الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له حديث واحد: أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (د ق) ، كان إذا سجد جافى عضديه عَن جنبيه حتى نأوي له (1) .
رَوَى عَنه: الحسن البَصْرِيّ (د ق) ، ولم يرو عنه غيره.
روى له أبو داود، وابن ماجه.
285-
ع:
الأَحنف بْن قيس بْن معاوية بْن حصين، وهو مقاعس، بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عُبَيد بْن
الحارث بْن عَمْرو (2) بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم بْن مر بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار التميمي السعدي، أبو بحر (3) البَصْرِيّ، ابْن أخي صعصعة بْن معاوية، والأَحنف لقب،
(1) أي: نرثى له، ونشفق عليه، ونرق له، والحديث سنده حسن إن كان الحسن سمعه من أحمر بن جزء (ش) رواه أبو داود (900) في "الصلاة"باب صفة السجود عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عباد بن راشد، عن الحسن، عن أحمر، ورواه ابن ماجة (886) في "الصلاة"أيضا باب السجود عَن أبي بكر بْن أَبي شَيْبَة، عن وكيع، عن عباد وتابعه عطاء بن عجلان، عن الحسن. ورواه أحمد في مسنده: 5 / 30. ورواه ابن سعد عن عفان بن مسلم ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ومسلم بن إبراهيم ثلاثتهم عن عباد بن راشد، عن أحمر، فسقط من إسناده"الحسن البَصْرِيّ.
وعباد بن راشد سيأتي وقد تكلموا فيه (الطبقات: 7 / 1 / 32) .
وأخرجه ابن الاثير في "أسد الغابة: 1 / 53"من طريق أبي يَعْلَى أحمد بن علي بن المثنى، عَن أبي موسى، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عباد بن راشد، عن الحسن، عن أحمر. وأشار العلامة مغلطاي إلى أن أبا منصور الباوردي قد ساق له حديثًا آخر في كتابه"معرفة الصحابة"ثم قال: وَقَال أبو الحسن الدارقطني: جزي بكسر الجيم والزاي له حديثًان فيما قاله الحافظ أبو سُلَيْمان بن زبر في كتابه"معرفة الصحابة"وهما: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم محتبيا في ثوب واحد ليس عليه غيره". والثاني الذي زعم المزي أنه لم يرو غيره". وأخذ الحافظ ابن حجر زبدة قول مغلطاي فذكرها في زياداته على ترجمة أحمر من"التهذيب"فقال: قلت ساق له الباوردي في معرفة الصحافة حديثًا آخر.
(2)
في طبقات ابن سعد:..بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عُبَيد ابن مقاعس بن عَمْرو"فأضاف في نسبه بعد حصين"حفص"وجعل بدل الحارث"مقاعس". (7 / 1 / 66) .
(3)
وأورد ابن حبان رواية على التمريض أنه كان يكنى بابي عُمَر فيما يقال (الثقات، الورقة: 22) . وهو قول شاذ. وَقَال المدائني - فيما نقل مغلطاي: كان له ابن يسمى بحراثم مات وانقرض عقب الأَحنف من الذكور والاناث. وانظر المعرفة والتاريخ"ليعقوب بن سفيان (3 / 74) .
واسمه الضحاك، وقيل: صخر (1) . أدرك زمان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. ولم يره (2) . وروي: أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دعا له (3) .
رَوَى عَن: الأسود بْن سريع (قد) ، وجارية بْن قدامة السعدي، والزبير بْن العوام (س) ، وسعد بْن أَبي وقاص (س) ، وطلحة بْن عُبَيد الله (س) ، والعباس بن عبد المطلب (د ت ق) ، وعبد الله بْن مسعود (م د) ، وعثمان بْن عفان (س) ، وعلي بْن أَبي طالب (س) ، وعُمَر بْن الخطاب، وأبي بكرة الثقفي (خ م د س) ، وأبي ذر الغفاري (خ م) .
رَوَى عَنه: الحسن البَصْرِيّ (خ م ق) ، وحميد بْن هلال العدوي، وخالد أبو إدريس البَصْرِيّ، وخليد العصري (م) ، وطلق بْن حبيب العنزي (م د) ، وعبد الله بْن عميرة (4)(د ت م) ، وعبد الله بْن يزيد الباهلى، وعُمَر ويُقال: عَمْرو بْن جاوان (س) ، ومالك بْن دينار، وهارون بْن رئاب، وأبو العلاء يزيد بْن عَبد الله بْن الشخير (5)(خ م) .
قال عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيّ، عَنِ الأَحنف بْنِ قَيْسٍ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عْثُمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قال: تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِكَ بني
(1) ويُقال: الحارث"ذكر ذلك المرزباني في معجم الشعراء فيما نقل مغلطاي.
(2)
ومع ذلك ذكره جملة ممن ألفوا في الصحابة منهم: ابن مندة، وأبو نعيم، وابن عَبد الْبَرِّ، وابن الاثير، وابن حجر وغيرهم.
(3)
سيأتي بعد قليل خبر دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم له.
(4)
عميرة: بفتح العين المهملة، وقد قال البخاري: لا يعرف سماعه من الأَحنف بن قيس". وسيأتي ذكره.
(5)
بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة وكسرها.
سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّهُ لَيَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، ومَا أَسْمَعُ إِلا حُسْنًا، فَإِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ". فَمَا (1) شَيْءٌ عِنْدِي أَرْجَى مِنْ ذَلِكَ.
وَقَال معمر عَن الحسن (2) : ما رأيت شريف قوم أفضل (3) من الأَحنف.
وَقَال عَبد الله بْن عون، عَن الحسن (4) : ذكروا عند معاوية شيئا، فتكلموا والأَحنف ساكت، فَقَالَ معاوية: تكلم يا أبا بحر. فَقَالَ: أخاف الله إن كذبت، وأخافكم إن صدقت.
وَقَال ابن عون، عَن الحسن (5) : قال الأَحنف: لست بحليم ولكني أتحالم.
وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عَن السري، عَن يحيى: عاشت بنو تميم بحلم الأَحنف أربعين سنة.
وَقَال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي، عَن مسلمة بْن مُحَمَّد الثقفي: قالت بنو تميم للأحنف: سودناك ورفعناك، قال: فمن سود شبل بْن معبد ولا عشيرة له؟ !
في ابن سعد: قال الأَحنف: فما شئ.."، وفي أسد الغابة: فكان الأَحنف يقول: فما شئ.."وهذا أظهر للمعنى. وإسناد الحديث ضعيف لضعف عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وهو في "طبقان ابن سعد"7 / 93، والمسند 5 / 372، والمستدرك 3 / 614، وتاريخ الفسوي 1 / 230، والتاريخ الصغير 1 / 156، 157، وأسد الغابة 1 / 68 كلهم من طريق علي ابن زيد بن جدعان (ش)
(2)
الرواية في طبقات ابن سعد: 7 / 1 / 67.
(3)
في طبقات ابن سعد: كان أفضل.
(4)
طبقات ابن سعد: 7 / 1 / 67.
(5)
الرواية في المصدر السابق أيضا.
وَقَال أبو مسلم عَبْد الرحمن بْن يونس: قال سفيان: ما وزن عقل الأَحنف بعقل إلا وزنه.
وَقَال جرير عَن مغيرة: قال الأَحنف: ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
وَقَال سلام بْن مسكين، عَن بعض أصحاب الحسن، عَن الحسن: نعم السيدان الجارود والأَحنف.
وَقَال ضمرة بْن ربيعة، عَن حفص بْن عُمَر: قال رجل للأحنف: يا أبا بحر هل زنيت قط؟ قال: أما منذ أسلمت فلا، ثم لقيه بعد ذلك، فَقَالَ له: يا أبا بحر تعرفني؟ قال: أعرفك جليس سوء.
وَقَال علي بْن زيد، عَن الحسن، عَن الأَحنف بْن قيس (1) : قدمت على عُمَر بْن الخطاب، فاحتبسني حولا، فَقَالَ: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك، وخبرت علانيتك، فلم أر إِلَاّ خَيْرًا، وأنا أرجوا أن تكون سريرتك مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث أنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم، وكتب إلى أبي موسى: أن انظر الأَحنف فأدنه، وشاوره، واسمع منه.
وَقَال ضمرة، عَن ابن شوذب: وفد الأَحنف على عُمَر، فاحتبسه بالمدينة سنة، ثم أذن له. قال: تدري لم حبستك؟ قال: لا، قال: لأني كنت، يعني - أخاف أن تكون منافقا عليم اللسان، فإذا أنت مؤمن عليم اللسان (2) .
وَقَال أحمد بْن عَبد الله العجلي (3) : بصري تابعي ثقة،
(1) انظر طبقات ابن سعد: 7 / 1 / 67.
(2)
راجع أسد الغابة لابن الاثير: 1 / 55.
(3)
ثقات العجلي، الورقة:3.
وكان سيد قومه، وكان أعور أحنف دميما قصيرا كوسجا، له بيضة واحدة. قال له عُمَر: ويحك يا أحينف، لما رأيتك ازدريتك، فلما نطقت، قلت: لعله منافق فئ صنع اللسان، فلما اختبرتك حمدتك، ولذلك حبستك - حبسه سنة يختبره - فَقَالَ عُمَر: هذا والله السيد.
وروي عنه أنه قال: ما رددت عَن حاجة قط. قيل له: ولم؟ قال: لأني لا أطلب المحال.
وأنه قال: إني لأدع كثيرا من الكلام مخافة الجواب.
وذكر أن عينه أصيبت بسمرقند (1)، وقيل: إنما ذهبت بالجدري (2) .
وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: كَانَ جوادا حليما، وكان رجلا صالحا، أدرك أمر الجاهلية، وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فاستغفر له.
وَقَال سُلَيْمان بْن أَبي شيخ: كان أحنف الرجلين جميعا، ولم يكن له إلا بيضة واحدة، وكان اسمع صخر بْن قيس، وأمه امرأة من باهلة، وكانت ترقصه وتقول (3) :
والله لولا حنف برجله • وقلة أخافها من نسله
ما كان في فتيانكم من مثله.
وذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة،
(1) قال مغلطاي: وفي كتاب العوران من الاشراف للهيثم بن عدي: ومنهم أحنف بن قيس ذهبت عينه بسمرقند.
(2)
وذكر الجاحظ في كتاب"العرجان"أنه ضرب على رأسه بخراسان فماهت إحدى عينيه.
(3)
ذكرته معظم المصادر التي ترجمت له باختلاف لفظي.
قال (1) : وكان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وذكر الحاكم أبو عَبْد الله (2) : أنه هو الذي افتتح مروالروذ، قال: وكان الحسن ومحمد بْن سيرين في جيشه.
وَقَال عُبَيد الله بْن عُمَر القواريري: حَدَّثَنَا شَرِيك بْن الخطاب العنبري شيخ بلعنبر، وكان معاذ يروي عنه هذه الأحاديث، عَن عتبة بْن صعصعة، قال: رأيت مصعب بْن الزبير في جنازة الأَحنف متقلدا سيفا ليس عليه رداء، وهو يقول: ذهب اليوم الحزم والرأي (3) .
قيل: مات سنة سبع وستين (3) .
وقيل: سنة اثنتين وسبعين بالكوفة.
روى له الجماعة.
(1) الطبقات: 7 / 166.
(2)
في تاريخ نيسابور، كما ذكرت بعض المصادر، ولم يصل إلينا.
(3)
وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الصغير: 80: حَدَّثَنَا مسدد، حَدَّثَنَا مغيرة، عن قرة بن خالد، حدثني أبو الضحاك أنه أبصر مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأَحنف بغير رداء". وأخبار الأَحنف كثيرة منتشرة في كتب التاريخ والادب والسمر لما عرف عنه من الفضل والعلم والحلم والشجاعة والسيادة، وقد كتبت عنه مقالا في "مجلة بغداد"سنة 1966، وألفت فيه كتابا أيام شبيبتي لم أطبعه حتى الآن.
(4)
وهو المشهور الاصح في وفاته، وَقَال ابن حبان في "الثقات": وقبره بالقرب من قبر زياد بن أَبيه. (الورقة: 22)، وانظر المعرفة والتاريخ ليعقوب: 3 / 330.