الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطريق إلى توحيد الكلمة
بين الجماعات الإسلامية
مداخلة: يسأل السائل فيقول: قد نرى ما نرى من أحوال المسلمين اليوم، والطوائف الموجودة من سلفية وصوفية وتبليغ وغيرها، وتتجاذب
…
هذه الطوائف، ولكنه يقول: أريد أن أكون كالنحلة تأخذ الحلو من كل هذه الجماعات دون انضمام، فما رأيكم في هذا، وما دوركم في توحيد صف المسلمين، وخاصةً أن أعداء الإسلام متحدين.
الشيخ: أما دورنا في توحيد المسلمين فهذا أمر واجب، لكن المشكلة التي تغفل عنها، بل يجهلها كثير من المسلمين وبخاصة منهم الشباب الغيور على الإسلام ولكنه حائر، يقول: كيف الطريق إلى توحيد [المسلمين]، فتوحيد المسلمين أمر يجب السعي إليه، لكن على أي أساس يكون هذا التوحيد، هل هو على أساس إبقاء كل شيء قديم على قدمه كما يقال، أم على أساس من قول الله تبارك وتعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] من دعا الناس أو دعا المسلمين إلى أن يتوحدوا وإلى أن تكون كلمتهم واحدة على منهج غير هذا المنهج القرآني فهو أولًا يخالف القرآن، وثانيًا فهو لن يصل إلى [شيء] ولو عاش حياة نوح عليه السلام؛ ذلك لأن الأمر كما قيل:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
…
إن السفينة لا تجري على اليبس
أنت تريد أن توحد المسلمين، وفي المسلمين اليوم من يكفر بكتابك؛ وذلك بأن يقول: أن هذا القرآن الكريم فيه نقص نحو ثلاثة أرباع أو أربعة أرباع، فهذا مسلم وربما يصلي ويصوم ويزكي، فكيف أتحد معه وهو يخالفك في جوهر العقيدة في كتاب ربك ويدعي أنه وقع فيه نقص، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، لذلك كل من يريد أو من كان حريصًا على توحيد المسلمين فيجب أن يتذكر أن هذا التوحيد يجب أن يكون مناطًا ومربوطًا بقاعدة:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] هذا أولًا.
وثانيًا: هذه الحيرة التي أشار إليها السائل حيث تتجاذبه يقول، طوائف وأحزاب كثيرة، الجواب عن هذا: في حديث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي صح عنه أنه قال: «ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» هذا السؤال جوابه في حديث الفرق الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة» في الرواية الأخرى: «هل التي على ما أنا عليه وأصحابي» فأنت أيها المحتار الذي تتجاذبه الطوائف والأحزاب اعرف طريق النجاة هو بأن تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام، وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين حينئذٍ تطيح الحيرة منك وتمشي سويًا على صراط مستقيم.
اليوم نعيش على أفكار واختلافات قديمة وحدها تكفينا بلبلة وفرقة، فما بالنا وقد ازداد الاختلاف في العصر الحاضر بأمور كثيرة وكثيرة جدًا بعضها منهجية وبعضها فروعية، فما النجاة؟ الرجوع إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام، ولذلك نحن نؤكد هذا ونقطع بأنه لا سبيل لوحدة المسلمين إلا إذا وحدوا منهجهم، ومنهجهم والحمد لله قال الله قال رسول الله وانتهى الأمر، فمن أراد
النجاة سلك الطريق الموصل إليها كما ذكرنا آنفًا.
مداخلة: بالنسبة
…
حاضر جماعات وفرق، هل الجماعات هذه
…
الشيخ: أو تريد يعني: الحديث ينطبق عليها.
مداخلة: الحديث عفوًا للجماعات الموجودة.
الشيخ: طيب! الجواب: أن الفرقة الناجية ليست محصورة بوحي من السماء في طائفة من هذه الطوائف أو في حزب من هذه الأحزاب، لكن نحن أخذنا الدليل القاطع الدال على من كان من الفرقة الناجية، فمهما عددت من مذاهب قديمة أو حديثة، ومهما تصوت من أحزاب وجمعيات وجماعات اليوم قائمة، فكل فرد من هؤلاء ليطبق المنهج أو العلامة التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للفرقة الناجية فهو من الفرقة الناجية، سواء كان من هؤلاء أو من هؤلاء أو هؤلاء، نحن نضرب الآن مثلًا صريحًا جدًا: ترى! من ادعى أنه من أهل الحديث، أو أنه من أهل السنة، أو أنه سلفي المنهج والعقيدة، هل من الضروري أن يكون صادقًا كل فرد من هؤلاء المدعين أن يكون صادقًا فيما يقول مطابقًا واقعه لما يقول؟ قد وقد، فإذًا القضية ليست بدعوى انتساب صحيح، أو بدعوى انتساب إلى فرقة باسم جديد بقدر ما المسألة تتعلق بمحاولة كل مسلم أن يلاحظ العلامة التي جعلها الرسول عليه السلام للفرقة الناجية: أن يكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، هذا هو الحكم القاطع في الجواب على هذا السؤال، وبطبيعة الحال هناك مجال للتفصيل كثير وكثير جدًا، لكن الوقت الآن ليس مجالًا له.
مداخلة:
…
الشيخ: التسمية إذا كانت لا تحمل في طواياها فرقة فلا بأس فيها؛ لأنه كما يقال: لكل قوم أن يصطلحوا على ما [شاؤوا] أما إذا ترتب من وراء التسمية واقع يخالف الشريعة من جهة، ومن ذلك أن يتعصب كل جماعة تنتمي إلى حزب معين لهذا الحزب، فهنا تكون هذه الأسماء بسبب الانحراف عن التزام الأحكام
الشرعية تكون سبب للفرقة، ويكون مثل ذلك داخلًا في مثل عموم قوله تبارك وتعالى:{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].
فهذا هو جواب السؤال الأخير.
مداخلة:
…
الشيخ: وما آفة الأخبار إلا رواتها.
نحن أولًا نقولها صراحة: نحن نحارب الحزبيات؛ لأن التحزبات هذه ينطبق عليها قول الله تبارك وتعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53] ولأن فعلًا التحزب قد فرق شمل المسلمين وضعف قوتهم على ما بهم من ضعف فازدادوا ضعفًا على ضعف، لا حزبية في الإسلام، هناك حزب واحد بنص القرآن:{فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56] من هم حزب الله؟ هو جماعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبقدر ما يقترب المسلم في هذا الزمان إلى منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبقدر ما يكون في أمان، والعكس بالعكس، وليكون المسلم على منهج الصحابة كما جاء في حديث الفرقة الناجية ذلك يتطلب العلم، والعلم بالكتاب والسنة، وهذا ميزان ممكن لكل مسلم عاقل متجرد عن الحزبية العمياء وعن الأهواء ممكن أن يعلم أنه لا سبيل لمعرفة المتابعة لمنهج الصحابة إلا بالعلم، فمن كان من الجماعات الإسلامية أو الأحزاب الإسلامية أو أو إلى آخره أقرب ما يكون علمًا بالكتاب والسنة فهو أقوم قيلًا وأهدى سبيلًا، والعكس بالعكس.
ولذلك فعلينا بالعلم الصحيح فهو الذي ييسر لنا طريق أن نكون من الفرقة الناجية، وبغير ذلك لا سبيل إلى ذلك أبدًا.
(أسئلة وفتاوى الإمارات 12/ 00: 29: 01)