الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا فرق ولا أحزاب في الإسلام
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير [فنحن فيه]، [وجاء بك]، فهل بعد هذا الخير من شر [كما كان قبله؟ ]. [قال: «يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه، (ثلاث مرات)» . قال: قلت: يا رسول الله! أبعد هذا الشر من خير؟ ]. قال: «نعم» . [قلت: فما العصمة منه؟ قال: «السيف»]. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ (وفي طريق: قلت: وهل بعد السيف بقية؟ ) قال: «نعم، وفيه (وفي طريق: تكون إمارة (وفي لفظ: جماعة) على أقذاء، وهدنة على) دخن» . قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم (وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة [يستنون بغير سنتي و]، يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، [وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس]» . (وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: «لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه»). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، [فتنة عمياء صماء، عليها] دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» . قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» . قلت: [يا رسول الله! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، [تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع]» .
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» . (وفي طريق): «فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم» . (وفي أخرى): «فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة فاهرب [في الأرض] حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة» . [قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: «ثم يخرج الدجال». قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: «بنهر - أو قال: ماء ونار - فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره». [قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال؟ قال: «عيسى ابن مريم»]. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: " لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة "] ".
[بوب له الإمام بقوله: لا فِرقَ ولا حزبية في الإسلام وإنما جماعة وخليفة].
ثم قال: قلت: هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم ونصحه لأمته، ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة والحزبية التي فرقت جمعهم، وشتت شملهم، وأذهبت شوكتهم، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم، مصداق قوله تبارك وتعالى:{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} .
الصحيحة (6/ 1/539 - 541).