الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضها ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بداية التفكير في وضع النحو، وبعضها ينسب هذه النشأة إلى أبي الأسود أو إلى غيره من طبقة تلاميذه، وقد اختتما بالحديث عن وضع الصرف ونسبة أوليته إلى معاذ بن مسلم الهراء.
وتبدو في هذه الرسالة عناية السيوطي بمحاولة تحديد نشأة النحو، بيد أنه يطبق منهجه النقلي في هذه الرسالة فهو لا يبدي تعليقا على أحد هذه النقول، ولم ينتقد سوى الوهم الذي وقع فيه شيخه الكافيجي من نسبة الصرف إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث ذكر السيوطي أن صحة هذه النسبة أن تكون إلى معاذ بن مسلم الهراء.
2 - الأشباه والنظائر في النحو:
(مطبوع: حيدرآباد 1318 هـ).
بين السيوطي في مقدمة كتابه أن السبب الحامل له على وضع هذا الكتاب هو أن يسلك بالعربية سبيل الفقه على مثال ما صنفه المتأخرون من الفقهاء من كتب الأشباه والنظائر، وقد تحدث السيوطي عن أنواع الموضوعات الفقهية التي تناولتها المصنفات الفقهية، وبين أن هذه الأنواع قد اجتمعت في كتاب «الأشباه والنظائر» لتاج الدين السبكي، وقارنه بغيره من مصنفات الفقهاء التي لم تستوف جميع الموضوعات. وقد أراد السيوطي لكتابه هذا أن يسير على منهج كتاب السبكي الموضوع في الفقه وقد صرح بذلك في قوله:«وهذا الكتاب الذي شرعنا في تحديده في العربية يشبه كتاب القاضي تاج الدين الذي في الفقه فإنه جامع لأكثر الأقسام، وصدره يشبه قواعد الزركشي، من حيث إن قواعده مرتبة على حروف المعجم» «1» .
وقد رتب السيوطي كتابه على سبعة فنون الأول: فن القواعد والأصول التي تردّ إليها الجزئيات والفروع وهذا مرتب على حروف المعجم، وهو معظم الكتاب، وقد تناول فيه كثيرا من مباحث النحو كالاشتقاق والشرط والاضافة وغير ذلك، وهذا القسم يستغرق الجزء الأول من الكتاب.
وقد وضع لكل قسم من هذه الأقسام السبعة عنوانا مستقلا قدم له بخطبة
(1) الأشباه والنظائر ج 1 ص 5.
فسمى القسم الأول «بالمصاعد العلية في القواعد النحوية» وقد اكتفى في التقديم له بالخطبة الأولى للكتاب.
والثاني: فن القواعد الخاصة والضوابط والاستثناءات وهو مرتب على الأبواب لاختصاص كل ضابط ببابه فبدأ بباب الكلمة ثم باب الاسم فباب الفعل وهكذا، ووضع له اسما هو «التدريب» وقد استغرق- في هذه الطبعة- من بداية الجزء الثاني إلى صفحة 103 من الجزء نفسه.
والثالث: بناء المسائل بعضها على بعض وقد سماه «بسلسلة الذهب في البناء من كلام العرب» ، ويستغرق هذا القسم من ص 153 بالجزء الثاني إلى ص 171 وقد أشار في المقدمة إلى أنه ألف من قبل في هذا الموضوع تأليفا لطيفا سماه «السلسلة» مقتفيا أثر الجويني الذي صنف في الفقه في هذا الموضوع بنفس الاسم والزركشي الذي صنف في الأصول باسم «سلاسل الذهب» ، ولا نشك في أن ما أورده السيوطي هنا هو نفس مصنفه القديم مع بعض زيادات قد أضافها.
وقد بدأ السيوطي هذا الفن بالكلام على بناء فعل الأمر فهو مبني عند البصريين ومعرب مجزوم بلام محذوفة عند الكوفيين، والخلاف هنا مبني على الخلاف في ثلاث مسائل الأولى: هل الاعراب أصل في الفعل؟، والثانية: هل يجوز إضمار لام الجزم؟ والثالثة: هل الأمر صيغة مستقلة بنفسها مرتجلة ليس أصلها المضارع أو هي صيغة مغايرة وأصلها المضارع؟.
الرابع: في الجمع والفرق وقد سماه «اللمع والبرق في الجمع والفرق» ، ويستغرق من ص 171 من الجزء الثاني إلى ص 264 من نفس الجزء، وقد بين فيه جملة فروق كالفرق بين ضمير الشأن وسائر الضمائر.
الخامس: الألغاز والأحاجي والمطارحات والممتحنات وقد سماه «الطراز في الألغاز» ، ويشمل من ص 265 إلى آخر الجزء الثاني ص 323.
السادس: في الأفراد والغرائب، وقد سماه «التبر الذائب في الأفراد والغرائب» ويستغرق من بداية الجزء الثالث إلى ص 14 منه.