الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحل للخروج من ضعف المسلمين
وإقامة دولة الإسلام
..
الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
بمثل هذه المناسبة المذكورة نُذَكِّر عادةً بقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سَلَّطَ الله عليكم ذُلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» ، والحكومات العربية منذ سنين عديدة تحاول الوقوف أمام العدو هذا اليهودي الغاصب الذي كان أذل الشعوب على وجه الأرض، ولكن مع الأسف لم يأخذوا بأسباب النصر والتي جمعها ربنا عز وجل في جملة قصيرة من آياته الكريمة هي قوله تعالى:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] ولذلك فحينما ينصرف المريض عن تعاطي العلاج النافع الناجح الناجع، فسوف لا يشفى، فكيف به إذا أخذ داء على داء؟ ! وهو لا شك أنه في ازدياد من المرض.
لقد تنبهت بعض الدول إلى ضرورة الأخذ بأسباب القوة والمنعة ظناً منهم أن هذه الأسباب هي التي تحقق النصر لهم على عدوهم، ولكن بسبب ابتعادهم عن دينهم من الناحيتين السابقتين بياناً ألا وهما: الناحية العلمية أو الفقهية، والناحية العملية، ظنوا أن نصرهم على عدوهم سيكون بنفس الوسيلة التي انتصر بها
عدوهم عليهم، ألا وهي: القوة المادية فقط؛ ولذلك فقد توجهوا بكل هممهم ولو بعد لَأْي وبعد زمن طويل إلى الأخذ بهذه الأسباب المادية، ولكنهم لم يصلوا ولن يصلوا إلى الهدف المنشود وهو التغلب على عدوهم والانتصار عليهم إلا إذا ضموا إلى هذه الأسباب المادية أخذهم بالأسباب الشرعية وربما جاز لنا أن نسميها بالأسباب الروحية، كما يقال في بعض اصطلاحات العصر الحاضر.
ذلك هو ما ضمنه رَبُّنا عز وجل في الآية السابقة وشرحه نبينا صلوات الله وسلامه عليه في غير ما حديث صحيح من ذلك الحديث السابق، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سَلَّطَ الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» .
ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت» .
وهناك أحاديث أخرى قد تنص على جزء من جزئيات هذين الحديثين الصحيحين كالحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في «صحيحه» : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى آلة حرث فقال عليه الصلاة والسلام: «ما دخل هذا بيت أحد إلا ذله» وهذا مأخوذ من الحديث السابق: «إذا أخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع» إلى أخره والحديث الثالث هذا الأخير كناية عن التكالب على السعي وراء الكسب
المادي.
ولعل من ذلك أيضاً أو من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: «يأتي زمان على أمتي لا يبالي المرء من أي طريق أكل أمن الحلال أم من الحرام» أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ولذلك فيجب على جميع المسلمين الحريصين حقاً على أن يعود إليهم مجدهم وعزهم الغابر أن يعودوا إلى الله، والعودة إلى الله ليس لفظاً يستعمل لإثارة العواطف وتحريك النفوس وإثارتها ثم لا شيء بعد ذلك إلا أن تبقى هذه النفوس في أماكنها على طريقة النظام العسكري المعروف في بعض البلاد مكانك راوح، في حركة وفي اجتهاد ولكن ليس هناك تقدم، لماذا؟ لأننا لم نأخذ بسببين اثنين عليهما مدار النصر على أعداء الله تبارك وتعالى:
السبب الأول: هو العلم.
والسبب الآخر: هو العمل بالعلم.
وكل منهما يحتاج إلى تذكير بأمور هامة جداً جداً، والأمر كما قال تعالى:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] أما العلم فهو قسمان:
علم نافع، وعلم - لا أقول الآن: إنه علم ضار لكن على الأقل أقول-: إنه علم غير نافع، فما هو العلم النافع؟ لا شك أن الجواب سيكون متفقاً عليه حينما يقدم هذا العلم إلى الناس مجملاً كأن يقال: العلم النافع هو قال الله قال رسول الله؛ لأن المسلمين لا يختلفون أبداً بأن العلم الشرعي هو ما كان مأخوذاً من الكتاب والسنة، ولكن هل هذا الإجمال بالتعبير وفي لفت نظر الناس اليوم يكفي للفت نظر المسلمين إلى أن أسباب النصر محصورٌ بالعلم النافع ثم بالعمل بهذا العلم، هل يكفي لنقول للناس: أن العلم قال الله قال رسول الله؟ وهي كلمة
كما قلنا آنفاً لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها أيضاً عنزان كما قيل في قديم الزمان.
لكننا إذا دخلنا في التفاصيل فهناك سنجد أن المسلمين اليوم مختلفون مع الأسف في هذا العلم النافع الذي هو السبب الأول لنصر الله عز وجل لعباده المؤمنين، لماذا؟ لماذا يكون الخلاف في تعريف العلم النافع؟ ذلك لأنه مضى على المسلمين قرون كثيرة وسنين عديدة وهم قد انصرفوا عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دراسةً وتفقهاً فيهما هذا الفقه الذي أراده نبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح المتفق عليه:«من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» الفقه في الدين أخذ تعريفاً خاصاً وهو: أن يتفقه الإنسان على مذهب من المذاهب المتبعة اليوم، لا أقول الآن المذاهب الأربعة؛ لأن كلامي ليس محصوراً في المسلمين المعروفين بأهل السنة، وإنما كلامي ينصب على كل المسلمين الذين تجمعهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حيث يصلون صلاتنا ويستقبلون قبلتنا ويأكلون ذبائحنا، كل من فعل ذلك كان منا وكان له ما لنا وعليه ما علينا.
هؤلاء المسلمين كافة انصرفوا لا أعني أيضاً حتى ما يتبادر إلى ذهن البعض مالا أقصده ولا أعنيه: لا أعني أفراد المسلمين العامة، وإنما أعني خاصتهم حينما أقول: إنهم انصرفوا عن التفقه في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى التفقه في دائرة محدودة جداً ألا وهي دائرة المذهبية الضيقة، أما أهل السنة فهم يتبعون الأئمة الأربعة، أما الآخرون فحدث ولا حرج فإنهم يتبعون أئمة آخرين هم بلا شك من أفاضل علماء المسلمين ولكن أقوالهم واستنباطاتهم الفقهية لم تصل إلى أتباعهم بالطرق العلمية الصحيحة كما وصلت أقوال الأئمة الأربعة
إلى أتباعهم من أهل السنة والجماعة.
الشاهد: أن خاصة المسلمين ركنوا إلى التقليد المذهبي إلا من شاء الله وقليل ما هم، وهؤلاء بلا شك مما ربنا عز وجل يمتن ويتفضل على عباده في كل زمان وفي كل مكان أن يقيض للمسلمين كافة أفراد من هؤلاء العلماء الذين يأخذون من المنبعين الصافيين: كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن هؤلاء كما جاء في الحديث الصحيح: غرباء، أخرج الإمام مسلم في «صحيحه» من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا فطوبى للغرباء» ليس كلامنا الآن في هؤلاء الغرباء الذين يتفقهون في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلتهم وغربتهم، وإنما كلامنا في جماهير العلماء الذين قنعوا بتقليد مذهب من المذاهب.
هذا التقليد هل هو العلم الذي نحن في صدد التحدث عنه؟ الجواب: لا؛ ذلك لأن العلم باتفاق علماء المسلمين لا فرق بين مجتهديهم ومتبعيهم ومقلديهم: أنه العلم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أقول: لا فرق في تعريف العلم بهذا بين كل علماء المسلمين سواء كانوا مجتهدين أو متبعين أو مقلدين.
ومن الأدلة الصريحة في ذلك: ما جاء في كتاب: القضاء من كتاب «الهدايه» من كتب الحنفية المعتمدة حيث قال: ولا يجوز تولية الجاهل على القضاء، قال الشارح: ابن الهمام رحمه الله في كتابه المسمى: بفتح القدير شرحاً لكلمة الجاهل قال: أي: المقلد، وهذا شيء مهم جداً، لا يجوز نصب الجاهل على القضاء إلا أن يكون عالماً، فمن هو العالم؟ العارف بالكتاب والسنة، من هو الجاهل؟ هو المقلد لمذهب من المذاهب المتبعة للأئمة المجتهدين.
لماذا كان هذا التقليد ليس علماً؟ لسببين اثنين:
أولهما: نقليٌ، والآخر: عقليٌ واقعي.
أما الأمر النقلي: فهو حين قال تعالى في القرآن الكريم: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] فالعلم بالشيء ليس له علاقة بالتقليد؛ لأنه يستلزم القطع بالمعلوم والجزم به وبخاصة ما كان متعلقاً بالعقيدة وبصورة أخص ما كان منها متعلقاً بأُس العقيدة وأصلها ألا وهو التوحيد - لا إله إلا الله - فالعلم إذاً لا يعني إلا المعرفة الجازمة بما جاء عن الله ورسوله؛ لأن ما سوى ذلك لا يكون علماً، يكون ظناً، والظن قد يخطئ وقد يصيب.
يأتي بعد ذلك كإتمام لدلالة الآية السابقة قوله عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث إذا ما تأملتم معنا فيه فستجدونه يدل على الواقع الذي هو شاهد لما قلت آنفاً، ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» من أجل ذلك أمر الله تبارك وتعالى المسلمين كافة أنهم إذا اختلفوا في شيء أن يرجعوا فيه إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الكتاب والسنة هما الحكم الفصل للقضاء على الخلاف الذي قد يقع بين اثنين فكيف بكم إذا كان واقعاً بين جماهير المسلمين.
الحل قد جاء ذكره في الكتاب الكريم في مثل قوله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
فهل نحن بصفتنا أمة إسلامية محمدية إذا اختلفنا في شيء ما رجعنا وتحاكمنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا، أم قنع كلٌ منا بما عرف من الدراسة التي درسها إن كان دارساً لها في فقه من فقه المذاهب الأربعة، الواقع اليوم .. وأعود لأقول: لا أعني
العامة أعني الخاصة أنهم أعرضوا عن تحكيم هذه الآية بالكلية: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] لهذا ظل المسلمون مختلفين.
والاختلاف بنص القرآن الكريم، وأيضاً يشهد عليه الواقع هو سبب من أسباب الضعف، وسبب من أسباب التفرق، فإذا أردنا أن نقضي على هذا السبب الذي أدى إلى التفرق وجب علينا أن نعود إلى الكتاب والسنة، بذلك بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال:«تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» .
وإذا كان خاصة المسلمين وفقهائهم قنع كل منهم بأن يتعلم الدين على نمط مذهبي محدود فماذا يكون حال الأفراد من عامة المسلمين؟ ! لا شك أنهم سيكون حالهم كحال فقهائهم من الجمود على التقليد المذهبي.
هنا شبهة كثيراً ما تساور بعض النفوس وتظهر في كثير من الأحيان على بعض الألسنة، هذه الشبهة تقول: أليس كل من الأئمة الأربعة قد أخذ مذهبه من الكتاب والسنة؟ نقول: معهم نعم، بل نحن أعلم منهم؛ لأنهم حينما أصلوا أصولهم وفرعوا فروعهم إنما كان ذلك اعتماداً منهم على الكتاب والسنة، ولكن هؤلاء العلماء كلهم يشهد بأن العلم المنصوص في الكتاب والسنة، أو بعبارة أدق: العلم الوارد في الكتاب والسنة بعضه صريح وبعضه يتطلب استنباطاً وفقهاً خاصاً، كما جاء في صحيح البخاري أن أبا جحيفة السوائي من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«سأل علياً رضي الله عنه قال: هل خَصَّكم معشر أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء من العلم؟ قال: لا، اللهم إلا ما في قراب سيفي هذا» وأخرج من بيت السيف ورقة مكتوب فيها بعض الأحاديث المتعلقة بالجراحات والقصاص ثم
قال وهنا الشاهد: «وإلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه» فهنا في الفهم قد يقع الخلاف بين الفقهاء الكبار، وحينئذٍ مثل هذا الخلاف يجب الرجوع به إلى الكتاب والسنة.
وأنا لا أذهب بكم بعيداً ولا أُكثر على مسامعكم الضرب من الأمثلة الكثيرة لكن حسبي مثال واحد؛ لأنه أولاً: يشترك الجميع في فهمه لسهولته وثانياً: لكثرة ابتلاء الناس به، ألا وهو: مسألة تتعلق بصحة الصلاة أو الوضوء أو بطلانهما ألا وهي: خروج الدم مثلاً من بدن الإنسان فهناك في المذاهب المعروفة اليوم لأهل السنة ثلاثة أقوال في مسألة واحدة:
القول الأول: أن خروج الدم ينقض الوضوء مهما كان قليلاً، وعلى العكس من ذلك تماماً لا ينقض الدم مهما كان كثيراً، ومذهب وسط بين هذا وهذا فَصَّل وقال: إن كان كثيراً نقض وإن كان قليلاً لم ينقض، هذه ثلاثة أقوال في مسألة يبتلى بها الناس في كل يوم ما شاء الله على حسب مهنهم وصنائعهم، هل عاد المسلمون في هذه المسألة إلى السنة
…
لا سمح الله فناء الشعب الفلسطيني وخلوا الأرض من المسلمين تماماً، ولكن في الآية كما أشرت آنفاً
…
شيء آخر وهو إذا لاحظنا الخطاب الموجه لمن: وأعدوا معشر المسلمين ما استطعتم من قوة، ترى: هؤلاء المسلمون الذين وُجِّه إليهم مثل هذا الخطاب هل كانوا يوم وُجِّه إليهم الخطاب قد تهيأت نفوسهم للقيام بواجب الجهاد في سبيل الله أم لا؟
ماذا تظنون؟ أو غير مفهوم كلامي؟
كلامي واضح لما ربنا عز وجل خاطب المسلمين بقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة} [الأنفال: 60] إلى آخرها لم يكن هذا في العهد المكي إنما كان
هذا في العهد المدني، أي: يوم علم الله عز وجل أن المسلمين قد تهيؤوا نفسياً ورُبُّوا أخلاقياً لينهضوا بقتال الأعداء يومئذٍ قال الله عز وجل لهم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [الأنفال: 60] واضح هذا الكلام؟
الآن هل العالم الإسلامي ككل كما يقولوا اليوم، ومنه العالم الفلسطيني قاموا بهذا الواجب؟ أنا أقول آسفاً: لا، فإذاً: لا مجال للنصر بالحجارة حتى ولو كنا استعددنا الاستعداد الأول وهو الاستعداد الروحي؛ لأنه ينقصنا حين ذاك الاستعداد المادي المذكور صراحةً في هذه الآية، فإذاً: أنا أقول للمسلمين الآن في كل العالم الإسلامي: في أمل كما قيل في بعض حكم العصر الحاضر: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.
الدولة في الأرض لا تقام إلا إذا أقامها أفراد المسلمين في نفوسهم، ومثال بسيط جداً ولعل هذا يكون نهاية الجواب عن ذاك السؤال: إذا مسلم عنده بيت صغير هذا البيت الصغير لا يستطيع أن يقيمه على الإسلام ترى؟ ! هل يستطيع أن يقيم الدولة على وجه الأرض على الإسلام؟ طبعاً لا، إذاً: حينما يجمع المسلمون أمرهم ويقيمون دولة الإسلام في قلوبهم حينئذٍ معنى ذلك استطاعوا أن يقابلوا الأعداء ويجاهدوا في سبيل لله.
وهذا بحث يتفرع منه أشياء كثيرة وكثيرة جداً: اليوم مثلاً المسلمون مختلفون أشد الاختلاف، دعونا من أحزاب الشيوعية واللا دينية وإلى آخره، لنأخذ الأحزاب التي تجمعها الإسلام هل هم متفقون أم مختلفون؟ مختلفون مع الأسف هذا الاختلاف يكون سبب النصر فيما لو تهيأت لهم أسباب الجهاد في سبيل لله هل هذا الاختلاف يكون سبب النصر أو سبب الخذلان لا سمح الله؟ لذلك العملية كما يقولون عندنا في الشام: تريد هز أكتاف يعني: تريد عمل ..
تريد جهاد طويل الأمد جداً ومدارهما على هذه الكلمتين السابقتين: العلم النافع والعمل الصالح.
(الهدى والنور /340/ 08: 01: 00)
(الهدى والنور /340/ 39: 55: 00)