الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تهم وشبهات: التسمي بالسلفية
تزكية للنفس فلا تجوز
مداخلة: يَدَّعي بعض الإخوة التابعين للمنهج السلفي فيقولون: بأن الإنسان المسلم الذي يتبع المنهج السلفي لا يجوز له أن يقول عن نفسه: أنه سلفي؛ وذلك لأنه يُزَكِّي نفسه، ولا يجوز التزكية.
الشيخ: الله يسامحه.
مداخلة: فأرجو التوضيح يا شيخنا؟
الشيخ: هو موجود هنا حتى نسأله السؤال التالي: هل أنت مسلم ماذا يقول؟
مداخلة:
…
الشيخ: ماذا تظن سوف يقول؟
مداخلة: مسلم.
الشيخ: يعني تزكية، هذه تزكية، وما قلت .. نريد أن تطولوا بالكم علينا قليلاً. وما قلت أني سوف أسأله: هل أنت مؤمن؛ لأن هذا يحتاج إلى بحث طويل؛ لأن الإيمان له تفصيل: هل هو الإقرار الاعتقاد بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان أو لا؟ هذا يحتاج إلى بحث طويل، فقد يقول إذا قلت له: أنا مؤمن، هل أنت مؤمن؟ يمكن يقول لي: أنا مؤمن، نقول له: هل أنت من الذين وصفهم الله:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 1 - 4] .. إلى آخره، سيقول
…
وفي صلاتهم خاشعون أيضاً هذه نادر جداً أن يتحقق فيه بل سيقول: والله أنا في شك من هذا، إذاً: أنت تشك في إيمانك؟ لا أنا ما أشك في عقيدتي؛ هذه تزكية أكثر من الأولى، إذا قال: أنا مسلم، فهذا الرجل ما يفقه ما هي السلفية حتى يقول: إن هذه تزكية، السلفية هو الإسلام الصحيح، فمن يقول عن نفسه: أنا مسلم وأنا ديني الإسلام، كالذي يقول اليوم: أنا سلفي.
وهذا أمر ضروري جداً، الأمر ضروري جداً بالنسبة للشباب المسلم اليوم أن يعرف الجو الذي يعيشه، الجو الإسلامي وليس الجاهلي، يجب أن يعرف الجو الإسلامي الذي يعيشه والذي يحياه؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بَيَّن وفَصَّل لنا القرآن تفصيلاً، ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32]، فالله عز وجل برحمته وفضله حَذَّر عباده المؤمنون أن يكونوا من المشركين، الذين من أوصافهم كما قال:{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32].
فأنتم اليوم تعلمون أن هناك طائفة من المسلمين اسمهم: الشيعة، فهم فعلاً وقولاً تفرَّقوا عن المسلمين اسمهم الشيعة، فإذا تركنا هؤلاء جانباً ونظرنا إلى من يُسَمَّون بأهل السنة والجماعة، هؤلاء أيضاً تفرقوا شيعاً وأحزاباً، وما يوجد مسلم اليوم إلا ويعلم أن المذاهب الفقهية من أهل السنة والجماعة هي أربعة: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، ولا شك أن هؤلاء الأئمة الأربعة هم من أئمة السلف، ولكن الذين اتبعوهم منهم ومنهم، منهم من اتبعوهم بإحسان، ومنهم
من اتبعوهم بإساءة، فالأئمة رحمهم الله أحسنوا إلى المسلمين في بيان الفقه الذي استنبطوه من الكتاب والسنة، لكن الأتباع منهم ومنهم؛ لأنهم تفرقوا شيعاً وأحزاباً، الحنفي ما يصلي وراء الشافعي، والشافعي ما يصلي وراء الحنفي .. وإلى آخره، لا نخوض في هذا الآن كثيراً، والحر كما يقال تكفيه الإشارة، لكن هناك مذاهب في العقيدة، منها مذهبان بل ثلاثة، لكن قلت مذهبان؛ لأن المذهبين ما يعترفوا على المذهب الثالث وهو المذهب الحق، في العقيدة التي أنا قلت ثلاثة مذاهب: أهل الحديث، والماتريدية، والأشاعرة، هؤلاء المذهبين الماتريدية والأشاعرة هم الذين يقصدون بكلمة: أهل السنة والجماعة، قديماً وحديثاً، لكن بعض إخواننا السلفيين الدعاة منهم يحاولون الآن أن يطلقوا هذا الاسم: أهل السنة والجماعة على أتباع السلف الصالح، وهذا سيأخذ معهم جهداً طويلاً وطويلاً جداً حتى يتركوا العرف العام، علماء الأزهر مثلاً حينما يقولون: أهل السنة والجماعة لا يقصدون إلا الماتريدية والأشاعرة، هؤلاء يختلفون عن المذهب الأول، مذهب الحديث مذهب الفرقة الناجية يختلفون كل الاختلاف، غير أيضاً الخوارج والإباضية الذين موجودون اليوم في عمان وفي الجزائر في بعض البلاد الجزائرية في المغرب ..
إلى آخره، هذه الأحزاب كلها لا يمكن الانتماء إلى شيء منها إلا إلى مذهب واحد وهي التي تمثل الفرقة الناجية التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها التي تكون على ما كان عليه هو عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام.
فهذا الإنسان الذي أنت تشير إليه هذا يجب أن يعرف هذه الحقيقة الغيبية التي أخبر الرسول عنها من الاختلاف الذي أشارت إليه الآية الكريمة آنفاً المذكورة آنفاً، وفصلها الرسول عليه السلام في أحاديثه تفصيلاً خاصة في حديث الفرق وهو قوله:«وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة» ،
فهذا المسكين لا يعرف الفرقة الناجية؛ ولذلك يقول: ما يجوز أن تقول عن نفسك: أنا سلفي؛ لأنك تزكي نفسك، إن لم يقل هو عن نفسه سلفي، فهو يقول: أنا مسلم، وقد يقول: أنا مؤمن، وكلاهما تزكية ولا شك، ربنا عز وجل يقول:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 - 36]، فالمسلم يميز نفسه عن الكافر فيقول: ديني الإسلام، إذا قال: ديني الإسلام، كلمتان ما مختصر هاتين الكلمتين؟ مسلم، فإذا قال: ديني الإسلام كما لو قال: أنا مسلم، طيب هل أنت مسلم جغرافي أو أنت حقيقة مسلم؟ قد كان في عهد الرسول عليه السلام مسلمون منافقون، تعرفون هذه الحقيقة، {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: 101] في صريح القرآن الكريم، لكن كانوا يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويصلون مع المسلمين ويصومون، لكنهم لم يؤمنوا بقلوبهم.
فإذاً: الإسلام إذا لم يقترن مع الإيمان في القلب هذا الإسلام فلا ينفعه إسلامه إطلاقاً، وهذا معروف في القرآن الكريم.
لذلك مثل هذا المسلم الذي ينصح بتلك النصيحة الباطلة يجب أن يعرف أين يضع قدمه من هذه الفرق الهالكة التي ليس فيها فرقة ناجية إلا التي تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام؛ لذلك نحن لنكون مع هؤلاء نقول: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
ونسأل الله عز وجل أن يحيينا على ذلك، وأن يميتنا على ذلك. غيره.
مداخلة: بعض إخواننا الدعاة يقول: أنا أقول: أنا سلفي؛ خشية أن أقع يعني
…
والناس تنظر إلي بنظرة حزبية، فهل هذا الكلام .... أم عليه أن أبين للناس
…
؟
الشيخ: هو هذا الأخير. أنا أروي الآن مناقشة جرت التي جرت بيني وبين أحد الكتاب الإسلاميين الذين هم معنا على الكتاب والسنة.
المناقشة جرت كالتالي، وأرجو لإخواننا طلاب العلم أن يحفظوا هذه المناقشة؛ لأنها في ثمرتها مهمة جداً.
قلت له: إذا سألك سائل: ما مذهبك، ما هو جوابك؟
قال: مسلم.
قلت: هذا جواب خطأ.
قال: لم؟
قلت له: لو سألك سائل: ما دينك، ماذا تقول؟
قال: مسلم؛ لأنه ما سألتك ما دينك، أنا سألتك: ما مذهبك؟ هذا أولاً.
وثانياً: أنت تعلم أن في الأرض الإسلامية اليوم مذاهب كثيرة وكثيرة جداً، أنت معنا في الحكم على بعضها بأنها ليست من الإسلام بسبيل إطلاقاً، كالدروز مثلاً والإسماعيليين والعلويين .. ونحوهم، مع ذلك فهم يقولون: نحن مسلمون، وهناك طوائف أخرى قد لا نقول إنها كتلك الطوائف الأولى إنها خرجت من الإسلام، وإنما لا شك أنها تكون من الطوائف الضالة التي خرجت في كثير عن الكتاب والسنة، مثلاً: كالمعتزلة والخوارج والمرجئة والجبرية .. ونحو ذلك، أيش رأيك هذا موجود عندك اليوم أو لا؟
قال: نعم.
قلت: فإذا سألنا شخصاً من هؤلاء الأشخاص: ما مذهبك؟ سيقول قولك متحفظاً: مسلم، فأنت مسلم وهو مسلم، إذاً: نحن نريد أن توضح في جوابك عن
مذهبك بعد إسلامك ودينك.
فعرف الرجل وهو كما قلنا هو معنا.
قال: إذاً أنا أقول في الجواب: أنا مذهبي الكتاب والسنة.
قلت: أيضاً هذا الجواب لا يكفي.
قال: لم؟
قلت: لأن من ذكرناهم أنهم يعني يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون أيضاً لا أحد منهم يقول: أنا لست على الكتاب والسنة، كل واحد يقول .. كل الشيعة الآن، هل الشيعة يقولون: نحن ضد الكتاب والسنة؟ لا، يقولون: نحن على الكتاب والسنة، وأنتم منحرفون عن الكتاب والسنة.
فلا يكفي يا أستاذ أقول لصاحبي أن تقول: أنا مسلم لكن على الكتاب والسنة، فلا بد من ضميمة أخرى، ما هو رأيك هل يجوز نحن اليوم الذين نعتمد على الكتاب والسنة أن نفهم الكتاب والسنة فهماً جديداً، أم لا بد أن نلتزم في فهمهما ما كان عليه السلف الصالح؟
قال: لا بد من ذلك.
قلت: هل أنت تعتقد أن أصحاب المذاهب الأخرى من كان خارجاً عن الإسلام ويدعي الإسلام، ومن كان لا يزال في بداية إسلامه لكنه ضل عن بعض أحكامه، هل تعتقد أنهم يقولون معك ومعي أنا: نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؟
قال: لا ما يشتركون معنا.
قلت: إذاً أنت لا يكفي أن تقول: أنا على الكتاب وعلى السنة، لا بد من
ضميمة أخرى.
قال: نعم.
قلت: إذاً: ستقول على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
الآن نأتي إلى بيت القصيد، قلت له وهو رجل أديب وكاتب نحرير، قلت: ألا يوجد كلمة واحدة في اللغة العربية تجمع لنا الإشارة إلى هذه الكلمات كلها: مسلم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ما في كلمة تغنينا عن هذه الكلمات كلها، فهي مثلاً: أنا في .. قال هو كذلك وأسقط في يده. هذا هو الجواب.
فإذا أحد أنكر عليك لا تقل: سلفي، قل له أنت .. قبل هذا الكلام الذي ذكرناه: وأنت ماذا؟ سيقول لك: مسلم. أمشي بقى في القضية.
مداخلة: هو شيخنا يقول: أنا سلفي، لكن يقول: أنا سلفي، أنا ما وصلت حقيقة إلى درجة السلف كي أقول عن نفسي سلفي، فنسأل الله أن نكون سلفيين، يقول هكذا.
الشيخ: لكل سؤال جواب، هو وصل إلى درجة سلفي إسلامي؟
مداخلة: ما وصل.
الشيخ: فإذاً ما يقول مسلم، سبحان الله! ماذا يفعل الجهل بصاحبه يرميه على أُمِّ رأسه.
(الهدى والنور / 725/ 15: 00: 00)
(الهدى والنور / 725/ 45: 31 - 00)
(الهدى والنور / 725/ 36: 36: 00)