الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنس رضي الله عنه وقال: غريب، لا نعرفه عن أبي عمران إِلا من هذا الوجه، كما في الإِصابة.
وأخرج الواقدي عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: لما قدم عمير بن وَهْب رضي الله عنه مكة بعد أن أسلم نزل بأهله، ولم يتفق بصفوان بن أميَّة، فأظهر الإِسلام ودعا إليه، فبلغ ذلك صفوان فقال: قد عرفت حين لم يبدأ بي قبل منزله أنَّه قد ارتكس وصبا، فلا أكلِّمه أبداً ولا أنفعه ولا عياله بنافعة، فوقف ليه عمير وهو في الحِجْر وناداه، فأعرض عنه، فقال له عمير: أنت سيد من ساداتنا، أرأيتَ الذي كنا عليه من عبادة حجر وذبح له، أهذا دين؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. فلم يجبه صفوان بكلمة. كذا في الإستيعاب2486) . وقد تقدَّم سَعْيُ عمير في إسلام صفوان بن أُمية (ص 178) .
دعوة أبي هريرة رضي الله عنه لأمه وإسلامها
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أدعو أُمي إلى الإِسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإِسلام فتأبى عليَّ، وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فدعُ الله أن يهديَ أُمَّ أبي هريرة: فقال: «اللَّهم أهدِ أُمَّ أبي هريرة» .
فخرجت مستبشراً بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت قصدت إلى الباب فإذا هو مُجاف، فسمعت أُمِّي حسَّ قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة. وسمعتُ حَصْحَصَة الماء، قال: ولبست دِرْعها، وأعجَلَت عن خمارها، ففتحتْ الباب وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فحمد الله وقال: خيراً. وأخرجه أحمد أيضاً بنحوه. كذا في الإِصابة.
وأخرجه ابن سعد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: والله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبَّني. قال قلت: وما يُعلمك ذاك؟ قال: فقال: إني كنت أدعو أُمِّي - فذكر نحوه. وزاد في آخره: فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن، فقلت: أبشر يا رسول الله فقد أجاب الله دعوتك، قد هدى الله أُمَّ أبي هريرة إلى الإِسلام. ثم قلت: يا رسول الله، أدعُ الله أن يحببني وأُمي إلى المؤمنين والمؤمنات وإلى كل مؤمن ومؤمنة. فقال:«اللهمَّ حبب عُبَيْدك هذا وأُمَّه إلى كل مؤمن ومؤمنة» فليس يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبَّني.