الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: شيخ! هناك من يقول: لم تَتَسمَّون بالسلفية؟ لا نبحث عن قضية أنه لا مشاحة في الاصطلاح ولكن يقول: لم لا تتسمون بأهل السنة والجماعة؟ الصوفية والرافضة وغيرهم من
…
الباطلة يغضبون من هذا الاسم كثيرًا، وأنتم تتركونه
…
إلى السلفية.
الشيخ: والحمد لله.
مداخلة: فيقول: لم لا
…
هذا الاسم وتضعون اسمًا أنتم أهل السنة والجماعة.
الشيخ: أظنك أخطأت في طرف من السؤال! حينما ذكرت الرافضة، يعني: أنت تظن أننا إذا رفعنا هذا الاسم وقلنا: نحن أهل السنة والجماعة، رضيت الرافضة بهذا الاسم دون الاسم الأول؟ حشوك الرافضة في الموضوع لعله سبق كلام منك ..
مداخلة: يغتاضون من التسمية بأهل السنة .. يقصد: أن الذي يغيض الروافض إنما هو التسمية: بأهل السنة.
الشيخ: يعني: ما يغضبهم التسمي بالسلفية واتباع السلف، هكذا أنت تقول؟
مداخلة: هم يقولون هكذا: أنها ما تغضبهم هذه ولا ..
الشيخ: يعني: هذا سؤاله .. طيب! هذا الذي يقول هذا الكلام هو من أهل
السنة؟ نفرضه كذلك، هل هو ينتمي إلى السلف؟ أظن أنه لا؛ لأنه إن انتمى إلى السلف فهم أهل السنة، وحينئذٍ يكون الخلاف بيننا وبينه خلافًا في الاسم وليس خلافًا في المسمى، لكن أنا أعرف من بعض الجماعات القائمة الآن ممن ينتمون إلى السنة اسمًا، ويخالفونها فعلًا، هم لا يرضون بالتسمي بالسلفية أو السلف الصالح؛ لأن هذا صار علمًا لطائفة من أهل السنة وهم الذين يحققون السنة فعلًا وعقيدًة وخلقًا وسلوكًا.
أنا أعرف حينما كنت هنا في الجامعة الإسلامية مُدَرِّسًا منذ نحو ربع قرن من الزمان، وكان هناك أفراداً من بعض الأحزاب يورد هذا السؤال: لماذا أنتم تقولون: سلفية والسلف، لماذا لا ننتسب جميعًا إلى الإسلام وكلنا مسلمون، وهكذا سمانا رب العالمين إلى آخره؟ الحق فالحق أقول: نحن نتسمى بهذا الاسم لسببين اثنين:
السبب الأول: أن كل المسلمين على ما بينهم من اختلاف شديد جدًا، ما منهم من طائفة يتبرأ من الكتاب والسنة، ويتبرأ من أن يسمي نفسه مسلمًا حتى الرافضة، فإذًا: إذا جرينا على رغباتهم هؤلاء أنه لا داعي لكلمة السلفيين، وإنما مسلم، طيب! مسلم كل هذه الفرق هم مسلمون، حتى الدروز .. حتى العلويين .. النصيريين أيضًا يقولون مسلمون حتى في زمن الأتراك كانوا يكتبون على الهوية الشخصية مسلم، لكن بالنسبة لليهودي يهودي، وبالنسبة للنصراني نصراني.
يدخل في مسمى مسلم من ليس مسلمًا عندنا إطلاقًا كبعض أولئك الذين ذكرناهم، ثم عندنا الحديث المعروف:«تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» إلى آخر الحديث، هذه الفرق كلها تشملها دائرة الإسلام، ويطلق عليها اسم .. [انقطاع]
(لقاءات المدينة لعام 1408 هـ (1) /00: 54: 00)
الشيخ: من حيث ما ذهبت لو قلت لإنسان ما تعرفه؟ ما هو مذهبك؟ ماذا يقول لك؟ حنفي .. شافعي .. مالكي .. حنبلي .. شيعي .. زيدي .. إلى آخره، طيب! لماذا أنتم تحرصون على رفع اسم السلف وهذه النسبة التي أنا أعتقد أنه لا يجوز لمسلم أن يتبرأ من هذه النسبة؛ لأن التبرؤ من هذه النسبة هو من مشاققة الله والرسول التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وهو قوله تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] سبيل المؤمنين، من هم هؤلاء سبيل المؤمنين؟ لا شك أنهم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح، بل الحديث المتواتر:«خير الناس قرني» وكثير من الناس يروونه بلفظ: «خير القرون» وما وجدنا له أصلًا في كثير من الروايات التي وقفنا عليها واستطعنا أن نحكم على الحديث بأنه من الأحاديث المتواترة، لا يوجد في طريق من هذه الطرق هذا اللفظ المشهور: خير القرون قرني، لا وإنما اللفظ الصحيح:«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» هؤلاء هم المقصودون مباشرًة بقوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115].
نحن الآن في أوائل القرن الخامس عشر فإلى أي جماعة ننتسب؟ ليس عندنا جماعة ننتسب إلا هذه الجماعة الأولى التي شهد لها رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بالخير وبالتزكية، نقول الآن كلامًا جدليًا: متى يتفق المسلمون - ولن يتفقوا - على أن يرفعوا من بينهم كل هذه النسب المذهبية والفكرية؟ حينذاك نلتقي معهم على كلمة سواء وهي: نحن مسلمون؛ لأننا في هذه الحالة نكون قد اتفقنا على الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله، وعلى ما كان عليه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية، لكن هل هذا سيكون؟ ما أعتقد ذلك لأن الله يقول:{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118 - 119].
(لقاءات المدينة لعام 1408 هـ (2) /00: 00: 00)