبخاري، وهو في ترجمة بلال بْن كعب.
وروى له التِّرْمِذِيّ حديثا واحدا تعليقا فَقَالَ: وروى بقية بْن الوليد، عَن إِبْرَاهِيم بْن أدهم، عَن مقاتل بْن حيان، عَن شهر بْن حوشب، عَن جرير في المسح على الخفين (2) .
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وغَيْرُهُ، عَن أَبِي الْفَضْلِ الدَّاهِرِيِّ، عَن أَبِي الْوَقْتِ، عَن أَبِي صَاعِدٍ الفضيلي، عَن أبي مُحَمَّد بْن أَبي شريح الأَنْصارِيّ، عَن مُحَمَّد بْنِ عَقِيلٍ الْبَلْخِيِّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو بْنِ حَنَانٍ (3)، قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: حَدَّثَنَا
(1) هو برقم (1253) في باب الدعوة في الولادة من طريق مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العُمَري، قال: حَدَّثَنَا ضمرة بْن ربيعة، عن بلال بن كعب العكي، قال: زرنا يَحْيَى بن حَسَّان البكري الفلسطيني في قريته أنا، إبراهيم بْن أدهم، وعبد العزيز بْن قرير، وموسى بْن يسار، فجاءنا بطعام، فأمسك مُوسَى وكان صائما، فقال يحيى: أمنا في المسجد رجل من بني كنانة من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يكنى أبا قرصافة أربعين سنة يصوم ويفطر يوما، فولد لأبي غلام، فدعاه فِي اليوم الذي يصوم فيه، فأفطر، فقام إبراهيم، فكنسه بكسائه، وأفطر موسى. (ش) .
(2)
هو في سنن التِّرْمِذِيّ (94) في الطهارة: باب في المسح على الخفين، ورواه البيهقي في "سننه"1 / 273، 274 من طريقين عن بقية به.
وأخرجه البخاري 1 / 415 في الصلاة في الثياب: باب الصلاة في الخفاف، ومسلم (272) في الطهارة: باب المسح علي الخفين، والتِّرْمِذِيّ (93) ، والنَّسَائي 1 / 81، وأحمد 4 / 358 من طرق، عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث قال: رأيت جرير بن عَبد الله بال، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا. قال إبراهيم: فكان يعجبهم، لان جريرا كان من آخر من أسلم"لفظ البخاري. ولمسلم: لان إسلام جرير كان بعد نزول المائدة"، ولابي داود (154) من طريق أبي زرعة بن عَمْرو بن جرير أن جريرا بال، ثم توضأ، فمسح على الخفين، وَقَال: ما يمنعني أن أمسح وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح. قالوا: إنما كان ذلك (أي مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين) قبل نزول المائدة؟ قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة. (ش) .
(3)
بفتح الحاء المهملة والنون المخففة، وهو معروف قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 131) وغيره.