الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تهم وشبهات: السلفيون وعلى رأسهم
الألباني ينكرون المذاهب الأربعة
قال الإمام معلقا على ما جاء في مذكرة كتبها وزير أوقاف دولة عربية:
ثم إنَّ من فريات تلك المذكرة قولها:
"إن هذه الجماعة تنكر المذاهب الأربعة"!
فأقول: هذا كذبٌ وزورٌ، فنحن نُقَدِّرُ الأئمةَ الأربعةَ- وكذا غيرهم- حق قدرهم، ولا نستغني عن الاستفادة من علمهم، والاعتماد علىِ فقههم، دون تعصُّب لواحد منهم على الآخرين، وذلك ممّا بَيّنته بياناً شافيا منذ أكثر من ثلاثين سنة في مقدمة كتابي:«صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها» ، فإليها أُحِيلُ من كان يريدُ التأكّد من كذب هذه الفرية.
وإنّ مِن أفرى الفِرى قولَها عطفاً على ما سبق:
فأقول: «سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَان عَظِيمٌ» و «إِفْكٌ مُبِيْنٌ» ، واعتداءٌ جسيم على مسلم نذر نفسه ووقته وجهده لخدمة السنة والدفاع عنها والرد على مخالفيها، وتمييز صحيحها من ضعيفها، وقضى في ذلك أكثر من نصف قرن من الزمان، لا يَكَلّ ولا يَمَلّ، والحمد لله. وله في ذلك المؤلفات الكثيرة التي يشهد بفائدتها
وأهميتها كبارُ العلماءِ والأدباءِ، وينتفع بها الملايينُ من طُلَاّب العلم في كل البلاد الِإسلامية وغيرها، وقد أُعيدَ طبع الكثير منها، وبعضها يُنْبئ عن ذلك صريح اسمها، مثل «دفاع عن الحديث النبوي» و «منزلة السنة في الِإسلام، وأنه لا يُستغنى عنها بالقرآن» ، و «الذَّبُّ الأحمد عن مسند الِإمام أحمد» ولم يُطبع بعد، وهو في الرد على من نفى صحة نسبة «المسند» للِإمام أحمد، وغيرها كثير مما هو مطبوعٌ معروفٌ، وقد جمع أسماءَ الكثير منها بعضُ المُحِبين في كتبٍ ورسائلَ، وقفتُ وأنا أكتبُ هذه المقدمة على واحدة منها مطبوعة بعنوان:
«سُلَّم الأماني في الوصول إلى فقه الألباني» .
وفي اعتقادي أن تلك المذكرة الجائرة، تُشير بهذه الفرية الباطلة إلى جهودنا المستمرّة في خدمة السنّة المطهّرة التي منها بيانُ الأحاديث الضعيفة والموضوعة، الدائرة على ألسنة كثير من الخطباء والمحاضرين والمدرسين وغيرهم من خاصّة المسلمين وعامّتهم، متوهّمين أنها أحاديثُ صحيحةٌ، وهي عند أهل العلم ضعيفةٌ أو موضوعة، فيتهمهم الجُهّال بأنهم يُكَذّبون بالأحاديث الصحيحة، والله المستعان.
الضعيفة (3/ 6 - 7).