الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شقرة:
…
شيخنا قياساً على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نقول للإخوان في اليمن يقولون لهم كلام شيخ الإسلام سلفيون عامون وسلفيون خاصون.
(الهدى والنور / 792/ 03: 01: 00)
(الهدى والنور / 792/ 52: 09: 00)
باب منه
الشيخ: ذكرت بارك الله فيك في سؤالك الأول: أنهم ينكرون علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين، وأن هذا تفريق، فهذه نقطة يجب أن ندلي برأيي فيها؛ لأنها في الحقيقة مسألة هامة، لا يعرفها كثير من إخواننا السلفيين، فضلاً عن أولئك الخصوم الذين يحاربون الدعوة في صميمها وليس في اسمها.
هم يجهلون ما معنى الدعوة السلفية، وإلى ماذا أو إلى من تنتسب هذه الدعوة، ولا يخفى على الحاضرين جميعاً إن شاء الله أن الدعوة السلفية إنما هي تنتسب إلى السلف الصالح، وهم أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية، في الحديث الذي تواتر صحته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» فنحن ننتمي إلى هؤلاء السلف في منهجهم .. في فهمهم لشريعة ربهم .. في أصولهم في قواعدهم.
من ذلك مثلاً: وهذا خلاف جذري بيننا نحن معشر السلفيين وبين الطوائف أو الجماعات أو الأحزاب الأخرى، نحن ننتمي إلى السلف الصالح في مناهجهم ومنها: أنهم في طيلة هذه القرون الثلاثة لا يعرفون التمذهب بمذهب شخص معين كما شرحنا آنفاً أن الانتساب والتعصب لإمام معين دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو إخلال بإفراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاتباع، فالسلف الصالح لا يعرفون المذهبية؛
ولذلك فنحن لسنا مذهبيين اتباعاً للسلف الصالح.
فحينما ينكرون علينا انتمائنا إلى السلف الصالح يعني ذلك أحد شيئيين:
إما أنهم لا يعرفون من هم السلف، أو يعرفون لكنهم لا يعرفون قدر السلف، أو أنهم يكابرون ويجحدون الحقيقة الشرعية.
أنا أقول: لو أن مسلماً تبرأ من مذهب فلان مهما كان هذا الفلان، ولنسم: مذهب أبي حنيفة .. مذهب الشافعي .. مذهب الأئمة المتبوعين، فهو ليس في خطر من دينه؛ لأنه يتبرأ من مذهب شخص معين لكنه ليس كذلك فيما إذا تبرأ من مذهب السلف الصالح فهو كفر، وبخاصة إذا ما تذكرنا أن على رأس المذهب الصالح هو رسول الله.
فإذاً: هؤلاء بلغ بهم الغفلة والجهالة إلى أنهم يقعون في الكفر أو على الأقل يشرفون على الكفر وهم لا يشعرون، إذاً: نحن لنا الشرف في أن ننتسب إلى السلف الصالح في منهجهم في فهمهم لكتاب الله ولحديث رسول الله، ومن ذلك أضرب مثلاً مكرراً لما قلت أنهم لا يعرفون مذهبياً، ليس فيهم من كان بكرياً .. ليس فيهم من كان عمرياً .. ليس فيهم من كان عثمانياً .. ليس فيهم من كان علوياً في المذهب، ودعنا الآن من المذهب السياسي الشيعي مثلاً أو الأموي أو إلى آخره، نحن نتكلم عن التدين بمذهب لم يكن عند هؤلاء السلف إلا اتباع الكتاب والسنة، ولذلك كان أحدهم إذا تيسر له أن يسأل أبا بكر سأله .. إن تيسر له عمر سأله .. ابن مسعود .. ابن عمر .. أبو هريرة إلى آخره؛ ذلك لأنهم يؤمنون يقيناً أنه لا يجوز الإخلاص في الاتباع لشخص واحد في الدنيا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذاً: هذه أيضاً من ضلال أولئك الجماعة الذين ينكرون علينا انتسابنا إلى السلف الصالح.
وقريباً جداً زارني أحد الكتاب المصريين، وألف كتاباً وجاء إلي لكي نناقشه في بعض مسائل الكتاب، والمقصود الآن: ما يتعلق بموضوع السلف والسلفية، قلت له: وهذه مناقشة فيها تبصير لإخواننا الحاضرين، قلت له: إذا قيل لك يا فلان! ما مذهبك .. ما هو جوابك؟ قال: مسلم، قلت: هذا يكفي؟ قال: يكفي، قلت: لو سألت أي طائفة من الطوائف الإسلامية فسيكون جوابه جوابك، لو سألت الشيعي .. لو سألت الرافضي ما مذهبك؟ وخاصة والشيعة لديهم التقية المعروفة سيقول لك: مسلم، إذاً: ما هو الفرق بينك وبينه، فانتبه أنه فعلاً لا يكفي هذا الجواب، فضم ضميمة، فقال: مسلم على الكتاب والسنة، قلت: حسناً! هذا قيد ضروري جداً لكن هل يكفي؟ قال: يكفي كتاب وسنة!
مداخلة:
…
بالأول ولم يكف.
الشيخ: قلت له: لا يكفي، مع أنه على الكتاب والسنة لا يكفي في هذا الزمان، قال لماذا متعجباً! قلت له: خذ أي طائفة من الطوائف الإسلامية التي تدخل في عموم: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» سلها ستقول قولك هذا: على الكتاب والسنة؛ لأنه لا يوجد مسلم يتبرأ من الكتاب والسنة؛ لأنه إن فعل خرج من الإسلام، إذاً: لا بد أيضاً من ضميمة أخرى تميزك على الطوائف الأخرى التي أنت تتبرأ من مناهجها ومسالكها، قال: فأقول مثلاً ماذا؟ قلت: على منهج السلف الصالح، وقلت له في جملة ما قلت له: أنت هل سمعت .. هو كان قديماً من الإخوان المسلمين، لكن هو الظاهر فيما سمعنا منه وكان أخونا الخطيب أين هو؟
مداخلة: نعم يا شيخ!
الشيخ: كان حاضراً إنه ليس من الإخوان المسلمين (وحكى لنا الحقيقة عن
حسن البنا كلمات طيبات جداً) لم نكن نعرفها من قبل وهو، أي: محدثي هذا كان يعتبر من حواري الشيخ حسن البنا رحمه الله، الشاهد: قلت: ابدأ من جماعتك قديماً: الإخوان المسلمين، وانزل إلى كل الجماعات: حزب التحرير .. جماعة التبليغ .. شباب محمد وماذا يوجد جماعات أخرى! هل تجد أحداً منهم يقول: على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، أم يكتفون إن قالوا على الكتاب والسنة؟ أما أن يقول أحدهم: وعلى منهج السلف الصالح فهذا لا تسمعه إلا من أمثالنا، وهذا أكبر دليل أنه لا يكفي المسلم اليوم أن يقول: أنا مسلم أولاً، ثم لا يكفي أن يقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة فقط ثانياً، بل لا بد من الضميمة التي تفرق بين الحق والباطل وهو: على منهج السلف الصالح.
وذكرت له كما ذكرت لغيره كثيراً وكثيراً وبعض إخواننا الحاضرين سمعوا مني ذلك مراراً وتكراراً، بناءً على قولي آنفاً: أن كل المسلمين يقولون: على الكتاب والسنة، المعتزلة قديماً وأذنابهم حديثاً بأسماء شتى وبراقة قد تكون أحياناً يخالفون السلف الصالح في كثير من عقائدهم ومع ذلك فهم يؤمنون بالكتاب والسنة، فماذا يفعلون بالآيات التي احتج بها السلف الصالح في بعض الأمور الاعتقادية وهؤلاء يخالفونها، هل ينكرون هذه النصوص؟ الجواب: لا، ماذا يفعلون؟ يُؤَوِلون النصوص القرآنية حتى تتفق مع أهوائهم.
فاضرب بهذه المناسبة مثلين لمذهبين، أحدهما: قديم عريق
…
هم المعتزلة وأمثالهم، والآخر: جديد حديث وهم القاديانية، المعتزلة مثلاً ومعهم اليوم الشيعة والإباضية ينكرون القدر:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 96] ينكرون رؤية الله في الآخرة، لكن لا يُنكرون الآيات سواء ما كان منها في القدر أو ما كان منها في رؤية الله لكنهم يتأولونها يلفُّون يدورون عليها حتى تُطَابِق أهواءهم.
فإذاً: هم يقولون بالكتاب والسنة لكن يخالفون ما كان عليه السلف الصالح، هذا السلف هم المعنيون بقوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] فسبيل المؤمنين: هم السلف الصالح، ولذلك فلا يكفي أولئك القدامى والمحدثين أن يقولوا على الكتاب والسنة ثم هم يتلاعبون بمعاني هذه الآيات ويأتون بمعاني جديدة لتتفق مع أهوائهم، مثال بسيط جداً ولا نطيل الحديث حوله، قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23] المعتزلة ينكرون هذه المنة .. هذه الفضيلة الإلهية التي يمتن بها الله على عباده في جنة النعيم، حيث يرونه كما قال أحد العلماء الأفاضل:
يراه المؤمنون بغير كيف
…
وتشبيه وضرب من مثال
فهل أنكروا الآية؟ لا لم ينكروا الآية لكن قالوا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23] أي: إلى نعيم ربها ناظرة، لفوا على الآية وأنكروا حقيقتها، إذا ما جوبهوا بالأحاديث الصحيحة، كمثل قوله عليه السلام في تفسير الآية الكريمة:{الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال عليه السلام والحديث في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لهم الحسنى: الجنة، وزيادة: رؤية الله في الآخرة» هذه الزيادة، والحديث الآخر وهو أشهر من الأول:«إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون» وفي رواية: «لا تضامون في رؤيته» إذا جوبهوا بهذا الحديث وذاك، قالوا لك: هذه أحاديث وإن كانت صحيحة فهي أحاديث آحاد لا يُؤْخَذ بها في العقيدة.
إذاً: آمنوا بالآية لكنهم كفروا بمعناها، ما الفائدة في هذا الإيمان إذا كفر بالمعنى؟ ! هذا مثال من الفرق القديمة، والمعتزلة اليوم والشيعة والإباضية على هذا المذهب، وبهذه المناسبة الإباضية الآن لهم نشاط ما كان يعرف من قبل،
ساعدهم على ذلك: يسر الطباعة ويسر النشر وإلى آخره، فهم يؤلفون الآن كتباً ورسائل كثيرة في سبيل ماذا؟ نشر مذهبهم وضلالهم.
المثال الثاني الجديد المتعلق: بالقاديانية، القاديانية لا شك أنهم يَدَّعون الإسلام ولكن الإسلام منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال في المثل العربي القديم؛ ذلك لأنهم خالفوا سبيل المسلمين في كثير من عقائدهم، فهم مثلاً يعتقدون بأن باب النبوة لم يُختم .. لم يغلق .. باب النبوة لا يزال مفتوحاً، وأكدوا ذلك بادعاء نبيهم الذي كان يسمى: بميرزا غلام أحمد القادياني ادعى النبوة، ولذلك فهم يؤمنون بنبوة: ميرزا غلام أحمد القادياني ويكفروننا نحن معشر المسلمين؛ لأننا لا نؤمن بنبيهم هذا الدجال، طيب! ألا يؤمنون بقوله تعالى:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]؟ يؤمنون طبعاً؛ لأنهم لو أنكروا كفروا وارتدوا عن دينهم، كيف إذاً يؤمنون بهذا النص القرآني ويعتقدون بمجيء نبي ويصرحون بأنه بعد سيأتي أنبياء كثر من أمثال هذا النبي خاصتهم.
اسمعوا الآن ماذا يفعلون بالآية هذه ويخالفون سبيل المؤمنين كما قال رب العالمين، قال: أنتم أسأتم فهم هذه الآية فوقعتم في الخطأ وفي الضلال؛ لأنكم فهمتم من قوله: {خَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] أي: آخرهم هذا خطأ، والصواب في فهم الآية:{خَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] أي: زينة النبيين كالخاتم في الإصبع، إذاً: هم آمنوا بالآية لكن كفروا بالمعنى لم يفيدهم شيء؛ لهذا نحن ندندن والبحث في هذا طويل جداً جداً .. ندندن أنه في العصر الحاضر لا يكفي أن نقول: أنا مسلم، بل لا يكفي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة، لا بد من الأداة المميزة بين طائفة الحق التي أشار إليها الرسول في الحديث المعروف:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» إلى آخر الحديث، وبين الطوائف الأخرى التي تدعي أنها على الإسلام وهي بعيدة عن الإسلام كُلاً أو جُزْءاً، فلا بد من ضميمة: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وهذا من معاني قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
إذاً: يجب أن نكون على سبيل المؤمنين وليس هناك مؤمنون مشهود لهم بالخيرية سوى القرون الثلاثة فهم سلفنا الصالح.
وأخيراً: نقول لهؤلاء: نتفق معكم جدلاً .. جدلاً نكتفي على أن نقول: نحن مسلمون على الكتاب والسنة اتركوا نحن سلفيون جدلاً، لكن هل أنتم لا تنتسبون إلى الإخوان المسلمين .. لا تنتسبون إلى جماعة التبليغ .. لا تنتسبون إلى حزب التحرير .. إلى مذهب حنفي شافعي مالكي حنبلي صوفي إلى آخره نقشبندي قادري جيلاني؟ إن فعلتم أنتم ذلك ولن تفعلوا فنحن معكم لن نفعل، سنظل على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح شئتم أم أبيتم:
وحسبكم هذا التفاوت بيننا
…
وكل إناء بما فيه ينضح
نعم.
(الهدى والنور/544/ 41: 00: 00).
(الهدى والنور/544/ 11: 07: 00).
(الهدى والنور/544/ 19: 18: 00).