الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة لمن ينتمي إلى الجماعات المعاصرة
مداخلة: فضيلة الشيخ! ما هي نصيحتكم لمن ينتمي إلى جماعة ما من الجماعات الإسلامية المعاصرة، مع ذكر المخالفة التي تقع فيها جماعة الإخوان والتبليغ؟
الشيخ: أظن أن الجواب السابق كان يكفي للإجابة عن هذا السؤال؛ لأنه لا يخرج عن الذي قبله، إلا أنني أذكر كل المسلمين بأن على كل جماعة أن يكون في منهجهم الرجوع إلى الكتاب وإلى السنة، وفهمهما على ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم في كل أمور الدين، لا فرق بينما كان عقيدة أو فقهاً أو سلوكاً، وكل جماعة من الجماعات الموجودة اليوم في الساحة الإسلامية لا يوجد فيها من يعلن عن دعوته على هذا النهج الذي نصرح به وندعو إليه وهو الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح، هذا المنهج الذي أشار إليه ربنا عز وجل في قوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] فقد ذكر الله تبارك وتعالى في هذه الآية قوله عز وجل: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] عطف هذه الجملة على قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] إشارة منه تعالى إلى وجوب الاقتداء به عليه الصلاة والسلام وعدم مخالفته ومشاققته في طريق اتباعنا للمؤمنين الأولين وهم الذين
ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الفرق حيث قال عليه السلام في الحديث المشهور في آخره: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة» الجماعة هي سبيل المؤمنين المذكور في الآية السابقة، وقد جاء تفسير هذه الجماعة في رواية أخرى فقال عليه الصلاة والسلام:«هي التي على ما أنا عليه وأصحابي» لهذا لا ينبغي أن يكتفي المسلم بقوله: أنا على الكتاب والسنة ثم يفسر الكتاب والسنة على ما [يراه] ويخطر في باله إن لم نقل: على ما
يوافق هواه، هذا لا يكون متبعاً لسبيل المؤمنين وإنما يكون متبعاً لهواه.
لذلك أكد ربنا عز وجل في الآية السابقة فقال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] فاتباع غير سبيل المؤمنين هو دليل الانحراف عن اتباع الكتاب والسنة؛ لأن السلف الأول كانوا على الكتاب والسنة بالمفهوم الصحيح.
ولما تفرق المسلمون بعد القرن الأول بخاصة وما تلاه من القرون إنما تفرقوا بسبب أنهم لم يضعوا نصب أعينهم الاقتداء بالصحابة الذين قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق أنهم هم الفرقة الناجية، وأكد ذلك عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض المعروف لدى الجميع إن شاء الله وهو قوله رضي الله عنه:«وعظنا رسول الله .. » . [انقطاع] .. «الراشدين المهديين من بعدي» إلى آخر الحديث وهو معروف، فالملاحظ هنا: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتصر على قوله: «فعليكم بسنتي» بل عطف على ذلك أيضاً فقال: «وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» ما السر في ذلك؟ السر في ذلك في قوله: «ما أنا عليه وأصحابي» أي: إن هؤلاء الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون هم الذين تلقوا الإسلام مبيناً مفسراً من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضاً طرياً ثم طبقوا دون إفراط أو
تفريط .. دون ميل يميناً أو يساراً؛ لذلك فهم القوم الذين ينبغي أن يقتدى بهم في فهم الكتاب والسنة، وأن يحتذى بهم في تطبيقهم إياهما؛ لذلك كان من الواجب في العصر الحاضر أن لا نقتصر على الدعوة إلى العمل في الكتاب والسنة فحسب؛ لأن كل الفرق التي جاء ذكرها في الحديث المشار إليه آنفاً وهي ثلاث وسبعون فرقة، ما فيها فرقة وبخاصة في العصر الحاضر الآن حيث انتبه الناس لضرورة الرجوع إلى الكتب والسنة فصارت كل طائفة تعلن أنها أيضاً هي على الكتاب والسنة ولكنها لا تعلن أنها على منهج الصحابة وعلى منهج السلف الصالح بل توهم من قد يقول: أولئك رجال ونحن رجال ونحن نفهم الكتاب والسنة كما كانوا يفهمون
…
يضربون بتلك النصوص المتقدمة عرض الحائط ويخرجون عن كونهم من الفرقة الناجية؛ لأن علامتها أن يمشوا على ما كان عليه الرسول وأصحابه.
هذا ما ينبغي أن نفهمه فيما يتعلق بالجماعات القائمة اليوم، من وضعت نصب أعينها السير على كتاب الله وعلى حديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح فهو الذي يرجى أن يكون على هدى من ربه، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.
(رحلة النور 16 b/00: 39: 08)(17 a/00: 00: 00)