المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اتهام: السلفية والتشديد على الناس - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٢

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌التسمي بالسلفية

- ‌هل نستطيع أن نستغني عن التسميبالسلفية ونتسمى بأهل السنة والجماعة

- ‌التسمي بالسلفية

- ‌أيهما أولى استعمالا: لفظأهل السنة أم لفظ السلف

- ‌التسمي بالسلفية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌تهم وشبهات: التسمي بالسلفيةتفريق للأمة

- ‌تهم وشبهات: التسمي بالسلفية بدعة

- ‌تهم وشبهات: التسمي بالسلفيةتزكية للنفس فلا تجوز

- ‌ضعف المسلمينوالحل للخروج منه

- ‌المستقبل للإسلام

- ‌حض الإسلام على استثمارالأرض وزرعها

- ‌التكالب على الدنيا يورث الذل

- ‌الانشغال بالدنيا عن الدين سبب الهلاك

- ‌العودة إلى الدين هو الطريقللخلافة الإسلامية

- ‌باب منه

- ‌سبب ضعف المسلمين

- ‌الحل للخروج من ضعف المسلمينوإقامة دولة الإسلام

- ‌أسباب الوَهَن وسبيل النهوض بالأمة

- ‌الطريق الرشيد نحو بناءالكيان الإسلامي

- ‌السبيل إلى تغيير واقع الأمة السيء

- ‌بماذا تبرأ ذمة المسلم الذيلا يستطيع أن يُغَيِّر واقعه

- ‌وسائل النهوض بالعالم الإسلامي

- ‌حول حديث: (يوشك أن تداعىعليكم الأمم

- ‌متى الوصول

- ‌نصيحة .. حول متى الوصول

- ‌تهم وشبهات حول الدعوةالسلفية والرد عليها

- ‌اتهام السلفيةبأنها دعوة تفريق

- ‌اتهام:التسمي بالسلفية تفريق للأمة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌اتهام: تطبيق السنن يسبب الفرقة

- ‌شبهة: الوقت ليس وقت اختلاف، بل توحُّدلمحاربة الشيوعيين والعلمانيين

- ‌تهم وشبهات .. الدعوة إلى العقيدةتفريق للناس

- ‌التفريق ليس مذمومًا لذاته

- ‌السلفية والوهابية

- ‌الوهابية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌اتهام السلفيين بأنهملا يعتنون إلا بالقشور

- ‌اتهام السلفيين بأنهم لا يعتنون إلا بالقشوروأنهم نسوا المعركة الكبرى مع أعداء الإسلام

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌القشر واللب

- ‌تهم: السلفيون لا يُقَدِّمونحلولاً لمشاكل الأمة

- ‌هل في الإسلام قشور

- ‌اتهام السلفيين بأنهملا يهتمون إلا بالعقيدة والعلم

- ‌تهم وشبهات: السلفيون يعطونالعقيدة أكثر من حجمها

- ‌تهم وشبهات: الدعوة السلفية تعتنيبالجانب العلمي وتتحزب له ويصحبذلك ضعف في التعبد

- ‌تهم وشبهات: السلفيونلا يهتمون إلا بالعقيدة

- ‌شبهة: أن الدعوة السلفيةطريقها طويل لا ينتهي

- ‌تهم وشبهات: ماذا فعل منهجكم؟ومتى الوصول

- ‌تهم وشبهات: الطريق السلفي لإقامةدولة إسلامية طويل يحتاجإلى سنوات بل قرون

- ‌دفع شبهات عن الدعوة السلفيةأنهم سلكوا الطريق الخاطئ وأضاعواالوقت فيما لا فائدة فيه

- ‌اتهام السلفيين بأنهمغير مُنَظَّمين

- ‌الرد على اتهام السلفيينبأنهم غير مُنَظَّمين

- ‌باب منه

- ‌اتهام الدعوة السلفيةبأنها دعوة رجعية

- ‌اتهام: الدعوة السلفيةبأنها دعوة رجعية

- ‌اتهام الدعوة السلفيةبالتشديد على الناس

- ‌اتهام: السلفية والتشديد على الناس

- ‌من هم السلف:

- ‌اتهام الدعوة السلفية بعدمتقدير الأئمة الأربعة

- ‌تُهم وشبهات: السلفيون لا يُقَدِّرونالأئمة الأربعة ومذاهبهم

- ‌تهم وشبهات: السلفيون يُلزِمون الأئمةبأقوال هم يفتون بخلافها

- ‌تهم وشبهات: السلفيون وعلى رأسهمالألباني ينكرون المذاهب الأربعة

- ‌اتهام الدعوة السلفيةبالتعصب والجمود

- ‌تهم: وصف السلفيين بالجمود

- ‌هل في المنهج السلفي تعصب

- ‌هل السلفيون ظاهريون

- ‌اتهام الدعوة السلفية بعدمالاهتمام بالحاكمية

- ‌اتهام: السلفية لا تعتني بالحاكمية

- ‌شبهة: ما فائدة الإصلاح مادامأن المهدي سيظهر في النهاية

- ‌شبهة: ما فائدة الإصلاح ما دامالمهدي سيخرج في النهاية

- ‌نظرات في كتبعبد الرزاق الشايجي

- ‌نظرات في كتب عبد الرزاق الشايجي

- ‌رأي العلامة الألباني في تعدُّدالجماعات والتعاون فيما بينها

- ‌كثرة الأحزاب في الساحة

- ‌حكم تعدد الجماعات الإسلامية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌لا فرق ولا أحزاب في الإسلام

- ‌هل الجماعات الإسلامية هي الطريقالوحيد لعودة الإسلام

- ‌الفِرَق والجماعات الموجودة في الساحة

- ‌هل الجماعات الإسلامية تُعَدُّ من الفرق

- ‌نصيحة لمن ينتمي إلى الجماعات المعاصرة

- ‌الطريق إلى توحيد الكلمةبين الجماعات الإسلامية

- ‌التعاون بين الجماعات

- ‌اتحاد الدُّعاة والجماعات

- ‌التعاون مع الجماعات الإسلامية

- ‌حلقة تضم العلماء لحل الخلافات

- ‌كيف نربط بين الحركات الإسلامية

- ‌نبذ الفرقة وكيفية توحيد المسلمين

- ‌هل الجماعات الحالية مُكَمِّلة لبعضها

- ‌السلفية والتخصُّص، ورأي الشيخ فيالتعاون بين الجماعات الإسلامية

- ‌حكم اجتماع الجماعات والتلاقي بينها

- ‌هل هناك مانع من التعاونمع الأحزاب السياسية

- ‌الفصل من الجماعات

- ‌رأي الشيخ في الجماعات الإسلامية

- ‌رأي الألباني في كتاب الجماعاتالإسلامية لسليم الهلالي حفظه الله

الفصل: ‌اتهام: السلفية والتشديد على الناس

‌اتهام: السلفية والتشديد على الناس

السائل: معنا سؤال عملي: [حول] النظرة السلفية لمشاكل العصر طبعاً نحن كما تعلم الزمن يتطور والناس تستجد عليهم مشاكل عديدة لم تكن على عهد السابقين وعندما تأتي مشكلة ما ونسمع بها حلول أو اجتهادات نرى دائماً نرى اجتهاد إخواننا السلفيين من حيث التسهيل بالناس.

الشيخ: من حيث أيش؟ .

مداخلة: من حيث تسهيل الأمر على الناس تراهم في آخر اللستة، بمعنى آخر.

الشيخ: ما فهمت عفواً اللفظة ما فهمتها من حيث أيه

مداخلة: تيسير أوحل هذه المعضلة.

الشيخ: آه من حيث التيسير.

مداخلة: ترى أن الحلول التي تُطْرَح من مختلف الفقهاء ترى أن الحل السلفي

الشيخ: فيه تشديد.

مداخلة: فيه تشديد فإذا عرفنا وعلمنا ان مشاكل العصر الحالي لا يمكن أن تنتقل نقلة نوعية مما هي فيه من مادية إلى الكمال، بمعنى إذا أردنا أن ننشئ بنك إسلامي لا يمكن أن نضعه مائة في المائة، على حسب الأصول الإسلامية في التعامل نظراً لاشتباك القضية التجارية بالقضايا الربوية الأخرى، فترى أن حلول أخواننا السلفيين دائماً يأتي تقليدي ويرجون الإسلام مائة في المائة مما يجعلهم

ص: 315

في آخر المطاف من حيث الحل، وبالتالي لا يأخذ به كثير من الناس، وبالتالي يُتَّهمون بالتشديد، أفلا يعني هذا أنه عندما ننظر في هذه المسائل من حيث القياس والاجتهاد علينا أن نُرَاعي هذه النقطة ونُرَاعي أهمية إعطاء فرصة لهذه المؤسسة أو لهذه المشكلة بالحلول المطروحة المؤقتة إلى أن تسمح.

الشيخ: ما أدري إذا كان فهمي لما عرضته من البيان صواباً أم خطأ لماذا يعني ولو بارتكاب ما حرم الله أتريد أن تقول.

مداخلة: ليس بهذا المعنى بارتكاب، لكن الأمور فيها اضطراريات كثيرة، مثلاً عندما تأتي إلى إنشاء بنك إسلامي.

الشيخ: لا ما تعيد كلامك، وإنما أنت تجيبني عن سؤالي.

مداخلة: طيب كيف حقيقة ارتكاب المحظور الإنسان ما يريد أن يرتكبه ما فيه هناك مسلم.

الشيخ: ما عليش، أنت لا تعمل محاضرة، جاوبني على السؤال.

مداخلة: طبعاً ليس.

الشيخ: ولو بارتكاب المحرم بتقول نعم بتقول لا.

مداخلة: لا ليس بارتكاب المحرمات.

الشيخ: إذاً أولئك الذين يُيَسِّرون، وهؤلاء الذين تصفهم بأنهم مُشَدِّدون، ما هو الخلاف بينهم، هل أولئك المُيَسِّرون يعني طُبِعوا على التيسير ولو كان هذا التيسير مخالفاً للشرع، وهؤلاء المشددون طُبعوا بالتشديد ولو كان موافقاً للشرع، أم القضية بالعكس؟

مداخلة: لالا أظن لا إخواننا الفقهاء ينظرون إلى هذا بهذا المنظار إنما هي

ص: 316

قضية أنك الآن في مشكلة في عدة حلول ما يمكن تنتقل نقلة نوعية فيها.

الشيخ: بارك الله فيك يا أستاذ علي أنت تعيد كلامك، أنا موافق معك وأوقع على بياض، لا يمكن نقل طفرة واحدة لأن الإسلام ما جاء هكذا صحيح ولا لا، ولكن أنا أخشى من هذا الكلام الذي سمعته من غيرك وأرجوا ألا أسمعه منك ولذلك تفضلت بالسؤال أنه قد يرى بعضهم اليوم التدرج في تحريم الخمر كما وقع في العهد الأول، وعلى ذلك فقس الأحكام الشرعية الأخرى، أظنك أنت ما تعني هذا، أو كنت ما تعني هذا، إذاً إذا كنت لا تعني هذا فما الذي تعنيه؟ .

ما أدري، أما أنا أفهم من الموضوع ما يأتي أولئك الذين تظن أنت أو غيرك ييسرون على الناس، ييسرون على الناس بتعدي حدود الله باسم قاعدة عامة يطبقونها في غير موضعها «يَسِّروا ولا تُعَسِّروا» ، وأنا أضرب لك مثلاً بسيطاً جداً في العبادات لأن المسألة واضحة، يمكن وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي اليوم كلها متشابهه وإن كان بعضها أحسن من بعض، وبعضها أسوأ من بعض، أنتم تعلمون مثلاً أن السنة في القراءة في صلاة الفجر إطالتها بخلاف بقية الصلوات على تفاوت معرفة السنة بينها، فإذا كان هناك إمام حريص إلى حد ما على تطبيق السنة يقرأ بالناس في صلاة الفجر أقل من السنة ثلاثين آية رأساً ترفع الشكوى من بعض الكسالى - يرحمك الله - من بعض الكسالى وينبغي أنت بالرغم أنك متوجه إليي بكليتك كما أني متوجه إليك بكليتي أن تقول له يرحمك الله تدري لماذا لأن (تشميت العاطس فرض عين).

مداخلة: يجب على كل مسلم؟

الشيخ: أيوه بارك الله فيك فرض عين، وهذا من الأحكام المجهولة في هذا الزمان لكن إن لم تتجاوب معي فحسيبك الله مش أنا، يعني الشاهد رجل من

ص: 317

الكسالى الذين يصلون خلف هذا الإمام الذي يقرأ دون السُّنة يقدم شكوى إلى الأوقاف أنه فلان يا أخي يطيل علينا، ماذا يأتي الأمر من الأوقاف، قال عليه الصلاة والسلام يا مسلمون أنتم أئمة أنتم كذا من أَمَّ فليخفف فإن ورائه المريض والكبير وذوي الحاجة، ونحو ذلك، هذا لعب بالنصوص.

وكذلك يفعلون بالأحكام المالية تماماً يأخذون بعض النصوص العامة ويتركون النصوص الخاصة الذي قاله عليه السلام: «من أَمَّ فليخفف» ، قال ذلك بمناسبة شكوى صارت من أحدهم في إمام هو معاذ ابن جبل لما افتتح في صلاة العشاء وليس في صلاة الفجر سورة البقرة والرجل خلفه شاب من الأنصار قطع الصلاة، وصلى وحده، وانصرف، وأحس بذلك معاذ فأخذ ينال منه يقول: هذا منافق، عُذر معاذ أنه ترك صلاة الجماعة الله أكبر، صلاة واحدة صار منافقاً، شوف بأن كيف كانوا يَزِنُون الأمور، الآن من يُصَلِّي بالمَرَّة ما أحد بيقول عنه منافق، يصلي لكن ما أحد بيشوفه في المسجد، ما أحد بيقول عنه منافق إلى آخره، وصل على مسامع هذا الأنصاري سب معاذ له فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال يا رسول الله أننا أصحاب نواضح نعمل في النهار ثم نأتي لنصلي وراء معاذ فيطيل بنا في القراءة في الصلاة، فأرسل وراءه، فقال عليه السلام:«أفتَّان أنت يا معاذ، أفتان أنت يا معاذ، أفتان أنت يا معاذ، بحسبك أن تقرأ بالشمس وضحاها والليل إذا يغشى ونحوها من السور» هذا في صلاة العشاء، ثم قال عليه السلام:«من أَمَّ فليُخَفِّف» .

فلو أن إماماً في صلاة العشاء قرأ مثلما الرسول خطط، حيقول الجمهور يا أخي طوَّلت علينا وحيخلوا شكوى للوزارة حا تجي الوزارة تأخذ طرف الحديث «من أم فليخفف» يعني على كيفهم بأه، أما التخفيف المقيد بالسنة لا

ص: 318

يقيمون لها وزن ليه لأن الهدف يسروا ولا تعسروا

طيب هذا مثال يقع تماماً في المعاملات الربوية اليوم التي قامت عليها البنوك التي تسمى بالبنوك الإسلامية، البنوك الإسلامية ظاهرة عصرية الحقيقة وهي لم تتبدل تبدلاً جذرياً إلا باللافتة وكثير من الأحكام لا تلتقي إلا مع بعض الأقوال الشاذة الخارجة ليس فقط عن الكتاب والسنة بل عن أقوال الأئمة يقول بها بعض المقلدين للأئمة، وهم ليسوا مجتهدين، والإنسان حين يقال أنه ليس مجتهداً ذالك يساوي في لغة العلماء الحقيقيين أنه جاهل، الرجل العالم الذي يقال أنه عالم وليس بمجتهد أي لا يستقي الأحكام، الذي هو أولاً يتعبد الله بها، وثانياً يُعبد الناس بها، وإنما من قيل وقال هذا يسمى في لغة العلماء بأنه جاهل، (ولو كانت عمامته كالبرج وجبته كالخرج)، فهذا ليس عالماً، هم يقولون في كتاب القضاء ولا يجوز تقليد الجاهل، قال في الشرح: أي المقلد لا يجوز تقليد الجاهل أي القضاء القاضي

مداخلة: يعني تنصيبه شيخنا.

الشيخ: نعم

أيوه القاضي يجب أن يكون مجتهداً ولا يجوز أن يكون مقلداً؛ لأن المقلد يكون جاهلاً، وهذا صحيح، لأن المقلد الله، يرحم ابن رشد الأندلسي جاء بمثال رائع جداً يقول: مثل المقلد ومثل المجتهد كمثل صانع الخفاف وبائع الخفاف، مثل المجتهد ومثل المقلد كمثل صانع الخفاف وبائع الخفاف يأتي الرجل بقياس رجل غريبة قد تكون مثلاً قصيرة وضخمة وفي واحد بيصلح في رجله هلا يأتي عند بائع الخفاف بيطلع في هي الأقيسه المتعددة المتنوعة ما بيلاقي، بقله عفواً ما عندي من المقياس هذا، لكن بيروح عند صانع الخفاف يأخذ

ص: 319

القياس تماماً بيفصل إياها، هذا مثل المقلد، وهذا مثل المجتهد، المجتهد هو المتشبع بنصوص الكتاب والسنة التي أنزلها الله عز وجل لتكون كما يتفاخر به خطباؤنا ووعاظنا ومرشدونا وهم لا يعلمون هذه الحقيقة علماً واقعياً، يتبجَّحُون أن الإسلام يَصْلُح لكل زمان ومكان، وهذا صحيح، لكن بسبب جهلهم بهذه الحقيقة صاروا الآن وهنا الشاهد يحورون (انقطاع) معا متطلبات الزمان وبدون يسر، لم يأتوا بيسر لأن الجماعة درسوا الكتاب ودرسوا السنة وجدوا فيها أدلة تيسر لهم بعض المعاملات التي هم يرون التعامل بها اليوم.

لذلك أخي ما ينبغي نحن أن نظن في ناس نراهم فعلاً يتشددون لأنهم يطبقون أحكام الشريعة، وألا نعجب بأناس ييسرون لأنهم ييسرون، يجب أن نعلم هؤلاء الذين يشددون هل هو اجتهاد من عندهم أم هو تمسك منهم بنصوص كتاب ربهم وسنة نبيهم، إن كان هذا هو التمسك فهذا واجب كل مسلم كذلك أولئك الناس الذين يقال انهم ييسرون، هل ييسرون بأدلة يقدمونها للناس من الكتاب والسنة، ولا هذه آراء، نحن نعرف من كتب الفقه عجائب من الأمور عجائب جداً وأنا كنت اجتمعت مع مدير مع رئيس البنك الإسلامي أيش أسمه إله كتاب في هذا الذي أسس البنك الإسلامي.

مداخلة: صالح كامل.

الشيخ: يمكن.

مداخلة: حماد أو حامد كذا.

الشيخ: إله كتاب الشاهد عرفت منه كيف أقام البنك الإسلامي، أقامه على التلفيق، كلما وجد قولاً في مذهب من المذاهب ييسر معاملة ربويه هو تبنى هذا القول فجعله نظاماً وقاعدة، وهو ما جاء بشيء، والتاريخ العصري أو المعاصر

ص: 320

يشهد أن أحد علماء الأزهر في زمن الخديوي تبع مصر، قال له ضع أي قانون تريده ونحن مستعدون أن نسند هذا القانون بنصوص شرعية من علمائنا، وهذا صحيح، ليه أنا اضرب مثلاً واقعي هل هناك إذاعة من السعودية وأنت نازل لا تذيع ما هو متفق على تحريمه بين المذاهب الأربعة من الملاهي والأغاني، الجواب لا لا توجد هذه الإذاعة مع الأسف الشديد، أفلا يوجد من يفتي بجواز هذه الأغاني، الجواب: يوجد، ما حجته في ذلك قريب منكم ولعله بعيداً عنكم قريب منكم أخونا وصديقنا يوسف القرضاوي الذي أصدر فتوى بالنسبة لذاك البريطاني الذي اسلم وكان مغنياً تذكر شو أسمه

مداخلة: يوسف إسلام.

الشيخ: يوسف إسلام لقد أفتاه بأن يستمر في مهنته، لماذا؟ قال لأنه لا يوجد نص قاطع، هكذا يقول، لا يوجد نص قاطع في تحريم آلات الطرب، ولذلك هو لا يرى حرجاً بأن يظل هذا المسلم البريطاني يتعاطى مهنة الغناء ويأكل ويُعَيِّش نفسه وأهله، هذه الفتوى صدرت من هذا الرجل، ومثله الشيء الكثير الكثير إذا سألته عن حجة، بيقل لك يا أخي المسألة مختلف فيها، هذا ابن حزم مؤلف رسالة في إباحة الملاهي، وهذا صحيح، لقد قال أحد العلماء الأذكياء أنا احترت في أمري إن كنت مثلاً سلفي بيقولوا عني مجسم، وإن قلت حنفي بيقولوا بيستحل المسكر، وإن قلت أنا ظاهري بيستحل الغناء، بيشير إلى كل مذهب فيه ما فيه مما لا يجوز أن يتبناه المسلم وبخاصة العالم، فأصبح اليوم حل المشاكل في البنوك وغير البنوك في الأحكام الي بيسمونه أيش.

مداخلة: الأحوال الشخصية

الشيخ: الأحوال الشخصية كلها تحل بطريقة أيش التلفيق، يأخذ الكلمة من

ص: 321

هون وكلمة من هون وكلمة من هون لا هو حنفي لا هو شافعي لا هو مالكي ولا هو حنبلي لكن هو بيمشي على الأربع تفهم علي يمشي على أربع، أما أحد بيقلك: قال الله، قال رسول الله، هذا ما بيسمع هذا غير هؤلاء المتشددون، فلا تعجبن بأن الإسلام مما جاء فيه:«إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبا للغرباء قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» ، هذه صفة متحققة اليوم تماماً على هؤلاء الغرباء.

كذلك صفة أخرى: «من هم الغرباء يا رسول الله؟ قال هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» .

باختصار إذا أخذنا مبدأ التيسير هكذا على إطلاق فهو سبب للخروج من الإسلام باسم الإسلام، ولعلك توافقني بأنه أشد هؤلاء المُحَدِّثين اليوم ممن يقال أنهم علماء أشدهم تيسيراً هو محمد الغزالي، فهل معنى ذلك أنه هو مصيب على خير وعلى صواب الجواب لا لأن هذا لا يقيم للسنة وزناً، وقد كنا نرى منه تلاميح نوجس منها خيفة، لكن الآن انكشف القناع، وأظهر ما كان يبطن، فهذا أشد هؤلاء المعاصرين اليوم تيسيراً، لكن على حساب النصوص التي تخالف التيسير الذي يزعمه هو.

لذلك نحن ننصح كل مسلم ألا يغتر بشيء اسمه تيسير، وآخر اسمه تشديد، وإنما عليه أن يحاول أن يفهم الشريعة، سواء كانت موافقة له لهواه، أو مخالفة، هذا هو، وهذا يعجبني من الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في «صحيحه» عن رافع ابن خديج يقول في حديث المزارعة:«إن الرسول عليه السلام نهانا عن شيء كان لنا فيه مصلحة لكن طواعية الله منا انفع لنا» كما قال، شايف هذا هو

ص: 322

الإسلام، نهاهم عن المزارعة نوعية من المزارعة كان لهم فيها مصالح، لكن طواعيتنا لله عز وجل هي أنفع لنا في ديننا وفي دنيانا.

هذا المنطق السَّلَفي اليوم مفقود، الذي هذا بيؤيد مصالح الناس المادية، هذا هو الميسر، وهذا هو العالم، والِّي بيقول هذا ما بيجوز وهذا لا يجوز، ولو بما قال الله وقال رسول الله، هذا متشدد.

ختاماً أنا آتي بمثال الآن مما عليه البنوك الإسلامية كلها وهو ملاحظة فرق السعر بين بيع النقد وبيع التقسيط معروف هذا طبعاً، طيب هات بنك إسلامي يبيع بسعر واحد نقداً أو تقسيطاً هذا مستحيل وجوده، لما؟ لأنه هذا النظام الذي قامت عليه البنوك الأوروبية، فنحن إن عَدَّلنا بعض الشيء عدلنا عن البنوك الكافرة بعض الشيء، فهذا لا يعني أننا عدلنا نظام البنك من أصله من فصله من جذره لا، مع ذلك هذا التعديل البسيط استلزم عندهم أن يضعوا هذه اللافتة الضخمة «البنك الإسلامي» بنك إسلامي، يوجد في مجتمع إسلامي وأنا بهذه المناسبة يعجبني، جاءني ضابط من الزرقاء يمكن أخواننا ذول أرسلوه لعندي أنا ما رأيته من قبل، أول ما جلس زارني في البيت أول ما جلس عندي، ربنا بيريد أن ينبهني كأنه يقلي خذ حذرك مش يعني معركة هي، لكن لا تتورط تتكلم كلمة مع إنسان ينبغي أن تقال سواها رأساً، قُلِّي شو رأيك في البنك الإسلامي؟ فهمت أنه بده يبحث فيما يتعلق بالربا، وبهذا التقسيط، وإلى آخره، فأنا جئت من أقرب طريق، قلتله شو رأيك أنت في المجتمع الإسلامي، عاجبك؟ قال: لا. قلتله: لا، وأنا مو عاجبني البنك الإسلامي، هذا البنك الإسلامي نابع من هذا المجتمع الإسلامي، حينما يوجد مجتمع إسلامي حقاً يوجد بنك إسلامي.

أنتم بتعرفوا أنه في هناك كتب ألفت في الاشتراكية الإسلامية صحيح وإلا لا،

ص: 323

وما أدري والله لو أن ذاكرتي الكلية ما بتساعدني بأن هناك في أسماء أخرى أيضاً كلها موصوفة أنها أيش «الأناشيد الإسلامية» فأنا أخشى ما أخشى يوم ما نشوف كتاب «الشيوعية الإسلامية» ، أخشى ما أخشى أن أشوف يوم ما بهذه الصراحة الشيوعية الإسلامية، ما هذا بعيد، من كان يستبعد قبل ربع قرن من الزمان أنه يطلع كتاب الاشتراكية الإسلامية، بقول كنا نستبعد هذا، لكن صارت هذه حقيقة وفيها عدة كتب، ولذلك كونه اسمه البنك الإسلامي، ذلك لا يعني أنه يتعامل على منهج الشريعة الإسلامية.

من أوضحها مثالاً أنهم يُفَرِّقون بين سعر النقد وبين سعر التقسيط، ليه؟ لأنه هذا المجتمع الإسلامي هكذا يتعامل اليوم، صادر فتاوى بجواز هذه المعاملة وإلا لا؟ طبعاً صادر فتاوى ومن مراكز عالية، ونُقَدِّر يعني بعض شيوخها، لكن هؤلاء أفتوا بما في المذهب، بينما هناك أقوال أخرى عن السلف الصالح إذا تركنا بعض الأحاديث وتركنا حكمة التشريع نجد هناك من يقول: إن هذا لا يجوز البيع بسعرين مختلفين، سعر النقد أقل من سعر التقسيط، وسعر التقسيط أكثر من سعر النقد، مع قول الرسول عليه السلام:«من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا» ، مع قول ابن مسعود:«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صفقة» ، قيل لراوي الحديث سماك ابن حرب ما صفقتين في صفقة؟ قال أن تقول أبيعك هذا نقداً بكذا ونسيئة بكذا وكذا، أبيعك هذه الشنطة نقداً بدينار وتقسيطاً بدينار وفلس، هذا الفلس ربا، لماذا؟ لأنك في هذا التعامل -والواقع أكبر شاهد- تعطل خُلُقاً إسلامياً، وهو مستعمل اسماً في البنوك الإسلامية اسماً، أيش هو؟ القرض الحَسَنَ، وين القرض الحسن؟ أي إنسان يريد أن يأخذ من أي بنك قرض حسن يمكن يعطوه مائة دينار، مائتين دينار وبعد ايش كلّابات حديدية تحاط فيه حتى لا يكاد يقول الله هو الغني عن هذا القرض الحسن، أما أنت

ص: 324

بحاجة إلى تأسيس تجارة، أنت بحاجة إلى بناء دار تأوي إليها، أنت وأهلك، ويقرضونك ألوف مؤلفة حسبةً لله، هذا معطل ليه، لأنه في بيع التقسيط بيع التقسيط نظام كافر، نحن في الشرع عندنا في بعض الأحاديث الصحيحة قرض درهمين تساوي صدقة درهم، قرض درهمين تساوي كما لو أخرجت من جيبك درهماً ولن يعود إلى جيبك أبداً، قرض مائتي دينار كما لو تصدقت بمائة دينار، هذا التعامل في المجتمع الإسلامي اليوم لا وجود له، حبر على ورق، السبب أننا لا نعيش مجتمعاً إسلامياً.

ولذلك البنوك الإسلامية هي نابعة من هذه المجتمعات، فهي ليست تمشي على الإسلام إلا بقدر، ومن هنا نتوصل إلى بعض الناس الذين يتشددون في إصدار أحكام قاسية وشديدة على الحكام المسلمين الذين يحكمونهم وهم مع الأسف الشديد لا يحكمون بما أنزل الله، هذه حقيقة، لا يمكن لأحد إنكارها، ولكن ذلك لا يساوي إصدار أحكام بتكفيرهم وبوجوب الخروج عليهم ومقاتلتهم وليس يوجد عند هؤلاء الذين يصدرون مثل هذه الفتاوى قوة يستطيعوا أن يحاربوا بها اليهود، وكيف يقولون بحكم ما لا يستطيعون تنفيذه في كل البلاد الإسلامية ومع حكامهم لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله هذه حقيقة مرة، لكن الناحية الفقهية لا يعني أن كل من حكم بغير ما أنزل الله فهو مرتد عن دينه إلا في حالة واحدة إذا ظهر أن هذا الحاكم لا يعتنق الإسلام، ويعتقد ويصرح به بأنه لا يصلح الحكم الإسلامي في هذا الزمان، هذا لا شك بأنه كافر مرتد عن دينه قولاً واحداً، ودون خلاف بين مسلمين اثنين.

الخلاصة: التشديد والتيسير، لا ينبغي أن نقبح هؤلاء ونحسن هؤلاء إلا في حدود ما شرع الله.

ص: 325