الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل الجماعات الحالية مُكَمِّلة لبعضها
السؤال: هناك من يقول إن الجماعات الحالية على واقعنا الحالي بمناهجها الحالية أنها مكملة بعضها لبعض، وأن وجودها خير وأنه ينبغي أن نتعاون فيما بيننا، وأن الخلاف كالخلاف بين المذاهب الأربعة؟
الشيخ: هذا الكلام صحيح بضوء ما سمعتم آنفاً، لما يكون المنهج واحد والعقيدة واحدة والمرجع للكتاب والسنة، حينئذٍ يكمل بعضهم بعضاً، أما أن نقول تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك بالله شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعض أرباباً من دون الله، يقولون هذا ليس أوانه، هذا يكمل بعضه بعضاً هذا مستحيل.
أنا أقول لكم قصة لما كنت مدرساً في الجامعة الإسلامية كنا مجتمعين في دار أحد إخواننا فيهم يومئذٍ أذكره جيداً كان مدير المكتبة عمر الأشقرتذكره وفيه حسن الطفي تذكره جيداً الحلبي وناس من إخواننا الغرفة سعتها قريبة من هذه، والإخوان حضورا جميعاً، واستندوا إلى الجدران الأربعة، لما دخل علينا رجل تعرفونه جيداً، لكن ما أحب أن أسمي الأشخاص، هو رئيس جماعة من الجماعات الإسلامية، جهوري الصوت خطيب، ويدعي بأنه سلفي، وأن له كتاباً في الصلاة، دخل فما أحد منا قام له، هذه أول صدمة بالنسبة إليه، واتفق أنني كنت جالساً عند عتبة الباب، كما لو كنت هنا مكان الأخ هذا، فهو بدأ يصافح واحداً بعد واحد، وأنا أتفرس في وجهه وأرى ملامحه تتغير، فلما جاء إلي
وصافحني أخر من صافح قلت له: يا أستاذ عزيز بدون قيام هكذا يقولون في بلاد الشام، فاندفع ليقول: يا أستاذ هذه المسائل تافهة، ونحن مشغولين الآن بأمر أهم، نحن يجب أن نشتغل بالأمور الأهم، وندع هذه الأمور وهذه الأشياء كما تعرفون، يجب أن نحارب الشيوعيين والبعثيين وو إلى أخره، ولا نختلف في شيء، قلت له: يا أستاذ هذا كلام خطير، لا نختلف في شيء أنت تعلم أن المسلمين في هذا الزمان قد اختلفوا في تفسير كلمة النجاة من الخلود في النار، الكلمة الطيبة لا إله إلا الله.
فقد وجد شيخ عندنا في سوريا ألف رسالة وفسر لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله، ليس لا معبود بحق في الوجود إلا الله، لا رب إلا الله، فإذاً الاختلاف موجود حتى في العقيدة، فمعنى كلامك أنه نتوجه إلى محاربة البعثيين والشيوعيين والدهريين ونحو ذلك وندع قومنا المسلمين هؤلاء على ضلالهم يعمهون، هكذا معنى كلامك، قال: نعم يجب أن ندع كل خلاف ونتوجه إلى محاربة هؤلاء، يا شيخ تحاربهم بمن، إذا كانوا هم مشركون حقيقة موحدون لغواً، ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، كيف تتمكن من محاربتهم؟ هذا رئيس جماعة من الجماعات القائمة اليوم على وجه الأرض الإسلامية.
ولذلك فالكلمة التي ذكرتها أن كل جماعة تتمم الأخرى هذا كلام صحيح وهذا الذي نقوله حينما يكونون في منهج واحد، وفي دعوة، واحدة لا يختلفون يقول: هذا حنفي، هذا شافعي، هذا حزبي، هذا تحريري، هذا ما شابه ذلك، أبداً هذا كلام على خلاف الواقع، تماماً هذا يفرق المسلمين، وواقعنا اليوم أكبر شاهد، لكن حينما يستجيب المسلمون لنا ويكونون معنا في دعوة الحق الرجوع إلى الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، فكما قلت آنفاً أنا رجل أشتغل
بالحديث، فلان يشتغل بالفقه، الآخر يشتغل بالتفسير، آخر يشتغل بالهندسة بالفيزياء بالكيمياء من ماذا وعلوم أخرى هي من الواجبات تبعية، فكل واحدٍ منا يكمل جهد الآخر بشرط أن نكون على كلمة سواء، هذا الشرط اليوم مفقود، والذي قلناه في الأفراد نطبقه في الجماعات تماماً، فإذا اتحدوا على منهج واحد، وتخصصت كل جماعة للقيام بواجب، فيومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
لكن هذه الدعوة هي من جملة تضليلات الجماعة لهذه الشعوب المسلمة الذي يريدون تضليل الناس عن دعوة الحق، بمعنى: أنه كل جماعة تكمل جهد الأخرى.
هذا كلام غير صحيح إذا ظلوا كما هم مستمرين متباعدين عن العمل بالكتاب والسنة، وعن الخضوع لحكم الكتاب والسنة، كيف هم يقولون: إن الاشتغال الآن بتصحيح الأحاديث وبتضعيفها، وبالقول بأنه هذه سنة وهذه بدعة، هذا كله سابق لأوانه، ما الذي يجب أن نعمل في هذا الأوان؟ هو أن نعمل لإقامة دولة الإسلام، لكن كيف تكون دولة الإسلام على العلم أم على الجهل؟ يعني أمر عجيب من المتناقضات، الأمر الذي يضطرنا أن نقول أحياناً أن كثيراً من الحزبيين ليسوا مخلصين في دعوتهم إلى الإسلام، ولو كان إسلاماً عاماً، ليسوا مخلصين لماذا؟ لأنهم لا يهتمون بفهم الإسلام، وإذا كان الله عز وجل قد يسر لهم من يفهمهم الإسلام فيأبونه أن يكون منهم، وقد سبق في دمشق أن بعض إخواننا قدم طلباً للإخوان المسلمين أنه باسمي أنا يريد أن ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين فرفض لماذا؟ لأن هذا رجل وهابي، رجل وهابي يدعو إلى الكتاب والسنة، وتقولون عنه رجل وهابي، أنا أعرف السبب، السبب أنني إذا دخلت في جماعة الإخوان المسلمين واعتبرت منهم سيصيب الجماعة انقلاب فكري عظيم جداً وخطير بالنسبة إليهم، وهم يريدون التكتيل، أنا أعرف أن رئيساً من هؤلاء هو سلفي العقيدة في نفسه، لكنه كان إذا لقي أحد الشيوخ
الصوفيين يقبل يده، كيف هذا السياسة تقتضي ذلك.
أما نحن فلا نريد لأخي المسلم أن يخضع لخضوع، وما أحسن كلمة ابن عبد البر رحمه الله حينما قال: تقبيل اليد السجدة الصغرى.
فنحن ما نريد من إخواننا المسلمين بالعامة أن يسجدوا سجدة صغرى بطريق الخضوع هذا للرؤساء والكبراء ونحو ذلك، لهذا لا يقبلون وأنا أقول كلمة حق ولكن أكثر الناس لا يشعرون.
لا تجد في الإخوان المسلمين عالماً، لا تجد في الإخوان المسلمين عالماً لماذا؟ لأنه هذا العالم سيدعو الناس إلى دعوة الحق، ودعوة الحق تفرق الصف، وهم يريدون أن يكتلوه وأن يجمعوه، وكنا نقول ولا نزال الفرق بين دعوتنا ودعوة غيرنا دعوتنا تقوم على أساس ثقف ثم كتل، دعوة غيرنا تقوم على أساس كتل ثم ثقف ثم لا ثقافة ولا شيء بعد ذلك.
لأننا نجد مثلاً الإخوان المسلمين مضى عليهم نصف قرن من الزمان، يعيش أحدهم ولا يعرف عقيدة الجارية، عقيدة الجارية التي امتحنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:«أين الله؟ قالت في السماء» .
اسألوا من شئتم من رؤوس هذه الجماعات أين الله؟ يقول وقد قف شعري من ما قلته، هذا السؤال لا يجوز شرعاً، الله أكبر كيف يا شيخ ما يجوز والرسول هو الذي وجه مثل هذا السؤال، وكان ذلك تعليماً منه لنا، كيف تقول أنت لا يجوز؟ ، طيب يا سيدي أنا أخطأت، فعلت ما فعل الرسول مع الجارية، لكني أخطأت فأريد الجواب، ما هو الجواب؟ الجواب الله في كل مكان! ! هذه عقيدة اعتزال، وعقيدة الأشاعرة، التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة حقاً.
إذاً ما فائدة هذا التكتل يمضي عليه الخمسون سنة وأكثر، وهم لم يتعلمو شيئاً من الإسلام في تصحيح العقيدة على الأقل، أما العبادات أما الصلاة فهنا يصلح
بالنسبة إليهم الحديث الذي لا يصح عليكم بدين العجائز.
مداخلة: دين العجائز.
الشيخ: عجائز نعم، فهم يصلون كما وجدوا آباءهم وأجدادهم، ما يتعرفون على صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يحج أحدهم لا يدري.
الشيخ: يحج أحدهم لا يدري كيف يحج أأفراداً أم قراناً أم تمتعاً لماذا؟ لأنه لم يدرس حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يدرس ما انتهى إليه الرسول عليه السلام في قوله في القصة المعروفة في السنة الصحيحة لما أمرهم بأن يتحللوا قال:«يا أيها الناس تحللوا ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي، ولجعلتها عمرة فأحلوا أيها الناس فأحلوا جميعاً» ما يفعلون هكذا اليوم لأنهم لا يعلمون.
فإذاً ما فائدة اللعلعة ورفع الصوت، والهتاف بالجهاد، وهو قائدنا وهو رسولنا، وهو وهو إلى أخره ثم لا شيء، لا تقدم في السياسية، ولا تقدم في العقيدة، ولا في العبادة ولا شيء إطلاقاً، لأنه في الواقع أن الأمر كما قال تعالى في القرآن الكريم:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].
هؤلاء والله أعلم لا يجتهدون وهم يبتغون إعلاء كلمة الله عز وجل كما جاء في حديث أبي موسى في الصحيحين لما قال رجل: «يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية، هل هو في سبيل الله؟ قال: لا، قال: الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله؟ قال: لا، قال الثالث والرابع، أخيراً قالوا: فمن في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» .
وأنا أعتقد أن هؤلاء يعملون فقط للسياسة، وبالتالي وبالعبارة الصحيحة للوظيفة فقط، ليكونوا رؤوساً في الدولة، ويجلسون على الكراسي ويتحكمون في رقاب الناس، بماذا بالإسلام الذي لا مفهوم له في صدورهم، تفضل.
(الهدى والنور /371/ 43: 40: 00)